مائة يوم من اعتقاله..الحرية الى وليد الحسين

د.يوسف حسين
قبل مئة يوم بالضبط من اليوم تم اعتقال وليد الحسين من منزله بمدينة الخبرالواقعة شرق المملكة العربية السعودية.. ولا يزال يقبع فى سجنه حتى هذه اللحظة ,اخر زيارة لوليد كانت فى الحادى والثلاثون من اغسطس الماضى اى قبل شهرين بالتمام والكمال و كان ذلك الزائر زوجته السيدة دعاء محمد ابراهيم .. هى واخاه عبد الباقى الحسين هما الشخصان الوحيدان الذان سمح لهما بزيارة وليد طيلة فترة الاعتقال ..التفسير الوحيد والمنطقى الذى تفسر به عائلته كامل هذا الوضع الكارثى الذى تمر به هو عبارة واحدة:النظام السودانى ممثلا بجهاز الامن والمخابرات الوطنى. وما يؤكد هذا الزعم لدرجة اليقين ان وليد ليس لديه اى مخالفات تتعلق بالقانون السعودى طوال فترة اقامته فى المملكة العربية السعودية الممتدة لما يقارب الخمسة عشر عاما
– منذ ان خرجت الراكوبة – اسم الصحيفة والموقع الذى يشارك وليد فى ادارة الدعم الفنى له – للوجود انتهجت خطابا اعلاميا وطنيا وديمقراطيا داعما لقضايا التغيير والحرية وحقوق الانسان وكافة القضايا الوطنية السودانية حتى اصبحت بمرور الزمن واحدة من اهم المنابر الاعلامية البديلة المعتمدة فى انتشارها على الانترنت ونشرت خلال سنوات عمرهاالقصير التى بلغت العشر, الاف المقالات والمنشورات والوثائق والدراسات الداعمة لقضايا التغيير والديمقراطية وترسيخ مفاهيم حقوق الانسان وحرية التعبير
طيلة هذه السنوات ظل وليد يتعرض لكافة انواع التهديد من قبل جهاز الامن والمخابرات الوطنى والتى بلغت حد التهديد بالتصفية الجسدية ..كما تعرض الموقع للتهكير والهجوم الالكترونى بشكل متكرر ..لكن كل ذلك التهديد وكل تلك المعوقات و العقبات شكلت دافعا لكافة اعضاء مجلس ادارة الموقع وحافزا لمزيد من الاهتمام بتطوير الموقع وادائه وزادتهم يقينا بضرورة مواصلة دورهم ورسالتهم العظيمة فى ايصال صوت الاغلبية الساحقة والمسحوقة بكافة انواع ادوات القهر والسيطرة النظامية ..فكلما اشتدت الهجمات وارتفعت وتيرة التهديدات كانت الراكوبة تنتقل من نجاح لاخر..سواءا كان من ناحية كسب ثقة مزيد من القراء والمتصفحين واجتذاب المزيد من الصحفيين المحترفين و كتاب اعمدة الراى والمقالات من المئات من ابناء الوطن الحادبين على قضاياه حتى اصبحت الراكوبة من اكثر المواقع السودانية تصفحا اذ فاقت فيها معدلات التصفح اليومى مئات الالاف المن الزيارات , وشكلت بديلا ذا مصداقية عالية جدا للصحف التى يسطير عليها النظام اما مباشرة عن طريق مجالس ادارتها او عن طريق المجلس الاعلى للصحافة وقوانين الرقابة القبلية التى يشرف على تنفيذها جهاز الامن والمخابرات سئ الذكر …من ناحية اخرى اكسبت هذه الصراعات مع النظام الطاقم الادارى للصحيفة خبرة اكبر فى كيفية جعل الموقع اكثر امانا اذا نجحوا فى التغلب على كافة الهجمات الالكترونية التى قادها النظام … كما تفردوا فنيا بحعل الموقع اكثر جاذبية وسهولة فى التصفح فتطور من حيث التصميم والتبويب والارشفة….وظلت المعادلة الموجعة للنظام تزداد غورا ..كلما اوغل فى تهديداته الموجهة شخصيا لوليد ..او كلما كثف من هجماته الالكترونية على الموقع ..تزداد مصداقية وحصانة الموقع ويتضخم عدد قراءه وكتابه يوما بعد يوم …وفى جميع تلك المسارات والاحداث والهموم كان وليد واسطة العقد .. بشخصه الصبور المهذب الرحيب الصدر الواسع الافق ببيته المفتوح للجميع .. وبوقته المبذول فى كافة الاوقات بتحمله لكافة الضغوط وهو الزوج و الاب لطفلتين فى بواكير الطفولة… فى حين كان بامكانه الاكتفاء بسلام ودعة الاغتراب النفطى وكان بامكانه ايضا تكريس موقعه كاحد المواقع الترفيهية واستثماره تجاريا ليدر عليه ما يدر من اموال وكان ايضا بامكانه بيع الموقع للنظام وتغيير مواقفه كما فعل بعض كبار الساسة ..لكنه اختار طريقه الذى امن به ووعى مخاطره و اعتاد عقباته منذ ان كان طالبا معارضا بجامعة الخرطوم .والذى لم يتخلى عنه يوما ولم يحيد بل كبرت الاعباء والمهام والتبعات حتى اوصلته اليوم الى ماهو فيه .
