الكويت تنظف وزارة الاوقاف من فساد الاخوان

احالة 30 قياديا الى النيابة العامة بتهمة ارتكاب تجاوزات مالية عقب ان حول التنظيم الوزارة الى ممول لفروعه في الخارج.
الشيخ خالد يصحح اخطاء سابقيه
الكويت – أحال وزير الداخلية، الذي يشغل منصب وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية الكويتية بالوكالة، الشيخ محمد الخالد، 30 قيادياً وموظفاً في إدارة الدراسات الاسلامية التابعة لوزارة الاوقاف إلى النيابة العامة بتهمة الفساد وارتكاب تجاوزات مالية خطيرة.
وقالت صحيفة السياسة الكويتية، الخميس، ان الخالد “يوجه ضربة جديدة لأخطبوط الإخوان ذي الأذرع الألف في الكويت”.
وقالت الصحيفة إن القرار الأخير يكشف أن وزارة الأوقاف الكويتية، معقل الإخوان الرئيسي في البلاد، تحولت إلى بحر فساد بلا قاع.
ويقول مراقبون كويتيون أن الضربة الجديدة التي تلقاها الإخوان تُعد “أحدث حلقات مسلسل الفساد الإخواني في الأوقاف” الكويتية بعد أن كشفت التحقيقات عن تحويل “لجنة التعاون الإسلامي” في الوزارة إلى ما يشبه وزارة خارجية موازية تتولى “تنظيم توزيع المنح والعطايا على فروع الجماعة في مختلف دول العالم باسم التبرعات والمشاريع الخيرية”.
وأضافت الصحيفة الكويتية أن اللّجنة “تولت التنسيق والتعاون بين الفروع المختلفة وتلبية احتياجاتها فضلاً عن ترتيب الاجتماعات واللّقاءات”.
وقالت مصادر وصفت بالمطلعة أن الدور الذي قامت به اللّجنة جعل منها واحدة من أخطر وأهم الأدوات المستعملة في تفجير ما سُمي بـ”ثورات الربيع العربي”، خاصة بعد الكشف عن تحويلات مالية هامة إلى مصر والسودان.
والكويت من أكبر مانحي المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين من خلال الأمم المتحدة لكنها تبذل جهودا مضنية للسيطرة على عمليات جمع الأموال بصورة غير رسمية لجماعات المعارضة في سوريا.
وخلافا لبعض دول خليجية أخرى تعارض الكويت تسليح جماعات المعارضة التي تحارب من أجل الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وهذه ليست المرة الوالى التي يتم فيها الكشف عن تمويل جهات حكومية كويتية لجماعات متشددة في سوريا.
فقد اتهم ديفيد كوهين، نائب وزير الخزانة لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية ، في وقت سابق هذا العام وزير العدل الكويتي السابق بتشجيع الإرهاب والدعوة للجهاد. واستقال الوزير في وقت لاحق.
وفي 12 ايار/مايو، استقال وزير الأوقاف الكويتي نايف العجمي بعد ان اتهمه كوهين ايضا مطلع السنة بالتمويل والترويج للتنظيمات المتطرفة في سوريا.
وقال المسؤول الاميركي، المكلف بقضايا تمويل الارهاب، ان صورة العجمي ظهرت على ملصقات لجمع التبرعات لاحد ممولي جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.
واقر العجمي بانه ساهم في جمع تبرعات لسوريا، لكنه اكد انه تصرف بدافع انساني وليس بهدف دعم جبهة النصرة.
وقال كوهين في كلمة ألقاها في مارس/آذار إن الكويت وقطر على وجه الخصوص في حاجة إلى بذل مزيد من الجهد لمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى جماعات متشددة.
واحالة وزير الأوقاف الكويتي، الذي يشغل ايضا منصب نائب رئيس الوزراء، عدداً من القياديين والموظفين في إدارة الدراسات الإسلامية إلى النيابة جاءت بعد إدانتهم من قبل “لجنة تحقيق داخلية بالتعدي على المال العام والاعتداء على أموال الوقف والزكاة وإنفاقها في غير المصارف الشرعية والتلاعب بمكافآت الطلبة والدارسين، فضلا عن تشكيل فرق لجمع التبرعات النقدية في المساجد دون موافقة وزارة الشؤون الاجتماعية أو توضيح وجوه صرف هذه الأموال”.
ومنذ 2004، تمنع الكويت جمع الاموال السائلة لتتمكن من مراقبة مصدر الاموال وتفرض ان تتم التبرعات عبر المصارف.
ولكن لم يكن يتم الالتزام بهذه القاعدة. واتهمت الولايات المتحدة الكويت مرارا بعدم مراقبة عمليات جمع الاموال بطريقة فاعلة.
وفي مطلع اغسطس/اب فرضت السلطات الكويتية ضوابط وقيودا على حملات جمع التبرعات التي تقوم بها جمعيات خيرية اسلامية والتي يعتقد ان بعضها يذهب لتمويل تنظيمات متطرفة خصوصا في سوريا.
ميدل ايست أونلاين