
عماد خليفة
كاليفورنيا
لا أحد يستطيع أن يغمط دور حركات الكفاح المسلح في عملية التغيير بنضالاتها وتضحياتها الثورية المسلحة والذي أدى بعد اكتمال ونضوج العوامل الداخلية لتشكيل الكتلة الجماهيرية الحرجة التي استطاعت الإجهاز على نظام الحركة الإسلامية البائد في 11 أبريل 2019.
فقد أسهمت هذه الحركات بصورة واضحة في إرباك نظام المؤتمر الوطني وإضعافه وإرهاقه عسكريا بحروبات متعددة جعلته يخصص أكثر من 70% من ميزانية وموارد البلاد الشحيحة للأمن والدفاع. وحتى لا نظلم بهذا المقال كل حركات الكفاح المسلحة الموقعة على سلام جوبا لابد من الإشادة هنا بمواقف حركات كل من د. الهادي إدريس والطاهر حجر وبعض قيادات الحركة الشعبية شمال على رأسهم ياسر عرمان لمواقفهم الواضحة من إنقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر وإدانته منذ البداية ووقوفهم مع إرادة الجماهير. ومحاولات البعض ابتدار بعض الحلول من خلال مواقعهم داخل أجهزة النظام ظنا منهم أنها ربما تساعد في إيجاد مخرج مناسب لإنهاء الانقلاب. بالرغم من أن الكثير من الثوار والثائرات وربما القراء الاعزاء يرون غير ذلك.
تزداد الشقة كل يوم بين حركات الكفاح المسلح الموقعة على سلام جوبا التي ساندت الانقلاب وبين الشعب السوداني وضحايا النزاعات والحروب في دارفور والنيل الأزرق التي وقعت هذه الحركات السلام باسمهم وتزداد عزلتهم من معظم مكونات الشعب السوداني الفاعلة يوما بعد يوم. فمنذ نجاح ثورة ديسمبر العظيمة ظلت بعض هذه الحركات تعمل بجهد وإخلاص على إضعاف المكونات المدنية للثورة وتسميم الفضاء العام بالبيانات والتصريحات الغير راشدة. فبالرغم من وجود هذه الحركات داخل الجبهة الثورية التي تعتبر أحد أهم مكونات كتلة نداء السودان، إلا أنها تنكرت لها بعد سقوط المخلوع مباشرة وأخذت تتذرع الذرائع وتتحجج بالحجج الواهية للخروج من كتلة نداء السودان وبالتالي من تحالف قوى الحرية والتغيير، تبين لاحقا لكل المراقبين أن الهدف من كل ذلك هو وأد ثورة الشعب.
ساهمت هذه الحركات في التآمر مع العسكر في تعطيل تحقيق حلم الشعب السوداني في الحرية والديمقراطية باتفاقية سلام غير معلنة (تحت الطاولة) كما صرح بذلك أركو مناوي كْتبت بنود هذه الاتفاقية السرية في اجتماعهم الأول بحميدتي منفردا في انجمينا قبيل بداية لقاءات الحرية والتغيير مع المكون العسكري، كما غدرت بضحايا الحروب في دارفور الذين دفعوا ثمن هذه الحروب مرتين، الأولى عندما تم قتلهم وتشريدهم بعد حرق قراهم ومزارعهم وماشيتهم و أجبروا على الفرار والنزوح إبان حكم الحركة الإسلامية بقيادة الساقط البشير، والثانية عندما تنكر لهم من كان يدعي أنه حمل السلاح وناضل ووقع السلام نيابة عنهم ومن أجلهم عندما خطط مع العسكر للانقلاب على حكومة الثورة والذي بدوره أوقف كل المعونات والأموال التي وعد بها المجتمع الدولي الضامن لاتفاقية السلام لعودة هؤلاء النازحين لقراهم ومناطقهم التي دمرتها الحرب.
