العلمانية و جوهر الدين و الرق و المسكوت عنه (29)

قبل الاستمرار في عرض أحداث غزوة بني المصطلق و ما تبعها من أحداث يسميها أهل السيرة (فتن) سنتوقف عند ملاحظات عدة :
أولا بدأ الاسترقاق و السبي منذ هذه الغزوة ليستمر قرابة ألف و أربعمائة عام و يفوق ضحاياه عشرات الملايين من رقيق و سبايا و ما صحب ذلك من آلام و أحزان لأولئك البؤساء من تشتيت شمل الأسر و القهر الذي يلازم الضحايا عندما يعرف الزوج أو الأخ أن زوجته أو اخته يُمارس معها رغما عنها ما يسميه بالاغتصاب أو الفاحشة و لكنه عند الآخر حق منحه له المقدس ، أو خيال الأب و هو يتصور آلام ابنته مقهورة ذليلة يقضي أحدهم وطره منها ثم يبيعها في السوق كأي معزة (كما روى أبو سعيد ما أوردناه في الحلقة الماضية قال : وخرجت بجارية أبيعها في السوق: أي قبل أن يقدم وفدهم [وفد بني المصطلق]في فدائهم فقال لي يهودي: يا أبا أسعيد تريد بيعها وفي بطنها منك سخلة فقلت: كلا، إني كنت أعزل عنها…) لكن الآلام و الأحقاد تخفت بمرور الزمن لعوامل تاريخية شتى و يتبنى الأحفاد رواية المنتصر كما حدث في أمريكا الجنوبية مع الفاتحين الأوربيين و كيف تحولت أمريكا الجنوبية لتكون من أكثر الأماكن دفاعا عن المسيحية ، حتى أوربا الوثنية صار أحفاد المقهورين الذين حاربتهم الكنيسة منذ القرن الرابع أشد المخلصين للمسيحية قبل أن يقل تأييدهم لها في القرن الأخير . لن ندخل في تفاصيل ما رواه الآخرون عن تلك (الفتوحات) من على الضفة الأخرى منذ بدايتها (شرقا حتى ما وراء النهر و الهند و غربا مصر و شمال أفريقيا و الأندلس و حتى حدود فرنسا) ، أولئك المؤرخون الذين يمثلون وجهة نظر الآخر و يصورون مأساته و انكساراته ، سيأتي اليوم الذي يتناول فيه المختصون و المثقفون و ربما كثيرون من الناس العاديين تلك الأحداث بصورة علمية محايدة و يقومون بنقدها و تقييمها لتستفيد البشرية من تلك التجارب . الملاحظة الثانية هي جمال برة (جويرية فيما بعد) الذي اثار غيرة السيدة عائشة و قول الراوي (علما منها بموقع الجمال منه) و موقع الجمال منه (ص) تجلى في اصطفائه لريحانة بنت عمرو من سبي بني قريظة كما سنرى و في اصطفائه لصفية بنت حيي بن اخطب كما أسلفنا و ما سوف نتعرض له (الثلاث :برة و صفية و ريحانة قُتل أزواجهن في المعركة التي سبقت الاصطفاء) كما تزوج (ص) زينب بنت جحش مصداقا لوجهة نظر السيدة عائشة (علما بموقع الجمال منه) و كما روى لنا أصحاب السيرة و صدق رواياتهم القرآن (حتى إذا قضى زيد منها وطرا ..) و السيدة مارية القبطية المليحة الجعداء و التي كانت قصته معها (ص) على فراش السيدة حفصة سببا في نزول سورة التحريم . الملاحظة الثالثة : ملاحظة أن العرف في الجاهلية كان يقبل من السبايا ذوات الشرف من علية القوم أن يطلبن المكاتبة للخروج من ذل السبي و ذلك لمعرفة من سباهن بمقدرة أهلهن المالية و لهيبة مراكز أهلهن في نفوس العربان ، فالعربان يجلون الشيوخ إجلال يبلغ حد التقديس ، و هذا ما جرى مع برة ، لكن فيما بعد حين زالت هيبة الشيوخ بانتشار الإسلام لم يعد من المتوقع استمرار ذلك العرف . ملاحظة اخيرة : يروي النسائي حديثا للسيدة جويرية يبين مدى تعاطفها مع الأرقاء جاء فيه (عن مجاهد عن جويرية زوج النبي(ص) أنها قالت: يا نبي الله، أردت أن أعتق هذا الغلام، فقال رسول الله (ص):”بل أعطيه أخاك الذي في الأعراب يرعى عليه؛ فإنه أعظم لأجرك” ( 4935 النسائي) . و هو حديث يشبه الحديث الذي ورد عن ميمونة بنت الحارث زوج النبي (ص) : ( أنها أعتقت وليدة لها ولم تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم , فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه , قالت : أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي ؟ قال : أو فعلت ؟ قالت : نعم , قال : أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك ) متفق عليه .
ارتبطت غزوة بني المصطلق بما سماها صاحب السيرة الحلبية ثلاث فتن فلنتابع روايته “الأزمة الأولى صراع قام بين المهاجرين والأنصار على السقاية من بئر من آبار المنطقة … وهي :تنازع سنان بن وبر الجهني حليف بني سالم من الأنصار وجهجاه بن سعيد الغفاري الكناني على الماء فضرب جهجاه سنانا بيده فنادى سنان يا للأنصار ونادى جهجاه
: يا لقريش يا لكنانة فأقبلت قريش سراعا وأقبلت الأوس والخزرج وشهروا السلاح فتكلم في ذلك ناس من المهاجرين و الأنصار حتى ترك سنان حقه وعفا عنه واصطلحوا. فقال عبد الله بن أبي بن سلول: “لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل” ثم أقبل على من حضر من قومه فقال “هذا ما فعلتم بأنفسكم” وسمع ذلك زيد بن أرقم فأبلغ محمد قوله فأمر بالرحيل وخرج من ساعته وتبعه الناس … ثم نجمت عن هذه الفتنة فتنة أخرى خطيرة، وهي فتنة نداء المنافقين في أوساط الأنصار بأن يخرجوا المهاجرين من المدينة، وقال عبد الله بن أُبي بن سلول كلمته يعلق فيها على المهاجرين بقوله: “والله ما نحن وهم إلا كما قال الأول: سمن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منا الأذل”. وكانت أزمة خطيرة توشك أن تقضي على الأمة الإسلامية. ثم حدثت فتنة ثالثة شنيعة وهي حادثة الإفك، وفيها اتهم المنافقون زوجة النبي عائشة بالفاحشة، وقد وقع بعض المؤمنين في الأمر، واتسع نطاق الأزمة حتى شمل المسلمين كلهم ما بين مدافع ومهاجم وما بين مبرئ ومتهم، ولم ينزل وحي في القضية إلا بعد شهر كامل حين نزل الوحي بتبرئة السيدة عائشة من التهمة الشنيعة التي أثارها المنافقون حولها، واشترك فيها بعض المؤمنين، وكانت حادثة الإفك هذه من أشد الأزمات التي مرت بالمسلمين، ليس في هذه الفترة فقط ولكن في كل فترات السيرة النبوية.” … انتهى ما نقلناه من السيرة الحلبية و سنلقي الضوء على ما أسماها صاحب السيرة بـ(الفتنة الثالثة الشنيعة و هي حادثة الإفك) … سنقرأ تفصيل الحادثة من البخاري :
لقد روى الإمام البخاري حديث الإفك في صحيحه، و هو حديث طويل سنختصر منه من غير تغيير أي كلمة في النص : “… أن عائشة زوج النبي (ص) قالت: ….. فخرجت مع رسول الله (ص) بعدما نزل الحجاب، فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه، فسرنا … ودنونا من المدينة قافلين … فقمت حين آذنوا بالرحيل، فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي، فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع، فالتمست عقدي، وحبسني ابتغاؤه، وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي، فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت ركبت، وهم يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلهن اللحم إنما تأكل العلقة من الطعام …. جئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب، فأممت منزلي الذي كنت به، وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إلي.فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي، ووالله ما كلمني كلمة، ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، حتى أناخ راحلته، فوطئ على يديها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة، فهلك من هلك، وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي بن سلول، فقدمنا المدينة، فاشتكيت حين قدمت شهرا، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك لا أشعر بشيء من ذلك…. فخرجت معي أم مسطح قبل المناصع، وهو متبرزنا، وكنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل، وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا، وأمرنا أمر العرب الأول في التبرز قبل الغائط، فكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا، فانطلقت أنا وأم مسطح ….. وقد فرغنا من شأننا، فعثرت أم مسطح في مرطها، فقالت: تعس مسطح، فقلت لها: بئس ما قلت، أتسبين رجلا شهد بدرا؟! قالت: أي هنتاه، أولم تسمعي ما قال؟ قالت: قلت: وما قال؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك؛ فازددت مرضا على مرضي، فلما رجعت إلى بيتي ودخل علي رسول الله (ص)ـ تعني سلم – ثم قال: كيف تيكم، فقلت: أتأذن لي أن آتي أبوي؟ ………فدعا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد – رضي الله عنهما – حين استلبث الوحي يستأمرهما في فراق أهله، قالت: فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم لهم في نفسه من الود، فقال: يا رسول الله، أهلك ولا نعلم إلا خيرا. وأما علي بن أبي طالب فقال: يا رسول الله، لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك، قالت: فدعا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بريرة، فقال: أي بريرة، هل رأيت من شيء يريبك؟ قالت بريرة: لا والذي بعثك بالحق، إن رأيت عليها أمرا أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن فتأكله، فقام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فاستعذر يومئذ من عبد الله بن أبي بن سلول، قالت: فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو على المنبر: يا معشر المسلمين، من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي؟ فوالله، ما علمت على أهلي إلا خيرا، ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا، وما كان يدخل على أهلي إلا معي.فقام سعد بن معاذ الأنصاري، فقال: يا رسول الله، أنا أعذرك منه، إن كان من الأوس ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك، قالت: فقام سعد بن عبادة، وهو سيد الخزرج، وكان قبل ذلك رجلا صالحا، ولكن احتملته الحمية، فقال لسعد: كذبت لعمر الله، لا تقتله ولا تقدر على قتله، فقام أسيد بن حضير، وهو ابن عم سعد بن معاذ، فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله، لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين، فتثاور الحيان – الأوس والخزرج – حتى هموا أن يقتتلوا، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – قائم على المنبر، فلم يزل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يخفضهم حتى سكتوا وسكت.قالت: فبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع… قالت: فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلم ثم جلس، قالت: ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها، وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني، قالت: فتشهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين جلس، ثم قال: أما بعد، يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله، وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه.قالت: فلما قضى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي: أجب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيما قال، قال: والله، ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت لأمي: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فقلت – وأنا جارية حديثة السن، لا أقرأ كثيرا من القرآن: إني والله لقد علمت، لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلت لكم: إني بريئة، والله يعلم أني بريئة، لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر، والله يعلم أني منه بريئة، لتصدقني، والله ما أجد لكم مثلا إلا قول أبي يوسف قال:(فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون) (يوسف، 18) قالت: ثم تحولت فاضطجعت على فراشي، قالت: وأنا حينئذ أعلم أني بريئة، وأن الله مبرئي ببراءتي، ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى، ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في النوم رؤيا يبرئني الله بها، قالت: فوالله، ما رام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق وهو في يوم شات من ثقل القول الذي ينزل عليه، قالت: فلما سري عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سري عنه وهو يضحك، فكانت أول كلمة تكلم بها: يا عائشة، أما الله – عز وجل – فقد برأك، فقالت أمي: قومي إليه، قالت: فقلت: لا والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله عز وجل، فأنزل الله عز وجل:(إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه … (النور، 11) العشر الآيات كلها ….قالت عائشة: وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يسأل زينب ابنة جحش عن أمري، فقال: يا زينب ماذا علمت أو رأيت؟ فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري ما علمت إلا خيرا، قالت: وهي التي كانت تساميني من أزواج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فعصمها الله بالورع، وطفقت أختها حمنة تحارب لها فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك .” انتهى حديث البخاري …. نواصل و عذرا للإطالة .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اولا : على الكاتب ان يحترم الشخصيات المقدسة عند المسلمين فبالرغم من ذكري في تعليق في مقاله السابق للاية ” ( لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبا ”
    فالنبي صلى الله عليه و سلم بشر يعجبه من حسن النساء ما يعجب غيره من ذوي الخلقة السوية و هل في هذا حرج ؟ و من ينكر ذلك فهو جاهل!!!

