هيئة علماء السلطان

لايمر علينا يوم الا وتخرج علينا فيه هذه الهيئه الحكوميه بفتوى تؤيد فيها قرارا حكوميا او موقفا سياسيا للدوله صرف النظر عن صحته من عدمها زاعمة ان الشريعه تؤيده وقد بلغت فتاواها المتصادمه مع حقائق العصر والممعنه في التزلف الى السلطه حدا بعيدا
فقد زعمو قبل سنوات قليله ان سفر الرئيس المهدد بالجنائيه الى الدوحه فيه خطر ومخالف للشرع ظنا منهم انهم يوضبون بذلك مخرجا شرعيا للرجل الا انه سافر وعاد بالسلامه وبلعو فتواهم تلك وقد سمعت بنفسي احدهم يقول للدكتور مندوزر المهدي رحمه الله انه كشيخ يقدم ضمانات بسلامة السفر والعوده للرئيس مؤكدا كلامه بقوله (( ولو حصل العكس انا ماني شيخ))
وهذه الهيئه العجيبه تنسى حديث المعصوم (ص)(( من لم يهتم بامر المسلمين فليس منهم)) او كما قال فلم يحصل ان نصحت الحكام بالتخفيف عن الناس الذين ضاقت عليهم الدنيا على اتساعها بالاذمات الاقتصاديه والمضايقات الامنيه ولم يفكرو في تذكير ولي نعمتهم بحديث النبي الكريم(ص)الذي يحذر الحكام من التضييق على المسلمين ومن المؤكد ان هؤلاء المشائخ يعيشون بيننا ويرون ويسمعون عن الفساد والظلم الشديدين ولم ينصحو الحكام برفع الظلم كما امرهم دينهم الحنيف
وانا لا اشك ان ان اصحاب اللحى الطويلة هؤلاء يتابعون فظائع الحرب في دارفور والمنطقتين ولم تحدثهم انفسهم الامارة بالسوء ان ينصحو الحكام مخالفين بذلك القران والاحاديث بل وغير عابئين بما قاله سيد الخلق ((حمزة سيد الشهداء في الجنه ورجل قام الى سلطان جائر فوعظه فقتله)) ويبدو ان هكذا جنه لاتثير حماستهم خاصة وقد شاهدنا كبيرهم يقف مبتسما تحت منصة الرئيس التى القى منها خطابه الشهير الذي شبه فيه الجنوبيين بالحشرات ونسي الشيخ او تناسى ان هناك ايات كريمات تحدثن كثيرا عن تكريم الله لبني ادم
ان هؤلاء المشايخ الذي اثرو من اعطيات الحكومه وحوافز لجان الفتوى الشرعيه بالبنوك والمؤسسات الى درجة ان احدهم باع منزلا من املاكه الخاصه الى وزير سابق بمليونين ونصف من الدولارات الامريكيه الكافره وهو الذي كان حتى سنوات قلائل استاذا جامعيا لايملك غير مرتبه فاين ذهب تباكيهم على منزل سيد ولد ادم الذي لم تكن القدور تطبخ فيه لشهور طويله كما اخبرونا
ومن المؤكد ان فضيلته وباقي زملاءه الاماجد قد علمو بناتهم في ارقى الجامعات وهن بفضل مكانة اولياء امورهن يحتللن مراكز قياديه في الاداره تجعلهن رئيسات لافواج من الرجال من اصحاب اللحى والشوارب وانهم يعلمون ان السودان من اقدم الدول التى تولت فيها النساء مواقع قياديه مما يسمونه الولايه الكبرى كالقضاء والوزارات ومنذ نيف واربعون سنه وان بعضهم تدير وزارته امراه بل واخلى مركزه الوزاري لاخرى القى خطابا ترحيبيا بها وهو يودعها
وهم يعلمون ان اكبر دوله ديمقراطيه اسلاميه قادتها امراه في ازهى سنوات نهضتها وهي السيده بي نظير بوتو وتقبلها هم وعلماء بلادها التى كانت تدفع لهم مرتباتهم وان اكبر ديمقراطية كافرة جوارها هي التى ظلت تقودها السيده انديرا غاندي سنوات طوالا كانت مسؤولة فيها عن شعب تجاوز عدد افراده النصف مليار ارتفت بدولتهم بفضل حسن ادارتها الى مصاف الدول الصناعيه الكبرى والامثله في تاريخ الاسلام كثيره من اروى ملكة اليمن الى شجرة الدر بمصر ومرورا بالاف النساء ممن قررن مصير اممهن بقدراتهن العاليه
ثم هل هناك ولاية اعظم من ولاية العلم ونماذجها كثيره علما بان نصف فقه اهل السنه والجماعه مستمد من علم السيده عائشه بنت ابي بكر التى قال
