أهم الأخبار والمقالات

حكومة “تأسيس”: سلطة موازية، حرب رقمية، وتعميق للشرخ في السودان

I. ملخص تنفيذي

يقدم هذا التقرير تحليلاً معمقاً لإعلان “تحالف السودان التأسيسي” (تأسيس)، الذي تقوده قوات الدعم السريع وحلفاؤها، عن تشكيل حكومة موازية، وما تبعه من ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي. يمثل هذا الإعلان تصعيداً محورياً في الحرب الأهلية السودانية، حيث يشكل محاولة رسمية لترجمة السيطرة العسكرية على الأرض إلى شرعية سياسية. يكشف التقرير عن استقطاب حاد في الفضاء الرقمي، والذي يعمل كساحة حرب بالوكالة تعكس الانقسامات العميقة في الصراع الفعلي. تتمحور السرديات المتصارعة حول رؤيتين متناقضتين: رؤية المؤيدين التي تروج لـ”تأسيس سودان جديد”، ورؤية المعارضين التي تحذر من “تقسيم الأمة تحت حكم الميليشيات”. كما يسلط التقرير الضوء على التصدع الحاسم الذي أصاب المشهد السياسي المدني نتيجة لهذه الخطوة. ويخلص التحليل إلى أن هذا التطور، وردود الفعل الشعبية عليه، يدفعان الصراع نحو مرحلة أكثر تجذراً وتعقيداً، مما يعرقل جهود السلام ويثير شبح التقسيم الرسمي للدولة.

II. إعلان سلطة موازية: من السيطرة العسكرية إلى المشروع السياسي

يفصّل هذا القسم الإعلان الرسمي عن الهيكل الحكومي الجديد وإطاره السياسي، مما يؤسس للسياق الواقعي الذي بني عليه التحليل اللاحق.

A. إعلان نيالا: ولادة “حكومة السلام”

في يوم السبت الموافق 26 يوليو 2025، أعلن “تحالف السودان التأسيسي” رسمياً عن تشكيل “حكومة السلام الانتقالية”. ولم يكن اختيار مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، لإطلاق هذا الإعلان مصادفة، بل جاء ليرسخ حقيقة أن هذه الحكومة تنطلق من قاعدة إقليمية ومعقل استراتيجي لقوات الدعم السريع، بعيداً عن مركز السلطة التقليدي في الخرطوم. وقد تم تحديد هيكل قيادي طموح يهدف إلى إظهار طابع وطني وفيدرالي.

  • المجلس الرئاسي: يتولى قيادة هذا المجلس الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع، مما يضع السلطة العسكرية للتحالف في قمة الهرم السياسي الجديد.1 يتألف المجلس من 15 عضواً، من بينهم حكام الأقاليم، في محاولة لإضفاء طابع تمثيلي واسع.
  • رئاسة الوزراء: أُسند منصب رئيس الوزراء إلى محمد حسن التعايشي، وهو شخصية مدنية بارزة وعضو سابق في مجلس السيادة الانتقالي الذي تشكل بعد ثورة 2019. يُعتبر هذا التعيين محاولة واضحة لاستقطاب شخصيات من مرحلة الانتقال الديمقراطي السابقة بهدف تعزيز شرعية الحكومة الجديدة.
  • تعيينات رئيسية: شمل الإعلان تسمية حكام للأقاليم المختلفة، مثل الدكتور الهادي إدريس لإقليم دارفور، وفارس النور لإقليم الخرطوم، وجقود مكوار مرادة لإقليم جنوب كردفان/جبال النوبة، وغيرهم، مما يعكس سعياً لإنشاء هيكل إداري شامل يغطي جميع المناطق التي يطالب التحالف بالسيادة عليها.

جدول 1: التعيينات الرئيسية في حكومة “تأسيس” الانتقالية

المنصب

الشخصية المعينة

رئيس المجلس الرئاسي

الفريق أول محمد حمدان “حميدتي” دقلو

نائب رئيس المجلس الرئاسي

عبد العزيز الحلو

رئيس مجلس الوزراء

محمد حسن التعايشي

حاكم إقليم دارفور

الدكتور الهادي إدريس يحيى

حاكم إقليم الخرطوم

الأستاذ فارس النور إبراهيم

حاكم إقليم جنوب كردفان/جبال النوبة

السيد جقود مكوار مرادة

حاكم إقليم الفونج الجديد

السيد جوزيف تكا علي

حاكم الإقليم الأوسط

السيد صالح عيسى عبد الله

حاكم الإقليم الشرقي

الدكتور مبروك مبارك سليم

حاكم الإقليم الشمالي

بروفيسور أبو القاسم الرشيد أحمد

حاكم إقليم كردفان

السيد حمد محمد حامد

B. المخطط الدستوري لـ “سودان جديد”

تستند هذه الحكومة إلى “دستور انتقالي لعام 2025” تم التوقيع عليه في نيروبي في مارس 2025، وهو يلغي صراحة الوثيقة الدستورية التي حكمت الفترة الانتقالية بعد ثورة 2019. ويطرح هذا الدستور رؤية سياسية جذرية تهدف إلى معالجة ما يسميه التحالف “الجذور التاريخية” لأزمات السودان المتلاحقة.

  • المبادئ الأساسية: يُعرّف الدستور الجديد الدولة بأنها “علمانية، ديمقراطية، لا مركزية”، مع فصل تام بين الدين والدولة، وهو ما يمثل تحدياً مباشراً لنفوذ الحركات الإسلامية التاريخي في السياسة السودانية.
  • التقسيم الإداري الجديد: يقسم الدستور البلاد إلى ثمانية أقاليم، بما في ذلك “إقليم الفونج الجديد”، مع منح كل إقليم الحق في صياغة دستوره الخاص.
  • جيش وطني جديد: يدعو الدستور إلى تأسيس جيش وطني جديد وموحد، تكون نواته قوات الدعم السريع والحركات المسلحة المتحالفة معها، مع حل القوات المسلحة السودانية الحالية وما يرتبط بها من “مليشيات”، وهو ما يعد التحدي الأكثر مباشرة للدولة القائمة.
  • فترة انتقالية ممتدة: يقترح الدستور فترة انتقالية طويلة تمتد لعشر سنوات وتمر بمرحلتين، مما يشير إلى مشروع سياسي طويل الأمد وليس مجرد ترتيبات مؤقتة.

