أخبار السودان

إبتعدوا عن الجنوب…!!

عبدالباقي الظافر
 
كان غريباً في ذاك النهار القائظ أن يقف رياك مشار في باحة القصر الجمهوري بالخرطوم ..الزائر الجنوبي وجد كل الأبواب مغلقة ..أين ما مضى مشار سائلاً  اعادة فتح أنبوب النفط كان يجد إجابة واحدة نحن لم نغلق الأنبوب.. وبعدها ينثر المسئولون السودانيون حزمة من المستندات معززة بصورة وأشرطة فيديو امام الزائر .. تتحدث كل الوثائق عن دعم حكومي توفره جوبا لمتمردي الجبهة الثورية..مشار الذي مكث بضعة اشهر كان يدرك او ربما يتمنى ان يجد رجلا خارج الدائرة المغلقة يصله برئيس الجمهورية..لم يصدق مشار ان يجد أمامه الرئيس السوداني شخصيا.. داخل الفناء الاخضر ووقوفا أدار نائب الرئيس الجنوبي وقتها اخطر مباحثات مع الرئيس السوداني ..دبلوماسية مشار التي لا تعرف الملل نجحت في تلين الموقف السوداني مما اسهم لاحقا في انسياب النفط الجنوبي عبر الموانيء السودانية. 

عاد الرئيس البشير امس من زيارة خاطفة لدولة جنوب السودان .. رافق الرئيس الى جوبا وزير الدفاع ومدير جهاز الأمن بجانب وزير الخارجية..الزيارة حسب السكرتير الصحفي للرئيس السوداني جاءت بدعوى رسمية من الرئيس سلفاكير .. في مؤتمر صحفي اعلن البشير ان السودان لن يسمح للمعارضة الجنوبية ان تنطلق من ارضه.. تسريبات خرجت تؤكد ان السودان سيسل نحو تسعمائة خبير نفطي للعمل في الحقول الجنوبية التي هجرها الخبراء الأجانب بعيد اندلاع العنف.. ولم تستبعد ذات المصادر تكوين قوة مشتركة من الدولتين لتامين حقول النفط القريبة من الحدود المشتركة.

بداية صحب الزيارة اضطراب في البرمجة.. الناطق باسم وزارة الخارجية  صرح امس للزميلة الراي العام ان وزير الخارجية الجنوبي سيصل الخرطوم اليوم الثلاثاء حاملا رسالة من الرئيس سلفاكير لنظيره السوداني..بالطبع في هذا التاريخ يكون الرئيس السوداني قد أنهى زيارته لجوبا وبالتالي لا يحتاج لوسيط يحمل رسالة.. الاضطراب له منطق واحد ان الخرطوم كانت ومازالت مترددة في دعم  طرف ضد اخر في جنوب السودان..غير ان الزيارة المفاجئة تعتبر وبكل المقاييس خطوة صريحة في دعم الرئيس سلفاكير الذي يخوض معارك دبلوماسية وعسكرية مع خصومه..كان من الافضل في مثل هذه الأجواء الترابية تأجيل الزيارة الى حين.. او الاكتفاء بتمثيل منخفض يرأسه وزير الخارجية .

بصراحة مطلوب من الخرطوم في هذه اللحظة التحلي بالحكمة وضبط النفس..ليس للحكومة السودانية غير ان تحتفظ بمسافة واحدة من جميع الفرقاء في جنوب السودان..بداية لا احد يستطيع ان يتنبأ على اي حال سينتهي الصراع الذي استفحل في جنوب السودان..صحيح ان الرئيس سلفاكير مدعوم بشرعية الانتخابات ولكن جبهة خصومه حققت اكثر من انتصار وتسيطر على معظم حقول النفط الجنوبي.. مصلحة الحكومة السودانية الحفاظ على الهدوء الحذر وتحييد النفط.. معادلة أشار لها الدكتور مشار أكثر من مرة.

