أخبار السودان

خارج الحسابات.!

شمائل النور
بعد أكثر من أربع سنوات تقلب فيها شعب جنوب السودان في بحور من الدماء، ومن بقي على قيد الحياة تشرد ونزح ولجأ إلى دول الجوار، ومن بقي داخل بلاده ليس في مأمن من أي مصير مجهول.. بعد كل هذه السنوات الآن يجلس فرقاء الجنوب للاتفاق حول قسمة السلطة، ولا يبدو أن سؤالاً مثل ?لماذا كل هذا? لا محل له من قسمة السلطة والثروة.

قبل شهور تحدث نائب رئيس جنوب السودان، جيمس واني لـ(التيار)، وكان في مقام النصح لرئيس الحركة الشعبية، عبد العزيز الحلو وسط جدل كثيف حول تبني الحلو لخيار ?تقرير المصير?، جيمس واني كان صريحاً بما يكفي حينما قال ?خذلنا شعبنا?. ويشير حديث الرجل بشكل واضح إلى ما آل إليه حال بلاده، عقب استقلال بعد سنوات طويلة من الحرب.

لكن يبدو أنَّ الحديث لا يعدو كونه مجرد قول، لا يؤثر فعلياً على قرارات النخبة التي خذلت شعبها.

المفاوضات بين فرقاء جنوب السودان والتي تحتضنها الخرطوم، لم تصل إلى نهاياتها بعد، وما يعرقلها ليس حق مدنيين أو ضحايا، لم تنهار لأجل أوضاع الملايين من النازحين والمشردين، وليس لأجل ربع مليون طفل معرض لسوء التغذية، ولا (5.5) ملايين شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي، ولا (100.000) شخص يتضورون جوعاً، ولا نحو (مليون) شخص إضافي يُعتقد أنهم على حافة المجاعة، ما يعرقل هذه المفاوضات فقط الاتفاق على قسمة السلطة.

الآن وإن حدث أي اتفاق وهو المطلوب فإن الوضع ربما يمضي بذات اتجاه السياسة التي تعتمدها الخرطوم في قسمة السلطة مع معارضيها وحملة السلاح ضدها، وهذا ما يُكلف خزينة الدولة التي أعلنت إفلاسها المزيد من الرهق، ويتحمل المواطن تبعات ذلك كله، أما إذا لم يتفق فرقاء جنوب السودان وعاد كل طرف إلى مربعه الأول، فالمزيد من الضحايا ينتظرون مصير من سبقوهم.

في الحالتين، فإنَّ المدنيين الذين لم يستفتوا في خيار الحرب يدفعون الثمن، يدفعونه في حالة الحرب دماءً ونزوحاً وتشرداً، وفي حالة السلم يدفعونه استقطاعاً من قوت يومهم.

اعتماد سياسة اقتسام كيكة السلطة لن يوصل إلى سلام حقيقي، إن كان الفرقاء يتطلعون إلى سلام حقيقي، والتجربة السودانية في ذلك خير شاهد.. والمدنيون العُزل خارج المعادلة في كل الأحوال.

التيار

تعليق واحد

  1. ماذا تتوقعين من هولاء الفاشلين الذين يفوقون نظرائهم في الشمال في الفشل والفساد وحب النفس….

  2. ماذا تتوقعين من هولاء الفاشلين الذين يفوقون نظرائهم في الشمال في الفشل والفساد وحب النفس….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..