مقالات سياسية

الجنرال بين الخُلع والثبات !!

أطياف

صباح محمد الحسن

أثار حديث رئيس المجلس الإنقلابي الفريق عبد الفتاح البرهان في خطابه الأخير ، لغطا سياسيا وإعلاميا واسعا بقوله : (لا توجد تسوية بالمعنى الذي فهمه البعض، وإنما هي نقاط تم طرحها نرى أنه يمكن أن تساعد على حل التعقيدات السياسية الراهنة، واضاف وافقنا عليها ضمن إتفاق سياسي إطاري يصب في مصلحة كل السودانيين دون إقصاء لأحد، وينبغي ألا تحاول أي جهة أن تختطف الإتفاق لمصلحتها الذاتية دون الآخرين أو أن تسعى لاختطاف السلطة من جديد، وذكر أن القوات المسلحة لن توافق في مرحلة الإتفاق النهائي للعملية السياسية الجارية على أي بنود يمكن أن تنال من ثوابت البلاد وحذر من المساس بالمؤسسة العسكرية ).

ولأن الثقة في قائد الجيش معدومة عند كل الاطراف السياسية الموقعة والرافضة للتسوية، وغيرهم من الذين كانوا يعقدون العشم عليه من عناصر الفلول، لذلك أخذ التفسير موقعه الطبيعي أن الرجل بدأ في ممارسة المراوغة وانه يلوح بالتهديد بالإنحراف عن طريقه الذي اعلن للشعب انه خياره السياسي الذي أتاه طوعا او كُرها المهم انه يريد ان يسلم السلطة لحكومة مدنية.

وبالرغم من أن الحديث عن أنه لا توجد تسوية سياسية ، ذكرته قوى الحرية والتغيير من قبل وقالت انه لا توجد تسوية ولكن ثمة اتفاق سياسي تم طرحه للتوافق عليه ، لكن أخذ حديث البرهان تفسيره الذي يناسب شخصية الرجل الخالية داخليا من قيم المبدأ والثبات على المواقف والحفاظ على الكلمة والوعد هذه الاشياء عندما تجتمع ، تبقى الثقة (مشلولة) عند المتلقي حتى ان استمع الى كلام إيجابي لن يصدقه ناهيك ان يسمع ما يثير قلقه ويستدعي حيرته في جنرال تائه بين الخُلع والثبات لا يعرف ماذا يريد .

لكن يبقى السؤال ما الذي دعا البرهان لهذا الحديث، فالمتابع لخطابات البرهان يجد انه كلما وجد الجنرال نفسه على ارض عسكرية قدح في السياسية والسياسيين وكأنه يبحث عن ذاته ومقامه أمام جنوده و يريد أن يقول إن قائدكم لم يستسلم للسياسيين ، فيختار البرهان كلمات تحفظ له هيبته امام قواته التي ربما يراوده الشك ان فيها الكثير ممن يرى ان تراجعه عن انقلابه فيه خضوع للمدنيين لا يليق بالمؤسسة العسكرية فيخرج البرهان كلمات تقع على نفوس القوات كجرعة معنويه تجدد فيهم الثقة في القائد الممسك بزمام الأمور .

هذا ويأتي بعده أن البرهان يخشى من تحركات داخل المؤسسة العسكرية ربما تقوم بعمل وتخطيط وتنفيذ يعمل على إنتزاع مستقبل السلطة من طاولة الموقعين على الإتفاق الإطاري فعدم ثقة الشعب في البرهان يوازيها عدم ثقة في نفسه وفي من هم حوله ، هذه الحالة الشعورية التي تسيطر عليه تجعل خطاباته مهزوزة ومتناقضة .

فقائد الجيش لا سبيل له الا التوقيع على اتفاق نهائي، ورطته هي التي تجبره على مواصلة الطريق فإن لم يحدث ذلك ، فهذا يعني ان ثمة طرف ثالث تدخل بقوة ليعيد تغيير المشهد السياسي وخارطته المرسومة من قبل الطرفين.

هذه قد تكون ابعاد خطابه السياسية ، اما عسكريا فالبرهان يريد أن يوجه رسالة قوية ومباشرة لقائد الدعم السريع الذي طالب في خطابه في مراسم التوقيع على الإتفاق الإطاري بضرورة إجراء اصلاحات في المؤسسة العسكرية هذا الحديث الذي اغضب قيادات الجيش التي حاصرت البرهان بأن كيف يجرؤ دقلو على التطاول على المؤسسة العسكرية لهذا البرهان حاول أن( يردها ) اليه.

فالرجل لا أسلوب له لحماية نفسه مما يحيط به من مخاطر تهدد وجوده إلا هذه التصريحات، يدفع بها كل الرياح التي تطرق بابه، الباب الذي يقف خلفه الرافضين للاتفاق من الشارع الثوري الذي لن يهدأ ، ومن الاحزاب السياسية المؤثرة التي لا ترى قيمة للمدنية بوجوده ، ومن عناصر الفلول التي ترى انها كانت أحق بميله القلبي سياسيا من قوى الحرية والتغيير.

فالرجل كلما اراد ان يسكت صوتا على حساب صوت صعد المنبر ليشغل الرأي العام بتصريحاته، فهو يعلم ان الذين ينتظرون إنهيار الإتفاق ربما تشغلهم هذه التصريحات عن هدفهم الاساسي في رحلة الإسقاط !!

