مقالات وآراء
حنصليك ياصبح الخلاص حاضر

ما وراء الكلمات
طه مدثر
(1) كان ومازال للكلمة دورها الطليعي في ثورات الشعوب وتحديدا نجد أن المفردة الشعرية السودانية (عامية أو فصيحة) قد أدت ادوارا عظيمة ومهدت الطريق لبزوغ فجر الثورة وتبصير الشعب الثورى بحقوقه وحثه للدفاع عن حريته وكرامته وسلطته المدنية وحكومته الديمقراطية.
(2) وتمر علينا ذكرى ثورة 21ااكتوبر 1964.هذه الثورة التي سبقت ثورات الربيع العربي والافريقى بعقود من الزمان.
هذه الثورة هي (أم الثورات).هذه الثورة قامت ضد حكم العسكر الذي بدأ بحكم الجنرال ابراهيم عبود في 17نوفبر1958 ، وهي كما يقولون بداية دخول السودان إلى نفق الحكم العسكري، هذه الثورة العظيمة ايضا جعلت الجنرال ابراهيم عبود(إلذي جاءت به قوى سياسية مدنية للحكم وان أنكرت ذلك) يعلن عن انهاء الحكم العسكري وتكوين حكومة مدنية انتقالية تفضى بانتخابات.
(3) ونتيجة لتلك القصائد الوطنية الرائعة الخالدة التي صاغها شعراءها بنية خالصة ووطنية صادقة لاشق ولا طق فيها وكان لهم لسان صدق وفضل سابق ، ووجدت تلك القصائد مطربون وطنيون.مشبعون بالعلم والمعرفة والثقافة فحدث ذلك التكامل الأنيق بين النص واللحن والمطرب فالتقى الاستاذ محمد المكي ابراهيم بالعملاق محمد عثمان وردي فكان(وتسلحنا باكتوبر لن نرجع شبرا.سندق الصخر حتى يخرج لنا الصخر زرعا وخضرا).
وتغنت الارض باسم أكتوبر الاخضر ووعدا وتمنى اشتعلت الحقول وباسم الشعب تحقق النصر وانكسر حائط السجن ، لان أكتوبر كان في الامة السودانية منذ الأزل حتى(اذا الفجر أطل اشعل التاريخ نارا واشتعل )بالله عليكم ممن شعراء العرب يأتي بمثل هذا البيت؟
(4) ثم كان لقاء القامة الكاتب والشاعر فضل الله محمد بالموسيقار محمد الامين.وكانت (اكتوبر واحد وعشرين ياصحو الشعب الجبار يالهب الثورة العملاق ياملهم غضب الأحرار) وصولا الى (دم القرشي واخوانه فى الجامعة ارضنا مروية من وهج الطلقة النارية اشعل نيران الحرية).وتواصل المد الشعرى الثوري ، فكان لابد أن يكون للشباب دورا فى سنين النضال.فجاء ذلك الشاب اليافع هاشم صديق ليسطر ملحمته الكبري والتي قام بتلحينها الموسيقار محمد الامين وشارك في أدائها الاستاذ عثمان مصطفى وخليل اسماعيل وام بلينه السنوسى ، فكانت حقا ملحمة حكاها العالم بل مازال الشارع الثورى يحفظها ويرددها وكأنها كتبت بالامس القريب و(لما الليل الداجى طول فجر النور من عينا اتحول قلنا نعيد الماضي الاول ماضى جدودنا الهزموا الباغي وهدوا قلاع الظلم الطاغي)ثم كان القسم المؤكد(قسما قسما لن تنهار طريق الثورة هدى الأحرار والشارع ثار وغضب الامة اتمدد نار والكل ياوطنى حشود ثوار وهزمنا الليل والنور فى الاخر كل الدار والعزة اخضرت للأحرار.)
(5) ويجب أن لا نغفل أو نتجاهل الأدوار التى قام بها بعض المثقفين من العسكر ، ونذكر منهم العميد الطاهر ابراهيم (عليك أن تستخرج الفرق بين العميد الطاهر ابراهيم رحمه الله ، وبين العميد الطاهر ابوهاجة المستشار الإعلامي للبرهان) فكتب الطاهر ابراهيم لوردي(الظلم عمر و تمدد ايام أكتوبر تشهد السكة الحالكة الماضية تاريخك مابتجدد عهد فساد واستبداد الله لا عادو).
وهناك كثيرون كتبوا لاكتوبر وآخرين كثر غنوا له ولهم خالص الشكر والتقدير ولكن قبل أن نختم هذا الموضوع لابد من ذكر الرائع ابدا ودائما الفنان المثقف والمدافع عن وطنه الحر الكريم الموسيقار والفنان ابوعركي البخيت وثنائيته مع الاستاذ هاشم صديق حين صدح ابوعركي(اذن الاذان بنصليك ياصبح الخلاص حاضر، ونفتح دفتر الاحزان من الاول للاخر)فالأدب الثوري والشعراء الثائرين والمطربون الثوار ساهموا بجهدهم المتواصل في اذكاء جذوة النضال.وجعلوها تستمر فى الاشتعال.وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم….
الجريدة