(أقمار الضواحي) تحيي ذكرى “الحوت” في الشوارع وتقدم الوجبات لأطفال السرطان

بكل أسف التقرير به أخطاء إملائية كبيرة وهذه هو المصحح لتعرفوا الفرق
يحتفي عدد كبير من الحواتة في داخل وخارج السودان بالذكرى العاشرة لرحيل الفنان الكبير محمود عبد العزيز، بشكل مختلف عبر الليالي الثقافية، والندوات، والأعمال الخيرية والإنسانية التي ظل الراحل محمود عبد العزيز يقوم بها وتواصلت إلى ما بعد رحيله، ويحرص جميع الحواتة على إقامة ذكراه في مدنهم وولاياتهم المختلفة تقديراً وعرفاناً لما قدمه من نموذج غنائي متفرد يحتفى به.
أقمار الضواحي: قامت مجموعة أقمار الضواحي صباح اليوم ضمن برامجها لإحياء الذكرى العاشرة لرحيل الأسطورة محمود عبد العزيز بتقديم وجبة لمرضى السرطان بمستشفى الذرة، والأطفال الذين يتلقون الجرعات ببرج الأمل، وتهب المجموعة أجر هذه الوجبة لشهداء الثورة المجيدة، وتخصصها لأرواح شهداء يوم ١٧ يناير ٢٠١٩ وهم: الشهيد الدكتور بابكر عبدالحميد، والشهيد معاوية بشير، ولروح الشهيد الفاتح النمير الذي أصيب في هذا التاريخ وأستشهد لاحقاً، وكذلك لشهداء مجزرة ١٧ يناير ٢٠٢٢م وهم الشهيد مضوي، والشهيد سراج الدين، والشهيد حسن إبراهيم، والشهيد بشير علي المشهور ببيشو، والشهيد عبدالله الشريف، والشهيد إسحاق آدم هارون، والشهيد الحاج مالك الحاج. وقد أعلنت مجموعة أقمار الضواحي الفنية بأن إحياء الذكرى العاشرة لرحيل الفنان محمود عبد العزيز سيكون في ١٧ يناير، متزامناً مع المواكب بالتضامن مع الثوار، سيكون متزامناً مع مواكب الثورة الهادرة الممتدة والمتسعة لتحقيق طموحات الشعب نافية أي علاقة بالفعالية الآخرى.
محمود في القلب: من جانبها أعلنت مجموعة محمود في القلب عن احساسها الذكرى العاشرة للراحل محمود عبد العزيز بإستاد الخرطوم برعاية من قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلوا تحت شعار لا للمخدرات، الأمر الذي أثار غضب أغلب الحواتة معبرين عن سخطهم في وسائل التواصل.
نجومية سامقة: يعتبر الراحل محمود عبد العزيز من الفنانين الأكثر تأثيراً على الشباب بإنتاجه الغنائي الغزير الذي رفد به الساحة الفنية ونجوميته الساحقة التي بدأت في مطلع تسعينات القرن الماضي، وأستمر بريقه بذات الوهج والألق حتى رحيله، مخلفا أرثاً غنائياً مختلفاً.
المولد والنشأة: ولد الفنان محمود عبد العزيز محمد علي بن عوف بتاريخ ١٩٦٧م/١٠/١٦ بمستشفى بحري، نشأ وترعرع في حي المزاد العريق بالخرطوم بحري مع عدد من الأشقاء، مرت السنوات وبدأ نبوغه الفني يتفتق وموهبته تتضح بمعالم تشير إلى أن هذا الفتى الذي سيكون له شأن فني كبير وبالفعل مر بمراحل مختلفة والتقى بأشخاص وقفوا معه ودعموه، حتى تملس طريقه بنجاح بما يملكه من أدوات فنية وحضور وكاريزما جعلت منه فنان الشباب الأول.
حضور ثوري: ظل الحواتة يحتفلون كل عام بذكرى الراحل محمود عبد العزيز من خلال إقامة حفل ضخم شهده نادي الضباط في أول ذكرى لرحيله ثم إستاد الخرطوم، وغيرها من الأماكن التي كان يشرفها حضور ضخم من عشاقه ومعجبيه، الا أنه في السنوات الأخيرة في أحداها تم تأجيل الاحتفال بالذكرى بسبب جائحة كورونا والاشتراطات الصحية التي فرضتها وزارة الصحة وقتئذ للوقاية والحد من المرض وانتشاره، وكانت الذكرى قد أقيمت عبر أون لاين عبر القنوات التلفزيونية، والإذاعات المختلفة. عندما حانت الذكرى التاسعة كان المشهد السياسي معقداً والشارع رافض وثائر لما يحدث من ضرب، وسحل وقتل للثوار الأمر الذي دعا كيان الحواتة إلى إعلان الاحتفال بالذكرى السنوية من خلال مليونية ضخمة تمت الدعوة من خلالها لكل الحواتة باعتبارهم جزء لا تجزأ عن الحراك الثوري للشارع السوداني. وكان وقتها أعلنت مجموعة أقمار الضواحي الفنية بأن شعار الاحتفال لهذا العام سيكون تحت عنوان: أبقوا الصمود وقوفهم مع الثوار ومطالبهم المشروعة بمشاركة الثوار في موكب الحواتة الذي حددت نقطة تجمعهم في محطة باشدار بمنطقة الديم في تمام الحادية عشر صباحاً، ثم التحرك والالتحام بالمواكب التي أعلنت المشاركة في إحياء الذكرى.
