حينما يبصق السياسي على تأريخه..!!

تراسيم –

عبد الباقى الظافر

حينما يبصق السياسي على تأريخه..!!

في منتصف فبراير من العام قبل الماضي كانت طائرة وزير العدل الليبي المستشار مصطفى عبدالجليل تخفق في الوصول إلى بنغازي الليبية بسبب التظاهرات الشعبية.. العقيد القذافي عجم كنانته واختار أكثر وزرائه تديناً للتوسط عند الجماهير الغاضبة.. حينما اقترب المستشار من نبض الشعب أعلن عن انحيازه للجماهير في الوقت المناسب.. حسن الخاتمة السياسية جعلت من المستشار عبدالجليل أول رئيس سابق في تاريخ الدولة الليبية.. إيماناً بدور الرجل في اللحظة المفصلية يحاول البرلمان الليبي سن قانون يغفر للرجل ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

الذاكرة السودانية تحفظ أن بعض السودانيين كانوا من رجال الدائرة الصغيرة حول القائد الأممي.. من بين رجال حول القذافي يبرز اسمان عبدالله زكريا الذي يحسب البعض أن له دوراً في تأليف الكتاب الأخضر.. فيما يقفز عباس النور ثانياً كنجم سامٍ في ساحات اللجان الثورية حيناً من الزمن.. الغريب أن زكريا وأخاه النور غيرا من لبوسهما.. عبدالله زكريا ترك الحركة الإسلامية وأصبح من أنصار النظرية العالمية الثالثة.. بينما عباس النور ارتبط لاحقاً بالحكومة السودانية وشغل بالقصر الجمهوري منصب المستشار الإعلامي لسنوات طويلة.

لم يستيقظ المحامي النور لسلبيات الحكومة إلا بعد أن خرج من القصر.. النسخة الجديدة للمستشار السابق بدأت تركز على مساويء الإنقاذ التي لا تعدل بين مستشاريها.. عباس في حوار أجرته معه زميلتي بآخر لحظة هبة محمود أكد أن نثرية مكتبه لم تكن تتجاوز الثلاثمائة جنيه شهرياً.. فيما يقبض مستشار آخر لم يذكره بالاسم عشرة آلاف جنيه.. المستشار صوب نقداً عنيفاً للمؤتمر الوطني ووصفه بالحزب المفسد.. وصل المستشار السابق مرحلة الترويج للثورة التي لا يمنعها في تقديره إلا خوف الشعب من «سوط» السلطة.

في تقديري أن تصريحات المستشار السابق لا قيمة لها.. تخرج من نفس أغضبها الخروج من بيت السلطة.. عباس النور ينتقد سياسة التقشف التي أخرجته من القصر إلى سوق الله أكبر ويعتبرها بلا قيمة.. كان يمكن لعباس النور أن يحظى باحترام كبير لو قدم استقالته احتجاجاً على الفساد أو القمع أو حتى التهميش الوظيفي.. أي شهادة يقدمها الآن المستشار السابق تصبح مجروحة ومحملة بالغبينة الشخصية.

السودانيون يختلفون في كثير من المواقف.. إلا أنهم يحترمون السياسي الثابت على المبدأ وغير المتنكر للماضي.. أنا شخصياً أحفظ عن ظهر قلب تعبيراً قاله الوزير عبدالباسط سبدرات.. هذا الرجل قال «لا أبصق على تاريخي السياسي» حينما حاول البعض التنقيب في تاريخه اليساري من رقصة «العجكو» بجامعة الخرطوم حتى عمله مديراً لمكتب رجل مايو القوي الراحل فاروق حمدالله.

لا أدري إن كان علينا أن نلوم الأستاذ عباس النور على تنكره للأيام الخوالي أم نعاتب القيادة التي جاملته كثيراً بالاحتفاظ به مستشاراً دون فاعلية وبلا مهام محددة لسنوات طويلة.

اخر لحظة

تعليق واحد

  1. هذا الرجل الذي اكتنز لحما من مال السحت و اكل اموال الدولة بلا عمل جدي ولا مهنة يعبر عن استيائه بعد ان تم التخلص منه و كثيرون مثله ولغوا في السحت و الحرام على حساب المبادئ و الاخلاق و آخرين ينتظرون … مخرجات نظام الانقاذ!

  2. وانته رأيك شنو ياالظافر الحكومه دي فاسده ولا حكومه امينه علي اموال الشعب وصحته وتعليمه وامنه ؟

  3. ليتك لم تختم مقالك بذكر عبد الباسط سبدرات فما اخترت الا اكثرهم بصقا على تاريخه السياسي قل لي هل شغل سبدرات منصب مدير مكتب حمدالله الا باستناده على الانتماء لليسار ولماذا لم يغادر الرجل مايو حينما تحولت مايو واشاحت بوجهها عن اليسار حينما فشلت حركتهم التصحيحية وعاد الرجل وجلس الى جوار وزراء انقلاب يونيو 89 الاسود وجعلت تصريحاته تثير الاشمئزاز يخاطب معسكرات التجنيد القهري ويرقص في حفلاتها ويقول لهم (انتهى عهد الغناء الذي يجلب لصاحبه الفشل الكلوي) شامتا في المرحوم مصطفى سيد احمد وفي تلك اللحظات كان مصطفى يعاني الام الكلى فبدلا من يسمع ما يقويه ويشد عزيمته من وزير ثقافة واعلام بلده يسمع هذا الزبد الخاوي . سبدرات من طينة البشر الحرباء يتلون كما تتطلب المواقف من لون ويميل ما مالت مصالحه والحت عليه نفسه التي تتوق دوما للصعود والظهور والالمعية والاصطفائية وقد اورد احد كتاب الانقاذ الاسباب التي دعت الترابي لاختيار سبدرات لوزارة التربية والتعليم ومن ثم الاعلام في ذلك التاريخ الباكر من انقلابهم الاسود ارجو ان تنقب لتطلع عليه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..