الفريشة سيدات والباعة رجال: سوق النسوان في كسلا .. طعم التسوق بنكهة البن

كسلا – سمر سليمان

يزخر سوق النسوان الذي أُنشأ في عام (1933)م بكسلا ومحلياتها المختلفة بالعديد من المشغوليات اليدوية للمرأة، التي أضحى بيعها حكراً على الرجال بعد أن تملكوا المحال التجارية، فيما تلاشى العنصر النسائي تماماً بداخله، وتحولوا لمستهلكين فقط.. (اليوم التالي) تذوقت القهوة وتجولت بين أزقة السوق وممراته وخرجت بالحصيلة التالية:

عادات وتقاليد

ورث أحمد عبدالرحمن دكانه بالسوق عن أجداده، وقال منذ أن وعينا على الدينا وجدنا أجدادنا يعملون في هذا السوق وورثنا عنهم المهنة، ولا زلنا نبيع كل مسلتزمات النساء في شرق السودان، وكل ما يتعلق بعاداتنا وتقاليدنا الجميلة الشرقية الأصيلة من (سكسك، ودع وخرز). وأشار أحمد إلى أن السكسك عنصر مهم لدى قبائل الولاية بمختلف سحناتها. ودلل حديثه بأن هناك عدداً من القبائل تعتمد على السكسك عند تجهيز أدوات زينة العروس من (مكحلة ومرواد)، وعند تجهيز مستلزمات العريس التي تحضرها العروس (ملاية، كورية الموية، ومخدة) وتهديها له فور الانتهاء من صناعتها، فيهديها بدوره أوقيتين من الذهب. وأضاف: لكن بعد التطور الذي حدث في المنطقة وحتى لا يضعنّ الوقت في (لضمها) يبتاعها أهل العروس جاهزة، ولأن أحمد يعمل في هذه المهنة منذ فترة أتقنها وأجادها إلى أن صار لديه زبائن من داخل القرية وخارجها وبعض الضيوف القادمين إلى كسلا .

حماية للأطفال

فيما أشار تاجر الإجمالي آدم عبدالمؤمن إلى أنه ورث هذا المحل من والده الذي ورثه من والدته. وقال إن استخدام السكسك والودع والخرز موجود لدى قبائل شرق السودان، ويعد استخدامها نوع من العادات والتقاليد المستخدمة هناك، ولاسيما قبيلة الرشايدة التي تستخدم السكسك في علاقات التلفونات ومداليات المفاتيح، كما تستخدم أيضاً لزينة الملابس، وينقش بها أحياناً أحرف المحبوب والمحبوبة الأولى. وتابع: أما أبناء قبائل الهوسة يستخدمون السكسك والودع من أجل حماية الأطفال والصغار من العين، بعد ربطه في نص الطفل، وتسخدمه قبائل الهدندوة كزينة لليدين باضافة الودع. وقال آدم إنه تاجر إجمالي يوزع بضاعته على القرى المجاورة بعد أن تأتي من أوروبا عن طريق البحر.

حدوق والفخار

ونحن نطوف بأزقة السوق التي تحكي تاريخ هذا السوق العتيق بأطرافه المترامية، اتجهنا صوب (حدوق) صانع الفخار الذي ظل يصنع الفخار سنين عددا، قال لـ (اليوم التالي) أصبحت أسعار مواد تصنيع الفخار غالية جداً بعكس ما كانت عليه في الماضي. وأوضح أنه يقوم بصناعة فخاره من الطين الجيد ويجهزه في المنزل ثم ينقله إلى السوق لإكمال الزخرفة وإضفاء بعض اللمسات الجمالية عليه.

وفي باحة السوق تجد محل الشاب معتصم الذي يبع أدوات التجميل وكل متعلقات النساء منذ (20) عاماً داخل السوق.

يعمل بالسوق منذ زمن بعيد، ولأنه أقدم شخص بالسوق أصبح محمد علي موسى شيخه، ولاسيما لأن عمره داخل هذا المكان (88) عاماً، قال والذكريات تطوف بين عينيه، دخلت السوق وأنا في السابعة من عمري، وكان اسم السوق آنذاك سوق (النسوان)، نسبة لبيع الروب والنبق والدوم والودك والدكوة الذي كانّ يبعنّه أمهاتنا في ذلك الزمان. وأضاف: كان السوق عبارة أشجار دوم وعندما دخل الاستعمار الإنجليزي كسلا عمل مستر هاو على تطوير السوق، وأنشأت له مساطب وسقف بالزنك، لكن أمهاتنا الموجدات في السوق آنذاك رفضنّ دفع المبلغ المقرر شهرياً للإنجليزي، لكنا دفعنا بالإنابة عنهنّ لأننا كنا نعمل معهنّ ونساعدهنّ في البيع، إلى أن تطور السوق بشكله الحالي، ثم توارثنا المحال عنهنّ إلى أن قل وجودهنّ داخل السوق تدريجياً.

جمارك وجبايات

أشار الباقر إدريس إلى مقترح من الحكومة باشتراك كل تاجرين لبناء دكان واحد، إلا أن المقترح جوبه بالرفض، وتنازل عدد كبير من التجار عن أراضيهم للدولة، وتم حل المشكلة نهائياً. وأكد أن تجارة الحدود قلت كثيراً مقارنة مع حركة السوق في السابق، موضحاً أن التهريب كان يلعب دوراً كبيراً في إنعاش السوق، إضافة إلى دخول سلع عديدة من الدول المجاورة التي تساهم في خفض الأسعار المرتفعة، مشيراً إلى أنها كانت تنافس السلع الوطنية، وشكا من عدم قدرة التجار على تحمل تكاليف الجمارك والجبايات الكثيرة ما جعل السوق يعتمد على البضاعة الآتية من سوق أم درمان خاصة في السلع الكمالية من ملابس وأحذية.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. فى الصيف ابرد مكان فى كسلا سوق النسوان الممرات مظلله و الارض مرشوشه مويه و رائحه العطور و البخور فى كل مكان

  2. كسلا جميلة وبذات في الخريف نرجو من حكومة الولاية ان تهتم بالجوانب السياحية في توتيل وان تدخل العاب متطورةفيه تجذب السياح وترفه عن الشعب السوداني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..