    و لكن المصيبة ان سرحان تناول الموضوع بالكثير من الغمز و اللمز الفاضح تنظروا الى قول اسرحان (( و موقع الجمال منه (ص) تجلى في اصطفائه لريحانة بنت عمرو من سبي بني قريظة كما سنرى و في اصطفائه لصفية بنت حيي بن اخطب كما أسلفنا و ما سوف نتعرض له (الثلاث :برة و صفية و ريحانة قُتل أزواجهن في المعركة التي سبقت الاصطفاء) )
    و قول سرحان ((كما تزوج (ص) زينب بنت جحش مصداقا لوجهة نظر السيدة عائشة (علما بموقع الجمال منه) …. السيدة مارية القبطية المليحة الجعداء )) و لا اريد ان انقل ما تبع ذلك من فحش قول الكاتب و نزوله الى ما مستوى لا يليق بالرجل الكريم و ان اختلف معك في الدين!!!

    ثانيا : قال سرحان ((أولا بدأ الاسترقاق و السبي منذ هذه الغزوة ليستمر قرابة ألف و أربعمائة عام ))

    و هذا يجافي الواثع فلقد ذكرنا كثيرا ان العبيد الذين كانوا يباعون في السودان و غيرها في عهد الدولة العثمانية و ايام محمد علي باشا و الزبير رحمة و غيرهم ليسوارقيقا شرعيا بل هذا العمل غير شرعي و من يقارن بين الرق في الاسلام و العبودية المحرمة و يطالب بتجريم الرق الشرعي اشبه بمن يطالب بتحريم البيع لان الناس تخلط الربا بالبيع

  2. قال سرحان ((فيما بعد حين زالت هيبة الشيوخ بانتشار الإسلام لم يعد من المتوقع استمرار ذلك العرف . ملاحظة اخيرة : يروي النسائي حديثا للسيدة جويرية يبين مدى تعاطفها مع الأرقاء جاء فيه (عن مجاهد عن جويرية زوج النبي(ص) أنها قالت: يا نبي الله، أردت أن أعتق هذا الغلام، فقال رسول الله (ص):”بل أعطيه أخاك الذي في الأعراب يرعى عليه؛ فإنه أعظم لأجرك” ( 4935 النسائي))
    تعليق : طبعا من الواضح ان غرض سرحان هوانه يريد ان يقول ان الاسلام يشجع على االرق و يمنع العتق و لكن خاب سعيه و ما لم يفهمه سرحان هو ان الغلام و الجارية صغيران بحاجة لمن يرعاهما و ان اعتقا فلربما لم يجدا من يرعاهما مع علمه صلى الله عليه و سلم و هو نبي يوحى اليه بان ذلك افضل لهما و اليكم الحديث التالي الذي يبين كيف ارشد النبي صلى الله عليه و سلم عائشة لشراء بريرة و اعتاقها و الفرق هنا ان بريرة ليست طفلة و بالتالي يستطيع تدبلا املرها
    الحديث :”أخبرني محمد بن آدم قال حدثنا أبو معاوية عن هشام عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت : كان في بريرة ثلاث قضيات أراد أهلها أن يبيعوها ويشترطوا الولاء فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال اشتريها وأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق وأعتقت فخيرها رسول الله صلى الله عليه و سلم فاختارت نفسها وكان يتصدق عليها فتهدي لنا منه فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال كلوه فإنه عليها صدقة وهو لنا هدية ”
    قال الشيخ الألباني : صحيح

  3. قال سرحان (أولا بدأ الاسترقاق و السبي منذ هذه الغزوة ليستمر قرابة ألف و أربعمائة عام).

    رد ود الحاجة :( هذا يجافي الواثع فلقد ذكرنا كثيرا ان العبيد الذين كانوا يباعون في السودان و غيرها في عهد الدولة العثمانية و ايام محمد علي باشا و الزبير رحمة و غيرهم ليسوارقيقا شرعيا بل هذا العمل غير شرعي و من يقارن بين الرق في الاسلام و العبودية المحرمة و يطالب بتجريم الرق الشرعي اشبه بمن يطالب بتحريم البيع لان الناس تخلط الربا بالبيع)

    أولا: مثال من “بلدنا” تحديدا : فرض عبد الله بن أبي السرح ، باسم الدولة الإسلامية ، معاهدة البقط على ملك المقرة عام 651 م. ومن بنودها أن (تقدم المقرة 360 عبدًا سنويًا إلى مصر. على أن يكون هؤلاء العبيد صحيحي الأبدان ليسوا من العجائز أو الأطفال، ويكونوا خليطًا من الذكور والإناث. يضاف عليهم 40 عبدًا توزع على وجهاء مصر. وظلت المعاهدة تفرض من القاهرة ثم بغداد حتى تفككت دولة المقرة تماما بعد حوالي 700 عام من فرض المعاهدة.
    دعونا نترك جانبا كل ما حدث في السودان بعد نهاية تلك المعاهدة ، وكل ما حدث في غير السودان قبلها وبعدها ، ونقول ” استرق المسلمون الناس لمدة 700 عام في السودان . وكان السودانيون مسالمون قابعين في ديارهم وليس لهم نية ولا مقدرة على مهاجمة المسلمين” . فماذا يقول ود الحاجة ؟

    ثانيا : لقطة من مقاضاة مبنية على ما جاء أعلاه:
    المظلومة لربها: ” هذا قهرني بالقوة واسترقني وسخرني لخدمة نزواته وشهواته وانتزع حريتي فحرمني من كل حقوقي كأنسان في الإختيار والرفض بإرادتي ، والعمل والإمتلاك لنفسي ، والزاوج والإنجاب والسعادة بذريتى … انتزعني من أهلي وقومي بعد قتلهم أو قهرهم ، جعلني سجينة في دياره و بلده ، يغتصبني متى اشتهى ، ويضربني متى شاء ، وببيعني وولدي متى احتاج أو قلت قوتنا لخدمته ، بل ويقتلنا متى أراد . ويخصي أبنائي الذكور . فعل كل ذلك لمدة ستين عاما التي عشتها.”
    الظالم لربه : ” إنها كاذبة ملعونة : لقد فعلت ذلك لمدة ثلاثين عاما فقط وليس ستين ، فقد بادلتها بناقة لولدي بعد ثلاثين سنة فقط . إنها كاذبة ، فاجرة ، شيطانة . مارقة . فلم تكن تفعل ما أمرت به يا ربي ولم تتبع سنة رسولك الكريم كما كنت أفعل أنا.. عذبها يا ربي بالجحيم ولظى على كذبها هذا !”

    ثالثا : ما هي “العبودية المحرمة ” في الإسلام ؟

    رابعا : يشبه ود الحاجة “الرق الشرعي” ب “البيع الحلال ” … وما دام هو وكل منا يبيع ويشتري كل يوم بنفس مفتوحة ، فهل نتوقع أن يقبل ، بنفس مفتوحة أيضا ، إن وقعت زوجته وبنته وأخته وحتى أمه ، ملك يمين للكفار ؟ أتمنى أن ترفض نفسه ذلك ولا تقبله !

  4. الأخ ود الحاجة

    فهمت من بعض مداخلاتك أنك تفرق بين الرق الشرعي والرق الغير شرعي وأتمنى أن يكون ما فهمته صحيحا حتى لا انقل على لسانك ما لم تقله…

    وأنا أقول، وما الفرق يا سيدي بين أنواع الرق عموماً؟

    أليست كلها عبودية وذل وتحقير وإهانة وتفرقة في كل شيء؟

    ولماذا يلجأ المسلم ليسترق إنسانا آخر سواء بشكل شرعي أو غير شرعي، ومهما كانت المبررات، وهل مبرر نشر الدين مبرر شرعي حتى يُسبي ويُؤسر الناس؟ بالله عليك ما قيمة الدين إذا كان يفرض بالغزوات والحروب والإرهاب والإجبار والتهديد على القتل إذا لم يسلم المستهدف (أسلم تسلم) أو حتى القتل إذا غير الإنسان رأيه وقرر التخلي عنه بكل سلمية؟

    أليست كلها تتمحور حول ما ساقه الأخ هاشم الفكي أدناه:
    ****” هذا قهرني بالقوة واسترقني وسخرني لخدمة نزواته وشهواته وانتزع حريتي فحرمني من كل حقوقي كإنسان في الاختيار والرفض بإرادتي ، والعمل والإمتلاك لنفسي ، والزاوج والإنجاب والسعادة بذريتى … انتزعني من أهلي وقومي بعد قتلهم أو قهرهم ، جعلني سجينة في دياره و بلده ، يغتصبني متى اشتهى ، ويضربني متى شاء ، وببيعني وولدي متى احتاج أو قلت قوتنا لخدمته ، بل ويقتلنا متى أراد . ويخصي أبنائي الذكور . فعل كل ذلك لمدة ستين عاما التي عشتها.”**** انتهى.

    كل المظالم المذكورة كل واحدة منها اكثر فظاعة من الأخرى… قل لي بربك حتى الرسول صلى الله عليه وسلم في استعباده لبعض النساء، ألم يمارس عليهن مظلمة أو مظلمتان من هذه المظالم؟

    وبالتالي ما الفرق بين أن يكون الاسترقاق شرعيا وغير شرعي أو مارسه إنسان عادي أو رسول؟ وأنت تعلم لا يوجد شخص طبيعي في هذا الكوكب يرضى أن يُسترق شرعيا أو غير شرعي، وأي نوع من الاسترقاق يقع عليه يمثل اقسى أنواع العذاب النفسي والشعور بالدونية والظلم ناهيك عن الأضرار الأخرى.

