ازدواجية الرؤية بين موسى عليه السلام والخضر رضى الله عنه

مقدمة
تباين الرؤى في القضايا يؤدي الى الوصول الى نتائج مختلفة وفقا للمعايير المستخدمة كما أن ذلك لا ينفى امكانية الالتقاء عند منصة الحقيقة وربما يتضح صدق التصورات رغم اختلاف المنطلقات . فمنطقيا للحقيقة مداخل متباينة ولكن جوهرها واحد . فعند النظر الى الحقيقة من زاوية الانفتاح يختلف من النظر اليها من عدسة ضبابية ذات اطار محدود . وأكبر الأزمات تأخذ حجمها تضخما تطوريا ذاتيا كلما تقوقعت في مركزية ( الأنا ) واقصاء الاخر .
تحتاج عملية التعليم والتعلم الى صبر ورغبة واليات للإرسال والاستقبال من الطرفين وهذه الاشياء جزء من المشتركات والتي تسارع في عملية انتقال المعرفة وتحديد مساراتها عندما يٌحدد للمتعلم انك ( لن تستطيع الصبر ) فهذا يعني أن المتعلم سيوضع في محك التقييم وربما يدل على ( عظم ) المادة التعليمية خاصة عندما يذهب بالمتعلم الى أن الطريقة التي ستتبع في التعليم طريقة لم تعهدها ولم يسبق لك التعامل معها . وفي اعتقادي لقاء سيدنا موسى والخضر يمثل التعلم النوعي لسيدنا موسى وفقا لمنهج تطبيقي مستمد من الله سبحانه وتعالى .
السرد
التقى الخضر وسيدنا موسى عند (مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ ) فطلب موسى من الخضر أن يعلمه مما علمه الله فأوضح الخضر أن انتقال المعرفة هنا لن تكون سهلة وذلك لغرابتها وربما يعني انه سيستخدم منهجا يخالف ما تعود عليه موسى في عملية التعليم والتعلم فقبل موسى وزاد الخضر شرطا يتمثل في عدم السؤال وانتظار التوضيح . وهنا يؤكد الخضر أن المواضيع التي سيتم تعليمها لها جوانب تستحق الاستفسار والتقصي والتحقق ورغما عن ذلك أكد ضرورة ( الصبر ) للوصول الى المعرفة . وفي هذا المسير التعليمي حدثت ثلاث قضايا اثارت دهشة سيدنا موسى واستنكاره وهي خرق السفينة , قتل الغلام و اقامة الجدار الذي اوشك على السقوط .في الثلاثة أحوال ظل موسى عليه السلام مستنكرا لفعل الخضر وبذلك استحال الاستمرار في المسير التعليمي وأعلن الخضر الفراق مع سيدنا موسى عليه السلام .
قام الخضر بتقديم الشرح التفصيلي للأفعال التي استنكرها سيدنا موسى والتي جاءت كالاتي : خرق السفينة حتى تصبح ذات عيب ولا يأخذها الملك من اصحاب السفينة المساكين . وأن قتل الغلام كان للطغيان والكفر الذي سينشأ عليه الغلام ويرهق ( أبواه ) المؤمنين . أما اعادة بناء الجدار أو ( اقامته ) حتى يكون ذخرا لغلامين يتيمين عندما يكبرا لان تحت الجدار كنز ( لهما ) حيث ان والدهما كان صالحا وهذا الصلاح امتد الى ذريته حتى يستفيدا من الكنز تحت الجدار .
الخلفية المعرفية
ولد سيدنا موسى في زمن اصدر فيه فرعون قرارا بقتل الاطفال ورغم ذلك لم يقتل وعاش في قصر فرعون . بدأ دعوته من قلب التحدي ضد فرعون ومنظومته الفكرية التي جعلته في استعلاء وعدم اعتراف بالحقائق ولقد وصفه الله بالطاغية . ولقد كلم الله موسى ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا ) النساء : 164 حيث تم اللقاء و أمره الله بان يخلع نعليه (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ) طه : 12 . ووضح المولى عز وجل لموسى بعض الاشياء المهمة بعد أن أمره بخلع النعل حيث قال الله تعالى في سورة طه ( وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ﴿13﴾ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴿14﴾ إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى ﴿15﴾ فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى ﴿16﴾)
ولقد أيد الله موسى بآيات متنوعة تدلل على نبوءته في بيئة معرفية تقدم البرهان وقائمة على الاذعان لفرعون وتحت جبروته وفي ذلك قال الله عز وجل في سورة الاسراء : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا ﴿101﴾ قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُورًا ﴿102﴾ ) . وهنا لا اريد الخوض في تفاصيل آيات موسى عليه السلام ولا الروايات المختلفة في تفصيل ما دار في لقاءه مع المولى عز وجل باعتبار أن ذلك خارج اهتمام هذا البحث .
