الأسياد والربيع

هناك فرق

الأسياد والربيع

منى أبو زيد
[email protected]

الشيخ حسن الترابي يرى إن الثورة في السودان قريبة، وأمريكا تقول أنها مع الإصلاح الديمقراطي وليس إسقاط النظام .. فهل المشكلة في تقديرات الشيخ الجزافية، أم في ميول أمريكا الإصلاحية، أم في فئران التجارب التي تمخضت عنها الثورات العربية ؟! .. وهل يمكن لثورة إصلاح أن تنقذنا طواعية بعد سنوات طوال من هذا الإنقاذ الإجباري .. ؟!

الربيع العربي ? نفسه ? يكاد يجزم بأن ثورته على الأنظمة البائدة ليست عصا موسى، بل جزءاً يسيراً من حلول سياسية يصعب أن تتحقق دفعة واحدة، في بلاد العرب التي يسقط فيها الحاكم الشمولي على يد ثائر مستبد، قبل أن يرث الديمقراطية ناخب دكتاتور ..!

مشكلة بلادنا “تمتاز” بأنها تكمن – باختصار – في نظرة الحاكم والمحكوم معاً إلى مفهوم الولاء والبراء السياسي .. “لعبة الأسياد والمريدين” لعنة سودانية خالصة، والقادة/السادة المثقفون – كما يقول لينين ? هم أقرب فئات الشعب إلى الخيانة إذا ما لاحت نجوم المناصب، فقائد الحزب هو الشيخ العارف بالله، والبقية أتباع ومريدين، يستوي في ذلك الشيخ والسيد والإمام والرفيق ..!

تاريخ الأحزاب السودانية مع تأليه الرموز وإقصاء دعاة الإصلاح ووأد حركات التجديد في مهدها يقول إن اللعبة قائمة برمتها على نهج الاستعلاء الفكري للقادة والإذعان والولاء غير المشروط للأعضاء/الأتباع .. من مأساة شيبون وصديقه صلاح في الحزب الشيوعي إلى مصائر أشباههم في الجبهة الإسلامية والأحزاب الطائفية ستجد دوماً أن مصارع الكوادر في قولة “بغم”، وإن أرادتْ إصلاحاً ..!

“حالة الأسياد” في السياسة السودانية ليست ظاهرة أو عرضاً موسمياً بل تاريخ مقيم، صحيح أن الأحزاب الطائفية التي تقوم على ازدواجية الزعامة والانتماء – وبالتالي شراسة الولاء ? كرست لهذا النمط من الممارسة السياسية، لكن السبب الرئيس ? في تقديري – هو استعداد الشخصية السودانية للتصوف في ممارسة العضوية الحزبية، والدروشة في حضرة الأسياد/الزعماء ..!

أما الزعيم المقدس نفسه ففي ولائه لمبادئ الحزب ومصالح الأتباع قولان، يشارك المعارضة أرباحها، ويقاسم الحكومة غنائمها، يخاطب الجماهير بمنطق السياسي ثم يخطب فيها بلسان الزعيم، ويعول في خلوده على نزعة التأليه وغلبة العاطفة التي أفسدت الممارسة السياسية في السودان، وأسقطت حقوق الشعب في المطالبة بأبجديات ديمقراطية كالمحاسبة والشفافية الغائبة عن سلوك الأحزاب حكومة كانت أم معارضة ..!

لعنة البديل التي أطفأت وهج الثورات العربية وأهدرت أثمن مكتسباتها في ممارسة الطرق وانتهاج التجريب .. هي التي تمسك ? الآن – بتلابيب هذا الشعب الذي يفهم ساسته أكثر مما يظنون، لذلك لم يستبطئ ? حتى الآن ? مجيء ربيعه ..!

منى أبو زيد
[email protected]

تعليق واحد

  1. اعتقد ان حديث الكاتبة هو انطباعي و عاطفي و يشمل تعميم للمواقف… هلا درست و فهمت اولا تاريخ هذه الاحزاب و كيف تكونت… و بالنسبة لحزب الامة باتحديد فلا يمكن لك ان تنسي دوره الاساسي في ان يحصل السودان على استقلاله… كما انصح الكاتبة ان تخرج من الخيال الذي و ضعت فيه قلمها و تفهم ان حزب الامة لديه مؤسسات و ان من اعضاء مكتبه السياسي و جماهيره و اعضاء الحزب فيه علماء و اطباء و محامين و مهندسين و بروفسيرات من اساتذة الجامعات الذين قدموا انجازات علمية كبيرة هي محل فخر للسودان ككل و غيرهم الكثير من الرجال و النساء الذين لديهم فكر عال و ثقافة
    فحزب الامة ليس فيه مفكر و احد و البقية اتباع… دعك من هذاه العقد… انت في بداية مشوارك فلا ترهني قلمك لمفاهيم و انطباعات خاطئة و تعميمات سمجة لا يمكن لعاقل ان يتقبلها…

