الطاهر.. وعيد الأم

زمان مثل هذا
الطاهر.. وعيد الأم
الصادق الشريف
? ويتخير الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر عيد الأم.. ليهدي إلى أمهات الصحافيين ما يظنّه القنبلة.. بأنّ أبناءهنّ عملاء وخونة. ? وهي ليست المرّة الأولى التي يمسك فيها الأستاذ (القانوني) أحمد إبراهيم رئيس المجلس الوطني بمدفعه الرشاش.. ويطلقه في اتجاه الصحافيين. ? والعلاقة بينه وهؤلاء الممسكين بالقلم.. لا ودَّ فيها ولا توادّ.. حتى من قبل أن يكتب الدكتور الطيب زين العابدين عن مرتب الرجل الذي يتجاوز الثلاثين مليوناً.. (ويصل الستين مليوناً بالمخصصات الأخرى). ? وأسهل الاتهامات لدى الساسة هي اتهامات العمالة والتخابر.. لا يتلفت السياسي في أيِّ اتجاه.. ولا يرمش له جفن.. وهو يصف الآخرين بالعمالة والارتزاق. ? ولأنّ الجرائم السياسية لا تصل ? عادةً ? إلى ساحات المحاكم.. فلا إشانة السمعة ولا التشهير ولا التنابز بالألقاب يثير غضبهم.. فإنّ التنابز أصبح في عداد (الروتين اليومي). ? يخرج السياسي الحكومي من بيته صباحاً.. ولا يعودُ إليه إلا وقد اغتاب هذا.. وشتم هذا.. وسفك حصانة هذا.. تلك الحصانة التي منحها الإسلام للمسلم في دينه وعرضه وماله. ? ما أسهل العمل السياسي إذن!!!. ? ولو أنّ ما قاله السيد رئيس المجلس الوطني بأنّ (اتصال الصحافيين بالسياسيين المعارضين هو نوع من التخابر).. فإنّ ما يقوم به الساسة من الاتصال بأولئك المعارضين ليلحقوا بركب الحكومة هو أكبر أنواع (الخيانة العُظمى). ? هي بذات القدر خيانة للبلد وللدماء البريئة التي أراقوها معاً في غير ما حق.. غير الحفاظ على حكم.. ما زال أهله يختلفون في جدلية تطبيقه لشرع الله.. وتمسكه بحبل الله المتين.. (أهله وليس نحنُ). ? في غابر الأيام.. أوقفت السلطات الأمنية صحيفة (الوفاق).. لسببٍ غريبٍ.. وهو أنّها ارتكبت كبيرة من الكبائر ? في ظنّهم – بنشرها لصورة العميد المعارض عبد العزيز خالد على صفحتها الأولى. وعبد العزيز خالد وقتها كان يقود أحد فصائل التجمع المعارض العسكرية.. ومن إريتريا كان يدير معركته ضد الإنقاذ. ? وفي القصر الجمهوري.. كنتُ بمعية الأستاذ الراحل محمد طه محمد أحمد نسأل عن سبب الإيقاف.. فقيل له: إنّ (ما فعله كان ضخماً.. بدرجة الخيانة.. خيانة دماء الشهداء). ? بعدها بفاصلٍ زمنيٍ لم يطل.. دخل الكثير من قادة التجمع المعارض إلى البلاد عبر صالة كبار الزوار.. وشربوا العصائر في الصالة الفخيمة.. في انتظار إكمال الإجراءات الروتينية. ? حتى الإجراءات الروتينية لم يتجشموا مشاقها.. والوقوف من أجلها مع عباد الله السودانيين الذين لم يرفعوا بندقية.. ولم يسفكوا شرايين أنابيب البترول.. وكان الصحافيون ينتظرونهم خارج المطار. ? ومع ذلك.. لم يقل لهم أحدٌ: إنّ ما يفعلونه هو خيانة (ولا أعظم) لدماء الشهداء.. بل فهمنا (كصحافيين).. أنّ ضرورات البقاء (أو فلنقل تلطفاً.. ضرورات الوحدة الوطنية).. أملت على الحكومة أن تدفع للمُعارِض المقاتِل ثمن ما أراقه من دماء وما دمره من بنيات.. ثمناً يقبض بعضه (كاش).. وآخر يقبضه على كرسي وثير وبالتقسيط المريح. ? ألسنا.. أفضل فهماً.. وأعفَّ لساناً من السيد رئيس المجلس الوطني؟؟؟. ? ويا أمي.. في عيدك المجيد.. لو سمعتِ بأنّ فُلاناً قال بأنّ أبناءك عملاء وخونة.. فلا تلقي له بالاً.