ومما سبق يتضح أن سيدنا موسى مر بتجارب حياتيه ومعرفيه معززة من المولى عز وجل وهذا شأن الأنبياء والمرسلين . ولقد عايش تجارب تحول العصى الى حية وقام بنزع يده والتي صارت بيضاء للناظرين . نريد أن نقول أن سيدنا موسى عايش معجزات متعددة واستطاع هزيمة السحرة المحترفين وكسب التحدي أمام الناس وهزم كبرياء فرعون وبرهن له أنه مرسل من عند الله بالوسائل كافة . ولكن تجربته مع الخضر جاءت في جوانب أخلاقية متعلقة بالتشريع تتثمل في التعدي على الغير وقتل النفس أما الثالثة فهي مساعدة من لا يستحق ظاهريا لمصلحة مستحق بالضرورة .
أما الرجل الصالح و في روايات الخضر عليه السلام ولكن المجمع عليه انه الله اختصاه بالعلم ( اللدني ) وهو علم يأتيه الله لمن يشاء وهو علم وهبي وقد قال الله جل جلاله عن العبد الصالح : (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ) . الكهف : 65 والواضح أن العبد الصالح قد أوتي خيرا كثيرا من عند الله كما نال العلم الخاص من الله والذي وصف ب ( من لدنا ) .
عندما يختص الله عبدا برحمته ويعطيه خصوصية في العلم يعني أنه قد بلغ مرتبة عظيمة من العبادة وصار من عباد الله (الْمُخْلَصِينَ ) والذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . وصف الله عباده المقربين اليه بحكم فعلهم كما ورد في البخاري : (((َمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ )) . وبهذا الخصوصية والحكمة الالهية صار معلما لسيدنا موسى .
قضية التعلم والتعلم
مفتاح التعلم هنا ما أنزل لسيدنا موسى ويتم وفق التوراة . الانبياء جميعهم ضد الظلم والاستكبار ولذلك يأتي سلوكهم متماشيا مع التكليف الالهي والواجبات المناط القيام بها . وكما اسلفنا فان سيدنا موسى قد راي برهان ربه ومر بمعجزات كثيرة ولكن تجربة الخضر تتركز في التشريع والجوانب الأخلاقية لا الجوانب الاعجازية كما يبدو ذلك من ظاهر الاحداث . رفض سيدنا موسى أن يعيب الخضر السفينة واعتبر ذلك تعد وهو تعامل معها بعلم الظاهر في حين أن الخضر قام بذلك ? كما فعل في بقية الاحداث ? اعتمادا عن علم الخواص والذي وصل اليه من المولى عز وجل ولقد جاء في قول الله عز وجل توضيحا لموقف الخضر : (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ) الكهف : 79 . وهذا مبرر منطقي وصب في مصلحة اصحاب السفينة . أما الحادثة الثالثة حيث وجدا تعاملا سيئا من أهل القرية والذين رفضوا أن يقدموا لهم الطعام والاستضافة ورغما عن ذلك بذل الخضر ما بوسعه لإصلاح الجدار الايل للسقوط وجاء التوضيح في قول الله على لسان الخضر : (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ) الكهف : 82
أما القضية المركزية فكانت قتل الغلام فلقد عبر عنها القران : (فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ) الكهف : 74 . وقتل النفس من غير مبرر شرعي يعد غير مقبول بل مستهجن ولقد كان شرح الخضر لهذا الحدث كما جاء في القران على لسان الخضر : (وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ) الكهف : 80 .
