سبيكة ذهب بنهر النيل سؤال المسكوت عنه ؟

حملت صحف الأمس خبراً حول إنتاج سبيكة ذهب من قبل إحدى الشركات السودانية بولاية نهر النيل، وأوضحت الصور المصاحبة مدى سعادة وزير المعادن بذلك الانجاز، شخصيا اتمنى من كل قلبي أن ينعم أهل السودان بثرواتهم في باطن الأرض في حاضرهم ومستقبلهم، وإن ننصف الأجيال القادمة بضمان حقهم، لكن التبديد والإهدار لموارد البترول تجعلني قليلة الثقة في أن يحصل أهل السودان على فوائد محسوسة من التنقيب عن الذهب، خاصة وأن تبعات التنقيب المرصودة لا تبشر بخير.

وحتى لا أذهب بعيداً فقد أوردت عدد من الصحف المخاطر التي يشهدها مجتمع نهر النيل وقطعاً هي مخاطر لم تأت بيد شركة واحدة، حسب صحيفة(الجريدة)6مارس 2013 فقد ذكر مجلس الطفولة بولاية نهر النيل ازدياد عدد الأطفال الذين يعملون في التعدين ويعملون في ظروف صعبة ويتعرضون لانتهاكات كبيرة ويصابون بأمراض في الجهاز التنفسي، وجاء في صحيفة الخرطوم الاربعاء 27/3/2013 أن مدارس كثيرة من القرى التابعة لولاية نهر النيل تشهد ظاهرة تسرب تلاميذ مدرسة الأساس من مدارسهم وذهبوا للعمل في مناطق التعدين وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر من(340) طالباً أساساً غابوا عن امتحانات مرحلة الأساس لهذا العام، اذ أصبحت الكثير من الشركات العاملة في مجال التنقيب تعتمد على الأطفال ( الصحافة) 13/ابريل /2013 أفراد الشرطة أنفسهم بات الذهب يجذب أبصارهم وحسب صحيفة (الصحافة) 13/ابريل /2013 فقد أعرب مدير عام شرطة ولاية نهر النيل اللواء عادل خوجلي عن تخوفه من أن تفقد الشرطة عناصرها بالولاية نتيجة توجههم للتنقيب عن الذهب وحذَّر من انتشار الخمور وهجرة الحيوانات البرية إلى مصر هربا من المنقبين. كما حذَّر من تبعات وجود الاطفال في مناطق التعدين، وقال: أنهم يتعرضون للعنف.

ليس المطلوب من وسائل الإعلام أن تعكس سعادة الوزير والمستثمرين فقط ، بل واجبها الأول أن تنظر خلف الصور البهية لواقع الناس الذين باتوا يشاهدون مسرحية تجري فصولها في أرضهم بسرعة دوران رأس المال الذي ينظر لبريق الذهب وللربح، غض النظر عن الثمن الاجتماعي المسكوت عنه.

الميدان