مقالات سياسية
حرب الأحقاد

خالد دودة قمرالدين
ـ ما حدث للسودان إنطلاقا من الخرطوم تم ويتم بنية مبيتة فضحتها الكثير من التصريحات منذ ثورة ديسمبر من قِبل بعض العامة وبعض قيادات الغفلة إنتهاءاً بالتهديد والوعيد الشديد (العمارات دي إلا تسكنها الكدايس) لحميدتي ـ مشكلة بعض الجماعات القبلية في السودان بتفتكر بجهالة ان الرجالة وقفت عليهم وباقي الناس لا .. وانهم وحدهم ارباب القتال وهذه آفة الجانجويد التي اوردتهم موارد الهلاك وما زالت ـ مشكلة الكثير من المثقفين والمنظراتية لدينا مدعيّ مناصرة الهامش يرفضون ظلم الهامش ويحرضونهم على القتل والنهب وإحتلال بيوت الآخرين وبذلك يقعون فيما هو أخطر من تهميش المهمش ـ الصبر على الظلم أهون عند الله من قتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق الذي صار منهجاً متبع لدى الكثير من الجرمين ـ لا يستقيم ان يحاربك الطغاة الصغار بذريعة انك كوز ثم يحاربونك بذريعة ٥٦ ثم يحاربونك بذريعة الجهة .. يحاربونك ويحتلون منزلك ويغتصبون عربتك واثاث بيتك والتهمة دائما جاهزة ـ قانون الغاب لايبني وطنا ولا يأتي بالديموقراطية .. وقلناها فيما مضى ان (الغابيون دخلوا المدن فصارت كل المدن غابة ) .. يتصوروا دائما او يصور لهم عقلهم المريض واحقادهم على ما فضّل الله به بعضنا على بعض ان هؤلاء اي بعض سكان الخرطوم وسائر المدن ان اموالهم هذه ما كان لها ان تكون لولا انهم فلول اولاد لذين .. من اين لسذج جهله تنطوي صدورهم على احقادهم معرفة ان هذه البيوت والسيارات بعض اصحابها كادحون منذ ما قامت هذه البلاد .. وبعضهم تغربوا وجاءوا بحصاد غربتهم وبعضهم غامر في دروب التجارة في هذا الوطن الواسع وبعضهم ركب دروب التجارة العالمية وهكذا الى ان نمت اعمالهم فإغتنوا و(إن سعيكم لشتى) ـ محزن جدا ان تفجّر امراضك النفسية واحقادك الشخصية والمجتمعية في مجتمع مسالم يعيش معك في وطن واحد هاتفاً (الله اكبر) والله بريء مما تفعل ـ هكذا هم الجند غير النظاميون على مر العصور يمارسون القتل والسحل والنهب والإغتصاب وكل المنكرات بوحشية تفوقوا فيها على وحوش الغابات وما اعظم امر الانسان عندما يتوحش ـ ورد في عجز مقال بعنوان “الباشبوزق”.. مرتزقة عثمانيون خرّبوا ونهبوا أينما حلوا للكاتب طه عبد الناصر رمضان الاتي ( وقد تميّز هؤلاء بسلوك وصف بـ”المشين” فكسبوا سمعة سيئة كمثيرين للمشاكل والمتاعب، حيث عمدوا لدخول الأسواق لإثارة الفوضى داخلها وأسرفوا في شرب الخمر واتجهوا دائماً لإشهار أسلحتهم وإطلاق الرصاص بالجو مثيرين بذلك الرعب بين المدنيين. في زمن الحروب والثورات، لم تتردد السلطنة العثمانية في الاستعانة بـ”الباشبوزق” لمهاجمة المدنيين داخل المدن حيث نشر هؤلاء الخراب أينما حلّوا، فسرقوا ونهبوا الممتلكات وأحرقوا المنازل وابتزوا الأهالي وعمدوا لخطف الأطفال والنساء واغتصبوهم ونقلوا العديد منهم كعبيد نحو الأستانة. كما ارتبطت بمرتزقة “الباشبوزق” العديد من جرائم الإبادة وجرائم الحرب ) ـ ما اشبه الليلة بالبارحة وما اشبه الجانجويد بالباشبوزق وما اشبه الدولة العثمانية بالسودانية من حيث الإستعانة بالجند غير النظاميون الذين لا محالة منقلبون على الامن والنظاة العام النزّاعون الى التفلت والفوضى .
العيب الحقيقي ليس في المهمشين بل في السياسيين والمثقفين الذين يخدعونهم من أجل التسلق السريع لمقاعد السلطة والثروة. .
لا أحد ينكر على من تعب و إدخر المال بعرق جبينة. لكن يجب أن تقر أيضاً أن معظم العمائر الواقفه في الخرطوم مبنية بالحرام: من سرقة المال العام. إن الإنحياز للحق و العدل أفضل من الانحياز للجهوية الضيقة التي لا تولد إلا دماراً. المشكلة في معظمنا أن لسان حالهم يقول لا أريكم إلا ما أرى. نسأل الله السلامة. صفوا قلوبكم يا سودانيين.