إن التفاصيل الدقيقة للهيكل الحكومي والأساس الدستوري الذي يستند إليه تظهر تحولاً محسوباً في استراتيجية قوات الدعم السريع. لم يعد الأمر مجرد تمرد عسكري، بل تطور إلى مشروع سياسي يهدف إلى بناء دولة. إن صياغة دستور جديد، وتحديد أيديولوجية الدولة، وإعادة رسم الخريطة الإدارية، والتخطيط لجيش جديد، كلها أعمال تأسيسية للدولة وليست مجرد إدارة. هذا يعني أن التحالف لا يسعى فقط للحصول على مقعد على طاولة الحوار في الخرطوم، بل يقوم ببناء طاولة خاصة به في نيالا. هذه الخطوة تجبر المجتمع الدولي والخصوم المحليين على مواجهة رؤية سياسية منافسة لمستقبل السودان، مما يصعد الصراع من كونه صراعاً على السيطرة على الدولة القائمة إلى معركة حول تعريف الدولة نفسها.

III. تشريح تحالف “تأسيس”: هل هو ائتلاف مصلحة؟

يعمل هذا القسم على تفكيك التحالف لتحليل ديناميكياته الداخلية ونقاط قوته وضعفه.

A. ائتلاف التناقضات

يُعد تحالف “تأسيس” خليطاً غير متجانس من الكيانات العسكرية والسياسية والمدنية.

  • القوى العسكرية الأساسية: تشكل قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، والحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، العمود الفقري العسكري للتحالف.
  • الفصائل السياسية: يضم التحالف تيارات منشقة عن أحزاب تقليدية كبرى مثل حزب الأمة القومي (بقيادة فضل الله برمة ناصر) والحزب الاتحادي الديمقراطي، بالإضافة إلى “الجبهة الثورية”.
  • المكونات المدنية والقبلية: يشمل التحالف أيضاً مجموعات من المجتمع المدني، وإدارات أهلية، وشخصيات مستقلة.
  • التوترات الداخلية: تشير التقارير إلى وجود احتكاكات وخلافات داخلية كبيرة أدت إلى تأجيل الإعلان الأولي عن الحكومة. كما تظهر بوادر خلافات أخرى، حيث حذرت حركة “تمازج” المتحالفة معهم من تهميشها في الحكومة الجديدة، بينما يظل تهديد الحركة الشعبية بالانسحاب قائماً.

جدول 2: مكونات تحالف “تأسيس”

الفئة

المكونات

القادة الرئيسيون

القوى العسكرية

قوات الدعم السريع، الحركة الشعبية-شمال، حركة العدل والمساواة، حركة تحرير السودان-المجلس الانتقالي، حركة تمازج

محمد حمدان “حميدتي” دقلو، عبد العزيز الحلو

الأحزاب السياسية (تيارات)

حزب الأمة القومي (تيار فضل الله برمة ناصر)، الحزب الاتحادي الديمقراطي (تيارات منشقة)

فضل الله برمة ناصر، إبراهيم الميرغني

الائتلافات السياسية

الجبهة الثورية السودانية

الدكتور الهادي إدريس

الشخصيات المدنية/المستقلة

إدارات أهلية، منظمات مجتمع مدني

محمد حسن التعايشي، نصر الدين عبد الباري

B. الرؤية المعلنة مقابل الأجندة المتصورة

  • السردية الرسمية: يقدم التحالف نفسه كمنصة وطنية تهدف إلى “مواجهة السودان القديم”، وإنهاء الحروب عبر معالجة جذورها، وبناء دولة جديدة على أسس الحرية والعدالة والمساواة. ويبررون هذه الخطوة بأنها رد فعل ضروري على فشل حكومة بورتسودان في توفير الخدمات والأمن للمواطنين في مناطق سيطرتهم.
  • السردية المضادة: يرى النقاد والمعارضون على نطاق واسع أن التحالف ليس إلا واجهة سياسية لطموحات قوات الدعم السريع العسكرية والاقتصادية. ولا يُنظر إلى الحكومة على أنها مشروع سلام، بل “حكومة ميليشيا” ووسيلة لـ”حميدتي” لإضفاء الشرعية على سلطته وسيطرته على أراضٍ شاسعة، مع مخاوف جدية من أنها خطوة ملموسة نحو انفصال دارفور ومناطق أخرى.

إن تحالف “تأسيس” هو ائتلاف مصلحة، توحده مواجهة عدو مشترك (القوات المسلحة السودانية ومؤسسة “السودان القديم”) أكثر من توحده رؤية حقيقية ومستدامة. هذا يجعله هشاً بطبيعته وعرضة للانهيار على المدى الطويل. ومع ذلك، فإن هذا التنوع ذاته يمنحه قوة مؤقتة، حيث يسمح له بالظهور بمظهر التحالف واسع القاعدة في الوقت الراهن. إن وجود مكونات ذات مصالح تاريخية متباينة، مثل أجندة الحكم الذاتي العلماني للحركة الشعبية-شمال وأهداف قوات الدعم السريع القائمة على السلطة والموارد، يؤدي حتماً إلى صراعات داخلية حول تقاسم السلطة والاستراتيجية، كما يتضح من التأجيلات والتهديدات بالانسحاب. وفي حين أن هذا يمثل نقطة ضعف قاتلة على المدى البعيد، إلا أنه في المدى القصير يعد أصلاً استراتيجياً. فهو يتيح لـ”حميدتي” الادعاء بأنه يقود “تحالفاً مدنياً عسكرياً واسعاً” وليس مجرد ميليشيا، ويوفر له مجموعة من الشخصيات لملء المناصب الوزارية، مما يخلق مظهر حكومة فاعلة وشاملة. وبالتالي، فإن تركيبة التحالف سيف ذو حدين: فهي توفر الغطاء السياسي اللازم لمشروع قوات الدعم السريع الآن، لكنها تحمل في طياتها بذور دمارها في المستقبل.

