مقالات سياسية

العقلية المشتركة ما بين “أم وضاح” و “بروف عبد الله إبراهيم”

محمد المختار محمد

استمعت للحوار الذي اجراه الزميل الصحفي النابه على فارساب، الذي جمع الأستاذة رشا عوض والأستاذة أم وضاح التي وضحت أنها تستحق فعلا أن تكون في صف دعاة استمرار الحرب والموت والدمار ورقصة التانغو.

ما يهمني حقيقة ليس الهراء الذي تتتفوّه به السيدة أم وضاح، فهو عماد الخطاب والدعاية التي تُبذل لتضليل الرأي العام لاختطاف عقول وضمائر الناس حتى يكون الموت وانتهاكات وابادات ومذابح الجيش المزعوم لا ترى بالعين المجردة من الأخلاق والإنسانية والضمير، ويفتح صانع الكباب والمشاوي والكنتاكي العظيم شهية البلابسة لمزيد من الشواء والمحمر والمجمر من اجساد المدنيين، إلى أن وصل الأمر لاستخدام الأسلحة الكيميائية والأسلحة المحرمة دوليا ضد أبناء الشعب السوداني، بقدر ما تهم العقلية التي تنطلق منها أم وضاح، إذ يظهر لك بجلاء أن مفهوم الوطن والجيش والدولة والقانون عندها يختلف تماماً عن أغلب الناس والسودانيين.

فأم وضاح على تواضعها في الدفاع عن استمرار أسوأ أزمة على وجه الأرض بحجج مجافية حتى للفطرة السليمة، تنطلق من العقلية الأفندوية التي تحتكر الدولة ولديها مفهومها الخاص للدولة، وتحتكر صناعة الأزمة داخل بنية الدولة، وتعمل على استدامة الخلل البنيوي في الدولة بما يحقق مصالحها وحيازة امتيازاتها، ثم تتعامل مع تمظهرات أزمة الدولة البنيوية المتمثلة في الصراع السياسي من جهة بالسياسات والقوانيين القمعية، والحروبات المستمرة من جهة أخرى بالحلول الأمنية والعسكرية، وفوق كل هذا تلقي العقلية الأفندوية عبء تحمل تمظهرات الأزمة التي صنعتها والمتمثلة في الحروبات المستمرة على الآخرين، وتحتكر توصيف الحروب، وتحتكر تحليل الحروب، وتحتكر سردية الحروب، وتتحزلق بمحاولات إعادة تعريف الحروب الداخلية بأنها حروب خارجية مرة يعلقونها في أمريكا وروسيا، ومرة يعلقونها في ليبيا، وكينيا، وتشاد، والإمارات الخ..، وعقلية تحتكر الحلول المفترضة للحروب التي تسببت فيها وصنعتها هي نفسها. والآخرون في قوالب وتصنيفات دعاية الأفندي المستهبل صانع الأزمة هم “العملاء، والمجرمين والخوارج والمتمردين وعرب الشتات”، وفي نظرية بروفيسور عبد الله على إبراهيم التدليسية “المر والأمر منه” يوصف فيها تمظهرات الأزمة بأنها أمر من الأزمة نفسها، وبالتالي الذين يُلقى عليهم عبء تمظهرات الأزمة أمر من صناع الأزمة، أما غول الدولة الأشعب الدموي الأكول عند عبد الله على إبراهيم كائن مقدس يفعل ما يشاء ما دام الذي بينه والغول عيش وملح، واغدق عليه بالمصروفات حتى صار بروفيسور، لكن لا يهمه أن يفترس الغول غيره باستمرار سواء كان دكتور أو شاب اجبره غول عبد الله على إبراهيم المقدس أن يحمل في وجهه البندقية بعد أن كان مجرد حرس وخفير.

هو شنو هو؟ ياخي الله الخلق الناس ما بعمل كده!

بهذه العقلية كانت تتحدث أم وضاح بكل قوة عين وجهل لا تفرق بين الحروبات بين الدول والحروبات الأهلية الداخلية، تزهق روح القانون حتى تبرر للجيش والبراؤون ذبح الأبرياء، تدافع عن دولتها الخاصة وجيشها الخاص في ثوبه الإسلاموي المهترئ، بكل ما لا يتصوره العقل والوجدان الإنساني السليم من المتناقضات والمضحكات، والمبكيات، والباقيات غير الصالحات من ترهات وهراء واكاذيب الدفاع عن الحروبات مرة بالخطاب الديني في حرب الجنوب، ومرة بخطاب الكراهية مع الحركات المسلحة الذي لا يزال يمارس ضدها رغم مشاركتها حرب في حرب الكرامة الكيزانية المزعومة، واضطجاعها مع الأفندية والكيزان في خندق زواج متعة ينتهي بانتهاء مراسم قضاء الوطر السياسي والعسكري، وتسريح بغير إحسان يجري على قدم الوثائق، وبخطاب الكراهية كخطاب رسمي وموازي في حرب 15 أبريل، اشتكى منه الفريق كباشي عندما غاصت سكاكين البراؤون في رقاب الأبرياء من أبناء أهله على العرق واللون والأثنية.

هذه هي العقلية التي تنتج هراء استمرار الحرب أو كما يقولون: بل بس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..