    تحياتي لك.

  5. أولا : يا قاسم انظر ماذا قال صاحبك (( و التي كانت قصته معها (ص))) ساضرب لك مثلا من حياتنا اليومية , لو كنتم اربعة و قال لك شخص ما يحدثك عن رجل مر بكم ان هذا الرجل له قصة مع تلك المرأة التي رأيناها قبل قليل و التي هي خالته ( بحيث ان الاخران لا يعرفان انها خالته) , قطعا سترد عليه بان هذا الاسلوب غير مناسب لان كلمة ( قصة) هنا تشعر بشيء خادش للحياء او منكر, اليس كذلك ؟ فما بالك و صاحبك يكتب في منتدى عام و يغمز و يلمز؟!!

    ثانيا :القصة التي اوردتها انت في سبب نزول الاية ليست هي الوحيدة و بالتالي عليك ان تبحث عن اي من الروايات هي الصحيحة حيث ان هناك رواية اخري ( شربه صلى الله عليه و سلم للعسل) و هي اشهر من الرواية التي ذكرتها انت

    و اليك ما ذكر في سبب نزول اية التحريم :
    _________________

    تفسير القرطبي
    قوله تعالى { يا أيها النبي لم تحرمُ ما أحل الله لك} فيه خمس مسائل: الأولى: قوله تعالى { يا أيها النبي لم تحرمُ ما أحل الله لك} “” ثبت في صحيح مسلم عن عائشة”” رضي لله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يمكث عند زينب بنت جحش فيشرب عندها عسلا، قالت فتواطأت أنا وحفصة أن أيتنا ما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلتقل : إني أجد منك ريح مغافير! أكلت مغافير؟ فدخل على إحداهما فقالت له ذلك. فقال : (بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له). فنزل { لم تحرم ما أحل الله لك} – إلى قوله – { إن تتوبا} (لعائشة وحفصة)، { وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا} [التحريم : 3] لقوله : (بل شربت عسلا). وعنها أيضا قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل، فكان إذا صلي العصر دار على نسائه فيدنو منهن، فدخل على حفصة فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس، فسألت عن ذلك فقيل لي : أهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل، فسقت رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شربة. فقلت : أما والله لنحتالن له، فذكرت ذلك لسودة وقلت : إذا دخل عليك فإنه سيدنو منك فقولي له : يا رسول الله، أكلت مغافير؟ فإنه سيقول لك لا. فقولي له : ما هذه الريح؟ – وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه أن يوجد منه الريح – فإنه سيقول لك سقتني حفصة شربة عسل. فقولي له : جرست نحله العُرْفُط. وسأقول ذلك له، وقوليه أنت يا صفية. فلما دخل على سودة – قالت : تقول سودة والله الذي لا إله إلا هو لقد كدت أن أبادئه بالذي قلت لي، وإنه لعلى الباب، فرقا منك. فلما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : يا رسول الله، أكلت مغافير؟ قال : (لا) قالت : فما هذه الريح؟ قال : (سقتني حفصة شربة عسل) قال : جرست نحله العرفط. فلما دخل علي قلت له مثل ذلك. ثم دخل على صفية فقالت بمثل ذلك. فلما دخل على حفصة قال : يا رسول الله، ألا أسقك منه. قال (لا حاجة لي به) قالت : تقول سودة سبحان الله! والله لقد حرمناه. قالت : قلت لها اسكتي. ففي هذه الرواية أن التي شرب عندها العسل حفصة. وفي الأولى زينب. وروي ابن أبي مليكة عن ابن عباس أنه شربه عند سودة. وقد قيل : إنما هي أم سلمة، رواه أسباط عن السدي. وقاله عطاء بن أبي مسلم. ابن العربي : وهذا كله جهل أو تصور بغير علم. فقال باقي نسائه حسدا وغيرة لمن شرب ذلك عندها : إنا لنجد منك ريح المغافير. والمغافير : بقلة أو صمغة متغيرة الرائحة، فيها حلاوة. واحدها مغفور، وجرست : أكلت. والعرفط : نبت له ريح كريح الخمر. وكان عليه السلام يعجبه أن يوجد منه الريح الطيبة أو يجدها، ويكره الريح الخبيثة لمناجاة الملك. فهذا قول.
    1. وقول آخر – أنه أراد بذلك المرأة التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يقبلها لأجل أزواجه، قاله ابن عباس وعكرمة. والمرأة أم شريك.
    2. وقول ثالث – إن التي حرم مارية القبطية، وكان قد أهداها له المقوقس ملك الإسكندرية. قال ابن إسحاق : هي من كورة أنْصِنا من بلد يقال له حَفْن فواقعها في بيت حفصة. روي الدارقطني عن ابن عباس عن عمر قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم ولده مارية في بيت حفصة، فوجدته حفصة معها – وكانت حفصة غابت إلى بيت أبيها – فقالت له : تدخلها بيتي! ما صنعت بي هذا من بين نسائك إلا من هواني عليك. فقال لها : (لا تذكري هذا لعائشة فهي علي حرام إن قربتها) قالت حفصة : وكيف تحرم عليك وهي جاريتك؟ فحلف لها ألا يقربها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تذكريه لأحد). فذكرته لعائشة، فآلى لا يدخل على نسائه شهرا، فاعتزلهن تسعا وعشرين ليلة، فأنزل الله عز وجل { لم تحرم ما أحل الله لك} الآية. الثانية: أصح هذه الأقوال أولها. وأضعفها أوسطها. قال ابن العربي (أما ضعفه في السند فلعدم عدالة رواته، وأما ضعفه في معناه فلأن رد النبي صلى الله عليه وسلم للموهوبة ليس تحريما لها، لأن من رد ما وهب له لم يحرم عليه، إنما حقيقة التحريم بعد التحليل. وأما من روي أنه حرم مارية القبطية فهو أمثل في السند وأقرب إلى المعنى، لكنه لم يدون في الصحيح. وروي مرسلا. وقد روي ابن وهب عن مالك عن زيد بن أسلم قال : حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم أم إبراهيم فقال : (أنت علي حرام والله لا آتينك). فأنزل الله عز وجل في ذلك { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} وروي مثله ابن القاسم عنه. وروي أشهب عن مالك قال : راجعت عمر امرأة من الأنصار في شيء فاقشعر من ذلك وقال : ما كان النساء هكذا! قال : بلى، وقد كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يراجعنه. فأخذ ثوبه فخرج إلى حفصة فقال لها : أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت : نعم، ولو أعلم أنك تكره ما فعلت. فلما بلغ عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هجر نساءه قال : رغم أنف حفصة. وإنما الصحيح أنه كان في العسل وأنه شربه عند زينب، وتظاهرت عليه عائشة وحفصة فيه، فجرى ما جرى فحلف ألا يشربه وأسر ذلك. ونزلت الآية في الجميع.
    _________________________________
    تفسير بن كثير
    اختلف في سبب نزول صدر هذه السورة، فقيل: نزلت في شأن مارية وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد حرمها فنزل قوله تعالى: { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل اللّه لك} الآية، روى النسائي، عن أنَس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كانت له أمة يطؤها فلم تزل به عائشة وحفصة، حتى حرمها، فأنزل اللّه عزَّ وجلَّ: { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل اللّه لك} إلى آخر الآية “”أخرجه النسائي في سننه””، وروى ابن جرير، عن زيد بن أسلم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أصاب أُم إبراهيم في بيت بعض نسائه، فقالت: أي رسول اللّه في بيتي وعلى فراشي؟ فجعلها عليه حراماً، فقالت: أي رسول اللّه كيف يحرم عليك الحلال؟ فحلف لها باللّه لا يصيبها، فأنزل اللّه تعالى: { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل اللّه لك} “”رواه ابن جرير””؟! وعن مسروق قال: آلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وحرم، فعوقب في التحريم، وأُمر بالكفارة باليمين “”رواه ابن جرير أيضاً””، وعن سعيد بن جبير: أن ابن عباس كان يقول في الحرام يمين تكفرها، وقال ابن عباس: { لقد كان لكم في رسول اللّه أسوة حسنة} يعني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حرم جاريته، فقال اللّه تعالى: { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل اللّه لك} إلى قوله { قد فرض اللّه لكم تحلة أيمانكم} فكفّر يمينه فصيّر الحرام يميناً “”أخرجه ابن جرير، ورواه البخاري عن ابن عباس بنحوه””، ومن ههنا قال بعض الفقهاء بوجوب الكفارة على من حرّم جاريته، أو زوجته، أو طعاماً أو شراباً، أو شيئاً من المباحات وهو مذهب الإمام أحمد، وذهب الشافعي إلى أنه لا تجب الكفارة فيما عدا الزوجة والجارية إذا حرم عينيهما، فأما إن نوى بالتحريم طلاق الزوجة أو عتق الأمَة نفذ فيهما، والآية نزلت في تحريمه العسل كما روى البخاري عن عائشة قالت: كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يشرب عسلاً عند زينب بنت جحش ويمكث عندها، فتواطأت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير؟ إني أجد منك ريح مغافير، قال: (لا ولكني كنت أشرب عسلاً عند زينب بنت جحش، فلن أعود له، وقد حلفت لا تخبري بذلك أحداً) { تبتغي مرضات أزواجك} “”أخرجه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري””. وقال البخاري في (كتاب الطلاق) عن عائشة قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يحب الحلوى والعسل، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهن، فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس أكثر ما كان يحتبس، فغرت، فسألت عن ذلك فقيل لي أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل، فسقت النبي صلى اللّه عليه وسلم منه شربة، فقلت: أما واللّه لنحتالنَّ له، فقلت لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك، فإذا دنا فقولي: أكلت مغافير، فإنه سيقول لا، فقولي له: ما هذه الريح التي أجد؟ سيقول لك سقتني حفصة شربة عسل، فقولي: جرست نحله العرفط وسأقول ذلك، وقولي له أنت يا صفية ذلك، قالت، تقول سودة: فواللّه ما هو إلا أن قام على الباب، فأردت أن أناديه بما أمرتني فرقاً منك، فلما دنا منها، قالت له سودة: يا رسول اللّه أكلت مغافير؟ قال: (لا)، قالت: فما هذه الريح التي أجد منك؟ قال: (سقتني حفصة شربة عسل)، قالت: جرست نحلة العرفط، فلما دار إليّ، قلت نحو ذلك، فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك، فلما دار إلى حفصة قالت له: يا رسول اللّه ألا أسقيك منه؟ قال: (لا حاجة لي فيه)، قالت: تقول سودة واللّه لقد حرمناه، قلت لها: اسكتي. هذا لفظ البخاري ولمسلم، قالت: وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يشتد عليه أن يوجد منه الريح، يعني الريح الخبيثة، ولهذا قلن له أكلت مغافير لأن ريحها فيه شيء، فلما قال: (بل شربت عسلاً) قلن: جرست نحلة العرفط، أي رعت نحله شجر العرفط الذي صمغه المغافير، فلهذا ظهر ريحه في العسل الذي شربته، قال الجوهري: جرست النحل العرفط إذا أكلته، ومنه قيل للنحل جوارس، وفي رواية عن عائشة أن زينب بنت جحش هي التي سقته العسل، وأن عائشة وحفصة تواطأتا وتظاهرتا عليه فاللّه أعلم، وقد يقال إنهما واقعتان، ولا بعد في ذلك إلا أن كونهما سبباً لنزول هذه الآية فيه نظر، واللّه أعلم. ومما يدل على أن عائشة وحفصة رضي اللّه عنهما هما المتظاهرتان الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن ابن عباس قال: لم أزل حريصاً على أن أسأل عمر عن المرأتين من أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلم اللتين قال اللّه تعالى: { إن تتوبا إلى اللّه فقد صغت قلوبكما} حتى حج عمر وحججت معه، فلما كان ببعض الطريق عدل عمر، وعدلت معه بالإداوة، فتبرز ثم أتاني، فسكبت على يديه فتوضأ، فقلت: يا أمير المؤمنين: من المرأتان من أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلم اللتان قال اللّه تعالى: { إن تتوبا إلى اللّه فقد صغت قلوبكما} ؟ فقال عمر: واعجباً لك يا ابن عباس، قال الزهري: كره واللّه ما سأله عنه ولم يكتمه، قال: هي عائشة وحفصة قال: ثم أخذ يسوق الحديث، قال: كنا معشر قريش قوماً نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوماً تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، قال: وكان منزلي في دار أُميَّة بن زيد بالعوالي، فغضبت يوماً على امرأتي، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك فواللّه إن أزواج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل، قال: فانطلقت فدخلت على حفصة، فقلت: أتراجعين رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قالت: نعم، قلت: وتهجره إحداكنّ اليوم إلى الليل؟ قالت: نعم، قلت: قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر، أفتأمن إحداكن أن يغضب اللّه عليها لغضب رسوله، فإذا هي قد هلكت، لا تراجعي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ولا تسأليه شيئاً، وسليني من مالي ما بدا لك، ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم أي أجمل وأحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، منك – يريد عائشة – ، قال: وكان لي جار من الأنصار، وكنا نتتاوب النزول إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ينزل يوماً وأنزل يوماً، فيأتيني بخبر الوحي وغيره وآتيه بمثل ذلك، قال: وكنا نتحدث أن غسان تنعل الخيل لتغزونا، فنزل صاحبي يوماً، ثم أتى عشاء، فضرب بابي، ثم ناداني، فخرجت إليه، فقال: حدث أمر عظيم، فقلت: وما ذاك، أَجاءت غسان؟ قال: لا، بل أعظم من ذلك وأطول، طلق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نساءه، فقلت: قد خابت حفصة وخسرت، قد كنت أظن هذا كائناً، حتى إذا صليت الصبح شددت عليَّ ثيابي، ثم نزلت، فدخلت على حفصة وهي تبكي، فقلت: أطلقكن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ؟ فقالت: لا أدري، هو هذا معتزل في هذه المشربة، فأتيت غلاماً له أسود، فقلت: استأذن لعمر، فدخل الغلام ثم خرج إلي فقال: ذكرتك له فصمت، فانطلقت حتى أتيت المنبر، فإذا عنده رهط جلوس يبكي بعضهم، فجلست عنده قليلاً، ثم غلبني ما أجد فأتيت الغلام، فقلت: استأذن لعمر، فدخل ثم خرج إلي، فقال: قد ذكرتك له فصمت فخرجت فجلست إلى المنبر، ثم غلبني ما أجد، فأتيت الغلام فقلت: استأذن لعمر، فدخل ثم خرج إلي فقال: قد ذكرتك له فصمت فوليت مدبراً، فإذا الغلام يدعوني، فقال: ادخل قد أذن لك، فدخلت فسلمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فإذا هو متكئ على رمال حصير وقد أثر في جنبه، فقلت: أطلقت يا رسول اللّه نساءك؟ فرفع رأسه إليّ، وقال: (لا)، فقلت: اللّه أكبر، ولو رأيتنا يا رسول اللّه وكنا معشر قريش قوماً نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قومهم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، فغضبت على امرأتي يوماً، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك؟ فواللّه إن أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل، فقلت قد خاب من فعل ذلك منكن وخسرت، أفتأمن إحداكن أن يغضب اللّه عليها لغضب رسوله، فإذا هي قد هلكت؟ فتبسم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقلت: يا رسول اللّه قد دخلت على حفصة، فقلت: لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم أو أحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم منك، فتبسم أُخْرى، فقلت: أستأنس يا رسول اللّه؟ قال: (نعم)، فجلست فرفعت رأسي في البيت فواللّه ما رأيت في البيت شيئاً يرد البصر إلا أهب مقامه، فقلت: ادع اللّه يا رسول اللّه أن يوسع على أُمتك، فقد وسع على فارس والروم، وهم لا يعبدون اللّه، فاستوى جالساً وقال: (أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا)، فقلت: استغفر لي يا رسول اللّه، وكان أقسم ألا يدخل عليهن شهراً من شدة موجدته عليهن، حتى عاتبه اللّه عزَّ وجلَّ. وروى البخاري عن أنَس قال، قال عمر: اجتمع نساء النبي صلى اللّه عليه وسلم في الغيرة عليه فقلت لهن: { عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن} فنزلت هذه الآية، وقد تقدم أنه وافق القرآن في أماكن منها في نزول الحجاب ومنها في أسارى بدر، ومنها قوله: لو اتخذتَ من مقام إبراهيم مصلى، فأنزل اللّه تعالى: { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} “”أخرجه البخاري في صحيحه””. وقد تبين مما أوردناه تفسير هذه الآيات الكريمات، ومعنى قوله: { مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات} ظاهر، وقوله تعالى: { سائحات} أي صائمات قاله ابن عباس وعكرمة ومجاهد، وتقدم فيه حديث مرفوع، ولفظه (سياحة هذه الأمة الصيام)، وقال زيد بن أسلم { سائحات} أي مهاجرات، وتلا { السائحون} أي المهاجرون، والقول الأول أولى، واللّه أعلم. وقوله تعالى: { ثيبات وأبكاراً} أي منهن ثيبات، ومنهن أبكاراً، ليكون ذلك أشهى إلى النفس، فإن التنوع يبسط النفس، ولهذا قال: { ثيبات وأبكاراً} أي منهن ثيبات، ومنهن أبكار، ليكون ذلك أشهى إلى النفس، فإن التنوع يبسط النفس، ولهذا قال: { ثيبات وأبكار} قال: وعد اللّه نبيه صلى اللّه عليه وسلم في هذه الآية أن يزوجه، فالثيب آسية امرأة فرعون، وبالأبكار مريم بنت عمران “”رواه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير””، وذكر الحافظ ابن عساكر، عن ابن عمر قال: جاء جبريل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فمرت خديجة فقال: (إن اللّه يقرؤها السلام ويبشرها ببيت في الجنة من قصب، بعيد من اللهب لا نصب فيه ولا صخب، من لؤلؤة جوفاء بين بيت مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم) “”أخرجه ابن عساكر في ترجمة مريم عليها السلام””.

