مُعْضِلة التهريب

تظل عمليات التهريب؛ واحدة من أخطر المهددات التي تواجه اقتصاد دول العالم الثالث. حيث ضعف الإمكانيات في مواجهة المهربين، وصعوبة ضبط الحدود، وغياب الاستقرار السياسي، الذي بدوره ينعكس على الأوضاع الأمنية والاقتصادية…

استكمالاً لمقال الأمس الذي تناولنا فيه قضية تهريب الصمغ العربي، وتراجع السودان من المركز الأول إلى الرابع عالمياً في إنتاج وتصدير الصمغ العربي، بسبب التهريب. نتيح الفرصة اليوم للخبير الاقتصادي الأستاذ عثمان حسن محمود، نائب الرئيس التنفيذي لمركز التنمية والتطوير للاستشارات الاقتصادية (الدمام). حيث جاء في رسالته: (التحية لك أخي التاي.. وانت تتناول أهم القضايا المُتشعِّبة، والمؤثرة على اقتصاد الدولة، وهي التهريب سواء تهريب الى الخارج أو الداخل، وذلك بكافة أنواعه. حيث يُعدُّ التهريب بمثابة استيراد أو تصدير خارج الغطاء الجمركي. وبالتالي فقدان عائدات مادية للنظام المصرفي، والمساهمة في زيادة الكتلة النقدية خارج الجهاز المصرفي. هذا من جانب، وشح العملات الاجنبية من جانب آخر. وبالتالي المساهمة في زيادة معدلات التضخم، وما يترتب عليها من آثار سالبة. اضافة الى خلق طبقة مستفيدة من هذا الحراك ــ كما يطلق عليها (مافيا) التهريب ــ دون النظر للاهتمام بادخال الأموال في الدورة الاقتصادية. وبالتالي عدم مراعاة الجدوى الاقتصادية لاستثمار هذه الأموال..

ولا سيما أن لذلك آثاراً اقتصادية واجتماعية وأمنية يصعب حلَّها على المدى القريب، نظراً لارتباط مكافحة التهريب بحماية الحدود، وتمدد الحركات المسلحة وسيطرتها على الأشرطة الحدودية، مما يصعب معه إقامة منافذ جمركية، أو تفعيل وتنظيم تجارة حدودية بين الدول في الوقت الراهن، مالم ينصلح حالنا السياسي، والذي يسهم في زيادة تدهور أوضاعنا الاقتصادية عاماً بعد عام. وكما تطرَّقت أن الدولة على علم بما يجري فيما يتعلَّق بعمليات التهريب، وتظل كافة الجهود والحلول الحالية محدودة التأثير لمحاربة هذه الظاهرة، نظراً لارتباط الحل الجذري لهذه الظاهرة بالسياسات الكليَّة للدولة، الى جانب السياسة الاقتصادية، وضعف الدراسات والاستراتيجيات للحد من آثار التهريب، حيث من الملاحظ عدم وجود احصاءات كافية ودقيقة تبيِّن حجم الخسائر الكلية على الاقتصاد السوداني جراء عمليات التهريب، واثر ذلك على القطاعات الاقتصادية المختلفة، الصناعية، والتجارية، والزراعية. وبالتالي بيان حجم خطورة الظاهرة اقتصادياً. مع اعترافنا التام بما تبذله مصلحة الجمارك في هذا الشأن، وبالتالي تظل الاجراءات والأمن الجمركي مهماً، لكنه غير كافٍ..). اــ هـ

اللهم هذا قسمي فيما أملك…

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين..
الصيحة