كل الدعم والتضامن مع وليد وعائلته الكريمة والتى ازدانت بفارس جديد هو يامن اثناء وجوداباه فى المعتقل ..و.باسم كافة ضحايا تجربة الحكم الشيطانية ..باسم المهجرين والمشردين والمفصولين تعسفيا باسم المعتقلين والمعذبين والمقهورين فى كافة ارجاء الوطن المستباح باسم جميع الشرفاء و انصار الحرية فى جميع بقاع الارض لوليد الحرية الغير مشروطة وللوطن المستباح ساعة خلاص تقترب كلما امعنَا فى التضحيات والبذل بلا منٍ ولا تظاهر كما كان دأب وليد الحسين دائما …
رغم غرابة الموقف وظروف المناضل الجسور وليد الحسين ومعاناته ومعانات أسرته , ورغم الصمت المطبق الرهيب , لا زلنا نطمع في عدالة السماء وصحوة ضمائر الذين تسببوا فيما آل اليه الوضع الذي يعيشه الأستاذ وليد وأسرته الآن … نرجو النظر في أمره ان لم يكن من باب الرأفة والكرم, فليكن من باب العدالة وحقوق الانسان … والله لا يضيع أجر من أحسن عملا
وليد لم يخرق الأنظمة السعودية وإذا كانت السعودية غير راغبة في وجوده على أراضيها
لأي سبب كان عليها السماح له بالمغادرة إلى الجهة التي يختارها
وليد لم يكن يحمل البندقية بل القلم والعلم
ومحبته لشعبه
أطلقوا سراح الوليد
ولتتصاعد حملات التضامن العالمية مع الوليد
أطلقوا سراح الوليد
أطلقوا سراح القلم
أطلقوا سراح حرية الرأي
ستخرج شامخاً أيها الوليد فإن الله مع الصابرين
الحريه لوليد مطلب شعبي ورغم إننا لا نعرف لماذا تم إعتقال وليد ولكن نحن لن ننسي كل أصدقاء الشعب السوداني الذين وقفوا معه ضد طغيان الكيزان وكذلك لن ننسي أعداء الشعب السوداني الذين ساندوا الكيزان علي قمع الشعب السوداني و الي ذلك الوقت سيكون ردنا حاسماً .
نرجو من خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود رئيس مجلس الوزراء وولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ومن اصحاب السمو الملكي الأمرء ومن وزراء الحكومة الموقرين النظر بعين الرحمة والعدالة بإطلاق سراح وليد الحسين وعودته لأسرته وتحقيق عدالة الإسلام وسماحته كما قال صلى الله عليه عندما فتح مكة المكرمة ( ما ظنكم بي أني فاعل بكم قالوا : أخ كريم وأبن أخ كريم فقال صلى الله عليه وسلم : إذهبوا وأنتم الطلقاء) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
إننا نرجو من الله ثم نرجوكم إطلاق سراح وليد الحسين وعودته لأسرته وزوجته وأطفاله
إذا أفترضنا بحسن النوايا بأن ليس لجهاز الأمن يد فيما يصير لوليد
لماذا لا تتدخل السفارة لدى السلطات السعودية لجلاء الأمر ومعرفة سبب إعتقال أحد رعاياها وحاملي جوازها.