متنكرة لدماء شهدائها: قيادة المؤتمر الشعبي تقرر المشاركة في حكومة البشير

عبدالوهاب همت
بعد قطيعة استمرت لمدة 14 عاماً وغزل سياسي زاد على الثلاثة أعوام حسمت قيادة حزب المؤتمر الشعبي أمرها وقررت المشاركة في السلطة وذلك بعد اجتماع استمر من الواحدة من ظهر الامس الخميس12 يناير الى الرابعة من فجر اليوم الجمعة 12 يناير. وقد انعقد الاجتماع العاصف في منزل المرحوم د. الترابي في ضاحية المنشية وقد تباينت وجهات نظر الحضور حول المشاركة من عدمها . الرافضون للمشاركة استندوا على أن المؤتمر الوطني حزب غير مؤتمن وكل تأريخه السياسي نكوص وارتداد ولاتوجد أي ضمانات حال المشاركة خاصة وأن موضوع الحريات لازال يراوح مكانه في التعديلات الخاصة بموضوع الحوار وانهم لايمتلكون غالبيه لتمرير مايتفق ورؤيتهم، أما الاصوات الموافقة على المشاركة يعتقدون أن الحوار هو مشروعهم وكذلك مخرجاته ولن يتصدى أحد لتنفيذ ذلك غيرهم وعليهم أن يبذلوا قدر طاقتهم , وقد استشهد احدهم بالقول أن من كانوا يمثلون الشعبي في مؤتمر الحوار كان عددهم 9 أشخاص فقط لكن صوتهم كان يعلو على 600 عضو كانوا هم جملة المشاركين وهؤلاء التسعة استطاعوا تمرير كل الاوراق التي طرحوها وبالتالي فانهم يراهنون على رؤيتهم وتحالفاتهم داخل الاحزاب وأنهم على ثقه بأن العناصر الفاعليه في المؤتمر الوطني ستنحاز الى صفهم وبالتالي فانهم سيكسبون كثيراً من المشاركة.
كان عدد المعارضين للمشاركة تسعة أصوات جاء على رأسهم كل من صديق الاحمر عضو الامانه العامه والمسئول المالي والأمين العام لولاية البحر الأحمر. أما أبرز الداعين للمشاركة كان الاستاذ ابراهيم السنوسي الامين العام ود. محمد أحمد العالم عضو الأمانه العامة وممثل الحزب في لجنة الحكم.
ووفقاً لرواية المصدر فانه لايتوقع أن يحدث انقسام في الحزب على مستوى القيادة كما كان متوقعاً له من قبل المراقبين ، استدرك قائلاً ربما يزهد البعض في العمل السياسي لبعض الوقت , وقال قيادي في المؤتمر الشعبي انهم امثلوا لرأي الغالبيه وبالتالي أصبحوا ملزمين بنتائج هذا الاجتماع.
يذكر أن جملة عدد الحضور كان 86 شخصاً وكان بعض الحضور قد غادر مغاضباً او أرهقهم الجلوس الطويل وجاءت نسبة التصويت كالاتي:30 صوتوا في صالح المشاركة فور الايداع وضمان الاجازة,17 صوتوا في صالح المشاركة بعد الاجازة , 4 صوتوا في صالح المشاركة بلاشروط.
ولتذكير الغافلين فان حزب المؤتمر الشعبي وبعد المفاصلة في العام 1999 كانت سلطات المؤتمر الوطني قد اغتالت عدداً من عضويتهم منهم علي أحمد البشير والذي أُطلق عليه الرصاص أمام زوجته وأطفاله في حي الدروشاب بالخرطوم بحري وكذلك حسن عمر أبوالريش والذي أُدخل الى مستشفى كوستي فاقداً للوعي كما ورد ذلك في نشرة الكترونية كان يصدرها حزب المؤتمر الشعبي, وكذلك عبدالرحمن المهيب الذي عانى من أقسى أنواع التعذيب الى أن فاضت روحه الى بارئها والقائمه طويلة.
وهناك القيادي يوسف لبس الذي انسلخت عشر سنوات من عمره قضاها في سجن كوبر.