المتحدث باسم لجان مقاومة الخرطوم: الشارع لن يقبل التسوية وسيرمي بها إلى مزبلة التاريخ

الشارع لن يقبل التسوية وسيرمي بها إلى مزبلة التاريخ
الرايات التي تحمل صور الشهداء تخيف الأجهزة الأمنية
رؤيتنا لحل الأزمة إلغاء الوثيقة الدستورية واتفاق جوبا وتأسيس سلامٍ شاملٍ
حوار: عبد العظيم عمر
أعلنت تنسيقيات لجان مقاومة الخرطوم عن رفضها القاطع لأية تسويةٍ قد تجرى، مؤكدة أنها سترمى بها إلى مزبلة التاريخ، كاشفةً في الوقت ذاته عن عدم وجود أيّ اتصالٍ أو تعاملٍ مع أجهزة السلطة الانقلابية للتفاوض.
وعدّ المتحدّث الرسمي باسم تنسيقيات مقاومة الخرطوم، معاذ خليل، في هذه المقابلة مع (الانتباهة) بيان الشرطة الأخير بوجود مجموعات مدرّبة داخل المواكب، خطوةً أريد به استباق جولة جديدة من العنف ضدّ الثوار السلميين بمحاولة تجريم الثوار. والمزيد من الإفادات تطالعونها في المساحة التالية.
* كثُر الحديث عن تراجع زخم المواكب والمظاهرات ولم تعد كالأول.. ما تعليقك؟
ــ طبيعة الحركة الجماهيرية والمدّ الثوريّ فيهما عملية المدّ والجزر، أيّ بمعنى أحياناً يحدث انخفاض في المدّ الثوريّ وتارةً يرتفع، وهذه عملية طبيعية جداً في الثورات ومرت بها ثورة ديسمبر قبل (11) أبريل، لكنّ الثابت أنّ الفعاليات الثورية لم تنقطع يوماً، ولمدة عامٍ كامل كانت الجداول الشهرية حاضرة، ورغم التضحيات لم يرتدّ الشارع إلى السكون يوماً ما.
* هناك من يرى أنّ مواكب (25) أكتوبر الماضية جاءت ردّة فعل طبيعية لمرور عام على قرارات البرهان، لكن قبلها كانت جميع المواكب فوق المتوسط؟
ــ يوم (25) أكتوبر له رمزيته باعتباره يوم الانقلاب المشؤوم، ولولا الفعل المقاوم على مدار سنةٍ على الأرض لتطبّع الناس مع الانقلاب ومع يوم انقلاب (25) وغيره من المواقيت التي تستمد قوتها من تراكم العمل الثوري على الأرض.
* خلال مليونية (25) أكتوبر الفائتة.. أصدرت الشرطة بياناً وقالت إنّها واجهت مجموعة مدرّبة مسلّحة تتبنى العنف والتخريب وتحمل أعلاماً بألوان (أحمر ــ أصفر ــ أسود ــ أزرق) وشعارات تدعو للعنف وبزيٍّ موحّد لكلّ مجموعة.. كيف تردّ على ذلك؟
ــ على مدار أربع سنوات كانت السلمية هي سلاح الثوار القوي، ويشهد العالم بسلمية الثورة السودانية، ونحن نعتقد أنّ بيان الشرطة خطوة أريد بها استباق جولة جديدة من العنف ضدّ الثوار السلميين بمحاولة تجريم الثوار، رغم أنّ كلّ التوثيقات على وسائل الإعلام المختلفة توضّح انتهاكات القوات الأمنية بكافة تشكيلاتها المختلفة ضدّ الثّوار، كما يوضّح ذلك عدد الشهداء والمصابين، ولكن يبدو أنّ الرايات التي تحمل صور الشهداء تخيف الأجهزة الامنية وتذكّرهم بجرائمهم، ونحن نرى أنّ مثل هذه البيانات وسلوك هذه الأجهزة على الأرض يزيد إصرارنا على إسقاط الانقلاب وإعادة هيكلة هذه الأجهزة لضمان مهنيتها واستقلاليتها وقوميتها، والكل شاهد كيف تفتح الشرطة الشوارع لمظاهرات الفلول وتهاجم مواكب الثوار.
* أنتم في تنسيقيات مقاومة الخرطوم ترفضون التسوية والمفاوضات، في حين أنّ قوى الحرية والتغيير تجلس مع العسكر وتقترب من الموافقة على التسوية.. كيف تعلّق؟
ــ إنّ كانت هناك جهة سياسية تريد أنّ تفاوض العسكر وتدخل معهم في تسوية فلتذهب، أما نحن فباقون في الشوارع ومتمسّكون بشعاراتنا الثلاثة (لا تفاوض ولا شراكة ولا شرعية مع العسكر)، وخطنا هو إسقاط ما ترتب من تغيير قبل عام وليس التفاوض معه، فمن جرّب المجرب حاقت به الندامة، ولن نساوم في دماء الشهداء وإخراج المؤسسة العسكرية من الحكم، ونؤّكّد أنّ الشارع الذي رفض اتّفاق حمدوك في (21) نوفمبر الفائت سيرفض أية تسوية وسيرمي بها إلى مزبلة التاريخ.