IV. ساحة المعركة الرقمية: طيف من ردود فعل النشطاء

يتناول هذا القسم الأساسي استفسار المستخدم مباشرة من خلال تحليل الخطاب عبر الإنترنت، وتصنيف الردود للكشف عن الانقسامات المجتمعية العميقة.

A. أصوات التأييد: “تأسيس ضروري لسودان جديد”

  • الحجة الأساسية: يصور المؤيدون على منصات مثل تيك توك وفيسبوك هذه الحكومة على أنها خطوة تاريخية وضرورية لتفكيك “السودان القديم” القائم على الحكم المركزي ذي النفوذ الإسلامي، وبناء دولة جديدة وعادلة.
  • الاحتفاء بالتعيينات: عبرت العديد من التعليقات عن التهاني (“مبروك”) وركزت على شخصيات بعينها، مما يشير إلى أن الدعم غالباً ما يكون مرتبطاً بولاءات إقليمية أو قبلية أو شخصية بدلاً من تأييد كامل للمشروع. على سبيل المثال، كان هناك ثناء خاص على مبروك مبارك سليم (من الشرق) والهادي إدريس (من دارفور).
  • الأمل في الاستقرار والتقدم: أعرب بعض المستخدمين عن أملهم في أن تضع هذه الحكومة حداً للحرب وتفتح الباب أمام “التقدم والازدهار” (قدام بس ✌️). يعكس هذا شعوراً عميقاً بالإرهاق من الحرب واستعداداً لتبني أي بديل للفوضى الحالية.
  • التبرير كرد على المظالم: يجادل المؤيدون بأن الحكومة هي رد فعل مشروع على إخفاقات حكومة بورتسودان، مثل عجزها عن توفير الخدمات الأساسية والأمن والوثائق الرسمية للمواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.

B. جوقة الإدانة: “حكومة الخيانة والتقسيم”

  • شرعية حميدتي: يتمثل خط الهجوم الأقوى والأكثر تكراراً في رفض “حميدتي” كقائد وطني بسبب التاريخ الموثق لقوات الدعم السريع في ارتكاب جرائم حرب وتطهير عرقي وانتهاكات لحقوق الإنسان. ويتجلى هذا الموقف في النقد الذي وجهه المحلل نور الدين صلاح الدين، الذي تساءل: “كيف يتحول مجرم حرب إلى زعيم تأسيسي؟”.
  • تهديد السيادة والوحدة: الموضوع المهيمن بين المعارضين هو أن هذه “الحكومة الموازية” خطوة مباشرة نحو التقسيم الرسمي وتفتيت السودان، مع مقارنتها بالأوضاع في ليبيا واليمن. وقد وُصفت بأنها “حكومة العمالة والمهزلة”.
  • رفض من قادة مدنيين بارزين: أدانت شخصيات بارزة مناهضة للحرب هذه الخطوة بقوة.
  • مدني عباس مدني: صرح الوزير السابق بأن كل من يدعم “حكومة الدعم السريع” هو “شريك في جرائمها”، وأن هذه الخطوة تخدم في النهاية مشروع “الكيزان” (الإسلاميين) من خلال تقسيم البلاد. ويرى أنها خضوع خطير لمنطق السلاح (“الوقوع في حمى البندقية”).
  • ياسر عرمان: رفض زعيم تيار في الحركة الشعبية وكتلة “صمود” باستمرار أي “حكومة في المنفى” أو سلطة موازية، معتبراً إياها “شرعنة لتقسيم السودان”.
  • اتهامات بالرعاية الأجنبية: يلمح بعض الخطاب عبر الإنترنت أو يصرح مباشرة بأن الحكومة الجديدة هي وكيل لقوى أجنبية، وتحديداً الإمارات العربية المتحدة، ويصفونها بأنها قد تكون “دويلة إماراتية”.

C. السخرية والرفض: “حكومة الأونلاين”

جزء كبير من ردود الفعل السلبية تجلى في شكل سخرية واستهزاء، وهي أداة قوية لنزع الشرعية في الفضاء الرقمي.

  • عبارات رئيسية: وصف المعلقون مراراً السلطة الجديدة بأنها “حكومة مواقع التواصل الاجتماعي” أو “حكومة أونلاين”.
  • الوظيفة الخطابية: يعمل هذا التأطير على إنكار أي سلطة ملموسة أو دعم شعبي أو شرعية واقعية للحكومة. فهو يصور الإعلان على أنه “حيلة إعلامية” أو “مهزلة” (“ههههههههههه”) ، رافضاً إياه بفعالية دون الحاجة إلى الدخول في تفاصيل برنامجه السياسي. كما أن أسئلة مثل “المؤتمر وين بالضبط؟ 😂”  تعزز هذه السردية القائمة على انعدام الجدوى.

