مقالات سياسية

كيف سُرق عمري

نهى محمد الأمين أحمد 

فجأة،، وجدت نفسي تجاوزت الأربعين، وكأن عمري قد سرق مني، هذان العقدان بين العشرين والأربعين مرا سريعا، وكأني كنت أتفرج على مسلسل تمر فيه في الحلقة والتي زمنها ساعة فقط، تمر سنوات، كأني لم أكن بطلة المسلسل، تلاخقت الأحداث، فالطالبة الجامعية وجدت نفسها فجأة في منتصف العمر كما يسمونه،

يا ترى هل الجميع مثلي؟ تسارعت عليهم وتيرة الحياة، وعندما انتبهوا فجأة وجدوا الشباب يلوح بيده من بعيد، مغادرا إلى غير رجعة، هل السبب هو اللهاث خلف المسؤوليات والحياة الكثيرة التفاصيل في مقتبل العمر؟ أم أنها النفس التي تتناسى عمدا أو سهوا أن العمر بجري وتحسب أن الحال سيدوم، متجاهلة أن دوام الحال من المحال،

أخال نفسي في متجر ملئ بالبضائع، والبائع المستأجر من قبل صاحب المتجر، يأخذ من هذه البضائع على أن تتم محاسبته من راتبه، واستيقظ في أحد الصباحات ليفاجئه صاحب المتجر بأنه قرر بيع المتجر وأن ساعة الجرد قد حانت، ليجد نفسه مطالبا، وأنه كان يستهلك أكثر بكثير من دخله، فأصبح مديونا، لا يدري ماذا يفعل، فهو سارق ولكن بدون سبق إصرار وترصد، أنا مثله تماما، اسيقظت ووجدت نفسي استهلكت من نفسي الكثير بدون أن أشعر، وساعة الجرد قد حانت وأنا مديونة، ولا أعرف هل أنا السارقة أم كيف سرق عمري!!!!

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. ااااه نحن سرق عمرنا وبعثروه أمامنا نحن جيل السبعينات سرقت الثلاثين منا ونحن في زهول كان حلم الحامعه ثم العمل انتهت الجامعه بخدمتها وضاع العمل بين التمكين والواسطه وكانت الهجره تفتح أحضانها وبداء مسلسل الضياع والقفز في الظلام
    ضاعت كلها بين تجديد وضريبة وتلك الدمغات التي حولت لعمارات وفارهات في ماليزيا واختصمو القوم عليها
    اتت افكار العوده والنتيجه صفر والحمدلله زوجه وأبناء في الدراسه
    تعددت الاسباب ولكن هي العوده وللاسف نفس القوم ونفس اللصوص ابت نفسهم إلا أن يضيعو ماتبقي لنا
    فاجبرنا أن أن نقف مع الاول ضد الثاني من أجل المحافظه علي ماتبقي من وطن
    بعد أن قام كلب الحراسه بعض من روضه
    ونحن وانتم الان في بداية المشاهد لمسرحية الحارث والكلب متي تنتهي الله اعلم
    وحسبنا الله ونعم الوكيل

  2. عمرك سرقوه الكيزان مافى حرامى اوسخ من الكيزان ديل بسرقو الطفل من بطن أمه قبل ما تحمل بيهو

  3. مقال ممتاز الاخت نهى يعكس العاهات النفسية التى نعانى منها كشعب, فيما يخص عبارة جيش واحد شعب واحد فهى بأمتياز تجسد متلازمة استوكهولم وهى تعنى تعاطف الضحية مع جلاده.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..