اميركا تتصدى للنظام الاستبدادي في سوريا وتبارك نظيره العماني والبحريني!!

اميركا تتصدى للنظام الاستبدادي
في سوريا وتبارك
نظيره العماني والبحريني!!
خليل خوري
[email protected]
توجه السفير الاميركي بمعية السفير الفرنسي في دمشق يوم الجمعة الماضي الى حماة للاعراب عن وقوف بلديهما قلبا وقالبا وحكومة وشعبا الى جانب المتظاهرين وللتاكيد على دعم بلديهما لمطالبهم الثورية جدا جدا وخاصة المتمثلة بشعارات ” الشعب يريد اسقاط النظام ” و” لا لحزب البعث ” ,الشهيد حبيب الله ولا اله الا الله ” والموت ولا المذلة ” . المفاجاة في تحرك السفيرين الى المدينة الساخطة والغاضبة جدا من ممارسات النظام الاستبدادي انهما لم يتحركا سرا او لبسا طاقية الاخفاء حين توجها الى مدينة حماة
بل ركبا سيارتين عليها لوحات دبلوماسية ويرفرف في مقدمتهما العلمان الاميركي والفرنسي الذين كثيرا ما تعرضا للحرق وللدوس باقدام المتظاهرين العرب حين كانت فرنسا المستعمرة تمارس ارهابها ضد الشعوب المستعمرة في شمال افريقيا ووسطها وحين كان القوات الغازية الاميركية تتطأ ببساطيرها مدينة بيروت او تغزو العراق تحت غطاء كاذب هو القضاء على ” نظام الدكتاتور صدام الذي قتل شعبه ” بينما لم تغزو العراق الا للسيطرة على ثروته النفطية ومن اجل تقسيمه واقامة قواعد عسكرية فيه , ثم شق السفيران طريقهما عبر عشرات الحواجز التي اقامها الجيش السوري بهدف التحكم في حركة المواطنين السوريين المتجهين الى المدينة والخارجين منها او ربما بهدف محاصرتها الى الوقت الذي تخفت فيه اصوات المطالبين باسقاط بشار الاسد ثم ارسال برقيات تاييد تنادي به زعيما الى الابد والغريب العجيب ان الجنود البواسل الموجودين على الحواجز قد سمحوا للسفيرين ان يتجها الى المدينة المحاصرة بالدبابات دون ان يعترضوا سبيليهما رغم ان زعيم الممانعة قد اصدر اوامر صارمة ومشددة بان لا يسمحوا لاي ا انسان او حتى لحشرة مثل النملة ان يتوجه الى المدينة بدون تصريح رسمي ! المفاجاة الثانية جاءت عندما وصل السفيران الى الميدان الكبير الذي تجمع فيه وفق تقديرات فضائية الجزيرة التي تشرف على تشغيلها حرم حاكم قطر مدام موزة نصف مليون متظاهر فبدلا من ان يقذف المتظاهرون المعبأون بالغضب الساطع السفيرين بالحجارة ويطردوهما من الميدان او يقذفوهما بالاحذية كما قذف الصحفي العراقي الزيدي الرئيس الاميركي السابق بوش بكندرته قياس اربع واربعين على الاقل تعبيرا عن رفضهم واستنكارهم لتدخل سفيري بلدين امبرياليين بامتياز ومناهضين لحركات التحرر الاجتماعى والوطنى اخذ المتظاهرون يهزجون ويرقصون مرحبين بهذين السفيرين فيما راح اخرون من ” الثوار ” يقذفونهم بالورود مع اطلاق صيحات ِباللغة الانكليزية لتعش اميركا لتعش فرنسا !! ما قام به السفيران هو استفزاز وتدخل وقح في مسالة داخلية سورية حتى لو ادت لهم الشرطة على الحواجز التحية فيما كانت عناصر اخرى من الشرطة تقمع المتظاهرين باطلاق الرصاص الحي عليهم كما انه نوع من النفاق فلو صح ان بلديها بالفعل تدعمان اي حراك شعبي ضد الاستبداد والفساد وضد الحكم العائلي او بلديها كما يتشدق ساركوزي واوباما مع تداول السلطة وتوسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار فلماذا حين بدا الحراك الشعبي في سلطنة عمان والبحرين وفي بلدان عربية تدور في فلك اميركا لم نرى سفراء هذين البلدين يتوجهون الى اماكن تجمع المتظاهرين للاعراب عن تضامنهم معهم ولماذا مثلا لم نرى ولو مرة واحدة سفيري الولايات المتحدة وفرنسا في اسرائيل ينضمان الى المتظاهرين الفلسطينيين حين كانوا يتظاهرون ضد الاستيطان او ضد جدار الفصل العنصري . المحزن في مشهد الحراك الشعبي في حماة يوم الجمعة الماضي ان المتظاهرين تحركوا ضد عدوهم الطبقي في الوقت الذي كانوا يهللون لممثل الولايات المتحدة عدو الشعوب رقم واحد ما رايناه يوم الجمعة لم يكن حراكا ولا ثورة بل مهزلة يندى لها الجبين.
هذا الكاتب إذا جاء إلى عمان لعرف أن الاحتجاجات التي حدثت كانت مطلبية الصبغة حيث طالبوا فقط بازاحة بعض الشخصيات من الحكومة وتعديل الهيكل الراتبي وتوفير فرص العمل ،وقد استجاب السلطان قابوس بن سعيد لمطالبهم وانتهت المشكلة ، أما شخصية السلطان نفسه فهي شخصية وطنية حازت على قبول ورضا شعبه الكامل وهو شخص محبوب ومعتدل ويميل إلى الوسطية في كل أموره دون تشدد أو غلو وقد شهدت البلاد في فترة حكمه نهضة اقتصادية واجتماعية وتنموية كبرى أخرجتها خلال ثلاث عقود من دائرة الجهل والتخلف والفقر لتصبح دولة يشار إليها بالبنان حيث احتلت مكانها اللائق بين نظيراتها من دول العالم المتقدم. ويكفي أننا لم نسمع أبدا في عمان الهتاف الذي يسود العالم العربي الآن ( الشعب يريد اسقاط النظام ) بل رأينا المحتجين يرفعون مطالبهم ويرفعون معها صورا للسلطان قابوس ولم يقم أي واحد منهم بالإساءة إلى شخصه الكريم لأنه ببساطة شخصية اتفق الكل على احترامها وتوقيرها وتقديرها.
خيو خليل
ليت بالإمكان استنساخ جلالة السلطان المعظم قابوس بن سعيد و توزيعه على جميع الدول العربية لينهض بها من عثراتها.
يكفي السلطان فخرا أن بلاده لا يوجد بها سجين سياسي واحد و لا تعرف السلطنة شيئا عن غرف التعذيب ولا ما تسمونه بالشبيحة، شبحك الله بالطول و بالعرض.