إن الخطاب عبر الإنترنت ليس مجرد نقاش حول السياسات، بل هو معركة متعددة الجبهات من أجل الشرعية. تستخدم المعسكرات الثلاثة الرئيسية (المؤيدون، والمعارضون، والساخرون) استراتيجيات خطابية متميزة تكشف عن الدوافع الأساسية للصراع. يستخدم المؤيدون لغة الهوية والأمل، فيحتشدون حول القادة الإقليميين  ووعد “سودان جديد” ، مخاطبين أولئك الذين شعروا بالتهميش من قبل النظام القديم. وفي المقابل، يستخدم المعارضون لغة الأخلاق والسيادة، حيث تتمحور حجتهم الأساسية حول أن قائداً متهماً بارتكاب فظائع لا يمكن أن يكون شرعياً ، وأن هذه الخطوة ستدمر البلاد. أما الساخرون، فيستخدمون السخرية كسلاح لنزع الشرعية ، فبرفضهم أخذ الإعلان على محمل الجد، فإنهم ينكرون عليه الثقل السياسي الذي يسعى إليه. تُظهر هذه الأساليب الثلاثة المتباينة أن النقاش عبر الإنترنت ليس حواراً عقلانياً، بل هو صدام بين رؤى عالمية وسرديات تاريخية وأطر أخلاقية متضاربة، مما يعكس الطبيعة المستعصية للحرب على الأرض.

جدول 3: مصفوفة مقارنة للحجج الرقمية المؤيدة والمعارضة لحكومة “تأسيس”

الحجج المؤيدة (سردية “التأسيس”)

الحجج المعارضة (سردية “التقسيم”)

سياسياً: تؤسس لـ “سودان جديد” علماني ولا مركزي لتصحيح المظالم التاريخية.1

أخلاقياً: حكومة يقودها شخص متهم بجرائم حرب وإبادة جماعية هي حكومة غير شرعية (“كيف يتحول مجرم حرب إلى قائد؟”).

إنسانياً: رد فعل ضروري على فشل حكومة بورتسودان في توفير الخدمات والأمن.

سيادياً: خطوة مباشرة نحو انفصال دارفور والتقسيم الرسمي للسودان.

تمثيلياً: تمنح صوتاً للمناطق والجماعات المهمشة من خلال تعيين قادتها.

شرعياً: هي “حكومة ميليشيا” غير منتخبة ولا تملك تفويضاً شعبياً، مجرد “حكومة أونلاين”.

براغماتياً: قيادة حميدتي شر لا بد منه لإنهاء الحرب وتحقيق تغيير جذري.

سياسياً: تفتت الجبهة المدنية المناهضة للحرب بشكل قاتل وتخدم مصالح النظام القديم بتعميق الانقسامات.

V. رؤى تحليلية وتداعيات أوسع

يرتقي هذا القسم بالتحليل من الوصف إلى التفسير، مستكشفاً التبعات الثانوية والثالثية لهذا التطور السياسي.

A. التصدع الحاسم للجبهة السياسية المدنية في السودان

لقد حطم هذا الإعلان الوحدة الهشة للقوى المدنية المناهضة للحرب. فقد انقسم تحالف “تقدم” السابق فعلياً إلى معسكرين رئيسيين على الأقل: أولئك الذين انضموا إلى “تأسيس” (مثل التعايشي وتيارات من حزبي الأمة والاتحادي) وأولئك الذين يعارضونه بشدة، والذين يتجمعون في كتل جديدة مثل “صمود” (مثل ياسر عرمان ومدني عباس مدني). ويمثل هذا الانقسام نصراً استراتيجياً للمؤسسات العسكرية على كلا الجانبين (القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع)، حيث كانت الجبهة المدنية الموحدة تشكل التحدي الأكبر لهيمنتهما. أصبح الصراع الآن أكثر تحديداً كحرب بين معسكرين بقيادة عسكرية، مع إجبار الفاعلين المدنيين على الانحياز إلى أحدهما أو الآخر.

B. حرب السرديات: معركة من أجل الاعتراف الدولي

يُعد تشكيل الحكومة محاولة واضحة لكسب الشرعية الدولية. فمن خلال إنشاء مؤسسات شبيهة بالدولة وتبني دستور تقدمي (العلمانية والفيدرالية)، يرسل تحالف “تأسيس” إشارة إلى المجتمع الدولي بأنه شريك قابل للحياة في الحكم والسلام. وفي الوقت نفسه، ينخرط المعارضون في سردية مضادة تهدف إلى منع هذا الاعتراف. فهم يركزون على سجل قوات الدعم السريع في مجال حقوق الإنسان ويصورون الحكومة على أنها تهديد للاستقرار الإقليمي، ويحثون المجتمع الدولي وهيئات مثل الاتحاد الأفريقي على رفضها.20 ستكون نتيجة حرب السرديات هذه حاسمة في تحديد مسار الدعم الدبلوماسي والمساعدات والعقوبات المحتملة.

C. شبح الانقسام المتجذر وانهيار الدولة

بينما يتبنى تحالف “تأسيس” رسمياً مبدأ “الوحدة الطوعية”، يُنظر إلى إنشاء دولة موازية بجيشها ودستورها وعاصمتها على نطاق واسع على أنه يضفي طابعاً مؤسسياً على التقسيم الفعلي للبلاد. ويُعتبر البند الوارد في الدستور الذي يسمح بتقرير المصير في حال عدم تطبيق العلمانية على المستوى الوطني “قنبلة موقوتة” ، حيث يوفر مساراً قانونياً للانفصال، مما يحول الصراع العسكري إلى أزمة وجودية محتملة للدولة السودانية. ترفع هذه الخطوة سقف أي مفاوضات سلام مستقبلية بشكل كبير. فلن تدور المحادثات بعد الآن حول تقاسم السلطة داخل دولة واحدة، بل قد تتمحور حول شروط الانفصال أو إقامة كونفدرالية فضفاضة، وهي مهمة أكثر تعقيداً وخطورة.