تجربة مختلفة: يرى عدد كبير من النقاد الفنيون بأن تجربة محمود عبد العزيز الغنائية مختلفة بعد ما حققت نجاحها من خلال المدارس اللحنية المختلفة وتنوع الأغنيات ما بين الحقيبة والغناء الحديث، ليضيف لمساته الخاصة بها حتى في أعمال غيره من الفنانين الكبار أمثال: صلاح مصطفى، والهادي الجبل، ومحمد ميرغني، الراحل محمد أحمد عوض وآخرين.
إنتاج غنائي: يعتبر الراحل محمود عبد العزيز من أكثر الفنانين إنتاجا فنياً دون غيره من الفنانين الموجودين في الساحة وقتها، في خلال فترة وجيزة استطاع محمود إنتاج مجموعة كبيرة من الألبومات الغنائية حتى أصبحت تتنافس عليه كبريات شركات الإنتاج الفني.
أشهر الألبومات: أشهر ألبوماته منذ العام ١٩٩٤م حتى العام ٢٠١٨ البوم: سكت الرباب، نور العيون، ما تشيلي هم، برتاح ليك، جواب للبلد، الحنين، خوف الوجع، أكتبي لي، من شعراء وملحنين تعامل معهم الراحل محمود عبد العزيز مع عدد كبير من الشعراء والملحنين، أبرزهم: إبراهيم محمد إبراهيم، وهيثم عباس، ويوسف القديل، وعبد الله الكردفاني، وعمر كمبلاوي، ود عزالدين هلالي وآخرين. من جانب آخر كشف الشاعر والملحن مختار دفع الله الذي تعامل مع الراحل في عددٍ من الأعمال الفنية عن أسرار تعامله مع الفنان الراحل محمود عبد العزيز بأنه بعد أن تعامل معه في أغنية عمري بعدو بالساعات عشان خاطر مواعيدك في العام 1996م، كان من المفترض أن يتغنى له بقصيدة رد الرسالة وقام الملحن الفنان عبد الله الكردفاني بتلحينها لمحمود، إلا أن القدر كان أسرع ورحل محمود، وأضاف الشاعر مختار دفع الله بأن محمود طلب منه أغنية الفرح المهاجر التي تغنت بها المطربة حنان النيل قبل اعتزالها الغناء، وأخذ الأذن من ملحنها الفنان يوسف الموصلي الذي وافق لمحمود عبد العزيز بعد أن كان قد رفض الطلب لعدد من المطربين. وأختتم بأن المبدعين عموماً هم رأس الرمح في عمليات التغيير لكنهم مسجونين بأمر السياسيين، رغم أن السياسة تفرق وأن الفن هو من يجمع الشعوب والأمم، بالمودة والمحبة.
إنسانية الحوت: عرف عن الراحل بإنسانيته الشديدة وأعماله الخيرية المختلفة حتى أصبحت تُحكى له كثير من المواقف الإنسانية المؤثرة بعد رحيله من الدنيا الفانية وهو لا يملك شيء منها غير ما قدمه من اعمال صالحة. هذا ما أكدته والدته الحاجة فائزة محمد طاهر بأن ابنها عاش فقيراً ومات فقيراً لم يملك شيء من مال الدنيا غير حب الناس وزادت ظل ابني محمود طوال حياته رافضاً لمظاهر البذخ والترف، فهو يعتبر أن الحياة زائلة ولا يبقى منها إلا العمل الطيب موضحة لذلك أنه لم يترك سوى ملابسه ومقتنياته الشخصية من هدايا عبارة عن وشاحات وطواقي وسلاسل، وأساور، ومسابح كما أنه كان شحيحاً في مأكله ومشربه وسكنه الذي كان بالإمكان أن يشيده طوابق عديدة، لكنه عاش في صالونه البسيط الذي يعتبر مكان جلوسه وغرفة نومه وفيه خزانة ملابسه.
علاقات مميزة: ربطت علاقات صداقة مميزة مع الراحل وعدد من الفنانين أبرزهم جمال فرفور وليد زاكي الدين وأسامة الشيخ ومصطفي البربري وآخرين كثر. حول ذلك قال الفنان جمال فرفور الذي جمعته علاقة أخوة وفن مميزة بالراحل :(لم يكن محمود عبد العزيز مجرد فنان كبير له قاعدة جماهيرية عريضة، بل كانت العلاقة بيننا علاقة أسرية وصداقة ومحبة ومودة، لم أجد منه إلا الخير والدعم الدائم، وأضاف بأن محمود يعتبر تجربة فنيةً لن تتكرر حجز لنفسه مكانةً فنيةً كبيرةً، التف حوله المستمعين والمعجبين بتجربته الفنية المميزة.