لا للتسوية المزلة..!

احمد بطران عبد القادر
لئن كنا نمجد نضالات الشعب الجزائري ونقول بلاد المليون شهيد فإن وطننا السودان بلاد الثورات الشعبية الهادرة والهادفة لتثبيت أركان الحكم المدني الديمقراطي الفدرالي وترسيخ ثقافة الديمقراطية وازالة المعوقات في الطريق اليها فكانت ثورات إكتوبر وابريل ثم ثورة ديسمبر المجيدة التي تحلت بالسلمية والمصداقية والاستمرار وقدمت صور نادرة من البسالة والصمود و وقد عجز أعدائها المحليين والدوليين عن اجهاضها أو احتوائها او تصفيتها او حرفها عن مسارها وان افلحوا بعض الشيء في تعطيل عجلة قطارها من بلوغ غايات الوصول الي المحطات النهائية الهادفة الي إعادة بناء الدولة السودانية علي أسس الحرية والعدل والسلام ومقاومة مشروع النادي القديم الذي بدأ يطل الي الواجهة من جديد ذلك المشروع الشمولي الاستعلائي المستبد القائم علي الإقصاء والتهميش وحجب الحريات وسلب الحقوق وإهدار الموارد وتنفيذ أجندة الخارج ذو المطامع في الهيمنة والاستحواذ والمصالح المتقاطعة مع إرادة الشعوب الحرة في الاستقلال والاستقرار والتنمية والرفاه
ولما عجزوا علي أن يجهضوا مشروع الثورة في الإصلاح والتغيير بمنهاج الترغيب والترهيب والتركيع عمدوا الي الإنقلاب عليها ومحاولة شق صفها بإعلانهم امكانية تسليم السلطة بشرط التوافق الوطني بين مكوناتها المدنية المختلفة في الرؤي والأفكار والمرجعيات الثقافية وادخلوا من ضمن من تشملهم فرية التوافق الوطني هذه القوي التي تقف عقبة كؤود تعيق مشروع التحول المدني الديمقراطي .
١- قوي سياسية مصنوعة ذات مرجعيات سلطوية اعتادت علي الاكل في كل الموائد واصيبت بتخمة الغرور والغطرسة فصارت تلهث خلف خدمة السلطان بأبخس الأثمان فاقدة للموهبة والاخلاق والضمير الوطني
٢ – تكتلات جهوية فقيرة الحجة والرأي مأجورة بائسة تبحث عن الثروة والشهرة باعت ماء حياء وجهها علي عتبة السلطان وتخلت عن القيم والمبادئ والأخلاق التي يتحلي بها شعبنا .
٣- حركات مسلحة مسعورة مهزومة تخلت عن مشروعها النضالي وملت الكفاح وبصمت خلف الكواليس علي التنازل عن كل شيء (قضايا الجماهير في الحرية والعدالة والسلام التوزيع العادل للثروة والسلطة والمشاركة في إدارة الدولة وتحقيق العدالة والقصاص).
مقابل نصيب هامشي من كيكة السلطة لا يثمن ولا يغني من جوع وجهزت هذه الحركات الانتهازية خطة دفاعها عن تحالفها مع الجلاد في اعادة مشروع النادي القديم الي الواجهة ضاربة عرض الحائط بآمال وتطلعات الشعوب الحرة المشرئبة للعدل والحرية والحياة الكريمة والحكم المدني الرشيد بأن من يستنكر عليها الجلوس في السلطة شخص نخبوي عنصري راعه ان يرى أشخاص من الهامش والأطراف يجلسون علي كرسي الملك..! لكن هذه الحيل والأكاذيب تكشفت امام فطنة وذكاء جماهير المدن الفقيرة والقري الملتهبة خلال هذا العام المشؤوم لسلطة الإنقلاب والذي وقع ضرره عليها مباشرة حيث علت أصوات الرصاص في ارجائها وازهقت الأرواح وفقدت الممتلكات وانعدم الأمن ونزحت الملايين واستعرت حمي الأسعار والجبايات و تحولت حياة الملايين لجحيم لا يطاق بفضل سياسة وسلوك قادة الانقلاب التي ينفذها وزير المالية الصاعد الي السلطة على حساب ضحايا الحروب والنزوح ومعسكرات اللجؤ والمهاجرين عبر مراكب الموت وسفن الضباع الباحثون عن الأمان في الشواطئ الباردة
والآن بعد مبادرات كثيرة ومفخخة وضغوط خارجية خطيرة تمس السيادة الوطنية مقابل شارع ثوري ملتهب وشعب محتقن يتطلع لوضع أفضل قدّم من أجله تضحيات ضخمة دماء ودموع واختفاء قسري ومعتقلات وتعذيب ضحاياها من خيرة شباب الثورة وقادة المستقبل يريدون تمرير تسوية مزلة علي حساب العدالة والقصاص والتأسيس السليم لإعادة بناء الوطن وفق رؤية سياسية للإصلاح والتغيير تسير خطاها علي أهداف ومبادئ ثورة ديسمبر المجيدة وتحمل هم انفاذ المشروع الوطني النهضوي الذي يحافظ علي بقاء ووجود الدولة السودانية موحدة ومتحدة تغالب اسباب القعود والانكسار وتنتصر لقيم الحق والحرية والجمال في إقامة سودان العدل والإنصاف والتنمية والرفاه.
ولئن لم ينتبه أنصار مشروع التسوية المزلة علي حساب الحرية والعدل والقصاص من القتلة والمجرمين ممثلين في لجنة البشير الأمنية الانقلابية وكل من ساندهم مستغلا نفوذه ضاحكا علي بساطة الجماهير لخطورة مسعاهم فإننا نبشرهم بغضبة جماهيرية لا قبل لهم بها واندفاع ثوري هائل نحو إسقاط الإنقلاب واستلام السلطة ودفن مشروع التسوية الانهزامي الذي يتعارض اصالة مع رغبة الجماهير الثائرة في التحرر والانعتاق من هذا الواقع المزري السلطوي الاستبدادي الجبان كما انه يجهد مشروع الثورة في الإصلاح والتغيير وإقامة نظام سياسي عادل ونزيه شفاف علي هدي دولة الدستور والمواطنة والحقوق الدولة المدنية الديمقراطية الفيدرالية.
اولا: مذلة بالذال ذ و ليس بال ز .
قال الله تعالى:
لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَىٰ
وقال:
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ
ثانيا: العحلة العليك شنو ماتصبر لحدي ماتشوف الاتفاقية هل هي مذلة ولا غير ذلك.
الاتفاقية مزلة نسبة لان توقيتها جاء لفرملة المد الثورى الذى انتظم هذا الشهر ولمد طوق النجاة للانقلابيين واللصوص