حديث الجمعة الجامع: هللا هللا علي الجد.

صلاح الباشا
فالأخطاء القاتلة لن يهملها التاريخ .
بلاشك إن من اكبر الاخطاء التي ارتكبتها قوات الدعم السريع هي إقتحام بيوت سكان العاصمة المثلثة واستباحتها ونهب ما بها من مقتنيات الاسر ( نقود ومصوغات ذهبية) ثم ترك ابوابها مفتوحة علي مصراعيها ليتم نهبها بواسطة اللصوص من نيقروز وخلافهم بل واحيانا يأتون بنسائهم وبناتهم وحتي اطفالهم لسرقة ممتلكات الأسر بمافي ذلك الملابس .
إنها جرائم تحدث لاول مرة في تاريخ السودان .
وحينما اندلعت الحرب بعنف منذ اليوم الاول لنشوبها لجأ افراد قوات الدعم للاحتماء بالبيوت نظرا لظروف قصف معسكراتهم ، فللضرورة احكام .. وبالتالي كان من المفترض ان يحافظوا علي كل محتويات تلك البيوت طالما احتلوها كسني لهم ولانها مملوكة للشعب السوداني الذي يتحمل الان نتائج تلك الحرب العبثية التي حطمت كل مستقبله وهي المرة الاولي في التاريخ الحديث ايضا ان ينزح الناس من عاصمة البلاد زرافات ووحدانا الي داخل وخارج الوطن .. دعك عن جرائم الاغتصاب التي اصبحت وصمة عار في سجل مسيرة الدعم .
لذلك وكما قلنا فان سجلات التاريخ ستحتوي توثيقا لتلك الظواهر القبيحة والتي دمغت بها تلك القوات .
كما ان اتاحة الفرصة للصوص السرقات بان ينهبوا ممتلكات المواطنين التي اشتروها عبر سنوات طويلة سيبصبح من الصعوبة بمكان الحصول عليها مرة اخري بعد ان تتوقف هذه الحرب الكارثة.
وهذا ما يجعل سكان العاصمة حينما يعودون الي منازلهم ويجدونها بلا اثاث فان ذلك سيخلق كراهية كبيرة جدا ضد تلك الجموع التي تسكن عشوائيا في اطراف العاصمة والتي تشير اليها اصابع الاتهام الشعبي ، مايؤدي الي تراكم الغبن لدي الشعب السوداني ، وسيقود ذلك تلقائيا الي خلق حالات عداء ضد مساكن اولئك اللصوص فيطالبون باعادتهم من حيث اتوا قبل سنوات طوال بعد ان احسن مواطنو العاصمة وفادتهم عبر كل السنوات الماضية ، خاصة وان مجموعات كبيرة منهم نزحت من دول عديدة تتاخم حدود السودان الغربية ، مايؤدي الي اعادة النظر في تواجدهم بالبلاد حينما تستقر البلاد وتبدأ الحكومات القادمة في بحث هذا الامر حتي لاتتواصل مثل تلك الجرائم المهددة لامن واستقرار الشعب السوداني .
وهذا يتطلب مجهودات ضخمة في فترة الانتقال حتي يستتب الامر بعد محاصرة تلك الجماعات المرعبة والتي ظلت تهدد امن المجتمع منذ عدة سنوات قبل الثورة وبعدها وايضا خلال اشهر الحرب الحالية .
فالوضع الطبيعي والصحيح هو ان تحاصر قوات الدعم السريع تلك المجموعات الارهابية السارقة للبيوت طالما ان لدي الدعم ارتكازات في معظم شوارع العاصمة المثلثة وهو امر سهل التحقق.
فلاديمقراطية يرغب شعبنا فيها اذا انفلت زمام الامر وتواصلت السرقات وبقوة السلاح الذي انتشر في ايادي اللصوص منذ سنوات بعيدة.
لذلك فان النهايات لاؤلئك اللصوص المرعبين ستكون اكثر خطورة عليهم شعبيا ان لم يتم حسمهم رسميا من جهات الاختصاص.
نتمني ان تكون الرسالة قد وصلت الي كل الاطراف المعنية بالامر .
فأمن المجتمع من المفترض ان يكون ( خط أحمر) ولكن اصبح ( خط رمادي) .
ولا أزيد ؛؛؛؛
هؤلاء الرعاع الشفشفة ثم الشفشفة
أوقِفوها الآن! يعنى الآن !!
Now or Never
البرهان :(ورأى أن الحرب الدائرة أكدت الحاجة إلى وجود جيش محترف)
كل هذا الوقت لم تتاكد و تُدرك الحاجة الى وجود جيش محترف
إلا بعد اندلاع الحرب و موت الآلآف و اغتصاب المئات و تشريد
الآلآف . تخيلوا هذا التصريح الكارثى الكاشف عن قِصَر و
قصور نظر “القيادة “(الحرب الدائرة أكدت الحاجة إلى وجود جيش
محترف).
هذا معناه أنك تحتاج لنُكَيبة حتى تتأكد من حقيقة بديهية كوجود
جيشٍ محترف فماذا عن القضايا الأكثر تعقيداً.
قِس على ذلك و مُد الخط على استقامته لتكتشف أننا نحتاج لكارثة أكبر
ليقتنع (القائد) بضرورة إيقاف الحرب فوراً و يحتاج كذلك لكوارث
أكبر بكثير لاقناعه بضرورة تكوين حكومة كفاءات مدنية و بضرورة
تنحية العسكريين عن السياسة و العبث بمصير البلاد.
هذا, وعندما يقتنع بذلك يكون السودان قد ذهب الى حيث يوجد زعيم الجنجويد
و عندها سيجد نفسه واقفاً لوحده فى خرابةٍ (لا قدّر الله) اسمها السودان
تُحيط به القطط و الكلاب . دكةٌ خالية تماماً من السودانيين و عندها
لن يكون بوسعه تشكيل حكومة إلا من تلكم القطط و الكلاب المنشية بولائم من
جثث السودانيين الملقاة على قارعة الطريق أو من تلك الكلاب التى تعتاش
من جيوب الغلابة . و لكن من الأخبار السارة ( بالنسبة لك) على ندُرتها هذه الأيام
أن هناك طيفاً واسعاً من ألوان الكلاب يمكنك أن تختار من بينها وزرائك
ولكن فى كل الأحوال إحذر الكلاب السود .