مقالات سياسية

ثورة السودان … والآن؟!

م. التجاني محمد صالح

بالتجربة لم يعد أمام أحزاب المساومات والمحاورات والتسويات غير التسليم بالحقيقة المرة أنهم لم يكونوا بمستوى الثورة وتحدياتها وأن عليهم مواجهة الحقيقة الأكثر مرارا أنهم ساهموا بقدر وافر في تعطيل الثورة عن بلوغ غاياتها بإستخدامهم نفس الأساليب القديمة التي أدت في الماضي لذات النتيجة وأفشلت جميع الثورات الشعبية.

إن من تسنموا ذروة الثورة لم يختلفوا من حيث الجوهر عن أؤلئك الذين ثار عليهم الشعب. إنها ذات القناني القديمة وضعت عليها ديباجات حديثة وبقى المحتوى والنتيجة ذاتها. ولطالما ظل المنهج واحدا فمن المستحيل الوصول لنتائج مغايرة.

الثورة تعني التغيير الشامل وهذا المعنى بالذات لا يراد له ان يتنزل إلى أرض واقع الثورة لأنه يعني ذهاب طلاب كراسي السلطة والمرتبطين بهم من أصحاب المصالح. وفي حقيقة الأمر إن طلاب كراسي السلطة الجدد هم في حقيقتهم إمتداد لؤلئك الذين قامت ضدهم الثورة ولذلك يحولون دائما دون أن تبلغ الثورة غاياتها بل يوقفونها ويعطلونها في محطة “نصف ثورة” لتجري إعادة توزيع الغنائم وفق الواقع الجديد القديم و يتفرق دم الثورة بين الفريقين والخاسر دائما هو الشعب أبو الثورة نفسها ودافع تكلفتها دما وعرقا وشقاء.

الآن على لجان المقاومة ألا تعير إلتفاتة لما يجري في الساحة السياسية من عبث وعبث مضاد وعليها أن تواصل سيرها في درب الثورة الوعر لتكوين قواعد بناها وهياكلها على مستوى الأحياء والقرى والمدن بحزم وعزم ومثابرة حتى تبلغ التمام وعندها فقط تشهر التغيير الشامل على جميع الأصعدة.

لا يبقى أمام العابثين بالثورات السودانية إن أرادوا خيرا بالبلاد إلا التوقف عن السير في دروب المساومة والمحاصصة والتوجه فورا بصدق نحو قطار الثورة والجلوس في المقعد الخلفي بهدوء تكفيرا لما إقترفوه من جرائر في حق الشعب السوداني وثوراته المتعاقبة.

6 أبريل يحبنا ونحبه

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..