حينما ينحني الرئيس لتقبيل الحشرة !

العلاقة بين نظامي الخرطوم وجوبا .. دائما في ارتخاء وتوتر يتبادلانها منذ أن انفصلت الدولة الوليدة أو قل انزلقت مجهضة قبل اكتمال نموها عن رحم الوطن الأم !
وهي حالة استقطاب ليس المسئؤل عنها أى من شعبي القطر الذي كان حتى الأمس القريب موحدا !
فقسمته مطامع حركتين موتورتين بتمثيلية الحوار والاتفاق على تقرير المصير بعد أن فشلتا في تصفية بعضهما بالسلاح !
ويقيني لو أن الاستفتاء اياه قد أجرى في ظروف عادية بعد تنوير مواطن الجنوب بمحاسن الوحدة أو كان هنالك خيار ثالث وهو الكونفدرالية لما اختار الجنوبيون الا ما يحفظ لحمتهم بالوطن الأم لاعتبارات كثيرة نراها ماثلة في حالة عدم ثبات العلاقة الحالية وعدم ارتكازها على فكرة استراتيجية بعيدة المدى لاتتأثر بالرياح العابرة التي قد تمر بين دولتين بهذا المستوى اللاصق من العلاقة التاريخية أمسا وحاضرا ومستقبلا !
لكنها بكل اسف انبنت على تكتيكات مرحلية هشة ، تتأثر بالتصريحات الهوجاء وتتوترحتى تكاد تنقطع ، ومن ثم يعود الطرفان لتحسس طريق بعضهما في لحظة الحاجة فقط !
فينحني رئيس دولة السودان الشمالي لالتقاط الحشرة التي كاد أن يدهسها بحذائه لو استطاع الى ذلك سبيلا في لحظة انفعال لا ينساق وراءها الحاكم الذي يرى الأمور بمنظور عقله كما تستوجب مسئؤلياته واحترامه لموقعه مهما ادلهمت الدنيا في عيونه بغمامات التحدي أو الغبن !
حيث لا يضطر للانكسار وقد شد الرحال للاعتذار بعد شهور معاناة البلاد الاقتصادية والأمنية ويحاول تحوير ما هو واضح في عصر التوثيق الذي يكّذّب محاولات النكوص عما بدر بالقول أو الفعل !
لسنا دعاة لايقاظ الفتن اذا ما هي نامت تحت ستور العفو عما سلف بقبول الطرف الذي اسيء اليه ، وان كانت فعلته هو الآخر شنيعة لا يقرها جوار ولا تفيد في مستقبل العلاقة بين البلدين !
ولكنناّ نتسأل هل ستكون هذه زلة اللسان الأخيرة لرئيس كما قال هو في آخر ركعات صلاة المودع ، وقد تعودنا على عباراته المسيئة لشعبه على شاكلة وصف من يعارضوه بشذاذ الافاق ولجيرانه وللمجتمع الدولي بكلمات من قبيل الدول الكبرى والجنائية تحت حذائي !
وهاهو ينحني لتقبيل الحشرة الشعبية ، معتذرا ، وياليته لو يعتذر للأمة السودانية عن غلطته الكبرى بسرقة الحكم في ليل بهيم وهو يعلم مرامي الذين نصّبوه زعيما ،فأوقعوا الوطن كله في فخ برنامجهم الذي نصبوه ، فانكسر ظهره منقسما ، الى شذاذا آفاق و حشرة شعبية!
أعاد الله لحمته .. انه المستعان..
وهو من وراء القصد..

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. السودان وجنوب السودان طفلان سياميان بأرجل هزيلة جداً .. بقيت الارجل الهزيلة في الشمال بينما راح الجنوب دون أرجل ويحاول الآن شراء أرجل صناعية ببتروله ليقوى على الوقوف بينما الشمال الكسيح يحاول تقوية رجليه بقيمة رسوم العبور .. نسأل الله العافية .

  2. ابوسجود الاشياء التى توحدنا اكثر من التى تفرقنا اذا كان فى عدالة وابتعدنا عن العنصرية ووضع الانسان المناسب فى المكان المناسب والقانون يسرى على الجميع يمكن ان يكون هذا التنوع قوة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..