شاهدواالفكرة….وفناؤها

ازمة فلسفة الحكم نفسها في الشرق الاوسط هي التي ادخلتنا في هذا النفق المظلم…بينما الديموقراطية هي بنت المجمتعات الليبرالية الحرة الغربية ظل حكم الاسرة الرشيد او الفاسد هو ديدن النظم السياسية في المنطقة العربية والاسلامية منذ سقيفة بني ساعدة حتى الان…الحكم القائم على الوصاية…والوصاية امر مرحلي، وصاية الرشيد على القاصر، وصاية المسلم على الذمي ،وصاية الرجل على المراة ووصاية الحاكم على المحكوم…فتشكلت الاحزاب السياسية الايدولجية على هذا النسق واضحت الشعوب لا تعاني من ديكتاتورية النظم الحاكمة فقط بل دكتاتورية من يعارضونها ايضا من احزاب مؤدلجة
لايجاد فلسفة جديدة للحكم في المنطقة قائمة على الديموقراطية بمفهومها الغربي الليبرالي التي تعظم قيمة الفرد، علينا ايجاد مفاهيم جديدة من اصول العقيدة الاسلامية(القران المكي) وليس فروع العقيدة(القران المدني) وكتب الفقه والتاريخ الممتد من سقيفة بني ساعدة الي يومنا هذا
الناس في هذه الحياة رغم انهم يكونون اسر وقبائل وشعوب ودول واقاليم وقارات ومنظمات دولية …الا انهم ياتون الى هذه الحياة افرادا ويغادورنها افرادا…مما يجعل مسئولية الشخص فردية وبذلك تنتفي الوصاية عبر أي شخص او حاكم مطلق او عالم دين مزيف او مثقف انتهازي…بل يجب ان تكون ارادة الشخص خاضعة لوعيه وتقيمه الشخصي وفقا للاعلان العالمي لحقوق الانسان وليس لرؤى ايدولجية قائمة على ولاية الفقيه او السلفية او الاخوان المسلمين او البعثية او الناصرية او اللجان الثورية…هذه الرؤى العابرة للحدود تشرخ المجتمع الواحد في الدولة القطرية نفسها الي عرب وغير عرب مسلمين وغير مسلمين او الدولة واللادولة في الحالة الليبيبة الفريدة في بشاعتها الان
لا يمكن تاسيس مجتمع ديموقراطي حقيقي ما لم نؤسس مجتمع مدني وثقافة مجتمع مدني…لا يمكن ان تنعم الدولة المحددة بخطوط الطول والعرض بالاستقرار مالم تتحول من بقعة جغرافية الي وطن يرى كل مواطن نفسه في مرآته المستوبة بعيدا عن مفهوم اغلبية اقلية مختل وغير واقعي
تعزيز مفاهيم جديدة ايضا يدعوا الى تغيير الذهنية الشرقية نفسها من ذهنية مفاهيم الى ذهنية تحليلية علمية وناقدة
وهذا بدوره يجب ان يتم بتغيير طرق التعليم نفسها من التلقين الى النقاش
الاهتمام بالفرد في المجتمع وبناءه على اسس جديدة وحرة هو الذى يقود التغيير الحقيقي وليس اسقاط انظمة واستبدالها بالانظمة اخرى قد تكون اكثر طغيانا وقمعا طال ما هي تتعيش حتى الان على ايدولجيات ماتت وشبعت موتا..واستنساخ التجارب الفاشلة من دولة الى اخرى اشبه بالرضاعة من ثدي ميت.
ان الديموقراطية والدولة المدنية الحقيقية هي التي تجعل الرجل المناسب في المكان المناسب وتاتي بارادة شعبية من اسفل وليس رؤية فوقية من اعلى….وعندها نحصل على تمثيل نسبي يضع الرجل المناسب في المكان المناسب او العدالة السياسية …وهذه بدوره سيقود للعادلة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة
ان التغيير هو هدم اصنام النظام العربي القديم الثلاث….الحاكم المزمن و رجل الدين المزيف الذي يسوقه اخلاقيا والمثقف الانتهازي المؤدلج الذى يسوقه سياسيا..ثم الانفتاح على العالم واخوان الانسانية في القارات الستة فكريا وثقافيا وسياسيا والانسجام مع المجتمع الدولي والتماهي معه في شراكة ذكية تبدا بالديموقراطية وتنتهي بالامم الحرة…اما الانغلاق المذهبي والتزمت العقائدي والاستعلاء العرقي الزائف وتعاطي الاسقاط السياسي مع نرجسية بغيضة ..سيطول من بياتهم الشتوي وعزلتهم غير المجيدة…وهناك الف مثل يحتزى كالهند والصين واليابان ،حافظت على قيمها مع المعاصرة وفي هذا الامر الحديث ذو شجون