طيف أخير:

عليك أن تبني في نفسك شخصًا لا يحتاج في اليوم الصعب إلى ملجأ!!

الجريدة

 

‫7 تعليقات

  1. ما الذي ترجونه من المملوك المصري ؟
    بدأ عهده باداء التحية العسكرية للديكتاتور المصري
    منتهيا بقبول لعب دور الولد تحت إشراف عملاء المخابرات المصرية
    وبعد ان تم استدعاءه برفقة الضبع الدنئ جبريل الي السعوديه
    عاد بوجه اخر ودناءة متعفنة ليتحدث عن الثوابت ،الثوابت التي
    تعني ان يظل الشعب ضيف علي بلده ،وان يبت في امره الموتورون
    ورجال الاعمال العملاء ،شي ميناء وشي مشروع زراعي ،ليتحول المزارعون
    الي اجراء،وبعدها ليكونوا سابلة المدن يبيعون الموية والمناديل الورقية ،هذه
    هي ثوابت جنرالات الصلصة

  2. هههههههههه
    يا صباح امشي ادخلي هناك!
    قبل كم يوم كتبتي مقال بعنوان “حملة البرهان على الكيزان” بمناسبة كلمته التي كان القاها للعسكريين وقلتي “فبعد خطابه ذكرنا في هذه الزاوية ان قرارات البرهان هذه المرة جدية ليست كالسابق”
    أها والمرة دي كيييييف”؟! كمان.. هل لا تزال قرارته السابقة جدية أم لا .. ام انتي زيو كل يوم عندك رأي؟!
    المشكلة ما في البرهان، البرهان محنك وعنده استشاريين وهم عارفين بسووا في شنو، وهم لا سائلين في كيزان ولا في قحاتة، وهذا دليل على ان العسكريين افضل بكثير من المدنيين في السياسة، المشكلة الناشطين الزيكم تصريح صحفي صغير يغير اتجاه القطيع كله حتى ولو كان في اتجاه المسلخ!
    طيف اخير
    حين تسأل إحدى الابقار ما الذي ادخلك المسلخ بظلفك ستقول لك “هو براو قال لي امشي ادخلي هناك!!!!!!!!!!!!!!!!!!”

    1. هههههههههه
      يا بابكر بخيت وهل لمعجب بالعسكر عقل يستوعب ما تخطه يراع الصحفية النابهة الاستاذة صباح.
      قدراتك الفكرية الضحلة هي من تسببت في اعتقادك بان العسكر قوم افضل كثيرا من المدنيين ولا ندري في اي سياق منحتهم الأفضلية على المدنيين.
      دعك من هذا الهراء الذي تقوله. وركز على خطابات البرهان وقم بحفظها في غياهب عقليتك الخربة كلمة كلمة عسي ان تفيدك في يوم ما لفهم ما يحدث بعد زوال عهد العسكر

  3. ابحثوا دايما عن العامل الخارجى فهو المفسر لتغيرات وتقلبات الاراء بما فى ذلك أراء صباح نفسها فصباح تتغير إلى مساء ثم إلى صباح فى اليوم الواحد حسب مايرد فى وكالات الإعلام المحلية والعالمية وحسب موعد صرفة الصندوق اقصد اليورو دولار وكذالك باقى الشلة.ليس هنالك مبادئ ولا وطنية.لذالك فقد الشعب السوداني الثقه فى الساسة وصحافتهم وصحافيهم لأنهم جميعا منافقين وفاشلين وعملاء .لك الله يا وطني.

  4. يا تاني.. اقصد يا صباح.. لما تدافعي عن نفسك باسماء مستعارة متعددة ما تكرري نفس العبارات التي سبق واستخدمتيها باسماء مختلفة ومن ذلك “الصحفية النابهة صباح”ههههه
    خليني من قدراتي الفكرية وخطابات البرهان واجيبي على جوهر التعليق متمثلا في تخريج رأيك ما بين خطاب البرهان الماضي وخطابه الحالي..
    هدفت من التعليق ابراز انك موهومة بلا رأي ولا رؤية وانه يسهل خداعك من خلال منارورات سياسية لا تنطلي على أحد.
    لما تكتبي للناس لا بد أن تنطلقي من رؤية واضحة وتستصحبي معايير ثابتة تكون كالسيف سواء لمن تقفين معه أو تقفين ضده، مش لبانة تلصقيها هنا وبكرة تشيليها من هنا وتلصقيها هناك.
    الله يديك العافية بس!!

  5. مقال يجب نشره على اوسع نطاق لكاتبة نابهة نبهت الى المسكوت عنه والشر المستطير الذي ينظر هذه البلد وشعبها الطيب وهو الصراع الخفي بين الرجلين اللذان يمتلكان قوة الحديد والنار التي اوصلتهم ومكنتهم من السيطرة على مجريات الحياة في السودان من غير أي مؤهلات مهنية ولا اخلاقية وهم من عرفوا بالغدر والنكوص عن المواثيق و بإشارة الكاتبة ان تدخل طرف ثالث بقوة لتغيير المشهد السياسي وخارطته المرسومة من قبل الطرفين اذا كانت تقصد سيف البند السابع المرفوع من قبل الامم المتحدة فتلك هى الطامة الكبرى .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..