السودان: تفريق مظاهرات رافضة للتسوية السياسية

فرقت الشرطة السودانية اليوم، الثلاثاء، مظاهرات جديدة احتجاجا على “الاتفاق الإطاري” الموقع بين المدنيين والعسكريين.
ووفق شهود عيان، خرج آلاف المتظاهرين في العاصمة الخرطوم، ومدن أم درمان وبحري.
وجاءت المظاهرات بدعوة من “تنسيقيات لجان المقاومة”، رفضا للاتفاق الإطاري الموقع بين المكون العسكري بالسلطة وقوى مدنية.
وتكونت “لجان المقاومة” عقب اندلاع احتجاجات 19 كانون الأول/ ديسمبر 2018، وكان لها الدور الأكبر في إدارة المظاهرات حتى عزلت قيادة الجيش الرئيس آنذاك عمر البشير في 11 نيسان/ أبريل 2019.
3:19
ما زالت قوات الانقلاب العسكري تقمع موكب الرابع عشر من فبراير 2023 المتجه نحو البرلمان وتطلق الغاز المسيل للدموع بكثافة.#مليونية14فبراير#لاتفاوض_لاشراكة_لامساومة pic.twitter.com/raPixLUOhR— طــــه ود حنـــان (@6a7a_hussein) February 14, 2023
وقال مصطفى سعيد وهو أحد المتظاهرين “خرجنا ضد الاتفاق الإطاري بين المدنيين والعسكريين، وتجديد العهد مع الشهداء، ونطالب بالقصاص وتحقيق الدولة المدنية”.
لقطات من #مليونية14فبراير
نحب هذي البلاد
نحب الهتاف لأجلها
سنحررها من قيدها و ستبادلنا المحبة.#الميثاق_الثوري_لتأسيس_سلطة_الشعب#لاتفاوض_لاشراكة_لاشرعية pic.twitter.com/wYbKicv4vc— Mawahib Ibrahim (@MawahibIbrahim1) February 14, 2023
وأضاف “مواكبنا مستمرة، والعدالة هي واحدة من أهم مطالبنا في ثورة ديسمبر المجيدة”.
ووفق الشهود حاول المتظاهرون الوصول إلى القصر الرئاسي، لكن القوات الأمنية، أطلقت في مواجهتهم القنابل الصوتية وعبوات الغاز المسيل للدموع بكثافة، وفتحت عليهم خراطيم المياه.
امدرمان الان #مليونية14فبراير خرجت الجماهير ومطلبها الاساسي إزاحة الانقلاب وتقديم الانقلابيين للعدالة ١٨٦ المشنقة بس ورفض اي تسوية تهدف لافلاتهم من العقاب @aawsat_News @AJArabic @AlArabiya @BBCArabic @cnnarabic @hrw_ar @volkerperthes pic.twitter.com/9vkUPCJdOd
— الجبهة الديمقراطية للمحامين السودانيين (@AljbhtA) February 14, 2023
وأشار الشهود، إلى أن المتظاهرين ردوا برشق القوات الأمنية بالحجارة، ما أدى إلى حالات كر وفر في الشوارع الرئيسة والفرعية وسط العاصمة الخرطوم.
جانب من مواكب الرابع عشر من فبراير التي انطلاقة اليوم في أمدرمان تحت اسم " 186 المشنقة بس" نحو برلمان الشعب#مليونية14فبراير pic.twitter.com/WTDqhofMsC
— لجان مقاومة سوبا اللعوتة (@ljan_wtt) February 14, 2023
وأغلق المتظاهرون الذين يحاولون الوصول إلى القصر الرئاسي، بحسب الشهود، عددا من الشوارع الرئيسة والفرعية وسط العاصمة بالحواجز الأسمنتية وجذوع الأشجار والإطارات المشتعلة.
The processions on their way to Parliament.#مليونية14فبراير #KeepEyesOnSudan pic.twitter.com/WJkm1S2VRF
— Mohamed Mustafa – محمد مصطفى جامع (@Moh_Gamea) February 14, 2023
وأضافوا أن السلطات الأمنية أغلقت جسر “المك نمر” الرابط بين العاصمة الخرطوم، ومدينة بحري، تفاديا لوصول المتظاهرين إلى محيط القصر الرئاسي.
وفي مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، أفاد شهود عيان بوقوع مواجهات عنيفة بين القوات الأمنية والمتظاهرين في محيط مقر البرلمان، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المحتجين.
#السودان | البرلمان مشتبك .. آليات القتل تتقدم. #مليونية14فبراير pic.twitter.com/0MOrKdQ8FO
— ﮼معمر ﮼السوداني (@MUAMMAR_963) February 14, 2023
وطبقا للشهود، فإن القوات الأمنية، طوقت مباني البرلمان، كما انتشرت وحدات أمنية لإغلاق جسر “النيل الأبيض”، الرابط بين العاصمة الخرطوم وأم درمان، تفاديا لعبور المتظاهرين إلى وسط العاصمة الخرطوم.
موكب مهيب ????✊????
اعلام ، هتافات ، نوبات ، لافتات ، كل الاعمارامدرمان نحو البرلمان❤️#مليونية14فبراير pic.twitter.com/7n1ceoeyfV
— Mohamed Abdalrhman (@Mohamed05085067) February 14, 2023
وردد المتظاهرون الذين يحملون الأعلام الوطنية هتافات “مناوئة” ضد العسكريين وقوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم السابق)، وتطالب بالحكم المدني الكامل.
ورفعوا لافتات مكتوب عليها “لا للحكم العسكري” و”دولة مدنية كاملة”، و”لا للتسوية السياسية”، و”لا للاتفاق الإطاري”، “و”نعم للحكم المدني الديمقراطي”.
وفي 8 كانون الثاني/ يناير الماضي، انطلقت المرحلة النهائية للعملية السياسية بين الموقعين على “الاتفاق الإطاري” المبرم في 5 كانون الأول/ ديسمبر الماضي بين العسكريين والمدنيين، للوصول إلى اتفاق يحل الأزمة في البلاد.
وتهدف العملية السياسية الجارية إلى حل أزمة ممتدة منذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، حين فرض رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان إجراءات استثنائية منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين واعتقال وزراء وسياسيين وإعلان حالة الطوارئ وإقالة الولاة (المحافظين).
وقبل إجراءات البرهان الاستثنائية، بدأت بالسودان في 21 آب/ أغسطس 2019 مرحلة انتقالية كان مقررا أن تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقَّعت مع الحكومة اتفاق سلام جوبا عام 2020.