    انت تريدين ان تمسحي تاريخ عريق وواقع كبير بجرة قلم بسبب مفهوم خاطئ لديك بان حزب الامة هو حزب المفكر و الاتباع… الصحفي الشاطر يدرس و يبحث في مصادر موثوق بها ثم يكتب للناس… لا ان ياخذ انطباع من هنا و هناك و يكون راي ويكتب لنا عنه.. هذه تسمى انطباعية … و بالمناسبة ليس المهم كمية المقالات و لكن المهم نوعها و هل ما تقدمه فيه شئ مفيد ام لا

    انتي كتبت "لكن السبب الرئيس ? في تقديري – هو استعداد الشخصية السودانية للتصوف في ممارسة العضوية الحزبية، والدروشة في حضرة الأسياد/الزعماء ..!"" و نحن نقول لك اننا نريد بحثك و تحقيقك الصحفي و اثباتاتك و لا نريد تقديراتك و انطباعاتك و اطلاق التهم جزافا… !!!

    كما انصحك ان تقراي كتب مثل

    الحركة السياسية السودانية و الصراع المصري البريطاني بشأن السودان (1936-1953)، الدكتور فيصل عبد الرحمن علي طه، مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، أم درمان، 2004

    – الامام عبد الرحمن المهدي، حسن أحمد إبراهيم، جامعة الاحفاد للبنات، أم درمان، 1998

    – استقلال السودان بين الواقعية و الرومانسية للدكتور موسى عبد الله حامد (دار عزة للنشر و التوزيع) 2008

  2. الشيخ الله لاتريحو هوسبب البلاء والخراب وقسم بالله الععظيم لو عندي سلطة لقتلته ببندق الكلاب اعزبه اولاهم ناس دي فاكرة الشعب غبئ كان المعارضة او ناس الركوبة السودانين كلهم مجمعين علي جماعة البشير اي والله لانهم احسو معهم بالامان يكفي بقول صلو علي رسول الله حتي لو رئاء تمشى الصلاة علي رسول الله احسن اجئنا ناس زي حسني او بن علي هزه مانعمة نحمد الله عليها نصلي بامان جوامعنا جميله ومزخرفة كل كورنا نتفاجا بجديد والله نحن الشعب السوداني حلو ليييييييييييينا مبروكيين علينا ناس البشير واقسم بالله هزا راي كل سوداني لست كلامي

  3. الى الاستاذة منى

    بما انك صحفية وتتهمين حزب الامة بتكريس سياسة التبعية للزعيم و التاليه. فاني اسالك: هل تعلمين ما هي اول صحيفة سودانية و من اسسها؟ و اقصد بسودانية هنا ما قاله الاستاذ حسن نجيلة في "الملامح" صحيفة سودانية لحما و دما و روحا.
    انها جريدة "حضارة السودان"ولقد اسسها الاستاذ حسين شريف بمجهوده الخاص. هو يعتبر اول صحفي سوداني و بالمناسبة عندما اسسها كان اصحاب امتيازها هم السادة عبد الرحمن المهدي و محمد الخليفة شريف (و هو ابن الخليفة شريف خليفة المهدي) عثمان صالح التاجر بام درمان و عثمان جميل بكوستي و حسن ابو با لابيض (راجعي كتاب الدكتور موسى عبد الله حامد , استقلاال السودان بين الواقعية و الرومانسية صفحة 105-106

    فهل تتفقين معي ان من ساهموا في انشاء اول صحيفة سودانية تعبر عن اماني الامة ( كما قال الاستاذ حسين شريف) لا يمكن ان يكونوا قد كرسوا لحالة الاسياد و المريدين في السياسة, و الاستاذ حسين شريف بالمناسبة هو ابن الخليفة شريف و حفيد المهدي هو اول من رفع شعار السودان للسودانيين والذي عاداه المصريين في ذلك الوقت اشد المعاداة هم و اتباعهم في السودان و ايضا عاداه الانجليز. لقد هدد الانجليز الامام عبد الرحمن بسبب علاقته بحسين شريف و قالوا له ان حسينا سيقودك الى المشنقة…. و حسين شريف هو صاحب فكرة انشاء نادي الخريجين و بعد التقاءه هو و احمد عثمانالقاضي مع مستر سمبسون تكونت اللجنة التحضيرية لنادي الخريجين من حسين شريف, الدرديري محمد عثمان, احمد عثمان القاضي, دس. وقي القباني, ابراهيم اسرائيلي . راجعي كتاب الدكتور موسى عبد الله حامد, دار عزة للنشر, 2008 , صفحة 105-113

