فطرت علي بصلة

لا ندري أصل المثل القائل فلان أو فلانة فطر أو فطرت علي بصلة ، ولكنه من الأمثال التي تعبر عن خيبة الأمل . ولو عاش من قال هذا المثل إلي يومنا هذا لاكتشف أن سعر البصل في بلادنا فوق متناول الجميع وأن الفاطر علي بصلة يعتبر سعيداً ومحظوظاً إلي درجة بعيدة .
الإنقاذ من ضمن الأنظمة الشمولية التي فطرت علي بصلة ( حارة) ، فلقد فقدت (كوزاً ) مدنكلاً هو المخلوع محمد مرسي قبل رمضان بأيام ، ولم تنفع هدايا اللحوم البقرية ، وأراضي الجيلي في تثبيت أقدام كيزان مصر أو تمكينهم من قهر الشعب المصري .
وفطرت الحكومة علي بصلة يوم أن قالت أقفل الأنبوب يا عوض ثم ( حنّست) مشار إبان زيارته للخرطوم من أجل الحصول علي كذا ألف برميل من نفط الجنوب علي شكل ( حسنة لله يا محسنين ) .
وفطر المؤتمر الوطني علي ( بامبووونة) ، لما حاول خداع الصين بحكاية الشراكة الاستراتيجية ، فقال له الصينيون ( نحن ما هنود) ، ولايمكن استبدال البقرة الحلوب بالعتود .
وفطرت حكومة ولاية الخرطوم علي بصلة ناشفة يوم أن أحرجها المراجع العام ، وقال أنها تفتقد التخطيط السليم بدليل بناء مدرسة في منطقة غير مأهولة بالسكان ، أما سيناريو فيلم المراجع فقد شمل حوافز دون وجه حق ، وأرقام عن الإيرادات لا تطابق الحقيقة وهلم جرا .
وفطرت وزارة المالية علي بصلة ( محمرة) يوم أن اختفي صادر البترول وزاد عجز الميزانية ، ولم تجد ما تقوله سوي ارفعوا الدعم عن البترول ، وردد الصدي برلمان الحكومة ، ولكن الحكومة نفسها تدرك أن الخريف السوداني والعجاج ينتظر شرارة البنزين التي ستحرق السدنة والتنابلة .
أما البصلة التي لا يمكن أن يبتلعها أحد ، فهي تأتي في سياق الخبر الذي يقول ضبطت السلطات الأمنية السودانية في منطقة كرينك غرب دارفور، نسراً مزوداً بأجهزة تجسس متقدمة إسرائيلية الصنع وكشفت أن النسر يحمل على جناحيه أجهزة إسرائيلية صغيرة الحجم تعمل بالطاقة الشمسية وحملت الأجهزة عبارة مكتوبة باللغة العبرية هي ?الهيئة الإسرائيلية لحماية الطبيعة?، الجامعة العبرية بالقدس .
ولا ندري كيف تم توجيه النسر الصهيوني إلي غرب دارفور ، أغلب الظن أن الموساد صنع ( سوسيوة)الكترونية ، ونزلت من طيارة بدون طيار بالبراشوت في دارفور التي تعج بالجنجويد ، ثم زرعت الصورة عبر شريحة الاكترونية في دماغ الصقر العجيب ، الذي طار رأساً من تل أبيب إلي غرب دارفور ، ومنها إلي امبدة كرور التي في طرفها ( كجور).
يعني إسرائيل ما عندها قمر صناعي ، ولا طيارة بدون طيار ، عشان ترسل صقر أو سمبرية أو فار !!
الميدان