انتهاك صريح..!

منكم
يقول الشاعر العربي الكبير ابو الطيب المتنبي في احدى ابيات قصيدته الشهيره (لا افتخار الا لمن لايضام) من يهن يسهل الهوان عليه… وما لجرح بميت ايلام …ويعني بذلك ان اي من يقبل الذل والمهانه يصبح الذل والمهانه امرا معتادا عليه مع الزمن وشبه الذليل القابل للهوان بالميت فكما ان الجرح الذي يؤلم الحي لايؤلم الميت فكذلك الهوان الذي يؤلم العزيز لايؤلم الانسان الذليل .
يوم الخميس الماضي وعقب انتهاء الاجتماع الثلاثي حول سد النهضه بالخرطوم تدافع منسوبي القنوات الفضائيه المحليه والعالميه الى منصة التصريحات وذلك لتسجيل افادات الوفود المشاركه الاجتماع ولكن قبل ان تبدا التصريحات تفاجا مصور قناة الجزيره با احد اعضاء الوفد المصري يقوم با ابعاد مايكرفون القناة ووضعه بعيدا عن المنصه و(كمان) بدون خجل وعلى رؤوس الاشهاد ..ثم ذهب المصور وراجع المايكرفون الى مكانه الا انه تفاجا مره اخرى بشخص ثاني من اعضاء الوفد المصري يقوم بتكرار نفس مافعله زميله وابعد ميكرفون القناة وحاول تسليمه للمصور في يده ولكن مصور الجزيره رفض ولم يالو المصري جهد ورمى بالمايك بعيدا، لم يقف اعضاء الوفد المصري عند هذا الحد فقام ثالثهم..! ومرّ امام كاميرا الجزيره لاغلاق فوهة العدسه منعا للتصوير .
مكتب قناة الجزيره لم يتوان فسارع بالرد على ذلك واصدر بيانا اوضح فيه ماحدث لكاميرته،،! بصوره مفصله واعتبر ان ماقام به الوفد المصري محاوله لقمع الاعلام في السودان وقال ان عدم تدخل السلطات السودانيه لمنع هذا السلوك خلق حالة استمراء لدي المصريين ..ورفض البيان رفضا باتا اسلوب الوفد المصري واستقصاده لقناة الجزيره واوضح ان قناة الجزيره مصرح لها بالعمل في السودان وفق القانون ..وبالتالي فليس من حق اي جهه ان تمنعها من تغطية الاحداث داخل الاراضي السودانيه.
التنبيه الذي ذكره بيان مكتب قناة الجزيره بقوله ان عدم تدخل السلطات السودانيه هو الذي جعل المصريون يكررون هذا الاسلوب الغير مقبول هنا في الخرطوم هو الحقيقه عينها ،فقد فعلها قبل هولاء كبيرهم..! وزير الخارجيه المصري سامح شكري في اجتماع سابق بشان سد النهضه بالخرطوم عندما قام با ابعاد مايكرفون قناة الجزيره من على المنصه.
ان الذي فعله اعضاء الوفد المصري يعتبر انتهاك صريح لسيادة السودانيون على اراضيهم و يعيد للاذهان ماكان يردده بعض الاعلاميون المصريون قبل اشهر وقتما ساءت العلاقه بين البلدين حينما كانوا يقولون (بملء فيهم) انهم لايعترفون بدوله اسمها السودان وان السودان جزء من مصر ويجب ان يعود اليه.
الحكومه السودانيه بدورها تماهت كثيرا مع النظام المصري الحالي ..وظلت تتعامل معه بحذر شديد وتظهر نفسها بالضعف امامه ..وهي لاتدري بحقيقة ان مثل هذا الوقائع فيها اساءه بالغه للسودان حكومة وشعبا.
في تقديري يجب على الحكومه ممثله في وزارة الخارجيه السودانيه ان تبعث برساله احتجاج وتحذير لنظيرتها المصريه بعدم تكرار مثل هذا السلوك الذي ينقص كثيرا من سيدة الدوله مره اخرى ..والا فان السكوت يعني الرضا ويعني كذلك ان (الجايات حايكونن اكثر من الرايحات) وقد تصل مرحلة ان تتجراء الوفود المصريه وتفعل في حق السودان مالم يكن يتصوره عقل احد..!! وحينها سينطبق عليها اي الحكومه السودانيه بيت ابو الطيب المتنبي المذكور انفا بحذافيره ..و(نحنا ماعلينا الا ان نرفع ايدينا ونشيل الفاتحه..!).
الوطن- الاثنين9 ابريل 2018
[email][email protected][/email]