مقالات وآراء سياسية

أحزاب السودان القدیم .. أساس البلاء المقیم ..

إسماعيل عبدالله

أحزاب السودان القدیم لعبت دوراً رئیسیاً في وأد جنین ثورة دیسمبر المجیدة، وھو مایزال یخطو خطواتھ الأولى نحو التحریر وتحقیق السلام والعدالة، فرّطت في الأمانة التي أوكلھا الیھا الثوار كي تعبر
بالبلاد من مرحلة الانتقال الى حیث تأسیس وإقامة قواعد بیت دولة المؤسسات، وعندما نرى بالأمس تھافت قیادات ھذه الأحزاب القدیمة وتوددھا للمبعوثین الأممي والأقلیمي فولكر وولد لبات، ندرك تماماً أن أمراض الماضي مازالت تفتك بجسد الأمة، جراء الضعف الملازم للقوى القدیمة المدمنة للفشل والسیر على خطى من باع الوطن، فكلما ھب الشباب ونھض وواجھ آلة الدكتاتوریات العنیفة بصدره العاري، كلّما خرجت
العفاریت القدیمة من قبورھا غبراء شعثاء تطلب بھرجاً سلطویاً لم تقدم في سبیلھ مھر دم ولا سخین دمع، لم تقم ھذه الدیناصورات البائدة بالدفاع المستمیت عن مكتسبات ثورة الشباب عندما كشّر شركاؤھا ذوو البزة العسكریة عن أنیابھم، ولم تضع ھذه الحزبیة البغیضة مبدأ الحفاظ على منجزات شھداء الترس في حسبانھا، بل ركنت للشراكة العرجاء مع ذئاب المؤسستین العسكریة الرئیسیة والعسكریة الأخرى الموازیة، فأخذ
رموزھا في مغازلة ومؤانسة ھؤلاء العسكریین وذھب بعض ھذه الرموز لأبعد من ذلك باقتراح تمدید مرحلة حكم الانتقال لعقد من الزمان أو یزید، وتراءى للبعض الآخر منھم أن الخلافة قد أتتھ تجرجر أذیالھا فطفق یكیل النقد للجان المقاومة التي قذفت بھ الى بھو وساحات القصر الجمھوري ما ھكذا تورد الإبل یا
جھابذة السودان القدیم ویا سادات قریش القدیمة من الحزبین (الكبیرین) ومعكما الحزب الأحمر (الكبیر) ورصفاءه، إنّ الاستحقاق الثوري الدیسمبري لا یستحق امتیاز القیام بواجبھ إلاّ ذوي الھمّة الوطنیة الراسخة، لا المھرولین الرخیصین المنكسرین أمام بھرج الكرسي وسطوة بریق الألماس والقناطیر المقنطرة من الذھب والفضة.
الأحزاب القدیمة مجرّبة في ساحات وباحات العمل العام وعلى الشباب أن یبتدعوا ویبتكروا ویؤسسوا ما یتوافق مع طموحھم، لا أن یجثوا على ركبھم لیعیدوا تكرار السیناریوھات القدیمة المذلة للانسان السوداني، الذي كان دوره محصوراً في تقدیم إبریق الوضوء لوكلاء عرش الحزب والطائفة والجماعة
الأیدلوجیة، النھوض بالبلاد والانتقال بھا نحو المراحل المؤسساتیة الواضعة للبنة الدولة الحدیثة، یبدأ بالكفر
البواح بكل ما یقوم بھ رئیس الأمر الواقع للمجلس السیادي الفریق أول عبدالفتاح البرھان حین زار مصر، والخطوة الصحیحة یا شباب بلادي تكون بالرفض القاطع لما یقوم بھ برمة ناصر ومریم الصادق من تماھي من أجل شرعنة الانقلاب، الطریق الحقیقي المفضي لامتلاك زمام الأمور یكون بالوقوف الصارم والعازم والصاد لمحاولات الانقلابیین تمریر السیناریو المصري، وھذا الطریق أولى معالمھ ھي تكوین أحزاب جدیدة مزیحة للبساط من تحت أقدام الدیناصورات القدیمة الھالكة باذن الله، لا یجب على جیل الیوم الانصات للاصوات الھزیلة والبائسة المحاولة تسویق احزاب مثل الأمة والاتحادي والشیوعي والبعث والناصري والتیار الظلامي البغیض كتنظیمات سیاسیة یجب علیھم اتباعھا، واجب جیل الیوم ھو الخروج من جلابیب ھذه الكیانات (المعتتة) المھترئة والبالیة وتأسیس كیانات جدیدة، ولا مناص لمن یبتغي حداثة ومواكبة تعاصر الحاضر المتسارع الخطوات غیر التغرید خارج سرب احزاب السودان القدیم، فھي الداء
وأس البلاء، من قاومھا فلح ومن جاراھا محق وھوى في بئر التخلف والدمار والفشل المقیم، فلیتحسس الناشئة دربھم بین الأشواك والألغام المزروعة من قبل الحاسدین والحاقدین من رموز ھذه القوى القدیمة
البائسة.
ولترسم الأجیال الحاضرة لوحة مستقبلھا بریشة یدھا لا بریشة الزعیم الطائفي الحزبي المكرّس كرسي قیادة الحزب لأبناءه وأحفاده لعشرات السنین القادمات، ھذه الدورة الخبیثة یجب أن تكسر ولا یغرنّك فصاحة وبلاغة حارقي البخور وحاملي الإبریق الذین یتحلقون حول الكھنوت، فرب رجل فصیح بلیغ الكلام رصین المفردة جنّد نفسھ خدمة لبلاط الكھنوت، لا تنخدعوا یا ابنائي الشباب لمثل ھؤلاء المحسنین قولاً والخاضعین فعلاً للزعیم الدكتاتور الباطش بحزب جعل عضویتھ تسبح بحمده وتشكره بكرة وأصیلا، لقد دقت ساعة العمل لكي تخرج قیادات شابّة تقود ثورة حزبیة كافرة بالقدیم ومؤسسة للحدیث وفاعلة لما ترید
لا لما یریده الزعیم، لقد برز الراحلان الصادق المھدي وحسن الترابي في منتصف ستینیات القرن الماضي، شابان لم یبلغا الثلاثین من عمریھما تكسو وجھیھما النضارة وعنفوان الشباب، فاختطا لنفسیھما طریقاً حسبما وافق ھوى ورؤى شباب ذلك العصر من الزمان، فمالي أرى جیل الیوم قاھر الدكتاتوریة الأخیرة واقفاً حائراً لا یقوى على تأسیس أحزاب وكیانات سیاسیة ثائرة على القدیم وباحثة عن الجدید ومبتكرة ومبتدعة ابتداعاً یتنساب ومتطلبات العصر ورغبات الجیل، ماذا دھى احفاد علي عبداللطیف وعبدالفضیل
الماظ والكنداكة مندي؟ .

