في تمبول اليوم …

نمريات
اخلاص نمر

**منطقة تمبول ورغم ماتقدمه من دعم لخزينة ولاية الجزيرة ، –الثانية في الترتيب —الا انها مظلومة ظلما بينا ، اذ لم يطرق بابها يوما ، من يحمل بشارة تنفيذ بناء مدرسة في هذا الحي ، او مركز للتعليم والتنوير والمعرفة في الحي الاخر ، وظلت هكذا ، خارج قوس التنمية ، توشح اهلها بالصبر ، في انتظار شمس تشرق على رباها بصحة التنمية وموفور عافية العطاء ولكن …

*** اشرقت الشمس قبل ايام قلائل واهلها قد اصابهم مرض الكوليرا ، وحتى لحظة كتابة هذه السطور ، تعددت الاصابات تباعا ، وامتلات غرف المستشفى ،فافترش المرضى ساحاته ، في فصل يعرفه الجميع ، لايعفي ارضا من تدفق مياهه ، التي تتسلل ، في كل المساحات .

** الصور التي بلغتني من اهلي في مدينة تمبول ، تحكي وضع المرضى الذي يضج بمأساتهم ، وكارثة عظمى في وجود سوق تمتلىء حفره ، وساحاته بالمياه الراكدة ، التي تتشبث بمكانها في غياب مصارف تساعد على انسيابها ، لانه اصبح مكبا للنفايات ، مازاد من فوح الروائح التي اجبرت المواطن لاغلاق انفه بكلتا يديه وهذا اضعف الفعل !!!

**مؤشرات اخرى لزيادة الاصابات التي فاقت المائة اصابة ، والذين يتوسدون اياديهم في اسرة بالية ، تحت اشجار المستشفى —( بالله نحنا في أي عصر واي دولة ليحدث هذا )- في غياب المصل والمحليل الوريدية والطاقم الطبي ، واجراءاءت السلامة والاهمال ، الذي تعاني منه تمبول سلفا ، فالمستشفى يخدم اكثر من قرية في ريف تمبول ، فهنالك مثلا ابو شام والحوا ، اللتان ليس لهما مخرجا للتعافي الا مستشفى تمبول البائس !!!

***رغم الحراك الحيوي ، ورغم عمل ساكنيها بالتجارة ومايغذي الخزينة ،الا ان ذلك لم يشفع لها ، عند محمد طاهر ايلا والي الجزيرة ،، الذي يحتفي بالانترلوك على شوارع مدني ، ويتجاهل تمبول ، التي عرفتها جغرافية السودان في صفحاتها القديمة ..

*** ويستمر الوصف الهزلي من وزراء صحة الولايات ، التي ضربتها الكوليرا ضربا قاسيا ، فهاهو دكتور عماد الجاك ،وزير الصحة بولاية الجزيرة ، يؤكد ان اصابات الكوليرا ، التي انتشرت في تمبول وقراها ، سببها الضيوف الذين جاءوا من القرى المجاورة ، لمناسبة اجتماعية بقرية الحوا !! —يادكتور هو في عيان عندو كوليرا بقدر اتحرك من محلو ، وكمان يزور الناس ويشارك في مناسبة اجتماعية—-!!!!

***لم يكن دكتور عماد دقيقا في وصف مايحدث الان في تمبول ، لذلك لم يتقبل عقل المواطن هناك او في أي مكان حديثه ، الذي جانبه الصواب ، وجافته الحقيقة ، التي بلعها عماد ، فالكارثة الموجودة الان حكت لوحدها عما حدث ونذر ما سيحدث ياسيادة الوزير …..

** ارحل ياكاشا ، وفي يدك كل اعضاء حكومة ولاية النيل الابيض وليرحل ايلا معك ايضا ….

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..