تصريحات رئيس الجمهورية وصدى أمنيات الفنان خلف الله حمد

تصريحات رئيس الجمهورية وصدى أمنيات الفنان خلف الله حمد
حسن الجزولي
ضمن تصريحاته (المرتجلة) عادة قال السيد رئيس الجمهورية أن عضوية المؤتمر الوطني التي وصلت نسبتها لما يفوق الـ 90% يمكنها أن تتصدى لمظاهرات المعارضة التي لا تصل نسبتها إلى أكثر من 10 %!.
دعونا أولاً الإشارة إلى أن مثل هكذا تصريحات تعد مفارقة لأي أعراف تتعلق بالدبلوماسية والأمن والسلامة العامة، بل تؤسس لثقافة العنف والفتنة بين الناس!، ونحن نربأ برئيس جمهورية ? أياً كان ? أن يتسبب في صب مزيد من الزيت على النيران الملتهبة!.
وأما إذا أخضعنا تصريح سيادته للفحص فسنكتشف أنه لا يمت للحقيقة بأي صلة، بل عكس ذلك فإنّ كثيراً من الشواهد تثبت عكس ذلك تماماً.
من الشواهد هو تضارب التصريح مع استماتة نظام الإنقاذ خلال فترة الانتخابات الأخيرة لرئاسة الجمهورية، والخوف والوجل الذي لازم سير العملية الانتخابية من إصرار (دفين) على ألا صوت انتخابي يعلو فوق أصوات (التزوير) التي تهيئ الكرسي الوثير لسيادة المشير ليتسيد في الناس رئيساً للجمهورية!، مما يؤكد أنّ أي أحاديث حول نسبة الـ 90 % لحزب المؤتمر الوطني تسقط صحتها أمام امتحان (مقارن) لمثل هكذا تصرفات في الانتخابات الأخيرة!.
ومن الشواهد إصرار جهاز قمع الإنقاذ على التصدي لأي مظهر احتجاجي للجماهير، والذي عادة ما يواجه بقوة مفرطة، وهو ما تشهد عليه كافة المواكب الهادرة التي سيرتها الجماهير ضد الإنقاذ، رغم الأحاديث الكذوبة عن سماحة النظام وتصالحه مع الحريات العامة والديمقراطية، مما يشي أنه نظام يخشى ارتفاع صوت المعارضة التي يصفها بأن نسبتها لا تتجاوز الـ 10%!. وإلا فما الذي يخشاه نظام من معارضة محدودة النسبة كهذه، في أن يجعلها تعبر عن نفسها لساعات ثم ينفض القوم وترتفع بالتالي حسنات النظام أمام منظمات المجتمع المدني الدولية والإقليمية التي ستسجل له قطعاً أن سجله ناصع البياض فيما يخص موقفه من الحريات العامة والديمقراطية والتعددية.
وليس آخراً فإن كان الحزب الوطني (ذات نفسه) بمصر التي يدعي ? هو الآخر ? بأن نسبة منتسبيه قد وصلت لما يفوق الثلاثة مليون عضو، ورغم ذلك اضطر مسؤوليه لتأجير البلطجية وقطاع الطرق وشذاذ الآفاق للتصدي لمواكب الشعب المصري الهادرة في الشوارع والميادين، بعد ما لم يجدوا من يقوم بذلك من بين النسبة التي كانوا يتمشدقون بها!وهو ما يشير إلى أنها أحزاب كرتونية تؤسسها الأنظمة الباطشة وتضع لها الإمكانيات لكي ترهب بها عدوها، فإن كان الأمر كذلك، فكيف إذن يحاول سيادة المشير أن يرهب جماهير المعارضة بعضوية يعلم هو قبل غيره أنها ليست حقيقية، وأن أقصى ما ستفعله سلطته هو استلاف تجربة النظام القمعي بمصر في تأجير (فتوات) لتكرار (موقعة الجمل) التي شهدها ميدان التحرير بالسودان! .
في نهاية الأمر نؤكد أنها أضغاث أحلام نحسب أن سيادة المشير يعبر عنها في محفل (راقص) يتوسطه وهو يردد مع المطرب الراحل خلف الله حمد تلك الأغنية البديعة التي تقول ( أنا .. أنا .. في التمني .. ديمة هديلي ساجع .. ما لقيت لي مغيث ,, ولا لقيت لي مراجع)!.
الميدان
وما تنسي يا أستاذنا ..تذكر الرئيس النساي أغنية خلف الله حمد عليه الرحمة التي يقول فيها ..خمستاشر جواد سكن سبعمية .. فكثرة الملح لا تعني غلو ثمنه ..ولكن قيمة العنبر في قلة وزنه….هذا اذا سلمنا فعلا بترهات هذا العسكري الذي فقد بوصلة القيادة بل في الواقع هو لم تلكها اساسا