فيها المعصوم (ص) ( ان نصف علم امة محمد مع عائشه) ثم اضاف في حديث اخر شهير(خذو نصف دينكم من هذه الحميراء) ولهذا قدمها اكابر الصحابه لرئاستهم وهم يناطحون امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه مقلدين لها ولايتهم الكبرى
فكيف نأخذ منها نصف ديننا ولانأتمنها على رئاسة دولة يمكن ان يديرها غلام كدولة الكيزان سيئة السمعة هذه
ثم فلنقف مراجعين معنى كلمة علماء والعالم بعلم ما هو ذلك الشخص الذي احاط بكل جوانب علمه وابدع في فهمها واستنبط منها احكام تدل على اجتهاده بربطه مادرسه من علم بماحصله من واقع يتطلب دراسة وفهما بحيث تأتي مفردات علمه مواكبة لتعقيدات حياتنا ومع الاسف فهذا ليس مانراه من هؤلاء فهم مجرد حراس على كتب صفراء قديمه عفا عليها الدهر وقد كتبها رجال كانو فبل مئات السنوات نماذج لفهم عصرهم ولو عاشو ايامنا هذه لكتبو كلاما مختلفا تماما ولهذا فقد انصرف فقهاء السلطان عن البحث والدرس واعمال العقل وتحولو الى حملة متاريس يضعونها في طريق التطور والتحضر بحيث يظهر الدين بفضل جهلهم وكأنه مصادم لروح العصر منافيا لخير مافيه من علم واخلاق وقيم ديمقراطيه
وهاهم الان يحرمون على النساء تولى الولايه الكبرى لان سيدتان نافستا الرئيس تزلفا منهم اليه ونسو تلك السيده التى تتولى الولايه الكبرى في البرلمان واخواتها الاتي تولين الولايه الكبرى الان في الوزارات والسفارات
وهن يقدمن نماذج في القدرات والعلم والخبرات فلماذا لايفتح مشايخ الغفلة هؤلاء افواههم الكبيرة محتجين
ان المساواة بين الرجال والنساء ليس منحة يقدمها رجل او ينزعها اخر وانما هي حق طبيعي مكتسب بفضل العلم والاجتهاد لا ن الخالق الاعظم خلقهم جميعا رجالا ونساء من طينة واحده وساوى بينهم في الحقوق والواجبات واما ماهو موجود في كتب الفقه من احكام فينبغي مراجعتها على ضوء حقائق العصر وهو امر يتصدى له الان علماء شجعان في بلادنا وفي غيرها من امصار المسلمين
ويامشايخ الغفله مالنا لانسمع منكم فتاوى عن النساء المغتصبات في مراكز النزوح والمشردات من دورهن بفضل اخوان لكم
واين فتاويكم يامشايخنا والعنصريه تضرب بنارها في محتمعنا بفضل النظام الذي تؤيدونه بفتاواكم ولماذا لاتقولون للجنجويد من ا بناء جلدتكم ان المسلمون متساوون كأسنان المشط كما علمكم نبي الانسانيه ولماذا لاتذكرون اولئك الذين يكتسحون قرى دارفور وارض النوبة والنيل الازرق واصمين اعزة السودانيين بالعبيد لماذا لاتذكرونهم بماقاله امير المؤمنين عمر بن الخطاب (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا)
انكم يا اصحاب اللحى الشائهه تشكلون سبة في وجه الاسلام بافعالكم ووجوهكم الكالحه وسيأتي يوم تسألون فيه عن كل افككم هذا امام اعدل القضاة والنار من وراءكم والصراط امامكم ولا احسب ان جثامينكم السمينه واموالكم السحتيه ستساعدكم على اجتيازه
الا هل بلغت علماء السلطان اللهم فاشهد

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. والله يا استاز عبدالله اديت الناس الفارغين ديل اكتر مما يستحقون وهم لا يستحقون الا ان نسفههم سفها ويكفيهم ان الشعب السوداني يعرف قدرهم وح يحاسبهم في الدنيا وحسابهم اعظم في يوم لا ظل للموتمر الوطني

    اكتب لينا عن مقاطعه الانتخابات وعن توقيع الشعب السوداني علي ندا السودان عشان كلنا ندخل السجن وسوف نحضر نحن من المهجر لدخول كوبر

  2. احبك يارجل رغم انى اكتشفتك متأخر ..ارجو منك ان تكتب لناعن العلمانيه فى السودان وضروره فصل الدين عن الدوله وارجو منك ونسبه لاسلوبك الساحر ان تكثر من الطرق على هذاالموضوع حتى تساهم فى غسل السم الذى احيط به هذا الدواء من قبل هؤلاء المتأسلمين ..تحياتى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..