    لقد اوردت لك هذا الحديث عن تاريخ الصحافة السودانية لانك صحفية. حتى لا تتهمي من كان لهم مثل هذه الايادي البيضاء في تاريخ الصحافة السودانية بانهم اهل دروشة و تبعية

  4. كل من يعتقد ان ماحصل من تغير سياسي في بعض دول الوطن العربي بانه ربيع عربي فهذا قاصرآ سياسيآ . لقد علم الغرب وكذلك امريكا ان افضل طريقة لحماية سياستها الاقتصادية والامنية هي وصول الاسلامين الي السلطة لان الاسلاميين يحبون السلطة والمال وهذا يشغلهم عنهم انظر الي سياسة الغرب وامريكا مع كل من السعودية وقطر ودول الخليج ؟؟ لايوجد ربيع عربي بل نكسة عربية .

  5. يا منى والله زى ما بقولوا اهلنا وفيتى وكفيتى …يسلم يمينك ويسلم دماغك ويسلم فهمك والله انك اصبتى كبد الحقيقه ..الحقيقه المره التى يخاف الكثير من الكتاب والمثقفين التتطرق لها ..والله انك اوجزتى الوضع الراهن بمنتهى البلاغه ..

    احييييييييييك ولك الف شكر

  6. اصبتي كبد الحقيقة يا استاذة واشد ما اعجبني قولك لعبة الاسياد والمريدين وانها فعلا لعنة اختص بها السودان حتي ان كان ابن الشيخ سفيها فاننا نقبل يديه لصلاح جده وكأن البركة والصلاح تنتقل مع الجينات الوراثية تبعية ودروشة غريبة !! احد المعلقين علي المقال سرد تاريخ اسياده وبطولاتهم وهو ما لم تشكك فيه كاتبة المقال ولكن ماذا فعل اسيادك الموجودون الآن غير الفساد واكل الاموال بالباطل واذا كان حزب الامة يضم الاطباء والمحاميين والعلماء لماذا اختير ابن السيد بدلا عن الاطباء والعلماء؟ اتدري لماذا ‏؟ لانك تابع وهو سيد ‏..لانه شريف وانت وضيع ‏.‏.هكذا يعتقدون وهم احقر الناس يظنون ان السودان ملك لهم لذلك يتكلمون عن تقسيم الكيكة ونصيبهم من خزينة الشعب الغلبان اما ابن المرغنية الناعم المنعم فهذا كارثة اخري هل يستطيع هذا المدلل ان يصلح حال العباد ‏.انا لعنة الاسياد

  7. مقالة جد قوى يا منى .. الاسياد همهم جمع أكبر قدر من السذج الموهومين بصلاح أفكار هؤلاء هم بعيدين كل البعد عن الدين الصحيح ومحاولة أقناع العامة لدخول عالم الدروشة والدجل بإسم الدين لتمجيدهم والتقرب والتبرك بهم بطلب الشفاعة من أمواتهم الذين نصبو لهم القبب ضللو الناس وأضلو بترك أركان الاسلام وأكنفائهم بمزارات قبورهم هم فى غاية الجهل والعربتة

  8. abasafaroud الله بسالك يوم القيام… المهدي لم يدع لشرك و معروف عنه قصة المراة التي اتته تطلب منه امرا و عندما اراد المهدي ان يقوم تعثر على الارض فقال لها " اها شايفة زولك اللى انت جاية تطلبي منه" يعني المهدي وراها انه بشر مثلها

    الى الاخرين الذين يتحدثون عن اسياد.. ما هذا الغباء.. هل يعقل ان يقول احد لناس انا سيدكم و يتبعوه…. لقد تعامل الكثير مع ال المهدي و لم نراهم او نسمعهم يقولوا لاحد انا سيدكم او قبلوا يدي…
    كما ان الصادق المهدي دائما يقول انا ما سيد زول

  9. الكيزان الابالسة غشغشو المرغنى وقالو ليهو جيب ولدك الصغيرونى ده نسوى ليك مستشار…عشان يوصلو رسالة للشعب انو لوعملت ثورة جنس الشفع ديل هم الماشين يحكموك..والمرغنى الدلاهة مشت فيهو.. طيب انت الكبير مالك ما بقوك مستشارليهم .. عليكم الله ده منصب بتاع شفع… لكن الكيزان بعرفو يهبلو بالناس الوهم كيف…زى حكاية الفتنة العرقية النموها ونفخو نيرانها عشان يخوفو الشعب وخصوصا الشماليين انو لو طيرتونا البلد دى ماشين يمسكوها الناس الزرق زرق ديل ..اخيرليكم احنا من غيرنا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..