إن ما يقوم به “حميدتي” وحلفاؤه هو رهان عالي المخاطر على خلق واقع سياسي جديد وقوي لدرجة أنه يجبر الخصوم المحليين والمجتمع الدولي على إعادة توجيه بوصلتهم نحوه. إنهم يحاولون نقل مركز الثقل السياسي في السودان بعيداً عن المؤسسة الحاكمة التاريخية التي تتمركز في الخرطوم والمنطقة النيلية، نحو نموذج فيدرالي جديد متجذر في الأطراف. لطالما عانى السودان من هيمنة المركز على الأطراف المهمشة، وهو ما كان سبباً جذرياً في حروبه العديدة.4 يأتي مشروع “تأسيس”، الذي يتخذ من دارفور قاعدة له ويدافع عن الفيدرالية وحقوق المهمشين، كقلب مباشر لهذا الهيكل السلطوي التاريخي. من خلال إنشاء حكومة ودستور وجيش، فإنهم لا يطالبون فقط بالاندماج في المركز القديم، بل يخلقون مركزاً جديداً منافساً. إذا نجحت هذه الاستراتيجية، ولو جزئياً، فقد تغير الخريطة السياسية للسودان بشكل دائم، مما يفرض على أي تسوية مستقبلية أن تستند إلى واقعهم الجديد. وإذا فشلت، سينهار التحالف وسيُوصم قادته بأنهم انفصاليون فاشلون.

VI. الخلاصة والتوجهات الاستراتيجية

A. خلاصة النتائج

يخلص التقرير إلى أن إعلان حكومة “تأسيس” يمثل لحظة فارقة في الصراع السوداني. لقد كشفت ردود الفعل على الإنترنت عن الانقسامات العميقة التي تبدو غير قابلة للتوفيق داخل المجتمع السوداني، حيث تحول الخطاب إلى حرب رقمية تدور رحاها حول الأخلاق والهوية وتعريف الأمة. النتيجة الرئيسية هي ترسيخ مشروعين سياسيين متنافسين، لكل منهما نواة عسكرية وواجهة مدنية، وهو ما أدى إلى تدمير الفضاء السياسي المدني المستقل.

B. آفاق الصراع السوداني

إن تشكيل هذه الحكومة يجعل التوصل إلى تسوية تفاوضية على أساس الوضع الذي كان قائماً قبل الحرب أمراً شبه مستحيل. فهو يصلّب مواقف الطرفين المتحاربين ويجعل الصراع أكثر وجودية. يواجه المجتمع الدولي الآن معضلة الاختيار بين التعامل مع هذا الكيان الجديد، وهو ما قد يضفي عليه الشرعية، أو عزله، وهو ما قد يطيل أمد الحرب ويفاقم أكبر أزمة إنسانية في العالم.6 سيعتمد المسار المستقبلي على ثلاثة عوامل رئيسية: التماسك الداخلي لتحالف “تأسيس”، وقدرته على حكم أراضيه بفعالية، ونتيجة المعركة الحاسمة من أجل كسب الشرعية الدولية.

Gemini

‫10 تعليقات

  1. رضي حميدتي من الغنيمة بالإياب.
    من فوضكم لتفصلوا دارفور؟

    من طالبكم بنطبيق العلمانية عليه؟

    هل خيرتم شعب أرض القرآن فاختار العلمانية على القرآن ثم إنتخبكم لتطبقوا عليه الشريعة العلمانية بدلا عن شريعة الرحمن؟

    هل المشردين في زمزم وأبو شوك وكريندينج يأكلون العلمانية؟

    هل يمكن أن ترضى الضحية بالجلاد حاكما؟

    هل تكافؤون أكثر من ثلاثمائة الف قتيل وعشرة آلال مغتصبة وأربعة مليون مهجر علي يد الجنجويد بتنصيب قائد الجنجويد حاكما عليهم؟

    إنها مجرد محاولة من دولة طامعة في نهب ثروات السودان في ممارسة نهبها بقفازات وأقنعة سودانية لا أكثر، خاصة أنها سبق لها أن فعلت ذلك في اليمن ونهبت جزيرة سوقطرة كاملة بقفازات وأقنعة يمنية.
    وفعلت ذلك في الصومال وليبيا والآن جاء الدور على السودان.
    لا جديد في الأمر..إنها دويلة الشر تمارس ما تجيدها من ألاعيب تدمير الدول بأيدي الخونة والعملاء من أبنائها لا أكثر.

    1. الكوز ابوجبرين لو قرصتو نمله يقول حرضتها الدويله الطامعه في ثروات السودان !! حكومة تأسيس ستكون شوكة حوت في حلوق الكيزان لانها تعمل كنظام ديمقراطي لا يتاثر بسيطرة العسكر بل وستنهال عليها الاعترافات من غالبية دول العالم المتحضر الذي يحارب افكار الكيزان الارهابيه الداعشيه . متوقع قريبآ ان تعلن أمريكا فصيل الاخوان المتأسلمين كجماعه إرهابيه عالميآ وسيتم التعامل معها بالقانون والسلاح الناري . علي حكومة تأسيس الجديده ان تعمل بجد واجتهاد حتي تثبت للعالم شعبيتها وشرعيتها …

    2. حسن اسماعيل قال كلام فى غاية الخطورة عن علاء نقد وافتكر علاء يكون سمع هذا الكلام الذى يقول ان الجنجويد حولوا على من رجل سوى لمثلي ولا يستطيع أن يفارقهم لانه مريض وعلاجه يوميا عند مليشيا ال دقلو الإرهابية
      عاوز رد علاء نقد

      1. المثلية طبعا هي دائكم يا الكويرز فرخ الرباطاب بخيت سلمان وكل همكم رمي الناس بالمثلية والشذوذ الجنسي عشان يكونوا مثلكم. علاء نقد نعاله اشرف منك يا سافل وانت نفسك لو عملو ليك كشف بلقوك كوز منكوح الله يقرفكم ويقرف يومك والله من ربنا خلقنا لم نجد تنظيم تتلم فيهو كل البلاوي والاجرام والفسق والانحلال مثل الكيزان.