 

[email protected]

‫6 تعليقات

  1. انت يا جنجويد و امثالك ايضا سبب بلاء السودان
    لو اختفيت انت و امثالك من وجه الارض ل انتصرت ثورتنا

  2. بعض قيادات حركات دارفور المسلحة تامرت على الثورة وخانت العهود والمواثيق ودماء شهدائها.. وشاركت في الانقلاب ولا تزال تدافع عن الانقلاب…احزاب السودان القديمة لا قدرة لها على الشعب ولا أوامر.من اراد ان ينتخبها فليفعل والصندوق هو الحكم..كرهتونا النقة بتاعت العسكر والورجغة الفارغة لتبرير السفالة وقتل النفس ونقض العهود ..الأحزاب الأحزاب الاحزاب..ايه الأحزاب حاليا ماف ..برهان الخاين مفروض يسلم السلطة لشخصية وطنية مدنية مستقلة ..حسب الوثيقة ..قاعد ليه..وين القصاص وين الدستورية وين التشريعي

  3. صدق الكاتب فيما ذهب إليه، لولا هذه الأحزاب المتآمرة مع العسكر منذ ولادة الجمهورية الأولى لما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم.

    العسكر حاضنهم السياسي على مر التاريخ هو أحزاب الأمة الشيوعي البعثي.

  4. هتف بعض المتزمرين إبّان الديمقراطية الثالثة العذاب ولا الأحزاب فاستجاب الله سبحانه تعالى لدعائهم فاقام فيهم عذاب الكيزان تلاتين سنة

  5. قمة الكسل أن نضع كل فشلنا علي الأحزاب،،كم سنة حكمت هذه الأحزاب أو بعضها عدا حزب الجبهة الإسلامية القومية؟كم سنة شارك الشيوعي في الحكم؟هل هذه الأحزاب أحزاب اتتنا من الفضاء؟انهم منا وفينا آل البيت

  6. الحزبین (الكبیرین) ومعكما الحزب الأحمر (الكبیر) ورصفاءه هههههههه وأين جمعاتك الكيزان من الاعراب يا عبدالله اسماعيل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..