مقالات وآراء

إلغاء اجتماع الرباعية حول السودان- قراءة في انهيار الدبلوماسية الدولية

 

زهير عثمان حمد

لماذا أُلغي الاجتماع؟ الأسباب الخفية وراء الانهيار
فشل هيكلي في آلية الرباعية- تناقض جوهري في مصالح الرباعية: –

تتشكل الرباعية من أطراف ذات توجهات متضاربة؛ فبينما تميل بعض القوى إلى دعم الجيش السوداني، تنحاز أخرى لقوات الدعم السريع، وإن بشكل غير معلن.هذا الانقسام البنيوي يجعل من التنسيق السياسي مستحيلاً، ويحوّل كل اجتماع إلى ساحة تنازع مصالح لا منصة تسوية.غياب الرؤية الموحدة -عقد اجتماع دون وجود أطراف الصراع الرئيسيين (الجيش والدعم السريع) هو بمثابة مؤتمر بلا محتوى. أي مخرجات ستكون صدى دبلوماسيًا بلا تأثير ميداني.أزمة المصداقية الأمريكية- فقدان النفوذ لصالح قوى إقليمية:منذ 2023، فشلت واشنطن في قيادة ثمانية مسارات تفاوضية على الأقل، من أبرزها مسار جدة.كما أشار دبلوماسي غربي إلى أن “واشنطن لم تعد قادرة على فرض أجندتها، حتى على حلفائها المقربين”.اللعبة الإقليمية فوق الدم السوداني -الطرف الإقليمي المصلحة السلوك تجاه الاجتماعقوة داعمة لقوات الدعم السريع حماية استثماراتها ومكاسبها الأمنية وضعت شروطًا تعجيزية لحضور الاجتماعقوة مؤيدة للجيش ضمان بقاء المؤسسة العسكرية في الحكم رفضت أي حل يُقصي القادة العسكريينقوة حذرة من الحركات الإسلامية تسعى لاحتواء الإسلاميين في السودان وافقت على التأجيل لغياب ضمانات الإقصاءتداعيات الإلغاء: 3 كوارث مُعجّلة. الإجهاز على المدنيين- الرسالة التي التقطها أطراف الحرب: لا رادع دولي → تصعيد مباشر، خصوصًا في مدينة الفاشر (200 قتيل خلال 48 ساعة فقط).انهيار المساعدات- برنامج الغذاء العالمي يعلّق عملياته في شمال دارفور بسبب انعدام الأمن، تاركًا آلاف الأسر في مهب الجوع.تمكين أطراف الحرب- الجيش السوداني يُطلق تصريحات مبهمة حول “تحرير كامل للأراضي”، تُفهم كتفويض مفتوح للتصعيد.قوات الدعم السريع توسع سيطرتها على مناجم الذهب، بدعم سياسي ومالي غير مباشر من قوى إقليمية.تفكك النظام الدولي- ما بعد الإلغاءالرباعية لم تعد فاعلًا؛ بل تحوّلت إلى واجهة شكلية تُضفي الشرعية على العجز أو على مشاريع الهيمنة.الباب فُتح أمام قوى دولية أخرى-روسيا تستعد لتدخل غير مباشر عبر وحدات شبه عسكرية (تقارير عن نشاط متزايد لفاغنر في دارفور).تركيا تتحرك لتعزيز تحالفات محلية، خاصة مع جماعات لها امتداد إسلامي، ما قد يعيد رسم التوازنات.خلاف داخلي في الإدارة الأمريكيةالمسؤول الموقف الخلفيةوزير الخارجية يفضل الضغط الناعم يخشى تقويض العلاقات مع حلفاء إقليميين ويركز على أوكرانيا وتايوانمبعوث السودان يدفع لعقوبات صارمة يعتمد على تقارير استخباراتية تُظهر فشل الدبلوماسية وضغوط من الكونغرسالانقسام داخل الإدارة الأمريكية يعكس صراعًا أعمق بين – تيار الواقعية: التعايش مع الأنظمة الاستبدادية لتحقيق الاستقرار.تيار المبادئ – دعم المسار الديمقراطي، ولو بتكلفة جيوسياسية.المشهد بعد الإلغاء- سيناريوهات المستقبلالسيناريو الاحتمال الآثارتقسيم فعلي للسودان 70% دويلات متناحرة (الغرب تحت سيطرة الدعم السريع، والشرق والشمال تحت قيادة الجيش)حرب إقليمية 25% تدخل مباشر لقوى إقليمية لحماية مصالحها السياسية والاقتصاديةثورة مدنية جديدة 5% انتفاضة شعبية تطيح بكل أطراف الحرب وتدفع نحو تدخل دولي لحماية المدنيين* شهادة وفاة للدبلوماسيةإلغاء الاجتماع ليس مسألة إجرائية، بل دليل قاطع على -عجز المجتمع الدولي عن كبح أسوأ حرب عرفتها أفريقيا منذ رواندا.استغلال القوى الإقليمية للأزمة السودانية لتمرير أجندات جيوسياسية.تحوّل المنصات الدبلوماسية إلى أدوات “تجميل” لصراعات دامية.السؤال المفتوح أمام العالم – كم من جثة سودانية أخرى ستُراق، قبل أن تُدرك القوى الكبرى أن “التأجيل” بات قرارًا بموت شعب؟السودانيون اليوم يعرفون تمامًا ,لا مُنقذ إلا أنفسهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..