  2. تجمع القحاطي ابراهيم طه أيوب يستغيث بالرباعية نيابة عن قحتقدم ويطلب منها طوق نجاة للمليشيا وحاضنتها السياسية قحتقدم من الغرق.
    حتى إن كان ذلك يعني تدخلا دوليا استعماريا في السودان لا يبقي ولا يذر..
    هذا هو دأب القحاطة، أبدا لا ينفكون عن التحريض على بلدهم وشعبهم والتواطؤ مع كل من هب ودب من أجل مصالحهم الآنية المتمثلة في السلطة كل السلطة ولا شيئ غير السلطة..

    فهذا بالضبط ما فعله حمدوك حين استدعى سرا من وراء شركائه العسكر بل حتى من وراء حكومته ووزرائه المتقحطين واستدعى بعثة دولية مسلحة لعموم السودان واضعا بلده تحت الإنتداب والوصاية الدولية بعد أكثر من سبعين سنة من إستقلاله..تبا لكم.

    وهذا ما فعله وزير خارجية قحت السابق عمر قمر الدين عندما كان في المعارضة وحرض الإدارة الأمريكية على إيقاع عقوبات على السودان:👇
    عمر قمر الدين وزير الخارجية في حكومة قحت يقر بأنه وراء فرض العقوبات …
    Videos ‹ … ‹ http://www.facebook.com
    ١٨‏/٠٦‏/٢٠٢٢ · عمر قمر الدين وزير الخارجية في حكومة قحت يقر بأنه وراء فرض العقوبات على السودان وأنه لن يعتذر عن ذلك.
    https://fb.watch/B3U4IZjH44/?mibextid=z4kJoQ

    والآن هذا الوزير السابق الأرعن الذي يطالب بوضع دولته تحت وصاية الأمارات التي عملت مع كل العملاء والخونة والمرتزقة من سودانيي قحت لأكثر من عامين، لكنها لم تجد منهم أحدا يضارع هذا السفير السابق في رعونته وإخلاصه لمشروع استعمار السودان والسيطرة على موانئه وشواطئه وصمغه وذهبه وأراضيه الزراعية ..
    تالله أن الرباعية، عدا الكفيل، سيكونون مأمونين وأحرص على استقلال وسيادة السودان منك😷

    ستسمعونه عن أن هذا الدبلوماسي المخلص للكفيل قد شد الرحال الى هناك قريبا جدا ليعمل ساعدا أيمن لحمدوك الذي سمعتموه يتغزل في براءة كفيله في جنوب افريقيا بمثل شعر كثير عزة.

    ماذا دهى هؤلاء السودانيين البؤساء؟
    هل ضاقت بهم المعيشة الى الدرجة التي جعلتهم يعرضون وطنهم ووطنيتهم للبيع مقابل ثمن بخس دراهم معدودات أو لقمة عيش وإقامة بفندق من فنادق دول الموز الإفريقية؟

    تبا للجوع، لو كان رجلا لقتلناه وحصنا السودانيين من مخازيه.

    بالله عليكم هل هذا الموقف يشبه وزير خارجية دويلة صومالي لاند فضلا عن دولة بتاريخ السودان؟

    كيف أصبح هذا وزير خارجية سابق؟
    تبا للمحسوبية والجهوية والقبلبية.

    الشعب السوداني هو سيد نفسه يا تجمع ابراهيم ايوب طه.
    أصرخ أو لا تصرخ فلن تزيد عما تفعله ناموسه في أضان فيل.

    أما الحلول فيوقعها السودانيون الذين يدافعون عن أرضهم وعرضهم وشعبهم بدمائهم دفعا للغزاة والمستعمرين وداعمي التمرد عن وطنهم، وليس الذين يستدعون المستعمر قائلين (هيت لك)..

  3. الخونه والعملاء انتم ايها الكيزان الجبناء يا ابو جبريل الكوز ؛ الكيزان هم من صنعوا واسسوا ابنهم الحرام الذي خرج من رحمهم النتنه اللي عاث فسادا مع امه الكوزه المومسه ؛ من الذي صنع وناصر الدعامه ضد ابناء الهامش ( نوبا، فور ، فلاته) حيث كان الكيزان يامرون الدعامه باخصاء رجال الفور والنوبا وبعد ذلك قتلهم واغتصاب نسائهم وواد ابنائهم احياء حيث يقذف الطفل ويتلقى بالسونكي كابشع واسوا جريمه وكنتم تهللون وتكبرون في ارتكاب هذه الجرائم بل كنتم تقتلون او تعتقلون من يعارض الدعامه في هذه الجرائم ؛ بعد ان اختلف معكم الدعم السريع في الاتفاق الاطاري فقد قمتم باشعال حرب ١٥ ابريل ٢٠٢٣ لاجهاض الثوره ، وللانتقام من الشعب السوداني والقضاء على الدعامه لانكم اعتقدتم انهم سوف يقومون بانقلاب لصالح ثورة ديسمبر كما زعمتم .