  6. إليك يا ود الحاجة بقية التفاسير :
    تفسير الجلالين
    { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك } من أمَتِكَ مارية القبطية لما واقعها في بيت حفصة وكانت غائبة فجاءت وشق عليها كون ذلك في بيتها وعلى فراشها حيث قلت: هي حرام عليَّ { تبتغي } بتحريمها { مرضات أزواجك } أي رضاهن { والله غفور رحيم } غفر لك هذا التحريم .
    من تفسير القرطبي :
    وقول آخر – أنه أراد بذلك المرأة التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يقبلها لأجل أزواجه، قاله ابن عباس وعكرمة. والمرأة أم شريك. وقول ثالث – إن التي حرم مارية القبطية، وكان قد أهداها له المقوقس ملك الإسكندرية. قال ابن إسحاق : هي من كورة أنْصِنا من بلد يقال له حَفْن فواقعها في بيت حفصة. روي الدارقطني عن ابن عباس عن عمر قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم ولده مارية في بيت حفصة، فوجدته حفصة معها – وكانت حفصة غابت إلى بيت أبيها – فقالت له : تدخلها بيتي! ما صنعت بي هذا من بين نسائك إلا من هواني عليك. فقال لها : (لا تذكري هذا لعائشة فهي علي حرام إن قربتها) قالت حفصة : وكيف تحرم عليك وهي جاريتك؟ فحلف لها ألا يقربها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تذكريه لأحد). فذكرته لعائشة، فآلى لا يدخل على نسائه شهرا، فاعتزلهن تسعا وعشرين ليلة، فأنزل الله عز وجل { لم تحرم ما أحل الله لك}… و علق القرطبي على الروايات المختلفة و إليك رأيه :(وأما من روي أنه حرم مارية القبطية فهو أمثل في السند وأقرب إلى المعنى، لكنه لم يدون في الصحيح.)و هو يضعّف رواية المغافير .
    اسباب النزول – أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي:
    قوله تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ…..} الآية [1].
    أخبرنا محمد بن منصور الطُّوسِي، أخبرني علي بن عمر بن مَهْدِي، حدَّثنا الحسين بن إسماعيلَ المَحَامِلي، حدَّثنا عبد الله بن شَبيب، قال: حدَّثنا إسحاق بن محمد، حدَّثنا عبد الله بن عمر، قال: حدَّثني أبو النَّضْر مولى عمر بن عبد الله، عن علي بن عباس، عن ابن عباس، عن عمر، قال:
    دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم وَلَدِه مارِيَةَ في بيت حَفْصَةَ، فوجدته حفصةُ معها، فقالت: لم تدخلها بيتي؟ ما صنعتَ بي هذا – مِنْ بين نسائك – إلا مِنْ هَوَاني عليك. فقال لها: لا تذكري هذا لعائشةَ، هي عليَّ حرامٌ إن قرِبتُها. قالت حفصة: وكيف تَحْرُمُ عليك وهي جاريتك؟ فحلف لها لا يقربها، وقال لها: لا تذكريه لأحد؛ فذكرتْه لعائشة، فآلى أن لا يدخلَ على نسائه شهراً، واعتزلَهن تسعاً وعشرين ليلةً! فأنزل الله تبارك وتعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ} الآية؟!.
    إذا لم يأت سرحان بشيء من عنده … ملاحظة أخرى : لماذا تترك الحمار و تمسك في البردعة يا ود الحاجة ؟ نود أن نقرأ لك رأيا في القضايا الأخرى .

