ما هكذا يكون الخلاف اخي كمال..!

كعهده دائماً أقام أخونا كمال عمر عبد السلام المحامي الدنيا وشغل الناس في الأيام الفائتة ولعلاقتي الوثيقة بكمال عمر تلقيت مكالمات عديدة استفساراً عن موقف كمال عمر من الأمين العام للمؤتمر الشعبي د .علي الحاج بعد تصريحاته النارية عن خلافه مع الأمين العام وكان ردي علي الجميع بان الأمر عادي كون ان كمال عمر يوجه سهام النقد مهما كان طائشا لقيادة الحزب فهذا يدخل في دائرة ان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ولكن هذه المرة يرى الكثيرون ان كمال تجاوز حدود الأدب واللياقة في حديثة واستخدم عبارات لا تليق به كقيادي إسلامي ملتزم في صف المؤتمر الشعبي وكقانوني ضليع يجب ان يكون لبقا دقيق العبارة في تصريحاته لئلا يساء فهمها … فمن غير المعقول إن يضع كمال عمر نفسه رأساً لرأس الدكتور علي الحاج فبينهما بون شاسع لا يحتاج إلى تفسير وتوضيح ، كل العاملين في الحقل الإسلامي الحركي قديماً وحديثاً يعرفون د. علي الحاج أصله وفصله مدخله ومخرجه وربما كثير منهم لا يعرفون كمال عمر حق المعرفة … ولكن وبطبيعة الحال فلسنا حزباً طائفيا يدور حيث دار زعيمه فالزعيم عندنا من ارتقى سلم القيادة عبر مؤسسات الحزب ورضا جماهيره فليس لدينا ولاية عهد ولا وراثة,
وفي ذات الوقت ليس الزعيم عندنا مطلق اليد في قيادة الحزب هنالك كوابح الحزب , النظام الأساسي واللوائح وفوق ذلك مراقبة جماهير الحزب ، ودائماً القيادة عرضة للنقد وفي ذات الوقت محصن وفق النظام السياسي من المؤامرات والطعن من الخلف والرمي بالبهتان !!
وبما أننا لسنا على قلب رجل واحد فلنختلف في رؤانا للقضايا كل يدافع عن رأيه ونظرته بالأسلوب الديمقراطي المعروف والشورى داخل الحزب فأن قطعت مؤسسات الحزب برأي وانعقد الشورى فلا مناص من الالتزام الصارم بذلك بل الدفاع عنه والا فلا معنى لوجود الحزب .
نحن لا ننسى فضل ونضالات أخونا كمال عمر خاصة في ساعات العسرة كان مقاتلاً شرساً إلى جنب شيخه رحمه الله العلامة حسن الترابي ونعرف ما بذله كمال عمر في جمع أحزاب المعارضة ولملمتها في تيار واحد في مواجهة الحكومة يومها كان كمال عمر نجم الساحة بحركته الدائبة ولسانه الزرب وإطلالته الأعلاميه , اكتسب كمال عمر قوة الحجة وعزيمة الإقدام من شيخه فهو دائما مقبل غير مدبر… وبما ان السياسة في هذا البلاد لا تستقر على حال فبعد انعطاف المؤتمر الشعبي نحو الحوار ,
طوي كمال عمر صفحة المعارضة مقبلا بذات القوة والاندفاع نحو الحوار لم يلتفت الى مواقفه السابقة من النظام بل لبس جبة الحوار والسلام إيماناً و وأقتدارافذهب يبشر بالحوار والسلام لاعبا دوراً متعاظماً في أقناع كثيرين من الأحزاب والقوى السياسية والشخصيات للاندراج في الحوار ، كل ذلك بدفع من شيخه فهو المعين الذي لا ينصب لكمال عمر … ولكن أقدار الله التي لا ترد أتت على الشيخ حسن فذهب الى ربه راضياً مرضياً وترك أثراً لا يمحى إلى قيام الساعة، كان غياب الشيخ صدمة لكثيرين وعلى رأسهم التلميذ النجيب والمحب حتى الثمالة كمال عمر عبد السلام كان وقع الأمر عليه صعباً ولولا الأجل الذي كتبه الله على كمال عمر للحق شيخه ساعة وفاته , تماسك كمال عمر إيماناً بأن الموت حق وان الشيخ حسن لم يمت كما يموت الآخرون بل ترك علماً وعملاً ورجالاً ونساء يقتفون أثره ويقودون قافلة النور ، تماسك كمال ولكنه لم يستوعب بعد مفارقة شيخه جسدا ولم يفق بعد الأفاقة الكاملة من الصدمة ,هذا بجانب انقطاع المعين ونضبه ، طاش حق كمال عمر فالمرء مع من أحب ، لم يعد كمال كما كان .
كثيرين من أخواننا في المؤتمر الشعبي لا يعلمون أن كمال عمر وفور وفاة الشيخ حسن زهد في العمل السياسي وكاد أن يعتزل تماماً لولا ضغوط بعض أخوانه وأنا على علم دقيق بذلك ، واصل كمال عمر عمله مع أخوانه تحت قيادة الشيخ إبراهيم السنوسي فعبروا بالحزب بعد المحنة إلى بر الأمان فخاب ظن كثير من الأعداء من ان الحزب سوف يكون أثراً بعد عين بعد غياب الربان الماهر !!
