مقالات وآراء

مَنْ أغلق أبواب السماء ..!

سفينة بَوْح – هيثم الفضل
بعد إنقلاب 25 أكتوبر المشئوم بخمسة أيام تقريباً ، قال العلَّامة و(مولانا) ذو البصيرة المُمتدة جبريل إبراهيم مُعبِّراً  عن رؤيته للإنهيار الإقتصادي المُتوقَّع عقب الإنقلاب بعد تجميد المجتمع الدولي لعملية إعفاء الديون ، وتأجيل سداد المساعدات الدولية الخاصة بمُساندة عملية التحوُّل الديموقراطي ، تلك الرؤية الجبريلية التي ربما ظنها تفوقَّت على مُجمل رؤى المؤتمرالإقتصادي الذي عقدته حكومة حمدوك الأولى والذي أمَّهُ خِيرة الخُبراء والأكاديميين السودانيين في القطاع الإقتصادي والتنموي ، وعلى رأسهم فخامة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك نفسهُ بإعتباره خبير ومتخصِّص في المُشكلات الإقتصادية والتنموية للدول الإفريقية ، قال (العلَّامة) جبريل يومها في إطار مقابلة أجرتها معهُ قناة فرانس 24 نصاً ما يلي ( هذا أمرٌ مؤسف ، لكن على الشعب السوداني أن يعتمد على نفسه ، وعلى موارده قبل أن يعتمد على الآخرين ،  بالتأكيد ستكون الأوضاع صعبة وسنكون في وضع سيئ ،  ولكن أبواب السماء مفتوحة ، وسنعتمد على أنفسنا ولو جاءتنا مساعدات خير وبركة).
أما تصريح مولانا جبريل اليوم من الولايات المتحدة الأمريكية التي يزورها بوفد عرمرم من وزارة المالية وبنك السودان لحضور الإجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين فهو كما يلي : (نحاول إحداث إختراق عبر إقناع المؤسسات المالية الدولية بالعودة إلى دعم الحكومة السودانية ، لكن هناك صعوبة في ذلك ، لأن تلك المؤسسات مرتبطة بجهات دولية مهمة تشترط تحقيق تسوية سياسية بالبلاد لمواصلة التمويل ) ، وطبعاً التسوية السياسية يعلمها جبريل جيدأً فهي بأية حال من الأحوال لن يقبلها المجتمع الدولي إذا لم تخرج من رحم مطالب الشارع الثوري ومُتوَّجه بحكم مدني خالص يُبعد إنقلابيي 25 أكتوبر (عسكر ومدنيين) من المشهد السياسي ، ليبقى السؤال الذي يؤرِّق المضاجع : كيف لرجلٍ في خبرة جبريل السياسية أن تأخذه (شهوة) السلطة ونشوة إشتهاء النفوذ يومها ، بالقدر الذي يجعلهُ يعتقد أن التنمية الإقتصادية في السودان (إعتماداً على الذات) يُمكن أن تقوم لها قائمة دون (مساندات) دولية أبسطها الحصول على التمويل والسماح بإستجلاب مٌستحدثات تكنولوجيا الإنتاج الزراعي والصناعي ؟ ! ، هل كان جبريل جاداً يومها في أن إنهيار القطاع الزراعي والصناعي في السودان كان سُيعالج ويُعاد بناءهُ بالطواري والكدنكات والمناجل وسواعد الإنسان السوداني الذي أقعدهُ الجوع والفقر والمرض والجهل والإحباط المُتجدِّد ؟.
لا أعتقد أن (العلَّامة) جبريل يومها كان غافلاً عن أن إنقلابهُ المشئوم سيؤدي إلى دمار إقتصادي غير مسبوق ، وما يتبع ذلك من كوارث ستطال كل شيء وفي مقدمتها المواطن البسيط ، الذي هو في الحقيقة عماد (التنمية الذاتية) التي يتشدَّق بها جبريل وأمثالهُ ، جبريل إبراهيم ومعهُ كل الذين إنحازوا للإنقلاب وأصبحوا خصوماً للشعب السوداني ، كان آخر همهم الإقتصاد السوداني ، وبالتالي كانت آخر مآربهم إنتشال المواطن السوداني من وهدته التي لن تطول بإذن الله ، والدلائل على ذلك توالت فيما أصاب البلاد من غلاء طاحن وغير مسبوق ،  عبر ما إبتلى به جبريل الشعب السوداني من ضرائب وجبايات وأتاوات وصلت حداً جعل حتى التجار يضربون ويغلقون محالهم في محاولة لإنقاذ تجارتهم من الكساد الذي يسببهُ إرتفاع قيمة الضريبة وتعدُّد مواعينها ، التجار يعلمون أن الزيادات المهولة في الضريبة سيدفعها في نهاية الأمر المواطن عندما تنعكس على أسعار السلع ، ولا مجال حينذاك إلا الإستعداد لمواجهة غول الكساد وإنكماش حركة المبيعات وربما إنعدامها كُلياً ، وفق ما يتوالى من ضعف مُزري للقُدرة الشرائية للمواطن السوداني المغلوب على أمره ، أقول (للعلَّامة) جبريل لقد دمَّرتُم البلاد بإنتهازيتكم ، وهتكتُم كرامة العباد بأطماعكم ، وإن غداً لناظرهِ قريب.

هيثم الفضل

‫3 تعليقات

  1. ((((((( الزغاوة يطلقون على انفسهم بيري بور وحيث أنهم قبيلة تعيش أساساً في تشاد والسودان، فلهم وجود كبير في غرب السودان وخصوصا في دار فور، برز لهم دور كبير في نزاع دارفور تعدادهم يبلغ حوالي 400,000 نسمة موزعين بين السودان وتشاد))))

    طيب كان عددهم في تشاد والسودان 400 الف على اي اساس لديهم خمسين الف مسؤول فاشل ومرتزق وانقلابي في الحكومة ومليون مليشيا يا جماعة فكونا من الزغاوة ديل ولا فكونا من دارفور كلها ياخي دارفور دي حاكمة البلد دي من زمن المهدية وبعد الاستقلال عن طريق حزب الامة المعظم ممثليهم في البرلمان من دارفور وحتى انقلاب عبود جابو حزب الامة وحكمونا مع الكيزان واغلب كوادر الكيزان من دارفور يعني البلد دي ما طلعت من المصيبة دي الا ايام نميري بس وبعد ده كلو شابكننا الشريط النيلي وعمرهم ما يسمون الاشياء باسمائها شغلهم كله لف ودوران وحقد وكراهية وادعاء المظلومية لو عبدالواحد محمد نور البنقول عليه عاقل شغال في نفس الاسطوانة دي يعني امل نهي.

    1. دائما نناقش الناس يقولو ليك عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد تربية شيوعيين ، عبدالعزيز الحلو ممكن و ظاهر في وجه انه يستحي من الحق اما المتخلف عبدالواحد ده حياته كلها غلاط وكراهية وراكب موجة المظلومية والابتزاز ده مستحيل يكون تربية شيوعيين ده كوز بالميلاد لا يختلف شيء عن اهله الدارفورين خليهم ينفصلوا زغاوة وغير زغاوة الله لا عادهم

  2. ببساطه جبريل بعيد عن الاقتصاد, العواسه البيعمل فيها دى ودتنا الى التهلكه, ألحقوا البلد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..