كان من المأمول أن تْستغل هذه الأموال لإعادة إعمار وبناء القرى ومساعدة الاهالي وتعويضهم عما لحق بهم من ضيم وضرر، ليبدأوا حياة أخرى كريمة. الغريب في الأمر أن قيادات هذه الحركات أضحت هي الأخرى تجأر بالشكوى من عدم إيفاء المجتمع الدولي باستحقاقات بند الترتيبات الامنية وعمليات الدمج والتسريح لقواتهم والتي أوقفها الانقلاب أيضا. وكأنهم لا يعلمون بأن هناك مجتمعا دوليا يراقب عن كثب تصرفات العسكر الطامعين في السلطة والمتربصين بحكومة الفترة الانتقالية، وأن هناك بعثة سياسية أممية متكاملة مهمتها دعم وتسهيل ومراقبة ورعاية الفترة الانتقالية والمساعدة في تحقيق أهدافها كاملة حتى تصل بالبلاد إلى انتخابات حرة ونزيهة، وكأنهم لم يكونوا جزءً من مؤتمرات أصدقاء السودان التي تنادت لها دول العالم لدعم السلام والتنمية في السودان مؤكدة دعمها الغير محدود للحكومة المدنية. أعماهم الطمع والأنانية أن يختاروا هذا الموقف المشين الذي أوقف حال السودانيين جميعا وضاعف معاناة النازحين واللاجئين بالمعسكرات.
فقد قادة هذه الحركات ثقة أهالي دارفور وضحايا الحروب الذين مازالوا يقبعون في معسكرات الذل والهوان داخل وخارج السودان، وفقدوا ثقة الشعب السوداني الذي استقبلهم استقبال المنتصرين، ولكن لقصر قامتهم استهتروا بدمائه الزكية التي ساهمت في تعبيد طريق السلام وغدروا به بمشاركة بعضهم مع الانقلابيين بقواتهم في قتل وقمع الشباب وسحله يوميا في شوارع الخرطوم ولم تسلم منهم حتى بعض معسكرات النازحين في دارفور.
تطاول هؤلاء القادة الأقزام على الثورة و لم يستوعب خيالهم المشوه حجم التضحيات الضخمة وما أنجزه الشباب والشابات ولجان المقاومة في كل أنحاء السودان وما أرسوه من قيم خلال مسيرة هذه الثورة العملاقة. لم يفهم مالك عقار ماذا تعني رمزية إنطلاق شرارة هذه الثورة من الدمازين، لأنه لايرى ثوار الدمازين ورفاقهم غير اطفال قْصر عليهم قضاء أوقات فراغهم في اللعب عِوضاً عن المظاهرات التي تهدر وقت الحكومة الثمين، ولا يعرف أركو مناوي شيئا عن لجان مقاومة دارفور وعن شباب دارفور الباسل ودور الكنداكات لا سيما كنداكات وادي هور في هذه الثورة غير أنهم عطالى وعاطلات عليهم التوجه للزراعة بدلا عن الاحتجاجات، وكل ما يعرفه جبريل عن الثورة والثوار أنهم لم يجتمعوا في القيادة العامة إلا من أجل الأكل والشرب والرقص والطرب.