  7. نسيت أن أعلق على رأيك في أن الغلام الذي وصى النبي جويرية أن تعطيه لأخيها الأعرابي ليرعى له الإبل ، لاحظ أنه كما قال الكاتب : و هو حديث يشبه الحديث الذي ورد عن ميمونة بنت الحارث زوج النبي (ص) : ( أنها أعتقت وليدة لها ولم تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم , فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه , قالت : أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي ؟ قال : أو فعلت ؟ قالت : نعم , قال : أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك ) متفق عليه . اقرأه مع الأحاديث : وأخبرنا أبو بكر ، وأبو زكريا قالا : حدثنا أبو العباس ، أخبرنا الربيع ، أخبرنا الشافعي ، عن عبد الوهاب ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي المهلب ، عن عمران بن حصين : « أن رجلا من الأنصار أوصى عند موته فأعتق ستة مماليك ليس له مال غيرهم . أو قال : أعتق عند موته ستة مماليك له ، وليس له شيء غيرهم . فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال فيه قولا شديدا ، ثم دعاهم فجزأهم ثلاثة أجزاء ، فأقرع بينهم ، فأعتق اثنين وأرق أربعة » أخرجه مسلم في الصحيح … و أحاديث : وفي رواية: «بلغ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أن رجلا من أصحابه أعتق غلاما [له] عن دبر، لم يكن له مال غيره، فباعه بثمانمائة درهم، ثم أرسل بثمنه إليه».
    وفي رواية قال: «دبّر رجل من الأنصار غلاما له، لم يكن له مال غيره، فباعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فاشتراه ابن النّحّام عبدا قبطيّا، مات عام الأول في إمارة ابن الزبير». أخرجه البخاري، ومسلم.
    وللبخاري: «أن رجلا أعتق عبدا له، ليس له مال غيره، فرده النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عليه، فابتاعه منه نعيم بن النّحّام».
    ولمسلم زيادة في رواية قال: أعتق رجل من بني عذرة عبدا له عن دبر فبلغ ذلك النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: ألك مال غيره؟ قال: لا، فقال: من يشتريه مني؟ فاشتراه نعيم بن عبد الله العدويّ، بثمانمائة درهم، فجاء بها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدفعها إليه، ثم قال: ابدأ بنفسك فتصدّق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا – يقول: فبين يديك، وعن يمينك، وعن شمالك….. ما هو رأيك يا ود الحاجة ؟

  8. قال سرحان (في الحقيقة لم أجد وقتا للرجوع للتعليقات إلا في هذه اللحظات و قد وجدت بعض الأخطاء النحوية و ناتجة عن السهو إلا أن أسوأ خطأ جاء نتيجة لــ(كوبي اند بيست) و هو ما أشار إليه ود الحاجة حيث ورد (و لندع السيدة عائشة تحكي قصتها حسبما أوردها صاحب السيرة عن البخاري) و النسخ جاء مما سيرد في الحلقة القادمة عن حادثة الإفك في حديث البخاري عنها ، الصحيح هو إن الخبر أعلاه لم يورده البخاري و لا مسلم بذلك النص إنما أوردا ما يؤكد القصة لكنه ورد في الإستيعاب في معرفة الأصحاب – (ج 2 / ص 82) و في أسد الغابة – (ج 3 / ص 327) و ورد في الإصابة في معرفة الصحابة – (ج 3 / ص 460) و اورده ابن سعد في الطبقات الكبرى ، فمعذرة …. اترك الرد على تعليقات ود الحاجة لفطنة القراء فهو كمن يقرأ قصة رجل مقتول يتناقش الناس في ملابسات الحدث فينبري لهم قائلا : لكنكم قلتم إنه كان يلبس شرابات و ثبت أن تلك جوارب فروايتكم خاطئة … على كل نزجي خالص الاحترام لآرائه التي لا نوافقه عليها . )

    تعليق :
    حاطب ليل = من يضرب مثل هذه الامثال (فهو كمن يقرأ قصة رجل مقتول يتناقش الناس في ملابسات الحدث فينبري لهم قائلا : لكنكم قلتم إنه كان يلبس شرابات و ثبت أن تلك جوارب فروايتكم خاطئة … )

  9. ود الحاجة:
    واحد : تقول ” لا يجوز لرجل كريم ان يجدف و يستهزيء بالدين كما فعل هاشم (( الظالم لربه : ” إنها كاذبة ملعونة : لقد )) …”
    لنعتبر أن تصوري لما يقوله الظالم لربه جذفا وهو غير ذلك . قل لنا أنت ماذا تقول لربك عني (أنا هاشم) : ألا تبدأ “إنه كاذب ملعون : لقد …”

    إتنين : معاهدة البقط “فرضت” على المقرة ” فرضا بالقوة والإرهاب والجبروت” … ولم يكن للمقرة من خيار … ولم يكن لهم من موارد غير أبنائهم وبناتهم يفدون بهم أطفالهم وكبارهم وقلوبهم تدمي من المهانة والظلم … والمسلمون يرونه “نصرا مبينا !”
    لا يدل قبولهم ارسال أبنائهم وبناتهم أنهم كانوا يسترقون غيرهم … ولكن حتى إذا كانوا يسترقون غيرهم بجهالة عصرهم ، لماذا يفعل أهل دين ، يقولون أنه دين عدل من خالق رحيم رحمة للعالمن، يفعلون ذات الفعل الشنيع المخذي الذي يرفضه أي ضمير حي ، بل وقد رفضه قوم كثر قبل الإسلام وحتى بعد العرب أنفسهم؟ أكرر “شنيع ومخذي” واعلم مغتك للوصف !

    المظلوم لربه : ” هذا قتلني بطعني برمحه في قلبي دون أي ذنب ”
    الظالم لربه : ” كان عليه أن يدافع عن نفسه ويحميها ، مثل أن يلبس درعا . إنه المخطئ يا ربي عذبه بالجحيم ولظى على ضعفه وهوانه وتفريطه في لبس الدروع وحماية نفسه.”

    تلاته (إعادة سؤال لم تجب عليه) : يشبه ود الحاجة “الرق الشرعي” ب “البيع الحلال ” … وما دام هو وكل منا يبيع ويشتري كل يوم بنفس مفتوحة ، فهل نتوقع أن يقبل ، بنفس مفتوحة أيضا ، إن وقعت زوجته وبنته وأخته وحتى أمه ، ملك يمين للكفار ؟ أتمنى أن ترفض نفسه ذلك ولا تقبله !

  10. أمر خطير على المسلم : القول بحرمة العبودية ، أو ” العبودية المحرمة “!

    يدرك ود الحاجة أن المسلم يقع في المحظور ، بل في الكفر الصريح ، إذا حرم ما أحل الله . ويعاقب بالقتل أن إصر على قوله .

    هل يورد ود الحاجة آية أوحديثا صريحا يسند قوله بتحريم العبودية ، وليختار أي نوع من العبودية يريد أن يحصر نفسه فيها؟
    وهل يعلن رأيه هذا للمسلمين ويثبت عليه ؟

    وبما أن العبودية أنواع في رأيه هو ، فهل يقول ،مثلا، بأن علماء الأزهر والوهابيين وآل سعود وغيرهم كانوا يرتكبون “حراما” بملك اليمين الذي كانوا (ومنهم ما زال) يمارسونه ، ويعلن ذلك للناس؟

  11. يتبين لي ولست متبحرا ولا قارئا متخصص ولكن أعتقدا ان الرق والاستعباد كان سائدا قبل الاسلام وبعده.
    واعني شراء البشر من من آخر يمثل من وجهاء القوم. وتم بيع وشراء منهم بيض أو سود وتم بيع وشراء
    من ليس لهم قوه اقتصاديه أو عسكريه بمعايير ذلكم الزمان أو الازمنه.وقد سبق (السبي) في المعارك والغزوات .
    اما الاسلام لم يحرمه بصوره مباشره مثله ومثل الخمر والميسر والزنا لشئ لم يتبين لي حتى الان,
    بالرغم من ورود الكثير من الايات القراءنيه والاحاديث النبويه التي تحث على عتق العبيد والرقيق
    وثوابها عنداالله.
    لا ادري ما هي حكمة سكوت الاسلام في ذلك! وهنا اتسااءل.

    الشئ الذي لايذكره الاخوه فطاحلة التعليق في منبر الراكوبه أن العالم لم يكن منفصل عن بعضه البعض
    حيث مورث بيع وشراء الانسان لاخيه الانسان بمباركه من كل الامبراطوريات والدول التي كانت قائمه واشدد على ان البيع كان للضعيف وليس للاسود فقط بيع البيض في الشرق الوسط الحالي وضعاف البشر في اوربا مثلا الغجر.

    ما يعجبني في طرح سرحان انه يسرد الاحداث كما كانت اوكما قرأ وبالدليل ولكن لا يجزم ان هذا فعل
    سيئ او حسن بل يترك التعليق للكل.
    اما الاخوه المعارضين له ينكروا عليه صحة رواياته أو تفسير من نقل عنهم. وهذا لايعني انهم في الصواب

  12. الأخ ود الحاجة

    فهمت من بعض مداخلاتك أنك تفرق بين الرق الشرعي والرق الغير شرعي وأتمنى أن يكون ما فهمته صحيحا حتى لا انقل على لسانك ما لم تقله…

    وأنا أقول، وما الفرق يا سيدي بين أنواع الرق عموماً؟

    أليست كلها عبودية وذل وتحقير وإهانة وتفرقة في كل شيء؟

    ولماذا يلجأ المسلم ليسترق إنسانا آخر سواء بشكل شرعي أو غير شرعي، ومهما كانت المبررات، وهل مبرر نشر الدين مبرر شرعي حتى يُسبي ويُؤسر الناس؟ بالله عليك ما قيمة الدين إذا كان يفرض بالغزوات والحروب والإرهاب والإجبار والتهديد على القتل إذا لم يسلم المستهدف (أسلم تسلم) أو حتى القتل إذا غير الإنسان رأيه وقرر التخلي عنه بكل سلمية؟

    أليست كلها تتمحور حول ما ساقه الأخ هاشم الفكي أدناه:
    ****” هذا قهرني بالقوة واسترقني وسخرني لخدمة نزواته وشهواته وانتزع حريتي فحرمني من كل حقوقي كإنسان في الاختيار والرفض بإرادتي ، والعمل والإمتلاك لنفسي ، والزاوج والإنجاب والسعادة بذريتى … انتزعني من أهلي وقومي بعد قتلهم أو قهرهم ، جعلني سجينة في دياره و بلده ، يغتصبني متى اشتهى ، ويضربني متى شاء ، وببيعني وولدي متى احتاج أو قلت قوتنا لخدمته ، بل ويقتلنا متى أراد . ويخصي أبنائي الذكور . فعل كل ذلك لمدة ستين عاما التي عشتها.”**** انتهى.