واذا حاولنا تفسير ما فعله الخضر وفقا للقران الكريم فلن يكون التبرير منطقيا بل مخالف للتعاليم الاسلامية لأن الكافر لا يقتل الا بشروط غير متوفرة في حالة الغلام . علينا أن نسلم أن ما قام به الخضر تنفيذ لأوامر الحق العادل وأنه يملك علما من الله ولكن لا بد من ايجاد بل التعرف على المبرر والا سيكون ما قام به الخضر أمام محك ديني يبعث في النفوس الشك والريبة .
لماذا قتل الخضر الغلام !!!
للإجابة عن هذا السؤال لابد من ارجاع القضية الى صياغها التاريخي وبعدها الأخلاقي بمعايير خاصة بتشريع سيدنا موسى عليه السلام وليس بما أنزل على سيد المرسلين سيدنا محمد صل الله عليه وسلم . ورغم اقرارا بالتحريف الذي طال التوراة والذي تم في بعض مواضعه الا أن هنالك أشياء لم يصلها التحريف ومن هذا المواضع حادثة قتل الغلام هذه .
يضم العهد القديم الجزء الأكبر من الكتاب المقدس الموجود الان ويحتوي على جميع كتب اليهود بما فيها التوراة . وكلمة توراة تعني شريعة بالعبرية . وتحوي خمسة أسفار وهي سفر التكوين وفيه قصص , سفر الخروج ويحكي عن كيفية نجاة بني اسرائيل من الاستبداد , سفر اللاويين ومختص بالتشريع , سفر المزامير وهو تسبيح بالإضافة الى سفر دانيال وهو رؤيوي .
وبالرجوع الى سفر الخروج نجد أن فيه مواضيع كثيرة ذكرها القران الكريم ولا نجد فيها تطابق بل تشابه . جاء في سفر الخروج ( من ضرب أباه أو أمه يقتل قتلا ) 15:21 . كما جاء في سفر الخروج الاية : 15 ( الوالدين نائبا الله في الأرض فالاعتداء عليهما اعتداء على الله ) . اذن عقوبة عقوق الوالدين في التوراة هي القتل وهو ما قام به الخضر وبذلك لا يكون قد جاء بشيء مخالف . كما أن الله قد أعلم الخضر بأنه الغلام سيرهق والديه بالكفر وعقوبة الكفر في التوراة هي القتل وفي ذلك جاء ما يلي : ?فَاجْتَمَعُوا فِي أُورُشَلِيمَ فِي الشَّهْرِ الثَّالِثِ فِي السَّنَةِ الْخَامِسَةَ عَشَرَةَ لِمُلْكِ آسَا، وَذَبَحُوا لِلرَّبِّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْغَنِيمَةِ الَّتِي جَلَبُوا سَبْعَ مِئَةٍ مِنَ الْبَقَرِ، وَسَبْعَةَ آلاَفٍ مِنَ الضَّأْنِ. وَدَخَلُوا فِي عَهْدٍ أَنْ يَطْلُبُوا الرَّبَّ إِلهَ آبَائِهِمْ بِكُلِّ قُلُوبِهِمْ وَكُلِّ أَنْفُسِهِمْ. حَتَّى إِنَّ كُلَّ مَنْ لاَ يَطْلُبُ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ يُقْتَلُ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ، مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ?. (أخبار الأيام الثاني 10:15-13) . كما جاء ايضا : وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: وَتَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمِنَ الْغُرَبَاءِ النَّازِلِينَ فِي إِسْرَائِيلَ أَعْطَى مِنْ زَرْعِهِ لِمُولَكَ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. يَرْجُمُهُ شَعْبُ الأَرْضِ بِالْحِجَارَةِ?. (اللاويين 1:20-2) . في البداية كانت ردة فعل موسى كما جاء على لسانه في قول الله : (قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ) . الكهف : 74 . ولكن وعندما سمع تفسير وتبرير الخضر لم يعترض أو يبدي عدم ارتياح . ولقد قال موسى عليه السلام وقبل أن يسمع تبرير الخضر واصفا قتل النفس الزكية بانه ( نكرا ) وبالرجوع الى العقوبات في التوراة نجد أن هنالك 15 موضع موجبة للقتل وهي القتل العمد , عقوق الوالدين , الاتجار بالبشر , اتيان البهائم , السحر , الكفر والردة , العمل يوم السبت , الربا , اللواط , مس الجن , الجمع بين المرأة و أمها , سب الذات الالهية , عصيان الانبياء والكهنة والقضاء , الاغتصاب بالإضافة الى السب والقذف .
