مقالات وآراء

صلاح عبد الخالق: إنك لم تطلق رصاصة إلا حين تستدير للوراء

ضلا عن الدمار الشامل الذي أورثه نظام المخلوع للحكومة الحالية، فأنه أيضا أورثها اللغة الهابطة البائسة التي تتسم بسوقية اللفظ،، فالشخص المتابع يلحظ توحد اللفظ الهابط واللغة التي تعتبر السامع مختلاَ في عقله، فضلَا عن كونه رعديداَ وجباناَ، لا يستحق إلا أن تلقي عليه تلك اللغة حتي تُسكته. وهذه اللغة هي القاسم المُشترك بين كآفة أفراد النظام المُباد. تلك اللغة غير المُحترمة كانت سبباَ كافياَ لي ولكثير من أهل هذا البلدالمرزوء بحكامه أن نقاطع كافة الوسائل التي يمكن عن طريقها أن يصل إلينا ساقط قولهم هذا.
أن من أكثر اللحظات شقاء في عمر الفرد أن يكون يستمع لأخر يخاطبه بإعتباره غبياَ. بعد أن أخذ نظام الإنقاذ مكانه الذي يستحق في مزابل التأريخ، ظننا أن مسامع الأجيال الحديثة سوف لن تتلوث بالعبارات المنحطة والمهينة للكرامة، وسوف تكون هذه الأجيال بمأمن عن قبيح القول وساقطه، وأن التاريخ سوف يحكي لهم أنه قد مّر على أهل السودان حينا من الدهر كانوا يخاطبون فيه بتلك السفالة.
لم يدم ذلك الحلم طويلاَ، إلا ويطل علينا الفريق صلاح عبد الخالق الذي يّصر ألا يخرج من مستنقع الخنازير الذي أدمن العيش في جنباته، كما أني لا أعرف الصفة التي يتحدث بها إذ أنه ليس عضواَ في المجلس السيادي. هذا الفريق لم ينس إنتماءه لنظام يتبني عقيدة الإخوان، نظام فشل أن يقيم علاقات مع كل الاشقاء والأصدقاء، نظام متقوقع يتقدمه أغبياء لا خُلق لهم ولا عهد ولا دين. رجل يجاهر بانتمائه لمدرسة التخلف وحقبة الإنحطاط الإخوانية.
تسليم البشير خط أحمر، هذا ما قاله الفريق، لو اني كنت مكان الفريق صلاح ( وأحمد الله على أن ذلك لم يكن ) لتجنبت ذكر الخطوط الحمراء هذه، أي خط أحمر يا رجل وقادة جيشك وأنت منهم يؤدون التحية العسكرية للزبير محمد الحسن الأمين العام للحركة الإسلامية ؟، كما كنتم تؤدونها لكمال عبيد، أما اذا حضر علي عثمان فلابد من خروج رئيس هيئة الأركان وقادة الأسلحة. أي خط أحمر تتحدث عنه وأنت الذي درست الكلية الحربية والطيران، تتساوى في الرتبة العسكرية مع من لم يسمع بهما. أي خط أحمر تتحدث عنه وقوات قوامها أفراد عقيدتهم القتالية هي ( أمسح أكسح) وكتائب ظل تصادر سلاح الجيش وتغلق عليه الأبواب في مهانة وإزلال لم يشهدها الجيش إلا في عهدكم، ومن ثم تعمل تقتيلا وحرقا وإغتصابا؟ أي خط أحمر يا هذا وضابط عظيم في جيشك برتبة العقيد الركن تخلع ملابسه العسكرية ويجلد ظهره؟ أي خط أحمر وقواتك تُهمش من قبل قوات متفلته أحكمت سيطرتها على عاصمة بلدك.إذهب الأن وأعط أمراَ لاي فرد من قوات الدعم السريع ودعنا نري أن كان يسمع لك أمرا، هذا إن لم يصفغك على وجهك.
عندما ينداح الجهل لا تستطيع أن تكبح جماحه، فالرجل ليته سكت عند الخطوط الحمراء، بل واصل بجاحته وإسترسل في إنحطاطه بقوله ( لو ناس الحرية والتغيير دايرين يحاربونا، يجونا عشان نوريهم الحرب كيف)، … في البدء قل لي متي خضت حرباَ؟ يا سعادة الفريق أنت لا تعرف الحرب، بل أنت لم تدخل حربا إلا ضد شعبك. كان سوف يكون كلامك رغم إنحطاط لغته مقبولاَ لو أنه كان موجهاَ لمن إحتلوا حلايب وشلاتين، ويمكن أن يكون ( مبلوعاَ) بعض الشي لو أنه كان موجهاَ لمن اقتلع منك ( الفشقة).لكن لم أستطع تخيل أن تطالب مكون مدني أن ينازلك. يا سعادة الفريق هل تُعلم أن جيشك لم يطلق رصاصة واحدة إلا حين تستدير انت الى الوراء ليقتل شعبه.؟ ولكن عليك أن تعلم وتفهم وتعي كلمات شاعر متمرد ( صعلوك)، يدعي أمل دنقل أوردت المفردة لكي لا تأخذها في صياغ الكلمة المتعارف عليه عند العامة، الصعلكة هنا تعني ياسعادة الفريق تحولات النص من حيث الهيكل والتشكيل الداخلي، ثم الإيقاع بمفهومه الاوسع يقول:
إن الطوابير التي تمر في إستعراض عيد الفطر والجلاء،
فتقف التساء على النوافذ إنبهارا لا تصنع إنتصارا
إن المدافع التي تصطف على الحدود في الصحارى،
لا تطلق النيران إلا عندما تستدير إلي الوراء
إن الرصاصة التي ندفع فيها ثمن الكسرة والدواء
لا تقتل الاعداء
لكنها تقتلنا إذا رفعنا صوتنا جهارا
تقتلنا وتقتل الصغارا.
الشاعر الشفيف كأنه يعنيك إذ يصور الحال البائس للجيوش التي أبتليت بشاكلتك، الجيوش التي تنكسر إذا تعلق الأمر بأمن الوطن وشرفه المهدر ، وعند إستدارتها للوراء تسحق شعبها في معلرك طواحين الهواء، وتنسي انها تقاتل شعبا أعزل.
د. عادل العفيف مختار
[email protected]

‫3 تعليقات

  1. هذا الكوز العرديد لا يستحق رد مهذب كهذا لانه تربي في كنف من لا يفهم الا المنحط من القول

  2. الله استعجب من الذين يكتبون ردا علي مقابلة عبدالخالق فيكفي انو الرتبة الرفيعة والمنصب الحساس ما ردعو لسانو عن الهرطقات اياها ويكفي قول المتنبي وبعض العذر تفنيد اي عدم المؤاخذة كما يحمل المعني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..