    كل المظالم المذكورة كل واحدة منها اكثر فظاعة من الأخرى… قل لي بربك حتى الرسول صلى الله عليه وسلم في استعباده لبعض النساء، ألم يمارس عليهن مظلمة أو مظلمتان من هذه المظالم؟

    وبالتالي ما الفرق بين أن يكون الاسترقاق شرعيا وغير شرعي أو مارسه إنسان عادي أو رسول؟ وأنت تعلم لا يوجد شخص طبيعي في هذا الكوكب يرضى أن يُسترق شرعيا أو غير شرعي، وأي نوع من الاسترقاق يقع عليه يمثل اقسى أنواع العذاب النفسي والشعور بالدونية والظلم ناهيك عن الأضرار الأخرى.

    تحياتي لك.

  13. أولا : يا قاسم انظر ماذا قال صاحبك (( و التي كانت قصته معها (ص))) ساضرب لك مثلا من حياتنا اليومية , لو كنتم اربعة و قال لك شخص ما يحدثك عن رجل مر بكم ان هذا الرجل له قصة مع تلك المرأة التي رأيناها قبل قليل و التي هي خالته ( بحيث ان الاخران لا يعرفان انها خالته) , قطعا سترد عليه بان هذا الاسلوب غير مناسب لان كلمة ( قصة) هنا تشعر بشيء خادش للحياء او منكر, اليس كذلك ؟ فما بالك و صاحبك يكتب في منتدى عام و يغمز و يلمز؟!!

    ثانيا :القصة التي اوردتها انت في سبب نزول الاية ليست هي الوحيدة و بالتالي عليك ان تبحث عن اي من الروايات هي الصحيحة حيث ان هناك رواية اخري ( شربه صلى الله عليه و سلم للعسل) و هي اشهر من الرواية التي ذكرتها انت

    و اليك ما ذكر في سبب نزول اية التحريم :
    _________________

    تفسير القرطبي
    قوله تعالى { يا أيها النبي لم تحرمُ ما أحل الله لك} فيه خمس مسائل: الأولى: قوله تعالى { يا أيها النبي لم تحرمُ ما أحل الله لك} “” ثبت في صحيح مسلم عن عائشة”” رضي لله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يمكث عند زينب بنت جحش فيشرب عندها عسلا، قالت فتواطأت أنا وحفصة أن أيتنا ما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلتقل : إني أجد منك ريح مغافير! أكلت مغافير؟ فدخل على إحداهما فقالت له ذلك. فقال : (بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له). فنزل { لم تحرم ما أحل الله لك} – إلى قوله – { إن تتوبا} (لعائشة وحفصة)، { وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا} [التحريم : 3] لقوله : (بل شربت عسلا). وعنها أيضا قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل، فكان إذا صلي العصر دار على نسائه فيدنو منهن، فدخل على حفصة فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس، فسألت عن ذلك فقيل لي : أهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل، فسقت رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شربة. فقلت : أما والله لنحتالن له، فذكرت ذلك لسودة وقلت : إذا دخل عليك فإنه سيدنو منك فقولي له : يا رسول الله، أكلت مغافير؟ فإنه سيقول لك لا. فقولي له : ما هذه الريح؟ – وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه أن يوجد منه الريح – فإنه سيقول لك سقتني حفصة شربة عسل. فقولي له : جرست نحله العُرْفُط. وسأقول ذلك له، وقوليه أنت يا صفية. فلما دخل على سودة – قالت : تقول سودة والله الذي لا إله إلا هو لقد كدت أن أبادئه بالذي قلت لي، وإنه لعلى الباب، فرقا منك. فلما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : يا رسول الله، أكلت مغافير؟ قال : (لا) قالت : فما هذه الريح؟ قال : (سقتني حفصة شربة عسل) قال : جرست نحله العرفط. فلما دخل علي قلت له مثل ذلك. ثم دخل على صفية فقالت بمثل ذلك. فلما دخل على حفصة قال : يا رسول الله، ألا أسقك منه. قال (لا حاجة لي به) قالت : تقول سودة سبحان الله! والله لقد حرمناه. قالت : قلت لها اسكتي. ففي هذه الرواية أن التي شرب عندها العسل حفصة. وفي الأولى زينب. وروي ابن أبي مليكة عن ابن عباس أنه شربه عند سودة. وقد قيل : إنما هي أم سلمة، رواه أسباط عن السدي. وقاله عطاء بن أبي مسلم. ابن العربي : وهذا كله جهل أو تصور بغير علم. فقال باقي نسائه حسدا وغيرة لمن شرب ذلك عندها : إنا لنجد منك ريح المغافير. والمغافير : بقلة أو صمغة متغيرة الرائحة، فيها حلاوة. واحدها مغفور، وجرست : أكلت. والعرفط : نبت له ريح كريح الخمر. وكان عليه السلام يعجبه أن يوجد منه الريح الطيبة أو يجدها، ويكره الريح الخبيثة لمناجاة الملك. فهذا قول.
    1. وقول آخر – أنه أراد بذلك المرأة التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يقبلها لأجل أزواجه، قاله ابن عباس وعكرمة. والمرأة أم شريك.
    2. وقول ثالث – إن التي حرم مارية القبطية، وكان قد أهداها له المقوقس ملك الإسكندرية. قال ابن إسحاق : هي من كورة أنْصِنا من بلد يقال له حَفْن فواقعها في بيت حفصة. روي الدارقطني عن ابن عباس عن عمر قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم ولده مارية في بيت حفصة، فوجدته حفصة معها – وكانت حفصة غابت إلى بيت أبيها – فقالت له : تدخلها بيتي! ما صنعت بي هذا من بين نسائك إلا من هواني عليك. فقال لها : (لا تذكري هذا لعائشة فهي علي حرام إن قربتها) قالت حفصة : وكيف تحرم عليك وهي جاريتك؟ فحلف لها ألا يقربها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تذكريه لأحد). فذكرته لعائشة، فآلى لا يدخل على نسائه شهرا، فاعتزلهن تسعا وعشرين ليلة، فأنزل الله عز وجل { لم تحرم ما أحل الله لك} الآية. الثانية: أصح هذه الأقوال أولها. وأضعفها أوسطها. قال ابن العربي (أما ضعفه في السند فلعدم عدالة رواته، وأما ضعفه في معناه فلأن رد النبي صلى الله عليه وسلم للموهوبة ليس تحريما لها، لأن من رد ما وهب له لم يحرم عليه، إنما حقيقة التحريم بعد التحليل. وأما من روي أنه حرم مارية القبطية فهو أمثل في السند وأقرب إلى المعنى، لكنه لم يدون في الصحيح. وروي مرسلا. وقد روي ابن وهب عن مالك عن زيد بن أسلم قال : حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم أم إبراهيم فقال : (أنت علي حرام والله لا آتينك). فأنزل الله عز وجل في ذلك { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} وروي مثله ابن القاسم عنه. وروي أشهب عن مالك قال : راجعت عمر امرأة من الأنصار في شيء فاقشعر من ذلك وقال : ما كان النساء هكذا! قال : بلى، وقد كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يراجعنه. فأخذ ثوبه فخرج إلى حفصة فقال لها : أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت : نعم، ولو أعلم أنك تكره ما فعلت. فلما بلغ عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هجر نساءه قال : رغم أنف حفصة. وإنما الصحيح أنه كان في العسل وأنه شربه عند زينب، وتظاهرت عليه عائشة وحفصة فيه، فجرى ما جرى فحلف ألا يشربه وأسر ذلك. ونزلت الآية في الجميع.
    _________________________________
    تفسير بن كثير
    اختلف في سبب نزول صدر هذه السورة، فقيل: نزلت في شأن مارية وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد حرمها فنزل قوله تعالى: { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل اللّه لك} الآية، روى النسائي، عن أنَس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كانت له أمة يطؤها فلم تزل به عائشة وحفصة، حتى حرمها، فأنزل اللّه عزَّ وجلَّ: { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل اللّه لك} إلى آخر الآية “”أخرجه النسائي في سننه””، وروى ابن جرير، عن زيد بن أسلم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أصاب أُم إبراهيم في بيت بعض نسائه، فقالت: أي رسول اللّه في بيتي وعلى فراشي؟ فجعلها عليه حراماً، فقالت: أي رسول اللّه كيف يحرم عليك الحلال؟ فحلف لها باللّه لا يصيبها، فأنزل اللّه تعالى: { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل اللّه لك} “”رواه ابن جرير””؟! وعن مسروق قال: آلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وحرم، فعوقب في التحريم، وأُمر بالكفارة باليمين “”رواه ابن جرير أيضاً””، وعن سعيد بن جبير: أن ابن عباس كان يقول في الحرام يمين تكفرها، وقال ابن عباس: { لقد كان لكم في رسول اللّه أسوة حسنة} يعني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حرم جاريته، فقال اللّه تعالى: { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل اللّه لك} إلى قوله { قد فرض اللّه لكم تحلة أيمانكم} فكفّر يمينه فصيّر الحرام يميناً “”أخرجه ابن جرير، ورواه البخاري عن ابن عباس بنحوه””، ومن ههنا قال بعض الفقهاء بوجوب الكفارة على من حرّم جاريته، أو زوجته، أو طعاماً أو شراباً، أو شيئاً من المباحات وهو مذهب الإمام أحمد، وذهب الشافعي إلى أنه لا تجب الكفارة فيما عدا الزوجة والجارية إذا حرم عينيهما، فأما إن نوى بالتحريم طلاق الزوجة أو عتق الأمَة نفذ فيهما، والآية نزلت في تحريمه العسل كما روى البخاري عن عائشة قالت: كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يشرب عسلاً عند زينب بنت جحش ويمكث عندها، فتواطأت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير؟ إني أجد منك ريح مغافير، قال: (لا ولكني كنت أشرب عسلاً عند زينب بنت جحش، فلن أعود له، وقد حلفت لا تخبري بذلك أحداً) { تبتغي مرضات أزواجك} “”أخرجه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري””. وقال البخاري في (كتاب الطلاق) عن عائشة قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يحب الحلوى والعسل، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهن، فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس أكثر ما كان يحتبس، فغرت، فسألت عن ذلك فقيل لي أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل، فسقت النبي صلى اللّه عليه وسلم منه شربة، فقلت: أما واللّه لنحتالنَّ له، فقلت لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك، فإذا دنا فقولي: أكلت مغافير، فإنه سيقول لا، فقولي له: ما هذه الريح التي أجد؟ سيقول لك سقتني حفصة شربة عسل، فقولي: جرست نحله العرفط وسأقول ذلك، وقولي له أنت يا صفية ذلك، قالت، تقول سودة: فواللّه ما هو إلا أن قام على الباب، فأردت أن أناديه بما أمرتني فرقاً منك، فلما دنا منها، قالت له سودة: يا رسول اللّه أكلت مغافير؟ قال: (لا)، قالت: فما هذه الريح التي أجد منك؟ قال: (سقتني حفصة شربة عسل)، قالت: جرست نحلة العرفط، فلما دار إليّ، قلت نحو ذلك، فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك، فلما دار إلى حفصة قالت له: يا رسول اللّه ألا أسقيك منه؟ قال: (لا حاجة لي فيه)، قالت: تقول سودة واللّه لقد حرمناه، قلت لها: اسكتي. هذا لفظ البخاري ولمسلم، قالت: وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يشتد عليه أن يوجد منه الريح، يعني الريح الخبيثة، ولهذا قلن له أكلت مغافير لأن ريحها فيه شيء، فلما قال: (بل شربت عسلاً) قلن: جرست نحلة العرفط، أي رعت نحله شجر العرفط الذي صمغه المغافير، فلهذا ظهر ريحه في العسل الذي شربته، قال الجوهري: جرست النحل العرفط إذا أكلته، ومنه قيل للنحل جوارس، وفي رواية عن عائشة أن زينب بنت جحش هي التي سقته العسل، وأن عائشة وحفصة تواطأتا وتظاهرتا عليه فاللّه أعلم، وقد يقال إنهما واقعتان، ولا بعد في ذلك إلا أن كونهما سبباً لنزول هذه الآية فيه نظر، واللّه أعلم. ومما يدل على أن عائشة وحفصة رضي اللّه عنهما هما المتظاهرتان الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن ابن عباس قال: لم أزل حريصاً على أن أسأل عمر عن المرأتين من أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلم اللتين قال اللّه تعالى: { إن تتوبا إلى اللّه فقد صغت قلوبكما} حتى حج عمر وحججت معه، فلما كان ببعض الطريق عدل عمر، وعدلت معه بالإداوة، فتبرز ثم أتاني، فسكبت على يديه فتوضأ، فقلت: يا أمير المؤمنين: من المرأتان من أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلم اللتان قال اللّه تعالى: { إن تتوبا إلى اللّه فقد صغت قلوبكما} ؟ فقال عمر: واعجباً لك يا ابن عباس، قال الزهري: كره واللّه ما سأله عنه ولم يكتمه، قال: هي عائشة وحفصة قال: ثم أخذ يسوق الحديث، قال: كنا معشر قريش قوماً نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوماً تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، قال: وكان منزلي في دار أُميَّة بن زيد بالعوالي، فغضبت يوماً على امرأتي، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك فواللّه إن أزواج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل، قال: فانطلقت فدخلت على حفصة، فقلت: أتراجعين رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قالت: نعم، قلت: وتهجره إحداكنّ اليوم إلى الليل؟ قالت: نعم، قلت: قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر، أفتأمن إحداكن أن يغضب اللّه عليها لغضب رسوله، فإذا هي قد هلكت، لا تراجعي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ولا تسأليه شيئاً، وسليني من مالي ما بدا لك، ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم أي أجمل وأحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، منك – يريد عائشة – ، قال: وكان لي جار من الأنصار، وكنا نتتاوب النزول إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ينزل يوماً وأنزل يوماً، فيأتيني بخبر الوحي وغيره وآتيه بمثل ذلك، قال: وكنا نتحدث أن غسان تنعل الخيل لتغزونا، فنزل صاحبي يوماً، ثم أتى عشاء، فضرب بابي، ثم ناداني، فخرجت إليه، فقال: حدث أمر عظيم، فقلت: وما ذاك، أَجاءت غسان؟ قال: لا، بل أعظم من ذلك وأطول، طلق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نساءه، فقلت: قد خابت حفصة وخسرت، قد كنت أظن هذا كائناً، حتى إذا صليت الصبح شددت عليَّ ثيابي، ثم نزلت، فدخلت على حفصة وهي تبكي، فقلت: أطلقكن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ؟ فقالت: لا أدري، هو هذا معتزل في هذه المشربة، فأتيت غلاماً له أسود، فقلت: استأذن لعمر، فدخل الغلام ثم خرج إلي فقال: ذكرتك له فصمت، فانطلقت حتى أتيت المنبر، فإذا عنده رهط جلوس يبكي بعضهم، فجلست عنده قليلاً، ثم غلبني ما أجد فأتيت الغلام، فقلت: استأذن لعمر، فدخل ثم خرج إلي، فقال: قد ذكرتك له فصمت فخرجت فجلست إلى المنبر، ثم غلبني ما أجد، فأتيت الغلام فقلت: استأذن لعمر، فدخل ثم خرج إلي فقال: قد ذكرتك له فصمت فوليت مدبراً، فإذا الغلام يدعوني، فقال: ادخل قد أذن لك، فدخلت فسلمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فإذا هو متكئ على رمال حصير وقد أثر في جنبه، فقلت: أطلقت يا رسول اللّه نساءك؟ فرفع رأسه إليّ، وقال: (لا)، فقلت: اللّه أكبر، ولو رأيتنا يا رسول اللّه وكنا معشر قريش قوماً نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قومهم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، فغضبت على امرأتي يوماً، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك؟ فواللّه إن أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل، فقلت قد خاب من فعل ذلك منكن وخسرت، أفتأمن إحداكن أن يغضب اللّه عليها لغضب رسوله، فإذا هي قد هلكت؟ فتبسم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقلت: يا رسول اللّه قد دخلت على حفصة، فقلت: لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم أو أحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم منك، فتبسم أُخْرى، فقلت: أستأنس يا رسول اللّه؟ قال: (نعم)، فجلست فرفعت رأسي في البيت فواللّه ما رأيت في البيت شيئاً يرد البصر إلا أهب مقامه، فقلت: ادع اللّه يا رسول اللّه أن يوسع على أُمتك، فقد وسع على فارس والروم، وهم لا يعبدون اللّه، فاستوى جالساً وقال: (أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا)، فقلت: استغفر لي يا رسول اللّه، وكان أقسم ألا يدخل عليهن شهراً من شدة موجدته عليهن، حتى عاتبه اللّه عزَّ وجلَّ. وروى البخاري عن أنَس قال، قال عمر: اجتمع نساء النبي صلى اللّه عليه وسلم في الغيرة عليه فقلت لهن: { عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن} فنزلت هذه الآية، وقد تقدم أنه وافق القرآن في أماكن منها في نزول الحجاب ومنها في أسارى بدر، ومنها قوله: لو اتخذتَ من مقام إبراهيم مصلى، فأنزل اللّه تعالى: { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} “”أخرجه البخاري في صحيحه””. وقد تبين مما أوردناه تفسير هذه الآيات الكريمات، ومعنى قوله: { مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات} ظاهر، وقوله تعالى: { سائحات} أي صائمات قاله ابن عباس وعكرمة ومجاهد، وتقدم فيه حديث مرفوع، ولفظه (سياحة هذه الأمة الصيام)، وقال زيد بن أسلم { سائحات} أي مهاجرات، وتلا { السائحون} أي المهاجرون، والقول الأول أولى، واللّه أعلم. وقوله تعالى: { ثيبات وأبكاراً} أي منهن ثيبات، ومنهن أبكاراً، ليكون ذلك أشهى إلى النفس، فإن التنوع يبسط النفس، ولهذا قال: { ثيبات وأبكاراً} أي منهن ثيبات، ومنهن أبكار، ليكون ذلك أشهى إلى النفس، فإن التنوع يبسط النفس، ولهذا قال: { ثيبات وأبكار} قال: وعد اللّه نبيه صلى اللّه عليه وسلم في هذه الآية أن يزوجه، فالثيب آسية امرأة فرعون، وبالأبكار مريم بنت عمران “”رواه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير””، وذكر الحافظ ابن عساكر، عن ابن عمر قال: جاء جبريل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فمرت خديجة فقال: (إن اللّه يقرؤها السلام ويبشرها ببيت في الجنة من قصب، بعيد من اللهب لا نصب فيه ولا صخب، من لؤلؤة جوفاء بين بيت مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم) “”أخرجه ابن عساكر في ترجمة مريم عليها السلام””.

