فضيحة أخرى..!

هويدا سرالختم

فضيحة كبرى بالوثائق عن زيوت فاسدة تم توزيعها من قبل إدارة توزيع دعم السلع الاستهلاكية بمؤسسة حكومية.. ولكنها ليست الفضيحة الأولى، بل ربما هي امتداد لقضية الزيوت الفاسدة التي تم ضبطها بموقع الجيش (50 إنذار) بمنطقة كرري بأمدرمان قبل عدة أشهر.. وتم طمس ملامح القضية.. وقتها شهود عيان شهدوا مداهمة الشرطة لمصانع الزيوت البدائية داخل حدود (50 إنذار) حيث يتم تكرير الزيوت المستخدمة وتعبئتها مرة أخرى في قوارير بمسميات وهمية.. وماتت القضية في مهدها ولم نسمع لها حساً.. وما يشير إلى أن هذه الزيوت (الفاسدة) التي انفجرت قضيتها ربما هي ذات الزيوت المكررة (تعبئة الداخل) هو عدم مرورها بهيئة المواصفات قبل دخولها البلاد.. وإلا فهذه قضية أخرى مع المواصفات.. فكيف لزيوت فاسدة تدور في البلاد دون أن يتم توقيفها من قبل الهيئة العامة للمواصفات.. وكيف دخلت البلاد وهي غير صالحة للاستهلاك الآدمي.. وكيف لإدارة توزيع السلع المدعومة بالقوات المسلحة توزيع زيوت لمنسوبيها دون أن تستلم ما يفيد بصلاحيتها للاستهلاك.؟؟

أرجو أن تفتح هذه الفضيحة الباب واسعاً أمام الكشف عن بقية السلع التي يتم توزيعها لأسر منسوبي المؤسسات الحكومية.. مثل العدس والدقيق وغيرها من المواد التموينية التي في تقديري ودون مواصفات منتهية الصلاحية وربما عبثت بها (الجقور والفئران).. وليست السلع التي توزع داخل حدود بلادنا.. هي وحدها منتهية الصلاحية.. أين تذهب الكميات الكبيرة من القمح الفاسد بسبب سوء التخزين ومن من المسؤولين حضر عمليات الإبادة (لكل) السلع الفاسدة التي يتم ضبطها.. في سنوات فائتة حضرت في إحدى محليات أمدرمان زيارة المعتمد ووزير الصحة الولائي للوقوف على إبادة سلع فاسدة.. وكنت أتبع حينها لإعلام وزارة الصحة ولاية الخرطوم.. منيت نفسي بحضور سيناريو كامل للإبادة ابتداءاً من تفقد السلع المراد إبادتها وحتى مرحلة الإبادة التي تتم في الأطراف.. فوجئت بعينات من السلع تم وضعها في حوش يتبع للمعتمدية وبحضور بعض الصحفيين حضر المعتمد وتبرع أحد المسؤولين بالشرح للمعتمد والوزير بأن الصنف (X) يوجد منه بالمخازن عدد (كذا) كرتونة جاهزة للإبادة.. والصنف (Z) أيضاً يوجد منه بالمخازن عدد (كذا) كرتونة جاهزة للإبادة.. واستمر هذا الشخص في عرض العينات على المعتمد والوزير والإشارة إلى تكدس المخازن بها في انتظار الإبادة..

ما أدهشني عدم توجه المعتمد ووزير الصحة لهذه المخازن للتأكد من أن البضاعة فعلاً موجودة وليست (العينات) فقط.. ولكني وبّخت النفس الصحفية شديدة التشكك وقلت لها (المعتمد وسعادة الوزير سيشهدان عملية الإبادة ومن ثم سيشاهدان ما بالمخازن).. غير أن النفس والروح الصحفية كانت صائبة.. ما أن انتهى عرض العينات ختم المسؤول حديثه مع الوزير والمعتمد الذي لم أرَ برفقته وكيل نيابة أو قاضياً سوى بعض الموظفين من العلاقات العامة بأنهم بعد قليل سيقومون بنقل ما بداخل المخازن إلى مواقع الإبادة لإبادة هذه السلع.. شكرهم المعتمد والسيد الوزير وركب المعتمد عربته عائداً لمكتبه وتبعنا نحن السيد الوزير في طريق العودة لمكاتبنا.

الجريدة

تعليق واحد

  1. هــذا الفســــاد لله ، واذا ما مصدقه اسالي هئية علما السودان ، التى تحلل وتبرر كل شي حتى نزاهة الانتخابات الاخيرة.

  2. أخت هويدا شكراً علي الإيضاح كل شئ في البلد دي فاسد أديني مثال لحاجة ما فاسدة؟ طماطم ،بطاطس،جرجير،بازيلا؛جزر،موز كلو بتستخدم فيهو الأسمدة الكيميائية التي تضر بالإنسان معناها حتي الخضروات فاسدة مع العلم بأن أراضيناغنية بالخصوبة ما محتاجة لتسميد بس مسألة بزنس وهذا هو سبب إرتفع معدلات السرطانات في السودان،وسكر يستورد من الخارج فاسد وبسبب سرطان حفظنا الله وأياكم٠

  3. أسألوا البيلي (مسؤول المواصفات سابقا) أو (المقال) ماذا حدث له عندما رفض التصديق بدخول مواد غذائية منتهية الصلاحية الي البلاد ؟ طبعا بعد استخدام الواسطات والناس ديل معارفنا وتبع التنظيم وباركوها يا اخوانا …. أقيل بعد شهر …!! وتموا الباقي خيااال .!!

  4. لا يمكن ان تكون تعبيئة داخلية..
    لأن الديباجة علي أحد عبوات الزيت مكتوب عليها بخط صغير جداً وضمن معلومات مكتوبة في مربع صغير من 9 أسطر: الصلاحية 12 شهر من تاريخ الأنتاج. وفي أخر السطور عبارة:” مطابقاً للمواصفات القياسية المصرية” و (م.ق.م رقم 49 – 3/2005)..
    إذن تاريخ الإنتاج مارس 2005م فإن كانت تعبيئة داخلية لطبعوا ديباجات بتاريخ حديث.

    المواصفات والمقاييس، شهرتها -عندنا عامة المواطنين، من ما يتناقلونه في أوساطهم- أنها والضرائب من المرافق التي يصرف موظفيها ومن شباك الخزنة أموال جيدة جداً بكل المقاييس، وقد تصل الحوافز الشهرية أضعاف المرتب.(حافز شهر وشهرين وقد تصل لأكثر من ذلك)؟؟!!…

    ولكن ، نحن في ظل حكومة هي نفسها غير صالحة ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..