كورة وسياسة: البشير رئيس طوالى مثل الوالى!

البعض يظن أن مثل هذا الموضوع قد يصرف بعض القراء عن الكاتب وهذا راى نحترمه لكننا نختلف معه ونرى على العكس من ذلك وأنه يساهم فى لفت نظر أهم (قطاع) فى المجتمع وهو قطاع الطلاب و(الشباب) الذى يحدث الثورات ويشعلها والكاتب ليس مطلوب منه فى كل وقت أن يوضح ويبرر لماذا كتب فى هذا الموضوع ولماذا لم تكتب فى موضوع آخر،إضافة الى ذلك فنحن لم نمنع اى شخص آخر ان يكتب وينتقد أى إعوجاج يراه فى مؤسسة أخرى أو كيان آخر مماثل رياضى أو سياسى، وهذه المدرسة لا ندعى أننا قد أبتدعناها أو بادرنا بها، بل سبقنا عليها كتاب كبار داخل السودان وخارجه.
المهم فى الأمر أن بقاء هذا النظام لمدة 27 سنة ولا زال يطمح فى المزيد أفسد أجمل الأشياء فينا والتى كانت تميز الإنسان السودان والمتمثله فى مثل يقول (كبير الجمل).
أى أن الفرد السودانى بحسب تربيته (الصوفية) لا يخشى فى هذا الكون غير ربه، ولا يرى أن مصيره وتدبير أمور حياته ومعاشه مرتبطة أو معتمدة على (شخص) مهما كان وزنه وحجمه ومكانته، وفى ذات الوقت تلاحظ لذلك الفرد نفسه ومن زاوية آخرى كيف يتعامل مع الآخرين فى أدب ووقار وأحترام بل فى حياء وتواضع مدهش، حتى يظن من لا يعرفه ولا يفهم مثل هذه الثقافة، بأنه أقل قدرا منه فى كل شئ حتى يكتشف داخل اثواب ذلك (السودانى) المتواضع، يعيش عالم فى مجاله إضافة الى تمتعه بثقافة عامة وشامله، فيبهره حينما يتحدث فى الدين أو الأدب أو الفن أو التاريخ أو علوم الكمبيوتر أو اللغة.
لذلك وصفت الكاتية اللبنانية المعروفة أديبنا الطيب صالح حينما قدمته فى رساله الى أحد أصدقائها فى لندن ” أنه متواضع كالعشب ولا يدرى كم هو مبدع”.
تلك كلها حقائق، لكن لابد ككل شئ جميل – نادرا ? أن كتمل فإن تربيتنا تلك كذلك كان يشوبها كثير من الخلل ? المقبول – الذى اضاعته (الإنقاذ) واوصلته درجة عدم القبول.
من النماذج المقبولة أن “بعض” الأباء لا “كلهم” كانوا يتحكمون فى خيارات أبنائهم السياسية والفكرية والدينية بل وحتى الرياضية، ويمكن أن اذكر عشرات الأمثله فى هذا الجانب على الرغم من ميل الشخصية السودانية (للحرية) التى تكاد أن تكون مطلقة فى بعض الأوقات وبدون ضوابط أو كوابح.
ومن الأمثلة المقبولة كذلك فى هذا الجانب نفسه والتى تتسبب أحيانا فى إحداث ضرر كبر أم صغر، أن تجد أن أب أو كبير عائلة “امى” ومحدود الثقافه وغير مطلع على مجريات الأمور فى الوقت الحالى، بالطبع لابد أن يعامل بكل إحترام ووقار وتقدير، لكنه فى ديكتاتورية غربية تلاحظ عليه يسير إبنه ويفرض عليه تعليمات غير مقنعة رغم أنه نال أعلى درجات التعليم، وفى أمور تكون فى حاجة الى من هو مثله.
للاسف “الأنقاذ” خلال هذه السبعة وعشرين سنة الكوؤد قضت على كلما هو جميل عندنا إضافة الى تلك السلبيات المقبولة أو (المهضومة) كما يقول اللبنانيون واستبدلت الثقافة السودانية بثقافة جديدة شاذه ومقززة، اصبحت شبه سائدة وتؤثر على الكل فى اى مجال.
مثلا الشخصية الرياضية المعروفة بإسم ” جمال الوالى” التى ظهرت مع “الإنقاذ” فى مجال الرياضة ومن قبل ذلك فى مجال “البزنس” والمال والأعمال لا لأنه أشطر من الآخرين أو أكثر منهم ذكاءا وقد كشفت صحفية تنتمى “للهلال” وفى ذات الوقت “للمؤتمر الوطنى” والنظام وتنال السخط وعدم الرضاء من كآفة الوان الطيف الرياضى الأزرق والأحمر وغيرهما وتعودت أن توجه سهامها المسمومة وتسئ للكبير وللصغير بل للشعب كله بدون أدب أو إحترام، أن “جمال الوالى” ما كان معروفا ولم يكن يعرف لولا أنه إبن النظام ولولا إلمؤتمر الوطنى الذى دعمه سياسيا وإقتصاديا ورياضيا، فقبل ذلك ما كان معروفا لأحد، ولقد كتبت من قبل متسائلا، كيف لا ينجح رجل أعمال والسفارات والملحقين التجاريين السودانيين فى اى دولة يمن دول العالم يعملون له (كسكرتارية) و(كسماسرة)؟
ولماذا تتعامل الشركات الأجنبية ورجال الأعمال الأجانب مع شخصيات سودانية مماثلة لهم طالما لديهم رجل موثوق به من قبل السفارات والبنوك السودانية ويتم تقديمه من قبل أعلى القيادات بإعتياره رجل النظام الموثوق فيه وفى تعاملاته.