  14. إليك يا ود الحاجة بقية التفاسير :
    تفسير الجلالين
    { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك } من أمَتِكَ مارية القبطية لما واقعها في بيت حفصة وكانت غائبة فجاءت وشق عليها كون ذلك في بيتها وعلى فراشها حيث قلت: هي حرام عليَّ { تبتغي } بتحريمها { مرضات أزواجك } أي رضاهن { والله غفور رحيم } غفر لك هذا التحريم .
    من تفسير القرطبي :
    وقول آخر – أنه أراد بذلك المرأة التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يقبلها لأجل أزواجه، قاله ابن عباس وعكرمة. والمرأة أم شريك. وقول ثالث – إن التي حرم مارية القبطية، وكان قد أهداها له المقوقس ملك الإسكندرية. قال ابن إسحاق : هي من كورة أنْصِنا من بلد يقال له حَفْن فواقعها في بيت حفصة. روي الدارقطني عن ابن عباس عن عمر قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم ولده مارية في بيت حفصة، فوجدته حفصة معها – وكانت حفصة غابت إلى بيت أبيها – فقالت له : تدخلها بيتي! ما صنعت بي هذا من بين نسائك إلا من هواني عليك. فقال لها : (لا تذكري هذا لعائشة فهي علي حرام إن قربتها) قالت حفصة : وكيف تحرم عليك وهي جاريتك؟ فحلف لها ألا يقربها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تذكريه لأحد). فذكرته لعائشة، فآلى لا يدخل على نسائه شهرا، فاعتزلهن تسعا وعشرين ليلة، فأنزل الله عز وجل { لم تحرم ما أحل الله لك}… و علق القرطبي على الروايات المختلفة و إليك رأيه :(وأما من روي أنه حرم مارية القبطية فهو أمثل في السند وأقرب إلى المعنى، لكنه لم يدون في الصحيح.)و هو يضعّف رواية المغافير .
    اسباب النزول – أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي:
    قوله تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ…..} الآية [1].
    أخبرنا محمد بن منصور الطُّوسِي، أخبرني علي بن عمر بن مَهْدِي، حدَّثنا الحسين بن إسماعيلَ المَحَامِلي، حدَّثنا عبد الله بن شَبيب، قال: حدَّثنا إسحاق بن محمد، حدَّثنا عبد الله بن عمر، قال: حدَّثني أبو النَّضْر مولى عمر بن عبد الله، عن علي بن عباس، عن ابن عباس، عن عمر، قال:
    دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم وَلَدِه مارِيَةَ في بيت حَفْصَةَ، فوجدته حفصةُ معها، فقالت: لم تدخلها بيتي؟ ما صنعتَ بي هذا – مِنْ بين نسائك – إلا مِنْ هَوَاني عليك. فقال لها: لا تذكري هذا لعائشةَ، هي عليَّ حرامٌ إن قرِبتُها. قالت حفصة: وكيف تَحْرُمُ عليك وهي جاريتك؟ فحلف لها لا يقربها، وقال لها: لا تذكريه لأحد؛ فذكرتْه لعائشة، فآلى أن لا يدخلَ على نسائه شهراً، واعتزلَهن تسعاً وعشرين ليلةً! فأنزل الله تبارك وتعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ} الآية؟!.
    إذا لم يأت سرحان بشيء من عنده … ملاحظة أخرى : لماذا تترك الحمار و تمسك في البردعة يا ود الحاجة ؟ نود أن نقرأ لك رأيا في القضايا الأخرى .

