إلى الحجاج بروف غندور بن يوسف الثقفي!!

محجوب عروة

عجبت لتصريح صحفي لبروفسير إبراهيم غندور مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني أوردته صحف الخميس الماضي متماشياً مع قول د. مصطفى عثمان الذي أثار موجة من الغضب وكأني بهم الحجاج بن يوسف الثقفي يهدد ويتوعد أهل العراق، قال غندور إن الانتخابات خط أحمر ومن يحاول عرقلتها سيواجه بالردع!! انتظرت أن أجد توضيحاً صباح أمس الجمعة من البروف يصحح أو يحسن فيه هذا التصريح الذي ينم عن تغيير في لهجة التعبير وسلوك الأخ غندورالسياسي المتعفف المتحضر وتواضعه الجم الذي عرفته عنه منذ أن التقينا حين كان يعالج الأسنان في عيادته وبعدها حين أصبح رئيساً لاتحاد العمالوشارك معنا حينها في عمل سياسي وطني محترم عام 1997 في الهيئة الشعبية للحوار والوفاق الوطني والسلام برئاسة الكتور حسين أبو صالح وفتح لنا مشكوراً دار الاتحاد لنجتمع فيه فقد كان بروف غندور مؤمناً بتلك المبادرة ومشجعاً لها والتي كان متطلباتها كالآتي ـ وأنا محتفظ بوثائقها حتى اليوم – تقول: (لابد من تهيئة المناخ باستعادة الثقة بين أطراف الحوار حتى تكون النتيجة مضمونة وثابتة وذلك بالآتي: أولاً الاعتراف المتبادل بين كافة القوى السياسية الفاعلة في المجتمع. ثانياً لإظهار حسن النية يتم الآتي:العفو العام، إطلاق سراح المعتقلين، وقف إطلاق النار، توسيع قاعدة الحريات، إعادة الممتلكات المصادرة، وقف التراشق والهجوم الإعلاميالمتبادل…الخ. ثالثاً الاتفاق على مكان وزمان وكيفية الحوار وآلياته وأسلوبه واجندته (24/8/ 1997 دار اتحاد عمال السودان)…

حقاً ما أشبه الليلة بالبارحة يا بروف غندور خاصة حاجتنا لوقف التراشق الإعلامي!!! وإن أنسى لا أنسى ذلك اليوم حوالي الساعة الحادية عشر مساء عندما حضر الينا فجأة بروف غندور بمكتب د. عصام صديق ونحن نتأهب للسفر إلى كينيا لمباحثات نيفاشا عام 2005 وقد انتدبنا ثلاثتنا أنا وعصام وتوبي مادوت لنطرح على وفدي الحكومة والحركة الشعبية مصفوفة عبارة عن رؤى اتفقت عليها جميع القوى السياسية (أمة، اتحادي، شعبي، شيوعي، جبال النوبة، مؤتمر البجا ود. لامأكول وبعض المستقلين)، وقعوا جميعاً على المصفوفة كل حسب تصوره لنسلمها لقرنق وعلي عثمان في نيفاشا فقام غندور بالتوقيع عليها أيضاً عن المؤتمر الوطني وكان موقفاً نبيلاً منه..

(للتاريخ فقد استقبلنا د. قرنق وقياداته وناقشونا حولها بجدية وعمق وقالوا لنا نقبل 70% منها، بل جاء قرنق بقناة الجزيرة وطلب تصوير استلامه للمصفوفة منا وآنسنا بذكرياته في السودان.أما علي عثمان فكعادته استنكف واستكبر ومارس التعالي ورفض مقابلتنا!! يا له من سياسي وحاكم ومفاوض فاشل.. أعود لبروفسير غندور معقباً على تصريحه وتوعده بالردع وأسأله: هل غيرتك السلطة؟ وبدلاً من أن تكون سمحاً متسامحاً متواضعاً كما كنت وليس فظاً غليظ العبارة أليس هذا أوفق لك ولحزبك ومكانتك ومستقبلك؟ حقاً إن السلطة مفسدة!! قد تقول لي إننى أرد على المعارضة بمثل ما تقوم به من رفض للمشاركة في الانتخابات وتطالب بمقاطعتها والانتخاباتحق دستوري،