الأخطر من ذلك ان الحرب الاهلية في الجنوب اكتست لبوس عرقية..في مثل هذه الأوضاع من اليسير حدوث مجاذر جماعية.. وجود الخرطوم في اي من معادلات الصراع يجعلها عرضة لسهام منظمات المجتمع المدني العالمية خاصة ان للسودان تجارب مؤلمة في هذا الصدد..الأهم من ذلك تاريخ الصراع الطويل في السودان القديم يجعل الحساسية عالية من اي تصرف من الحكومة السودانية في موالاة طرف على الاخر ..كما ان تحالف المعارضات على طرفي الحدود يمكن ان يكون نتيجة لأي تقارب بين جوبا والخرطوم. .ان حدث مثل هذا التحالف فسيخلق جحيما يصعب السيطرة عليه.

على السودان الاستفادة من التجارب المحيطة.. سبق للرئيس المصري ان انزلق في الصراع اليمني اليمني..القرار المصري المتسارع دفع عبدالناصر ثمنه غاليا ووجد نفسه منصرفا عن معارك مركزية .. ذات القرار الخاطئ اتخذه الرئيس السوري السابق حافظ الاسد يوم تدخل في لبنان محاولا ايقاف الحرب الاهلية والتي سرعان ما وجد نفسه طرفا فيها .. اغلب الظن ان الرئيس اليوغندي لم  يمعن النظر في هذه المواقف واندفع بشدة في دعم صديقه الجنرال سلفاكير..لن يحصد الرئيس موسفيني غير كراهية بعض اهل الجنوب.

سياسة الاحتفاظ بمسافة واحدة من الفرقاء وعدم ولوج المستنقعات الجنوبية ولو تحت رايات القوات الأممية يحفظ مصالح السودان الاستراتيجية ويقوي من دوره كوسيط مقبول من جميع الأطراف المتصارعة.

الأهرام اليوم.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ********** حرام يا ناس الراكوبة ********** ما ممكن مقال الاستاذ فيصل محمد صالح ****** تحتو مباشرة مقال عبدالباقي الطافر ****** و صبي النفايات عزالطين ******* ادوا الاستاذ حقه الادبي **********

  2. الحكومة تقيف موقف وسط من الفريقين ده كلام شنو دي حكومة ضد معارضة مسلحة يعني لو سلفاكير قال حايقيف موقف وسط بين الجبهة الثورية والانقاذ ده كلام مقبول سلفا كير بيمثل الجهة الشرعية وعمر البشير بيمثل الجهة الشرعية وبعدين ريك مشار له موقف عدائي مع السودان ومبدئي وكل جماعته باقان وتعبان ودينق الور وهؤلاء هم اسباب عرقلة مشكلة ابيي وهؤلاء بيمثلوا الجهة الداعمة للجبهة الثورية ولهم راي في السودان بشكله هذا وبيدعوا لي سودان جديد من الغباء الوقوف وسط بين الفريقين ومن اسباب الخلاف بين سلفا ومشار سياسة التعامل مع الشمال ووقف الدعم للجبهة الثورية وتعبان كان هو البيدير معركة هجليج والسياسة ليست لمثاليين والسذج السياسة لعبة مصالح واستغلال فرص وسياسة الحكومة جيده جدا في موقفها في هذه المعركة تحت تحت واقفه مع سلفا كير وموقفها ايضا مابين اثيوبيا ومصر موقف جيد جدا وواقعي نشكر حكومتنا عليه ولابد من استغلال هذه الفرصه لارسال اكثر من رسالة اولاها للمجتمع الدولي الحرض على فصل الجنوب كيلا يشجع على فصل مناطق اخرى وثانيها للافارقه لنبذ او تشجيع اي انفصال في اي دوله والرسالة الاهم للجنوبيين انفسهم عند اندلاع الحرب بينهم لم يهربوا لمناطق سلفا ولا لمناطق مشار بل هربوا للامم المتحده وحين الحرب مع الشمال كانوا بيهربوا للشمال وهذا خيارهم دون ضغوط ومؤثرات مما يشير لخيارهم الخاطي ولكي يعودوا لصوابهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..