أخبار السودان

تحت القبة فكي

هنادي الصديق

ولازال نواب البرلمان السوداني يقفون في محطة إسقاط إجابة الوزير الفلاني والمسؤول الفلتكاني، ولم يفتح الله عليهم بموقف قوي يحسب لهم ويدخلهم التاريخ من اوسع أبوابه بعد أن كثرت اخطائهم وتنوعت، رغم اعترافهم في كثير من الاحوال بتجاوزات النظام واخفاقاته وتسببه في التدهور المريع الذي ضرب مفاصل الدولة.
ورغم ما ظل يردده بعض النواب من أن الدولة تعتبر معيقاً للقطاع الخاص بالبلاد من خلال الشركات الحكومية التي يرأسها الوزراء، ومطالبات بعض نوابه بالكثير من الاخطاء التي تصاحب عمل الجهاز التنفيذي، إلا انه تظل أكثر الاشياء استفزازا، هى ضياع حقوق المواطن امام عينيه ولا يستطيع ان يفعل شئ لانه باختصار شديد كما يقول الكثيرون (فاقدا للحيلة).
فنواب البرلمان الذين ينتظر منهم المواطن البسيط حسبما صوروا له، الوقوف على بؤس حاله، ومعالجة أزماته، وإسترداد حقوقه، هم أنفسهم النواب الذين يقفون عاجزين أمام سطوة النظام، وسيطرة الحزب الحاكم، ولا يقوى نائب أن يتخذ موقف جاد قوي يصب في مصلحة الوطن، او المواطن الذي يمثلونه(زوارا)، يكتفون برفض أو إسقاط إجابة الوزير العلاني ولا مجال لملاحقة ما يناقشونه من قضايا فساد، ولا مطالبة بكشف اسماء متورطة في قضايا شأن عام يعلمونها اكثر من غيرهم، ودونكم ما تلى مناقشة بيع عقارات السودان بلندن، وقضية بيع خط هيثرو، قضية إنعدام السيولة بالبنوك، مشاركة الجيش السوداني في عاصفة الحزم، وغيرها من القضايا الحساسة التي توقفت في محطة الاستجواب لتنتهي القضية بإنتهاء مراسم الجلسة وانتهاء الصفقة والتهليلة والتكبيرة.
إفترضت في نفسي الطيبة الزائدة وحسن الظن بمن تحت القبة، فاستلفت لسان المواطن لأقول له، عزيزي النائب، لا زلنا ننتظر منك خطوة جادة في القيام بزيارة مفاجئة للمؤسسات الحكومية وإجراء تفتيش واسع عليها للقضاء علي الفساد المستشري.
ولا زال أولياء الامور ينتظرون منك تفقد طلاب المدارس الذين عجزوا عن تناول وجبة الفطور في عدد من مدن السودان بعد تفاقم أزمة الخبز وإرتفاع سعره.
مواطنوا الحروب والنزاعات لا زالوا ينتظرون زيارات تاريخية منكم، وايضا معسكرات النازحين، حتى تقفوا على حجم المأساة التي يعيشونها.
هذه بعض المطالب البسيطة جدا من المواطن لنواب البرلمان والذين يُنتظر منهم القيام بدورهم الرقابي للوقوف علي مشكلات العطش بالعاصمة والولايات وايجاد حلول عجزت عنها الجهات المسؤولة عنها بشكل مباشر، ومن ثم فهم مطالبون بسنَ قوانين لصالح المواطن وليس عليه، واصدار قرارات تقيه شرَ المسألة ومدَ اليدَ للاجانب كما تفعل حكومتنا مع دول الخليج وغيرها، افتحوا الأبواب لإبناء السودان بالخارج لمساعدة المواطنين دون قيد أو شرط واتاحة الفرصة لدخول المئات من الشنط والترنكات المحملة بالملابس المستعملة للايتام والمحتاجين، التي يجود بها أبناء المهجر للجمعيات والمنظمات بالداخل، والتي تحظر دخولها سلطات الجمارك بدون مقابل، وتقوم بمصادرتها ولا احد يعلم اين تذهب بعد ذلك رغم حاجة الملايين من المحتاجين لاي قطعة قماش، في الوقت الذي تدخل فيه حاويات المخدرات وحبوب الخرشة والترامادول عبر الموانئ المختلفة.
البرلمان من الاساس لم يات لخدمة أي مواطن، بل جاء في غالبيته تعظيما لشعيرة الولاء للوطني، ومن الطبيعي ان يوافق الوطني علي اي طلبات(مادية) لنوابه، مكافأة لما ظل يقدمه البرلمان للحكومة وهو يسردب امام قراراتها المخجلة.
قيادة البرلمان لا خير يُرتجى منها، ولا موقف ايجابي، ونوابه في معظمهم يغردون خارج السرب، فهل هناك من يطمع في أن يكون تحت القبَة فكي.
الجريدة

تعليق واحد

  1. أسألي الله، ابنتنا هنادي، أن يرسل الحوثي صاروخاً باليستياً “من أمو” على قبة البرطمان، والقوم مجتمعون بقضهم وقضيضهم، يمارسون عادة النوم الثقيل والأكل من البوفيه المفتوح. لإن فعلها الحوثي لنصنعن له تمثالاً أكبر من الذي ستقيمه النائبة تبن للص العدس حسبو.

  2. “.. ضياع حقوق المواطن امام عينيه ولا يستطيع ان يفعل شئ لانه باختصار شديد كما يقول الكثيرون (فاقدا للحيلة)..”
    و البرلمان ذاتو (فاقد للحيلة) أكتر من المواطن .. لأن المواطن ( حر) و البرلمان ( مفيَّد) بالكعكة..

  3. العنوان الأنسب لهذا المقال هو (القبة تحتها شياطين أو منافقين)
    هنادي الصديق من الأقلام الجريئة التي تعري البرلمان الدلدول والنظام الفاسد المتدثر بثوب الدين

  4. أسألي الله، ابنتنا هنادي، أن يرسل الحوثي صاروخاً باليستياً “من أمو” على قبة البرطمان، والقوم مجتمعون بقضهم وقضيضهم، يمارسون عادة النوم الثقيل والأكل من البوفيه المفتوح. لإن فعلها الحوثي لنصنعن له تمثالاً أكبر من الذي ستقيمه النائبة تبن للص العدس حسبو.

  5. “.. ضياع حقوق المواطن امام عينيه ولا يستطيع ان يفعل شئ لانه باختصار شديد كما يقول الكثيرون (فاقدا للحيلة)..”
    و البرلمان ذاتو (فاقد للحيلة) أكتر من المواطن .. لأن المواطن ( حر) و البرلمان ( مفيَّد) بالكعكة..

  6. العنوان الأنسب لهذا المقال هو (القبة تحتها شياطين أو منافقين)
    هنادي الصديق من الأقلام الجريئة التي تعري البرلمان الدلدول والنظام الفاسد المتدثر بثوب الدين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..