أقول لك إن المقاطعة أيضاً حق دستوري فمن لا يرى أن هناك من يستحق أن يعطي له صوته ? وتقول الدعاية الانتخابية صوتك أمانة ومسؤولية – فمن حقه، بل واجبه ألا يدلي بصوته ويجوز له أن يقنع الآخرين بعدم التصويت وهذه هي الممارسة الديمقراطية. صحيح ليس من حقه اعتراضها عبر الوسائل العنيفة المسلحة مثلما قيل إن الشيخ علي عبد الرحمن رئيس حزب الشعب الديمقراطي نادى بمقاطعة انتخابات 1965 وحين سأله القاضي في المحكمة هل قلت قاطعوا وقاوموا الانتخابات بالقوة؟ قال له ذلك ليحاكمه ويدينه ولكن دافع شيخ علي عن نفسه بقولته المشهورة: أنا لم أقل قاطعوها وقاوموها (بالقوة)، بل قلت (بقوة) واستشهد بالآية الكريمة (يا يحيى خذ الكتاب بقوة)فنال البراءة ولكن حوكم أتباعه الذين استخدموا القوة وقتلوا بعض العاملين في الانتخابات جزاءً” وفاقاً.

فيا صديقي غندور ارجع إلى مبادرة الهيئةالشعبية التي اشتركت فيها واستصحبها وطبقها في عملك السياسي سيما وقد أصبحت في قمة السلطة، بل استصحب قوله تعالى: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)، فالشريعة التي تقولون بتطبيقها هي أولاً بعد الإيمان هي الحرية وعدم الإكراه في الدين وبالقياس عدم الإكراه في السياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع وهي العدل والأخلاق الحسنة والاحترام المتبادل والإحسان وهي الشورى والديمقراطية والأمانة والكفاءة والرشد وليس مجرد شعارات للتحكم والتمكين والظلم كما ليست مجرد عقوبات.. هدانا الله وإياكمواختلاف الرأي لا يفسد للود قضية إنما هي أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ? منكر كما هي النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، فلا تخلطوا إيمانكم بظلم كما قال الله.. وبقيت الله خير .
الجريدة

تعليق واحد

  1. هم ما احترموا اتفاقيةنيفاشا وفصلو الجنوب و راهنو على مشروع الاخوان المسلمين والحاضنة التي ماتت في ميدان رابعة العدوية يوم 30 يونيو 2013…ولانها حاضنةميتة لبنا مسموم عشان كده اضحى يتخبطهم المس

  2. مثل هذا كلامك يا اخ عروة صار يثير اشمزازي وعطفي علي كاتبه اما زلت تومن بان غندور وغيره يضعون قدرا ويحترمون من خالفهم الراي..هولاء تجبرو يا عروة وصارو ينظرون لنا بتعالي ودونية..ليس هنالك من حل الا بكنسهم وليشربو من نفس كاس مزلتهم لنا

  3. والله قد ظلمت الحجاج بن يوسف الثقفي وأنت تقارنه بهذا الخنيث الرخو الذي ما قدم شيئا مفيدا لهذه الأمة…أتدري أيها الكاتب ما الذي قدمه الحجاج إلى أمته التي كان يحكمها؟؟؟. أعرف إنك تدري وأعيب عليك المقارنة التي فارقها كما السماء من الأرض.

  4. انسجام تام بين الاستاذ علي والدكتور جون فرنق عليه رحمة الله ياربي شنو البجمع بينهم ؟

  5. محجوب عروة رغم مرجعيتك الأسلامية فأنى أحترم فيك الكلمة الصادقة لأخوة الأمس الذين بداوا دينهم من أجل دريهمات وساروا خلف أبى بن خلف وماعادوا يتذكروا عقاب الله وحسابه فأنطمسوا فى قهر الشعب وذله وأستكانته وصار فرعون هو ربهم الأعلى فلايروا ألا مايرى ولا يتكلموا ألا مايريد.جفت الأقلام ورفعت الصحف وماعاد للشعب ألا الأنتقام ممن هؤلاء أجمعين وأنت تعرف أن الظلم يورث الأنتقام.

  6. لاختبار الرجل امنحة سلطة ومال لتعرف معدنة الاصلي ف غندور باشا حليق اللحية والشارب ثعبان املس

  7. المشكلة ليست في غندور ولا مصطفي إسماعيل (الطفل المعجزة) ولا ياسر يوسف ولا أبو العفين ..الشعب السوداني يعتبر هؤلاء شرذمة صعاليك الإنقاذ .
    لكن المشكلة في الرئيس نفسه الذي تبني أسلوب العفين الفاحش لإساءة للشعب السوداني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..