  4. يا أبو جبريل كلامك كلام كوز وإذا دى الحقيقة يبقى كلامى ده أصلو ما حينفع فيك فقط خوفا من عدوى تلك الجرثومة الخبيثة أن تصيب قوما آخرين هم الآن إلى زوال بفضل الله تعالى وبعزيمة الرجال الذين تصدوا لكذوبات وتضليلات تلك الجماعة الماكرة .. !!
    فأولا من قال لك أن هذه الحكومة لفصل جزء من الوطن .. ؟؟ الحكومة دى ياشيخنا حكومة كل الوطن .. ألم تر أن كل أقاليم وجهات السودان ممثل فى قيادة الدولة .. ؟؟
    ثانيا ياشيخنا لا ترفع قميصا مهترئا وعرفه الناس جيدا حكومة الأخوان المسلمين وخدعتم بها الناس عن أن غيرهم سيأتى بالعلمانية وأنهم سوف يأتون لنا بحكم الله .. وتعرف ماذا حصل .. ؟؟ نفس الإنفصال الذى تحذر منه حصل فى عهدهم وكانوا يعملون على قدم وساق لإنفصال آخر لولا إرادة الله والمواقف الصلبة والقوية التى هزمت مخططهم .. !!
    يا شيخنا نعم لو قبلنا أن الدعم السريع مليشنا برغم أنها قامت بقانون ومصادق عليه بقانون من برلمان تلك الجماعة فلو تجردنا من الأهواء والعقل المنحاز فألا ترى يا هداك الله أن هذا الجيش الآن بل ومنذ أن سيطر هذا التنظيم على الحكم بإنقلاب عسكرى مشئوم قد تحول إلى مليشيا حزبية كامل الدسم .. !!
    نوع الحكم ماعاد يهم الشعب السودانى خاصة بعد ماعايشه من أهوال حكمكم البرهانى ولو عدتم الى طرح شعاراتكم القديمة فأحد أمرين إما أنكم بلهاء تعيشون خارج التاريخ او أنكم لم تعرفوا الشعب السودانى ويكون هذا عيبكم .. !!
    قيل لو خدعتنى أول مرة عيب عليك ولو خدعتنى مرة ثانية فالعيب على .. !!

  5. يا اخونا التلب
    اولا:
    ماذا تعني بكلمة كوز، فلابد من تعريف المصطلحات قبل اطلاقها في الهواء الطلق هكذا.

    فكلمة (كوز ) اليوم في عرفكم القحتي التقزمي أصبحت تعني كل من تحلى بالوطنية وكل من دافع عن نفسه ضد انتهاكات الجنجويد ولم يرضى التعايش معهم وقبول اغتصاب محارمه.
    وكل من رفض عودة المليشيا المتمردة وحاضنتها السياية الى المشهد عن طريق مفاوضات الإذعان.
    وكل من أصر على حسم التمرد بالقتال وليس بالمفاوضات التي تكافئهم على تمردهم بمقايضتهم على إعادة الأراضي التي يحتلونها والسبايا اللائي سبوهن والمنهوبات والأسرى الذين اسروهم ومسامحتهم عن الجرائم التي ارتكبوها مقابل إعادتهم الى المشهد السياسي ومواقع الحكم.

    والكوز بهذا المعنى يشمل كل المسيحيين والشيوعيين والزنادقة والملحدين والمرتدين الذين تحلوا بالوطنية وانحازوا الى الجيش والمستنفرين والحركات المسلحة الوطنية والقوات المشتركة للدفاع عن أنفسهم وأرضهم وعرضهم وشعبهم.

    فعقار بهذا المعنى المستفاد من مفردات قاموسكم القحطي وأدبياتكم كوز، والبرهان والكباشي وياسر العطا كيزان، والقحاطي كمال ادريس كوز، والشيوعي المعز بخيت وزير الصحة كوز، والقحاتي وزير الصحة الولائي كوز، وعزو ابراهيم القايلي المسيحي من أم دورين بجبال النوبة الذي قتلته مليشياتكم دهسا بالسيارات كوز، وعلى العموم وحسب مصطلحكم وتعريفكم ومفاهيمكم وقاموسكم ومسردكم فأي وطني موالي لشعبه ودولته فهو كوز، وأي خائن لوطنه معادي لشعبه عميل وموالي للكفيل متحالف مع مليشيا الجنجويد فهو برئ من الكوزنة..

    وطالما الكوز عندكم بهذا المعني فمن الطبيعي أن أكون كوزا من كبار الأكوز.

    1. تعريف الكوز هو كائن متحاذق متبلد المشاعر والاحاسيس ومجرم بالفطره وعديم الوطنيه وخبيث مثلك يا ابوصفر وهو اغبي من الحمار المكادي ويتظاهر بالذكاء ويصر علي الحاق الدرجات العلميه بإسمه دائما رغم انها مزوره. علي المستوي الشخصي الكوز شخص جبان خالي تماما من المروءة والشجاعه والنخوه والكرم التي يتحلي بها السودانيون،الكوز لا يعرف عن تراث وثقافة السودانيين شيئا ولذلك تجده يلبس العمامه والجلابيه والشال بطريقه شائهه لا تشبه السودانين ولا يفقه في الفن ولا يستطيع ان يرقص الصقريه او يعرض كالرجال وحتي في الايقاع تجده اشتر.

  6. يا حبيبنا الدعامي التلب

    أرجو أن تقرأ التالي لتعرف الحقيقة الغائبة عنك:

    قبل مآخذنا على تفاصيل مهزلة إعلان دويلة (تأسيسلاند) التي نسجت على نول ومنوال دويلة (بونتلاند) ودويلة (صوماليلاند) ودويلة (شرق ليبيالاند) يتوجب علينا رفض المهزلة برمتها، لأن نقد تفاصيل المهزلة يعني قبول المهزلة والتحفظ على بعض تفاصيلها، والأمر ليس كذلك.

    >> فأصلا من فوضهم لفصل جزء من دولتنا لإعلان دويلة الكفيل تأسيسلاند فيها؟
    >> هل فوضهم الشعب السوداني عبر برلمان منتخب، أم أمرهم الكفيل فانصاعوا له صاغرين؟
    1) مثلما أمر بيادقه وعملاءه في الصومال فشقوا عنها صوماليلاند.
    2) ومثلما أمر بيادقه وعملاءه في ليبيا فبتروا شرق ليبيا عن غربها وأسسوا شرق دويلة ليبيالاند؟
    3) ومثلما وظف بيادقه وعملاءه في دولتين عربيتين فأحدث فيهما إنقلابين دكتاتوريين، أحدهما عسكري والآخر مدني؟

    القضية كلها أسلوب من اساليب عراب زرع الشقاق والفتن والنزاعات الجهوية والطائفية والعرقية القبلية في الدول العربية وشقها لتحقيق هدفه الوحيد الذي لا يتغير والذي سنعرفه في نهاية المداخلة.