الخلاصة
أن ما قام به الخضر ومن خلال العلم اللدني الذي اختصه الله به يعتبر تنفيذا كاملا لشريعة موسى والتي تقتل الابن العاق والكافر وبذلك يكون فعل الخضر مبررا ولقد تمكنا من الوصول الى هذا النتيجة عبر ارجاع الحدث الى صياغه التاريخي ودراسته وفقا للواقع وهو تشريع موسى وما جاء في التوراة . نلاحظ أن كل الذين ذهبوا في تبرير الحدث وفقا للشريعة الاسلامية قد دخلوا في مزالق صعبة وتناقضات منهجية والسبب بسيط وهو أن الغلام قد حوكم وفقا للتشريع الذي أنزل على سيدنا موسى عليه السلام .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نعم ((إن ما قام به الخضر ومن خلال العلم اللدني الذي اختصه الله به يعتبر تنفيذا كاملا لشريعة موسى والتي تقتل الابن العاق والكافر وبذلك يكون فعل الخضر مبررا)).
    ولكن موسى عليه السلام كان محقا كذلك في استنكاره لهذه الأفعال لأن الشريعة شريعة الله لكل الرسل يقوم تطبيقها على الظاهر من الأمر أي الشأن الواقع فعلا في الماضي أو الحاضر فما وقع في الماضي أو الحاضر وثبت تطبق عليه أحكام الشريعة، أما ما سيقع في المستقبل فلا سبيل إلى إثباته وهو بهذا خارج شريعة الظاهر المطلوب تطبيقها من البشر العاديين لعدم علمهم بالغيب وسيدنا موسى لم يكن لديه علم الغيب الذي استأثر الله به نبيه الخضر وأمر بالتصرف وفق هذا العلم الذي آتاه الله فلا تثريب ولا نكارة لما فعل امتثالا لأمر ربه وهذا بينه و بين ربه، أما في عين من يتمسك بالظاهر الذي لا يعلم وراءه فمخالفة الشريعة ظاهرة وحق لسيدنا موسى الاستنكار في كل مرة راى فيها مخالفة الشريعة رغم تعهده بعدم الاعتراض على مسلك من التزم باتباعه وهذا يدل على قوة تمسكه بالشريعة وعدم السكوت على مخالفتها مما جعله من أولي العزم من الرسل.
    فليس في الأمر ازدواجية فكلاهما عمل بما علم.والله أعلم.

  2. نعم ((إن ما قام به الخضر ومن خلال العلم اللدني الذي اختصه الله به يعتبر تنفيذا كاملا لشريعة موسى والتي تقتل الابن العاق والكافر وبذلك يكون فعل الخضر مبررا)).
    ولكن موسى عليه السلام كان محقا كذلك في استنكاره لهذه الأفعال لأن الشريعة شريعة الله لكل الرسل يقوم تطبيقها على الظاهر من الأمر أي الشأن الواقع فعلا في الماضي أو الحاضر فما وقع في الماضي أو الحاضر وثبت تطبق عليه أحكام الشريعة، أما ما سيقع في المستقبل فلا سبيل إلى إثباته وهو بهذا خارج شريعة الظاهر المطلوب تطبيقها من البشر العاديين لعدم علمهم بالغيب وسيدنا موسى لم يكن لديه علم الغيب الذي استأثر الله به نبيه الخضر وأمر بالتصرف وفق هذا العلم الذي آتاه الله فلا تثريب ولا نكارة لما فعل امتثالا لأمر ربه وهذا بينه و بين ربه، أما في عين من يتمسك بالظاهر الذي لا يعلم وراءه فمخالفة الشريعة ظاهرة وحق لسيدنا موسى الاستنكار في كل مرة راى فيها مخالفة الشريعة رغم تعهده بعدم الاعتراض على مسلك من التزم باتباعه وهذا يدل على قوة تمسكه بالشريعة وعدم السكوت على مخالفتها مما جعله من أولي العزم من الرسل.
    فليس في الأمر ازدواجية فكلاهما عمل بما علم.والله أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..