فرسان في الميدان!ا

اوراق متناثرة

فرسان في الميدان!!

غادة عبد العزيز خالد

استعير اليوم إسم برنامج الأستاذ حمدي بدرالدين الشهير «فرسان في الميدان»، ليس للتشبيه ببرنامج تلفزيوني شهير، ولكنني استعير الإسم لكي أتحدث عن نوع مختلف من الفرسان وشكل آخر من اشكال الميادين. فحينما خرجت الجماهير المصرية إلى الطرقات محتجة، لا اظنها كانت تدري إلى اين هي ماضية. لا اظنها كانت تعتزم التجمع في ميدان التحرير لكي تلقي برحالها هنالك. لكن لسبب ما، صارت ارجل المزيد من الجماهير الثائرة تقف في ذات الميدان الذي إتسع لها. لست ادري هل لان الميدان نفسه يسع الملايين الثائرة ام كانت هي روح التوحد التي جعلت الناس تحتمل تلك الأخرى التي بجنبها حتى وإن كانت تختلف وإياها. او كما قال شخص إستضافته إحدى البرامج التفزيونية انه شاهد إمرأة منقبة بميدان التحريرجالسة بجانبها فتاة ترتدي البنطال وتنفث دخان السجائر في الهواء. لكنه من المؤكد ان التاريخ لا يمكن ان يوثق أحداث الثورة المصرية في صفحاته بدون ان يكون ميدان التحرير هو محورا اساسيا فيها.
ومضت ايام قليلة بعد نجاح الثورة المصرية، كان الناس فيها يتكهنون عن مقر الثورة العربية المقبلة. ترى، هل تكون في اليمن ام الجزائر؟ ولكن أتت انباء البحرين العاصفة لكي تحتل خارطة التغطية العالمية بمعظم المحطات الاخبارية. ووجد المحتجون ان ارجلهم ايضا تقتادهم صوب ميدان اللؤلؤة الذي إحتله المعتصمون وبه كانوا ينامون، حتى داهمت قوات الشرطة الميدان بعنف شديد الذي اسفر عن قتلى وعدد اكبر من الضحايا.
ولكن، لم تقتصر اخبار الإحتجاجات في خلال الفترة الماضية على الدول العربية والأفريقية فحسب، بل وحتى الولايات المتحدة صار بها فرسان يحتلون ايضا ميدان. ففي يوم الجمعة، الثامن عشر من نوفمبر 2011، قام حاكم ولاية (ويسكنسن) بتقديم مقترحات الميزانية الجديدة والتي يهدف من خلالها تقليل العجز المالي الشديد الذي تعاني منه الولاية. كانت في المقترحات بنود متشددة تأخذ من ميزانية التعليم بصورة عميقة، وتتضمن إغلاق عدد مقدر من المدارس بالإضافة إلى تسريح نسبة كبيرة من المعلمين. وإجتاح سكان الولاية غضب شديد تجاه الميزانية الجديدة. فكان إتحاد الأساتذة هو البداية، فجميع وظائف اعضائه واقفة في مهب رياح عاتيه تهددها بالتلاشي في المستقبل القريب (جدا). وبالنسبة للآباء، فلقد شعروا بان حاكم الولاية،والذي إنتخبوه حديثا، لا يهتم بالتعليم ولا بابنائهم الذين هم قرة عين لهم، فثار غضبهم ايضا وتناثر. وإتجهت مجموعة كبيرة من سكان الولاية صوب مقر الحكومة، وهم يحتجون ويرفعون لافتات تندد بالميزانية الحديثة إحتلوا ميدان المقر وصاروا يقفون بداخله ويهتفون. ولا يزال المحتجون مسمرين في اماكنهم حتى اليوم.
إن فرسان التغيير والتجديد، شباب اليوم الذي يحلم بمستقبل مشرق وبغد يجنون هم وابناؤهم ثماره. لا يهم إن كان هؤلاء الفرسان مجتمعين في ميدان التحرير او في ميدان اللؤلؤة او حتى في ميدان حاكم الولاية الأمريكية، فيبدو ان رياح التغيير تهب بعنف من الشرق قاصدة إتجاه الغرب ايضا، وصار اليوم هنالك فرسان للتغيير يحتلون حول العالم، اكثر من ميدان.

الصحافة

تعليق واحد

  1. يااختي الفاضلة غادة هنالك امكان من مدلول اسمها تجعل الناس تترجل اليها وتقودها خطواتها الي تلك الاماكن فميدان التحرير اجتمعت فية ثورة عام 1952م والتحم الشعب مع الضباط الاحرار . وفي ثورة فرنسا ضد البطش والاستبداد النابليوني كان هنالك فراغ سياسي اي لم يكن هنالك من يضع اللمسات الاخير للثورة فنادت امراءة في الحشود ان تتوجهوا الي سجن الباسيل حيث السجناء السياسيين واتي الفرج ونضجت الثورة . فيا نساء العالم العربي اجعلن من انفسكن رايات واعلام تهدوننا الي سوا السبيل يا احفاد مهيرة بنت عبود .
    فالشباب هم طاقات النجاح ونبراس النور , وهم الذين اكتووا بالسنة ولهيب نار الحكومات من تشريد وغربة .
    فلك مثال انني تغربت وعمري لايتجاوز 22 سنة بعد التخرج مباشرة , وغيري من ابناء جيلنا ينعمون في خير الانقاذ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..