السياسة .. بين الآباء و الابناء

هنا ليس المقصود الآباء السياسين وأبناءهم ، أو الأبناء السياسين وآباءهم ، هذا موضوع آخر ،
(1) السيد موسى هلال زعيم قبيلة المحاميد حط رحاله فى الخرطوم بعد غيبة وأرسل رسائل مدوية ، السيد موسى هلال قال ( محمد حمدان دقلو دا ولدى ، وأنا الذى قدمته للعمل مع الأجهزة الأمنية ) ، ومحمد حمدان دقلو هو قائد قوات الدعم السريع وشهرته (حميدتى) ، ليس لأحد أن يتنبأ بوقع هذا ( التبنى) من زعيم المحاميد لقائد الدعم السريع ، وهل سيكون محل غبطته أم غضبه ؟ و مدى امكانية ان يجرى عليه المثل ( من شابه أباه فما ظلم) ، أو أن هذا ( الشبل من ذاك الأسد )، وعما اذا كانت هذه العلاقة ستزيد من وزن الرجلين ؟ أم هى تزكية وأعلان دعم من زعيم المحاميد لقائد الدعم السريع ؟ أهى رسالة تطمين للجهات المعنية بأن هذه العلاقة كفيلة بمنع أى أحتكاك ( لاسمح الله) بين الرجلين؟ فى وقت سبق كانت أصوات حكومية تتخوف من تحول (تمرد) زعيم المحاميد السياسي إلى (تمرد) عسكرى ، أيام قليلة مضت على تصريح قائد قوات الدعم السريع طالبا الضوء الأخضر من الحكومة لايقاف الأقتتال القبلى فى دارفور (ملعب) السيد زعيم المحاميد، هل ستشهد الأيام المقبلة قيام تحالف بين الرجلين بعد أخذ الضوء الأخضر ؟ مثل هذه العلاقة أو الأدعاء بوجودها ربما تلقى بظلالها على مواقف الرجلين فى آن واحد ،،
(2) د.الفاتح عز الدين رئيس البرلمان ( السابق) أرتجل خطبة عصماء بعد أنتخاب البروف أبراهيم أحمد عمر رئيس المجلس الوطنى ، د. الفاتح بعد تأكيداته بأنه سيظل أبنا لهذا الوطن ، أضاف أنه ( أبن) للبروفسير عمر يدفع يدفع به حيث يشاء ،و مضى ابعد من ذلك و اضاف مخاطبا البروفسير أحمد رئيس البرلمان ( أرجو أن تعتبرنى إبنك )، هذا ألحاح لامبرر له وربما وصل مرحلة الأحراج للبروف، لقول د. الفاتح ( أدفع بى حيث تشاء ) ، بروف أبراهيم أحمد عمر رئيس المجلس الوطنى فى نظر كثيرين بمن فيهم بعضآ من المعارضين يعتبر رجل متزن ومحترم فيما يعلن عنه من قول أو يرصد له من فعل ، على عكس الأبن الذى كان كثير الكلام قليل الفعل عندما ترأس لجنة الحسبة والمظالم فى البرلمان وبعد أن أصبح رئيس للبرلمان ، د. الفاتح لم يحمل إلا سيفآ خشبيآ ، فلم يضبط حالة واحدة فاسدة ، التسليم و التسلم تقليد معمول به فى كل مؤسسات الدولة من الرئاسة حتى الوزارة وفى الخدمة المدنية ، هل تقوم الأمانة العامة بهذا الاجراء ؟ أم هناك تسليم وتسلم لايعلن عنه؟ هل تكفى أشارة الأبن (د.الفاتح) للأب (بروفسير أبراهيم) بأنه سيكون أبنا لأبيه عن الأجراءات التى تحكم عمل الدولة ؟، كان الأجدر بالرئيس القديم ان يقدم كشفا وكتابا للرئيس الجديد يحتوى كل مايتعلق بالمجلس ، أصوله وأمواله وأيداعاته ، هذه العلاقات الأفتراضية طمعا أو خوفا غير ضرورية ، فالذى يحكم العلاقات بين الدستوريين أو النافذين من أهل السلطة والسلطة المجاورة ، يجب أن يكون القانون والدستور والتقاليد المرعية ، رغم ان الدكتور الفاتح ابدى رضاءه التام عن قرار حزبه الذى قضى بابعاده و اعتماد البروف عمر خلفآ له ، مع ذلك وصف كل ما حدث قائلآ( يا جماعة ترجل الابن و تقدم الاب ) ، مضيفآ بحسرة ان ( الحكم بيد الله )، الغريب ان د الفاتح اختار عبارات ناعمة للتعبير عن خشيته على الاصلاح (المزعوم) فاضاف بان خروجه من رئاسة البرلمان لا يمثل نهاية لمسيرة الاصلاح الشامل الذى انطلق ،،