* منذ قرارات البرهان ظلت المواكب والجدول الثوري يصدر من جانبكم.. ولكنّ في المقابل ليست هناك أية نتائج لهذه المواكب.. ما هو تعليقك؟
ــ بسبب هذه المواكب والجداول الثورية وتضحيات الثوار صار الانقلاب عاجزاً عن تكوين حكومة على مدار عامٍ كاملٍ من الانقلاب، وعاجزاً كذلك عن تنفيذ عددٍ من الوعود التي أعلنها قائد الانقلاب صبيحة يوم الانقلاب، واليوم وبشهادة قادة الانقلاب ومن كانوا يؤيدونه قد فشل الانقلاب ويعيش في أيامه الأخيرة، وسنشيّعه إلى مثواه الأخير قريباً بإسقاطه.
* قبل أيام خرج التيار الإسلامي العريض من قوى سياسية مختلفة، وقالوا إنّ هناك شارعاً آخر… أما يجب أن يوضع هذا الشارع في الاعتبار والنظر إليهم بعين الاعتبار؟
ــ أولاً من خرجوا يوم (29) من أكتوبر الماضي هم أنصار النظام البائد ومن شاركوا معه حتى لحظة سقوطه، وهؤلاء هم من قامت عليهم الثورة، والكل يعرف طريقة التحشيد في عهد النظام البائد من حيث توفير الأكل والترحيل وشراء الذمم، ولقد رأينا كيف تعاملت معهم السلطة الانقلابية، فلم يتم إغلاق الكباري ولم تقطع خدمات الاتصالات والإنترنت، ولم تهاجمهم الشرطة بل كانت تحميهم، وكل هذا يوضّح أنّه شارعٌ مصنوع بمباركة السلطة الانقلابية، والشارع المصنوع لا يمكن اعتباره شارعاً.
* هل تعتقد أن (تتريس) الشوارع رجح كفة الثوار على العسكر؟
ــ ستستمر المواكب إلى حين إسقاط النظام، وهي إحدى أدواتنا لإسقاط الانقلاب ولن نتخلى عنها، فحرية التعبير والتظاهر السلمي حق تم انتزاعه انتزاعاً في ثورة ديسمبر بتضحيات جِسام، ولسنا في حاجة لنتفاوض في حقنا، فهذه الشوارع ملك للثوار والثائرات ولن يستأذنوا أحداً في الخروج إليها على الإطلاق.
* إلى متى تستمر المواكب؟
ــ نحن لدينا رؤية واضحة جداً بأن الحل يبدأ بإسقاط اجراءات (٢٥) اكتوبر وإخراج المؤسسة العسكرية من الحكم والقصاص للشهداء وتأسيس سلطة مدنية كاملة، ولدينا رؤية كاملة حول الفترة الانتقالية نخاطب فيها قضايا الفترة الانتقالية وتؤسّس لعملية تحوّل ديمقراطي.
* هل تلقيتم أية اتصالاتٍ من الدولة للتفاوض بشأن المواكب؟
ــ لم نتلق أية اتصالاتٍ ولا نتعامل مع أجهزة السلطة، وكما ذكرنا سابقاً نحن نرفع شعار لا تفاوض، فكيف نقبل بالتفاوض مع السلطة الانقلابية؟ وهل نتفاوض على كيفية قتلنا في المواكب؟
* ما رأيكم في الأحاديث التي يتم تداولها بشأن التسوية والخروج الآمن للعسكر؟
ــ نحن لا نتعاطى مع أحاديث التسوية ووضحنا موقفنا منها.
* من وجهة نظركم هل حل القضية في السودان بتكليف حكومة مدنية والقصاص أم التسويات وابتعاد العسكر؟
ــ رؤيتنا واضحة حسب الميثاق الثوري لسلطة الشعب، وهي إلغاء الوثيقة الدستورية بما فيها اتفاق جوبا وتأسيس سلامٍ شاملٍ عبر مؤتمر قومي تسبقه مؤتمرات قاعدية محلية، وينطلق من مخيمات النازحين ويؤسّس لحوار سوداني ــ سوداني تشارك فيه جميع القوى السياسية والمهنية والأهلية ويناقش قضايا الحرب والسلام.
* كيف تردون على الأحاديث التي تلمح إلى عودة حمدوك وما هي رؤيتكم حول تكوينه الحكومة؟
ــ لا نتحدث عن حمدوك أو غيره، فالشارع الثوري أصبح واعياً لا يهمه الأشخاص وإنما القضايا الكلية.
الانتباهة