  15. نسيت أن أعلق على رأيك في أن الغلام الذي وصى النبي جويرية أن تعطيه لأخيها الأعرابي ليرعى له الإبل ، لاحظ أنه كما قال الكاتب : و هو حديث يشبه الحديث الذي ورد عن ميمونة بنت الحارث زوج النبي (ص) : ( أنها أعتقت وليدة لها ولم تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم , فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه , قالت : أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي ؟ قال : أو فعلت ؟ قالت : نعم , قال : أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك ) متفق عليه . اقرأه مع الأحاديث : وأخبرنا أبو بكر ، وأبو زكريا قالا : حدثنا أبو العباس ، أخبرنا الربيع ، أخبرنا الشافعي ، عن عبد الوهاب ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي المهلب ، عن عمران بن حصين : « أن رجلا من الأنصار أوصى عند موته فأعتق ستة مماليك ليس له مال غيرهم . أو قال : أعتق عند موته ستة مماليك له ، وليس له شيء غيرهم . فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال فيه قولا شديدا ، ثم دعاهم فجزأهم ثلاثة أجزاء ، فأقرع بينهم ، فأعتق اثنين وأرق أربعة » أخرجه مسلم في الصحيح … و أحاديث : وفي رواية: «بلغ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أن رجلا من أصحابه أعتق غلاما [له] عن دبر، لم يكن له مال غيره، فباعه بثمانمائة درهم، ثم أرسل بثمنه إليه».
    وفي رواية قال: «دبّر رجل من الأنصار غلاما له، لم يكن له مال غيره، فباعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فاشتراه ابن النّحّام عبدا قبطيّا، مات عام الأول في إمارة ابن الزبير». أخرجه البخاري، ومسلم.
    وللبخاري: «أن رجلا أعتق عبدا له، ليس له مال غيره، فرده النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عليه، فابتاعه منه نعيم بن النّحّام».
    ولمسلم زيادة في رواية قال: أعتق رجل من بني عذرة عبدا له عن دبر فبلغ ذلك النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: ألك مال غيره؟ قال: لا، فقال: من يشتريه مني؟ فاشتراه نعيم بن عبد الله العدويّ، بثمانمائة درهم، فجاء بها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدفعها إليه، ثم قال: ابدأ بنفسك فتصدّق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا – يقول: فبين يديك، وعن يمينك، وعن شمالك….. ما هو رأيك يا ود الحاجة ؟

  16. قال سرحان (في الحقيقة لم أجد وقتا للرجوع للتعليقات إلا في هذه اللحظات و قد وجدت بعض الأخطاء النحوية و ناتجة عن السهو إلا أن أسوأ خطأ جاء نتيجة لــ(كوبي اند بيست) و هو ما أشار إليه ود الحاجة حيث ورد (و لندع السيدة عائشة تحكي قصتها حسبما أوردها صاحب السيرة عن البخاري) و النسخ جاء مما سيرد في الحلقة القادمة عن حادثة الإفك في حديث البخاري عنها ، الصحيح هو إن الخبر أعلاه لم يورده البخاري و لا مسلم بذلك النص إنما أوردا ما يؤكد القصة لكنه ورد في الإستيعاب في معرفة الأصحاب – (ج 2 / ص 82) و في أسد الغابة – (ج 3 / ص 327) و ورد في الإصابة في معرفة الصحابة – (ج 3 / ص 460) و اورده ابن سعد في الطبقات الكبرى ، فمعذرة …. اترك الرد على تعليقات ود الحاجة لفطنة القراء فهو كمن يقرأ قصة رجل مقتول يتناقش الناس في ملابسات الحدث فينبري لهم قائلا : لكنكم قلتم إنه كان يلبس شرابات و ثبت أن تلك جوارب فروايتكم خاطئة … على كل نزجي خالص الاحترام لآرائه التي لا نوافقه عليها . )

    تعليق :
    حاطب ليل = من يضرب مثل هذه الامثال (فهو كمن يقرأ قصة رجل مقتول يتناقش الناس في ملابسات الحدث فينبري لهم قائلا : لكنكم قلتم إنه كان يلبس شرابات و ثبت أن تلك جوارب فروايتكم خاطئة … )

  17. ود الحاجة:
    واحد : تقول ” لا يجوز لرجل كريم ان يجدف و يستهزيء بالدين كما فعل هاشم (( الظالم لربه : ” إنها كاذبة ملعونة : لقد )) …”
    لنعتبر أن تصوري لما يقوله الظالم لربه جذفا وهو غير ذلك . قل لنا أنت ماذا تقول لربك عني (أنا هاشم) : ألا تبدأ “إنه كاذب ملعون : لقد …”

    إتنين : معاهدة البقط “فرضت” على المقرة ” فرضا بالقوة والإرهاب والجبروت” … ولم يكن للمقرة من خيار … ولم يكن لهم من موارد غير أبنائهم وبناتهم يفدون بهم أطفالهم وكبارهم وقلوبهم تدمي من المهانة والظلم … والمسلمون يرونه “نصرا مبينا !”
    لا يدل قبولهم ارسال أبنائهم وبناتهم أنهم كانوا يسترقون غيرهم … ولكن حتى إذا كانوا يسترقون غيرهم بجهالة عصرهم ، لماذا يفعل أهل دين ، يقولون أنه دين عدل من خالق رحيم رحمة للعالمن، يفعلون ذات الفعل الشنيع المخذي الذي يرفضه أي ضمير حي ، بل وقد رفضه قوم كثر قبل الإسلام وحتى بعد العرب أنفسهم؟ أكرر “شنيع ومخذي” واعلم مغتك للوصف !

    المظلوم لربه : ” هذا قتلني بطعني برمحه في قلبي دون أي ذنب ”
    الظالم لربه : ” كان عليه أن يدافع عن نفسه ويحميها ، مثل أن يلبس درعا . إنه المخطئ يا ربي عذبه بالجحيم ولظى على ضعفه وهوانه وتفريطه في لبس الدروع وحماية نفسه.”

    تلاته (إعادة سؤال لم تجب عليه) : يشبه ود الحاجة “الرق الشرعي” ب “البيع الحلال ” … وما دام هو وكل منا يبيع ويشتري كل يوم بنفس مفتوحة ، فهل نتوقع أن يقبل ، بنفس مفتوحة أيضا ، إن وقعت زوجته وبنته وأخته وحتى أمه ، ملك يمين للكفار ؟ أتمنى أن ترفض نفسه ذلك ولا تقبله !

  18. أمر خطير على المسلم : القول بحرمة العبودية ، أو ” العبودية المحرمة “!

    يدرك ود الحاجة أن المسلم يقع في المحظور ، بل في الكفر الصريح ، إذا حرم ما أحل الله . ويعاقب بالقتل أن إصر على قوله .

    هل يورد ود الحاجة آية أوحديثا صريحا يسند قوله بتحريم العبودية ، وليختار أي نوع من العبودية يريد أن يحصر نفسه فيها؟
    وهل يعلن رأيه هذا للمسلمين ويثبت عليه ؟

    وبما أن العبودية أنواع في رأيه هو ، فهل يقول ،مثلا، بأن علماء الأزهر والوهابيين وآل سعود وغيرهم كانوا يرتكبون “حراما” بملك اليمين الذي كانوا (ومنهم ما زال) يمارسونه ، ويعلن ذلك للناس؟

  19. يتبين لي ولست متبحرا ولا قارئا متخصص ولكن أعتقدا ان الرق والاستعباد كان سائدا قبل الاسلام وبعده.
    واعني شراء البشر من من آخر يمثل من وجهاء القوم. وتم بيع وشراء منهم بيض أو سود وتم بيع وشراء
    من ليس لهم قوه اقتصاديه أو عسكريه بمعايير ذلكم الزمان أو الازمنه.وقد سبق (السبي) في المعارك والغزوات .
    اما الاسلام لم يحرمه بصوره مباشره مثله ومثل الخمر والميسر والزنا لشئ لم يتبين لي حتى الان,
    بالرغم من ورود الكثير من الايات القراءنيه والاحاديث النبويه التي تحث على عتق العبيد والرقيق
    وثوابها عنداالله.
    لا ادري ما هي حكمة سكوت الاسلام في ذلك! وهنا اتسااءل.

    الشئ الذي لايذكره الاخوه فطاحلة التعليق في منبر الراكوبه أن العالم لم يكن منفصل عن بعضه البعض
    حيث مورث بيع وشراء الانسان لاخيه الانسان بمباركه من كل الامبراطوريات والدول التي كانت قائمه واشدد على ان البيع كان للضعيف وليس للاسود فقط بيع البيض في الشرق الوسط الحالي وضعاف البشر في اوربا مثلا الغجر.

    ما يعجبني في طرح سرحان انه يسرد الاحداث كما كانت اوكما قرأ وبالدليل ولكن لا يجزم ان هذا فعل
    سيئ او حسن بل يترك التعليق للكل.
    اما الاخوه المعارضين له ينكروا عليه صحة رواياته أو تفسير من نقل عنهم. وهذا لايعني انهم في الصواب

  20. استغرب من ان بعض المعلقين جعل الامثلة النادرة التي ذكرها سرحان في المقال رقم 25من قصة الوفيين و دريد ابن الصمة جعلوها ادلة على ترفع طائفة من العرب عن السبي و هذه القصص لو صحت فهي لا تمثل الا افعالا نادرة و النادر لا حكم له

    مثلا ,كلنا نعرف عادة الوأد في الجاهلية و التي كان السبب الرئيس فيها الخوف من العار الذي يلحق بالمرأة و اسرتها اذا سبيت و هذه العادة كانت موجودة حتى في القبائل القوية بمعنى ان خطر السبي كان الجميع معرض له و في الحروب كانت المرأة العربية تسفر عن وجهها حتى يظن الغزاة انها امة فيزهدوا فيها
    قال سبرة الفقعسي :
    و نسوتكم في الروع باد وجوهها ……….. يخلن اماء و الاماء حرائر

    أمر اخر ذكر سرحان انه كان للزبير ابن العوام الف مملوك حين وفاته و قد ذكر البخاري انه عند وفاة الزبير رضي الله عنه لم يترك درهما و لا دينارا الا ارضين بالغابة و احدى عشر دارا بالمدينة و دارين بالبصرة و دارا بالكوفة و دارا بمصر

  21. متين القصة وصلت 29 وشنو قصة الكورس الزايد مع عالمنا الجليل سرحان ديل…شايف في اصوات ما كنا بنسمعها كتير شغالة تبرطع ساكت وعموماً ده تعليق تنبيهي ساكت لكتبة السيناريو لحضرة العالم الجليل البيكونو متابعين المقال لحدي ما يختفي…رجعنالكم يا حبايبنا وفي انتظار تخريفاتكم القادمة بعد قراءة الحلقات التي فاتتني من ابداعات حضرة العلامة الجليل نتيجة الانشغال بالدنيا الفانية بدلاً من التركيز على النهل من علوم العالم العلامة والفهامة رضي الغرب عنه!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..