أصبحوا الآن يعيشون حالة من التشتت والضياع و(راح لهم الدرب في نص الموية) يفعلون الشيء وضده، ففي حين ينادون بضرورة التمسك باتفاقية سلام جوبا ليضمنوا فقط ما نالوه من مكاسب في السلطة، يطالبون في ذات الوقت بضرورة تشكيل حكومة كفاءات مستقلة غير حزبية متناسين أنهم من أصروا على تغيير بند الوثيقة الدستورية الذي يشير إلى حكومة الكفاءات المستقلة بحجة ضرورة مشاركتهم في السلطة. يعملون على مشروع مسودة سياسية وإعلان دستوري جديد ليؤسسوا به حاضنة جديدة تدعم الانتقال تحت مظلة العسكر! كيف يستقيم ذلك؟ هل يعني هذا اعترافهم بتمزيق الوثيقة الدستورية التي تم تعديلها لتضمين إتفاقية سلام جوبا؟ وهل معنى ذلك أن خصوصية وضعهم كأطراف لعملية السلام قد سقطت؟ وأنهم أصبحوا مكونا سياسيا ومدنيا كامل الدسم وبالتالي يحق له المساهمة في شأن الانتقال كبقية مكونات الشعب السوداني يطرحون من المواثيق والإعلانات السياسية ما شاء لهم كقوى الحرية والتغيير ومجموعة قوى التغيير الجذري ولجان المقاومة وغيرهما؟ وهذا بالضرورة يْسقط عنهم الوضع الاستثنائي الذي خصهم وميزهم به اتفاق سلام جوبا عن بقية المكونات المدنية والثورية الأخرى. ثم ما هو موقفهم من مبادرة الكيزان بقيادة الشيخ الجد التي تعمل ليل نهار بمباركة البرهان على إعادة الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني المحلول للحكم مرة أخرى؟ وأين الآلية الثلاثية التي أيدوا طرحها وأجندتها في تسهيل الحوار؟
لقد أسقطت المغامرة الانقلابية التي شاركوا فيها اتفاقية سلام جوبا بكل بنودها وتم تمزيقها مع الوثيقة الدستورية. فسلام جويا إذا ما قْدر له الاستمرار يحتاج لعمل ترتيبات دستورية جديدة وسوف لن تكون بالتأكيد كما تم التوقيع عليه بجوبا في أكتوبر 2020، إذ أن هناك مياه كثيرة مرت تحت جسر هذه الاتفاقية. هناك أصوات مقدرة من أصحاب المصلحة في دارفور والنيل الأزرق وشرق السودان لا ترى أن هذه الاتفاقية قد ساهمت في حل مشاكلهم، بل فاقمت من معاناتهم ويطالبون بإلغائها وضرورة إكمالها مع القائد عبد الواحد نور وعبد العزيز الحلو، كما أن معظم لجان المقاومة في السودان وبعض الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني تطالب أيضا بإلغائها وتوسعتها. يتحمل قادة هذه الحركات وحدهم وزر تدمير هذه الاتفاقية والإجهاز عليها عندما شاركوا في انقلاب البرهان الفاشل ووضعوا أيديهم مع من لا أمان ولا عهد له طمعا في المزيد من السلطة وطمعا في نهب ثروات الهامش والسودان كما تفعل الشركات الأمنية وشركات قائد الجنجويد.
الشاهد في كل ما سبق أن حركات سلام جوبا هي الخاسر الأكبر من انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر على كل المستويات، إذ بات قائد الجنجويد حميدتي يستخف ويسخر من بعض قادتهم على الملأ وقام البرهان بركلهم بعد أن حقق من خلالهم ما يريد وتريد الحركة الإسلامية، وفقدوا ثقة كل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني الفاعلة كما لم يكسبوا ود الحركة الإسلامية، لم يتبق لهم غير الجاكومي وأردول وعسكوري والتوم هجو فأصبحوا كالمنبت الذي (لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى).
دي حركات قضي عليها البشير
و ليس لديها اي تاثير
لك ان تغمطها كما تريد لكنك لن توهمنا
خليك غي الوهم
اهو مقال و اتنشر لك
مرتزقة دارفور تطلق عليهم حركات الكفاح المسلح! ؟؟
.. وتشيد بالمرتزق الطاهر حجر والمرتزقة البنجوز الهادي إدريس يا سبحان الله،،
…. يبدو أنك كاليفورنيي من دارفور، الله يكون في عونك..
يا استاذ عماد هذه الحركات المسلحة لم تكن إلا خصما على الوطن
ولم تساهم في إنجاز هذه الثورة بل للأسف وضعوا يدهم مع من هم ضد الثورة
الي الدارفوري الكالفورنيي عماد خليفه..
… بعد انقلاب 25 أكتوبر الكيزاني ،الدارفوري ،تغير الحال في بلادنا أصبح الدارفوريون أهل المركز وناس ( الشريت) النيلي وأصبح الجلابه الانسريين أهل الحامش وأصبحوا محمشين في ديارهم..
… وأصبح الإعلام في بلادنا دارفوري وذلك بفعل الثورة التراكمية ولا بديل للهوار سوي الهوار..
… فعلا تحقق هتاف الثوار (كل البلد دارفور)..