عاود كمال عمر جهوده في دفع مسيرة الحوار إلى نهاياتها حتى بح صوته بل كاد أن يذهب تماماً لولا دعاء الأبرار من أخوانه ، وقد ذهب بعض المرجفين الي القول بأن كمال قد أصابه الخرس وأصبح عاجزاً عن المدافعة السياسية وعاجزاً في ذات الوقت عن العمل في مهنته التي من أهم أدواتها اللسان وما أدراك ما اللسان !! ولكن عاد صوت كمال يلهث بالشكر والثناء على رب العالمين الذي انعم عليه بالصحة والعافية ، نقول للذين يدمغون الأخ كمال بحبه وشغفه للمناصب والوظائف ، خاب ظنكم وكما قلت قبل قليل فأن الرجل عزم على ترك العمل السياسي نهائياً بعد وفاة الشيخ حسن وكرر ذات الأمر مرة أخرى عندما رشح عضواً بالمجلس الوطني ،يومها ثار ثورته وأعلن استقالته ورفضه للمنصب ودخل في ملاسنات كلامية خارجة عن اللياقة مع الأمين العام د. على الحاج .
ولزم منزله ، ذهبت أليه أناقشه فلحق بي الأخوة محمد النبهاني وأسماء حسن الترابي وبعد نقاش طويل تراجع الرجل فهو أواب إلى الحق بل اعتذر لشيخه د. علي الحاج الذي قبل الاعتذار بصدر رحب وهو مسرور … ظل الرجل قلقاً بتأثير من غياب شيخه ومن حبه له خوفه من فراقه ومن يألف الشيخ حسن ويتعامل معه فلا شك أنه سيجزع لفراقه فهو مصدر أمن وأمان لكمال ولغيره وينفس عن قلقه هذا ويعبر عنه بغضبات متتاليات ضد الحكومة حينا والحزب وقيادته أحيانا ويدفعه إلى ذلك أيضاً تباطؤ أنفاذ مخرجات الحوار الوطني التي افرغت في تقديري من كثير من معانيها ومضامينها وأصبحت مجرد اوراق صفراء يلوح بها النظام كلما إدلهم الخطوب وتراكمت الاحباطات ويرى كمال في ذلك انحراف عن خطة الشيخ حسن في تجاوز البلاد لأزماتها ويرى أيضا من خلالها تضعضع حزب المؤتمر الشعبي في سكوته عند كثير من المشاكل ، الحريات , الحكم الرشيد , المنظومة الخالفة الخ … ولكمال كل العذر في ذلك ونوافقه الرأي في إن الأمور لا تسير سيراً حسناً بل هنالك تراجعات وانحرافات سببها المؤتمر الوطني ونخشي أن تضيع فرصة الحوار الوطني …. هذا كله مما يغضب كمال عمر عبد السلام ولكن العيب في كمال عمر كل العيب في تضخيم ذاته وتذكية نفسه وهذا السلوك لا يشبهه ولم يتطبع على ذلك فمن غير الجائز شرعاً وخلقاً ان يتحدث الشخص عن مجهوداته ونضالاته بشئ من الكبر والبطر ويذم الآخرين , أن ظن كمال عمر وأوحى له شيطانه وقرينه فلكل قرين ,
انه الأفضل بنضالاته وعطائه وبالتالي فهو الأحق بالزعامة والرياده لو دقننا الحساب في هذه النضالات المزعومة فسوف نجد ان كمال عمر يجد نفسه في مؤخرة الصف كثيرون كثيرون يسبقونه في العطاء والنضال مع العلم إن أدب الحركة الإسلامية لا يقوم على تقديم أصحاب النضالات والمواقف في كل حين فكل ميسر لما خلق له ، نربأ بكمال عمر إن ينحدر على هذا النحو بحديثه المكرر عن نفسه ونضالاته كف عن ذلك !! دع الآخرين يتحدثون عنك لا احد من أخوانك ينكر فضلك وعملك وصبرك في أيام العسر اترك كل ذلك في ميزان حسناتك لا تحبط عملك ، ومن عيوب كمال عمر حديثه المرسل غير المؤسس عن أخوانه الكبار أصحاب السبق، السابقون السابقون هؤلاء تريكة الإسلام في هذا البلاد بايهم اهتديت هديت فكلهم عندنا فوق الشبهات الشيخ علي الحاج ، الشيخ أبراهيم السنوسي ، الشيخ خليفة مكاوي ، عبد الوهاب عثمان ، احمد الترابي ، حسن ساتي ، محمد السيد ، أبو فاطمة ، خديجة كرار ، محمد الأمين خليفة إلى أخر العقد الفريد كلهم محل تقدير ولهم قدم سبق وصدق في الدعوة ولا نتسامح مع من يمسهم ببهتان وسوء …. وكذلك العزر لكمال عمر فهو لم يخرج من الصف ولن يخرج مجرد كبوة فارس وهو أواب إلى الحق تائب عن الخطأ وخير الخطائين التوابين …

لا نسمح بالمس بكمال عمر لا قولاً ولا فعلاً ستظل إخوة الإسلام هي الحاكمة نختلف ونتجادل ولكننا نعود الى الحظيرة ( يا أيها النبي حسبك الله ومن أتبعك من المؤمنين هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم أنه عزيز حكيم ) …فليعود صفاء الأخوة وليحتسب كل منا ما أصابه ونمضي في مسيرة الخير إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها.
[email][email protected][/email]