    أ/ ولو تقصى الناس عن رفض اكراد سوريا تسليم السلاح والاندماج في الدولة السورية، وعن رفض دروز السويداء جمع السلاح والاندماج في الدولة السورية لوجدوا أن الذي يحرض أهل هاتين المنطقتين على هذا السلوك ويحرص على بقاء سوريا مقسمة على أساس جهوي أو قبلي أو مذهبي أو طائفي هو عراب شق وتقسيم الدول العربية وليست اسرائيل ولا الولايات المتحدة.
    ب/ ولو تقصى المتقصون عن خسائر إسرائيل في تدخلها الحربي في سوريا ونفقات المساعدات التي ترسلها الى أهالي السويداء في سوريا لوجدوا أن عراب شق وتقسيم الدول العربية هو من يتكفل بتمويلها.
    فهذا هو ديدن هذا العراب ودينه، وهو يفعل ذلك في كل الدول العربية التي يستطيع فعل ذلك فيها، أما التي لا يستطيع شقها وتقسيمها لعدم وجود ذرائع جهوية او قبلية أو طائفية فيستعيض عن شقها وتقسيمها بإحداث إنقلابات إستبدادية عسكرية أو مدنية فيها، وذلك مثلما فعل في دولتين عربيتين لهما حاكمين منتخبين، فعمد الى إحداث إنقلاب دكتاتوري عسكري في إحداهما، وإنقلاب دكتاتوري مدني في الآخر مستعينا بعلمانيين خونة في الأولى سموا تجمعهم تنسيقية تمرد، ومستعينا بعلمانية خائنة في الدولة الأخرى يعرفها الجميع.

    وعراب هذه التراجيديا السوداء في جميع الأحوال يلعب على التنوع والثنائيات والتباينات الموجودة في الدول، وينفخ فيها ويجعلها تناقضات تؤدي الى النزاع والخصام فالشق والانقسام.
    فإن وجد تباينات عرقية جهوية إثنية عنصرية قبلية مناطقية طائفية، لعب عليها وقدح شرارها وأزكى نارها.
    وإن وجد ثنائية الإسلاميين والعلمانيين، إمتشق سلاح محاربة الإسلاميين والإسلام السياسي.

    وفي جميع الأحوال يبقى هدف عراب شق وتقسيم الدول العربية من إثارة النعرات الطائفية والدينية والجهوية والعرقية والدينية في الدول العربية وصولا الى شقها وتقسيمها واحدا لا يتغير ولا يتبدل مثل وسائله المتعددة:

    فوسائله متعددة تتراوح بين إثارة النزاعات الطائفية والقبائلية والعرقية والجهوية والدينية، وأحب تلك الوسائل لنفسه هي استغلال التباينات والنزاعات بين العلمانيين والإسلاميين، حيث أن محاربة الإسلام بذريعة محاربة الاسلام السياسي محبب الى نفسه ويقربه الى الغرب الديمقراطي فيجعلهم داعمين لنظامه الاستبدادي غير الديمقراطي والتغاضي عن جرائمه مقابل مواجهته وتصديه للاسلام نيابة عنهم.

    أما هدفه فواحد لا يتغير وهو منع قيام أي ديمقراطية في المنطقة العربية الاسلامية، يمكن أن تلهم شعبه أو تنقل لهم عدوى التطلع الى الديمقراطية.
    وهو في سبيل ذلك لا يتورع عن إثارة الفتن والنزاعات الجهوية والقبلية والعرقية العنصرية والطائفية والدينية وصولا الى الحروب فالتقسيم، وذلك حتى تنشغل الشعوب في ظلالها القانية عن الأمن والأمان والطعام بدلا عن أن تشغل نفسها برفاهية الثورة على الدكتاتورية والتطلع الى الديمقراطية.

    أما الهدف البعيد للعراب فهو أن يلقي في روع العامة والبسطاء من الناس، وفي روع كثير من الخواص المتعلمين غير البسطاء، أن أسباب نزاعاتهم وحروبهم وانقسام دولهم وسبب شقاهم هي:

    1/ ثوراتهم على الإستبداد التي يتولى كبرها الاسلاميون أو الإسلام السياسي الذين يقدمون للناس اسلاما جديدا يتوافق مع الديمقراطية وحقوق الانسان ويحل العمل السياسي ولا يحرمه خلافا الاسلام التقليدي المدخلي الذي ظل لقرون يتعايش مع الاستبداد ويبرره ويفتي به ويحرم الديمقراطية والإنتخابات والأحزاب والنقابات والمظاهرات ويكفرها جميعا (لأنها تصد عن ذكر الله).
    2/ وخلعهم حكامهم المستبدين، الذين كان يتوفر الأمن والأمان وبعض الطعام في عهودهم.
    3/ وتطلعهم إلى الحرية والديمقراطية ومطالبتهم بالإنتخابات والأحزاب والنقابات وحقوق الإنسان والعمل السياسي المحرم شرعا وفقا للإسلام المدخلي التقليدي الذي (وجدنا عليه آباءنا وإنا على آثارهم مقتدون).
    وبذلك (تتم الخياطة بالحرير) وتتحول الشعوب العربية والاسلامية الى صناع مستبدين وجيوشهم المدافعة عنهم في وجه الثوريين والاسلاميين وكافة المطالبين بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..