حملة ال100 يوم ..!!

إعلان قوى الإجماع الوطني ، لخطة عمل جماهيري ، للخروج من الأزمة الحالية للوطن ، في تقديرنا هو إعلان جاء في وقته ، فالوطن اليوم يحترق في كل الإتجاهات والبلاد تشهد الذكرى الرابعة والعشرون لإنقلاب الإنقاذ ، فما أشبه الليلة بالبارحة ، فعندما جاء نظام الإنقاذ ، أعلن الجهاد وقام بتحويل الصراع الأهلي بين أبناء السودان إلى حرب دينية ، قضت على اليابس والأخضر ، وأضحت البلاد ، مرتع لتجار السلاح ، وثقافة الحرب والجهاد ، وأصبحت الإنقاذ لا تستطيع العيش دون أزمة ، ولا تستطيع الإستمرار إلا في ظل إقتصاد الحرب ، لذلك تصر على إفتعال الأزمات ، لتكسب المزيد من الوقت ، وبالأمس قامت الحكومة ، بإغلاق انابيب النفط ، وإعلان الجهاد وتجييش الشعب مرة اخرى للدخول في حرب ، لا نعرف مداها هذه المرة ..!!

حملة ال100 يوم ، والتي تنتهج خلالها قوى الإجماع الوطني النضال السلمي الديمقراطي ، ضد سياسات النظام ، في تقديرنا هي محاولة جيدة ، وبداية موفقة ، وجيد ان بداية الحملة تبدأ بمقترح للرئيس البشير ، حول رؤيتها للحل ، والذي يتمحور حول ، تشكيل حكومة قومية لا تستثني أحد ، حكومة قومية مهمتها الأساسية التمهيد لوضع ديمقراطي حقيقي ، بعد تفكيك دولة الحزب الواحد ، الذي إعترف بها البشير بعيد الإنفصال وقال ، أنهم أخطأوا بإنتهاجهم سياسة التمكين ، وتسييس الخدمة المدنية ، والسيطرة على المؤسسات القومية لصالح حزبه ..!!

وفي حالة رفض حزب المؤتمر الوطني لمقترح الحكومة القومية ، التي ستمهد لإجراء إنتخابات محايدة يختار من خلالها الشعب ممثليه ، وتجيب على سؤال كيف سيحكم السودان ؟ ، ستستمر قوى الإجماع في حملة شعبية كبيرة ، للوصول لوضع ديمقراطي من خلال ، رفع شعار العصيان المدني والإضراب السياسي ، هذه الخيارات المجربة في ثورتين شعبيتين في السودان ، وسيتم إنزال الشعار لأرض الواقع من خلال ، الندوات الجماهيرية ، والإحتجاجات السلمية ، بقيادة قوى الإجماع الوطني ..!!

في تقديرنا ، هي فرصة جيدة لتعرف المعارضة جماهيرها على أرض الواقع ، ونتمني أن تخرج مظاهرات مؤيدة للنظام ، مقابل أخرى معارضة له ، ولنرى لمن الغلبة ، ولكن على ان يلتزم حزب المؤتمر الوطني بعدم قمع أي تعبير سلمي ضد سياساته ، مع الوضع في الإعتبار ، ان حملة ال100 يوم ترفض اسلوب الكفاح المسلح ، وتنتهج النضال السلمي المدني ..!!

نتمني أن لا تطلع الحملة ( ماسورة ) ، ونتمنى ان نرى قيادات الأحزاب في مقدمة الجماهير في الشارع ، فعندما يتعرض قادة الأحزاب للإعتقال ، ربما سيكون حينها هناك عمل جماهيري فعال على أرض الواقع ، وإلا سنجد بعض الافتات المكتوبة بالفحم ، ( حضرنا ولم نجدكم ) ..

ولكم ودي ..

منصات حرة
نورالدين عثمان
[email][email protected][/email] الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..