صراع وراثة الريس

اثار تصريح رئيس الجمهورية بعدم رغبتة فى الترشيح مرة اخرى الكثير من الجدل بين مويد ورافض ومتحفظ لذلك القرار داخل اجهزة الحزب الحاكم المسيطر على مقاليد الحكم لربع قرن من الزمان فى اطول حقبة سياسية فى تاريخ السودان الحديث لذا غياب البشير عن كابينة القيادة يمثل الكثير للموتمر الوطنى لما يستند عليه الرئيس من تمثيل للقوات المسلحة ولما لذلك من تاثير فى ترجيح كفة الحزب فى الاستمرار طيلة الفترة الماضية على ارض الواقع ولما سيحدثة من اختلال لموازين القوى فى حالة عدم ترشيحه مرة اخرى مما يودى الى فقدان تلك الميزة التى رجحت كفة الكثير من الموازين للصراع على السلطة داخل الحزب وخارجه لذا تبدوا معالم التغيير وفرضياته عصية على الموتمر الوطنى لفقده لسند مهم للاحتفاظ بالسلطة والاستمرارية لفترات اطول ويبدو شكل الحزب لفقد تلك الخاصية كانه لا يوجد به شخص اخر لمل المنصب .
فالاضطراب الجارى داخل اورقة الحزب الحاكم بعد قرار الرئيس على الرغم من مناداة الكثير من القطاعات بضرورة التغيير والتجديد بعد تدهور الاوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ودخول البلاد فى ازمة مستفحلة الا ان هنالك منظومات اخرى داخل الحزب بدات فى تصوير ذلك التغيير نهاية للوطن والحزب وكانما الانقاذ هى حزب الرجل الواحد الذى بدونه ستغرق المركب وكانما تاريخ السودان بدا مع الانقاذ مما يوضح مدى الارتباط بالاشخاص للحفاظ على المصالح اكثر من السياسات والمواقف ومصلحة البلاد .
فهكذا بدا صراع وراثة البشير داخل الحزب الحاكم من عدة تيارات ترى انها الاحق بتسلم دفة القيادة مما يوحى الى اعادة انتاج صراع القصر والمنشية الذى افضى الى الانشقاق والذى بدات ملامحة الان باخراج ملفات الفساد الى الراى العام كانها وليدة اللحظة ولم تتداول منذ امد بعيد .
ففى الدول المتقدمة التى تمارس الديمقراطية الحقة وتتبع اساليب الحكم الرشيد فى التنافس والتبادل السلمى للسلطة والسلطات يكون التنافس على اعتلاء تلك المنابر وتسلم القيادة فى الهواء الطلق داخل اوعية الحزب الداخلية والمنافسة الخارجية مع التيارات السياسية الاخرى بمثل ما جرى من منافسة نزيهة وقوية بين الرئيس اوباما وهيلارى كلينتون لنيل شرف الترشح باسم الحزب لرئاسة الجمهورية فكانت مباراة عنيفة بين عضوين فى حزب واحد عمت بمقتضاه اتخابات داخلية لعضوية الحزب جميع ارجاء البلاد لنيل سبق الترشح باسم الحزب لمنصب رئيس الولايات المتحدة الامريكية , لم تنتهى نتائج تلك المنافسة الداخلية بانشقاق المهزوم انما اصبح مشاركا تحت امرة المنافس منفذا لتوجيهاتة واوامره مما يرسخ معانى الاختلاف من اجل المصلحة العامة وليس للذات الشخصية
فهل يمكن ان يجرى مثل ذلك التنافس داخل اوعية الموتمر الوطنى ام سينسف الصراع ما بقى من عضد الحزب الحاكم الذى انقسم الى شعبىيين ووطنيين واصلاحيين وسائحين ومعتزليين وانقلابيين ليحكى ذلك بجلاء الازمة السياسية الكبيرة التى يرزخ تحتها الوطن الجريح ويوضح لنا طبيعة اى حزب يتحكم فى مصايرنا , وقضايا البلاد بعيدة عن تفكيرهم فاصحبت القضية والمعترك من يعتلى سدة الحكم ليواصل مسيرة الحكم على ظهر الشعب المغلوب على امرة وليست كيف يحكم من ياتى وماذا يفعل لقضايا متعددة ومتشعبة يوما بعد الاخر .
فالحديث الجارى الان عن اعادة انتخاب الرئيس من داخل الحزب وخارجة تدور فرضياته بان الرئيس البشير او اى مرشح اخر من الموتمر الوطنى هو بمثابة رئيس السودان القادم فى 2015 تحت اى ظرف واوضاع فما عدا ذلك من تكهنات هى بمثابة اضاعة للوقت مما يشير ان الانتخابات القادمة لن تخرج عن مثيلاتها السابقات فى تجهيز الحزب الحاكم لكل تجهيزات المشهد السياسى والملعب الانتخابى الذى تجرى فيه فما على الاحزاب الاخرى الا ان تصبح تمومة جرتق تبارك فيه انتخاب مرشح الحزب الحاكم
فالرئيس القادم للمرحلة القادمة يجب ان تكون لدية الرغبة الحقيقية للتغيير ويدرك متطلبات الاصلاح والنهوض بالبلاد والتعامل بحنكة مع الازمة الوطنية الجارية فيقدم المبادرات والحلول الناجعة للخروج من النفق المظلم بارادة سياسية قوية تضع فى ذهنها مصلحة المواطن والوطن اولا واخيرا وهذا لا ياتى الا بالتجرد من الاطار الحزبى الضيق لتقوية النسيج السودانى القومى لاحياء واظهار القومية السودانية بعيدا عن العنصرية والجهوية والحزبية التى اضاعت على البلاد وقتا ثمينا للتقدم للامام فالذين شاركوا فى الحقبة الحالية واداروا الكثير من الملفات المهمة طيلة الفترة الماضية وفشلوا فيها لا يمكن ان يكونوا مشعلا للتغيير والاصلاح فمن كان سببا للفشل لا يمكن ان يكون احد رواد التعيير والاصلاح .

الرشيد جعفر على
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاخ الرشيد جعفر المقال جيد بس ياريت ولو يكون الرئيس القادم مستقل ولا ينتمي لاي حزب لضمان ان يعمل لمصلحة الوطن وليس لحزب بعينة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..