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ((علينا ايجاد مفاهيم جديدة من اصول العقيدة الاسلامية(القران المكي) وليس فروع العقيدة(القران المدني))) اشتم من هذه الجملة الطويلة رائحة عقيدة (جمهورية ) واتمنى ان اكون مخطئا !

  2. جميل والله طرح راقى لاياتى الا من عقل منفتح وادراك عميق وحس انسانى مرهف واقعى ومنطقى حقيقى لا زيف فيه وياليت بنى وطنى يعلمون واحنا بعيدين عن هذه الرؤيه يا استاذ ولكن واصل فى الطرق
    فالفكره ستصل ولو بعد اجيال

  3. روشتة 2013
    العودة للشعب يقرر-The Three Steps Electionالانتخابات المبكرةعبر تفعيل الدستور –
    المؤسسات الدستورية واعادة هيكلة السودان هي المخرج الوحيد الامن للسلطة الحالية..بعد موت المشروع الاسلامي في بلد المنشا مصر يجب ان نعود الى نيفاشا2005 ودولة الجنوب والدستور الانتقالي والتصالح مع النفس والشعب ..الحلول الفوقية وتغيير الاشخاص لن يجدي ولكن تغيير الاوضاع يجب ان يتم كالاتي
    1-تفعيل المحكمة الدستورية العليا وقوميتها لاهميتها القصوى في فض النزاعات القائمة الان في السودان بين المركز والمركز وبين المركز والهامش-وهي ازمات سياسية محضة..
    2-تفعيل الملف الامني لاتفاقية نيفاشا ودمج كافة حاملي السلاح في الجيش السوداني وفتح ملف المفصولين للصالح العام
    3-تفعيل المفوضية العليا للانتخابات وقوميتها وتجيهزها للانتخابات المبكرة
    4-استعادة الحكم الاقليمي اللامركزي القديم -خمسة اقاليم- باسس جديدة
    5-اجراء انتخابات اقليمية باسرع وقت والغاء المستوى الولائي للحكم لاحقا لعدم جدواه
    6-اجراء انتخابات برلمانية لاحقة
    7-انتخابات رآسية مسك ختام لتجربة ان لها ان تترجل…
    8-مراجعة النفس والمصالحة والشفافية والعدالة الانتقالية

    [email protected]

  4. وهذا بدوره يجب ان يتم بتغيير طرق التعليم نفسها من التلقين الى النقاش”
    نعم… مشكلتنا تربويه وبامتياز !
    واصل الطرق يا عادل يا أمين ….ومرحباً بالفجر الجديد!
    رجائي ان تقوم أداره الراكوبة الموقرة برفع هذا المقال المفيد ( الممتع) للواجهة حتي تعم الفائدة

  5. الأخ عادل
    أشكرك على مقالاتك الرصينة التي تهدف إلى العلاج في الصميم وحلحلة مشكلتنا من جذورها.

    اتفق معك تماما في ما جئت به عموما…و واصل بالتوفيق

    نرجو من ادارة الراكوبة فلترة المقالات القيمة وو ضعها في المقدمة لكي تعم الفائدة لكل الناس وهذا هو الوعي الذي للاسف ينقص حتى مثقفينا وسياسيينا…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..