من حق أى سودانى له عقل أن يتساءل، لماذا تم إستئجار طائرة عمر البشير التى أعيدت من الأجواء السعودية فى طريقها لإيران، بواسطة (جمال الوالى) وما هو دخله فى ذلك العمل وكيف وصلت تكلفة أيجار تلك الطائرة لمبلغ 800 الف دولار يمكن أن يشترى طائرة شحن يوشن تسع 50 طنا أو 3 إنتنوف – 12 التى تصل حمولتها الى 20 طنا ويمكن أن تنقل الخراف الحية أو منقة جبل مرة بدلا من أن تحمل بالصواريخ والبراميل لتقتل اطفال ونساء وشيوخ جبال النوبة؟
هل تعرفوا سر التصريح (الروسى) لو كان حقيقة، وتهافت النظام ووزير خارجيته على روسيا ? الشيوعية العلمانية – على تلك الحاله التى تفوقت على (تهافت تهافت) إبن رشد؟
السبب هو أن تلك الطائرات (روسية) الصنع، وثمن أفضل طائرة لا يزيد عن 300 الف دولار، فهل يمتلك “المراجع العام” القدرة على مراجعة ثمنها إذا كانت مشتراة أو إيجارها إذا كانت مؤجرة؟
ثم هل يا ترى السبب فى غلاء أيجار الطائرة التى كانت ذاهبة الى إيران عبر الأجواء السعوديو، تلك يعود الى ثمن مضاف مدفوع (لسرية) الرحلة وحدها أم يعود الى (الكومشنات) العديدة التى لابد أن يكون فيها (للحزب) نصيب .. والمبلغ يخرج من خزينة الدولة كتمويل لطائرة الرئيس؟
لولا تلك “الكومشنات” .. كيف يتبرع ذلك الطالب أو أمين أمانة الطلاب الذى اصبح امين أمانة الشباب الذى تعود جذوره مثل “حسبو” الى مناطق التهميش والذى يشاهد متصورا وهو يحمل “كلاشنكوف” داخل منزله وهو من “سجد” أمام حضرة “عمر البشير”، كيف يتبرع بمبلغ 5000 دولار، لأطفال (غزة) قائلا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، ذلك التبرع أهم من تبرعه لضحايا وشهداء دارفور!
هل رايتم حجم التضليل والخداع؟
الحمد لله لقد “كتل” الغنوشى “الدوش” فى أياديهم كما يقولون، حينما صرح قائلا أن “الإسلام السياسى” بقيادة جماعة “الإخوان المسلمين” إرهابيون افسدوا الكون كله.
للأسف رغم ذلك كله والرجل ? جمال الوالى – “داعم” للنظام واحد سدنته، يتمسك به قطاع كبير من الشباب بل والعواجيز من الجيل الذى حقق الإستقلال كرئيس طوالى للنادى أو المؤسسة التى ينتمى اليها بل شرعوا دون حياء او خجل فى تسيير مظاهرة لمنزله تطالبه بالإستمرار فى خنوع وخضوع وإذلال للنفس لم أر له مثيل من قبل، ذكرنى ببيت الشاعر الفذ نزار قبانى الذى يقول فيه:
هو هذه الكف التى تغتالنا
ونقبل الكف التى تغتال
ليت الرجل كان صاحب إنجازات تذكر حتى لو كانت ? وهمية – فى الرياضة، فى حقيقة الأمر فشل متواصل لمدة زادت عن 13 سنة وما هو اسوا من ذلك أن الذين جاءوا من بعده على الرغم من أن أغلبهم من ابناء النظام، لكنهم كشفوا عن المثير وبأن الرجل ترك على ظهر المؤسسة (مديونية) مديونية باهظة فى كل زاوية وأن اللاعبين الذين أغراهم بالمال وكتبت الصحف الصفراء السالبة داعمة له ومكذبه ومضللة بأنه يدفع “نقدا”، أتضح أن مستحقاتهم لم تسدد بالكامل واصبح الرئيس الذى خلفه يواجه أوامر القبض بين كل يوم وآخر، لا يخرجه من المعتقلات سوى أنه مثل سابقه من سدنة “النظام” وإن كان على درجة أقل، بينما كثير من المعسرين وبينهم عدد من الصادقين لا زالوا اسرى سجون النظام تحت مادة تقول “يبقى لحين السداد” التى لا يوجد لها شبيه فى العالم كله، حتى التى تتطبق شريعة القرن السابع كما قال الكتاب!
إذا تركنا جانبا إبن “النظام” المدلل ? الوالى – لذى يظهر بالخلق القويم والأدب الجم كما يطلق عليه كثير من المطبلاتية واصحاب المصالح والسذج والبسطاء، وقد علق أحد الظرفاء لماذا لا يكون متواضعا وطيبا وهو يملك مال قارون دون أن يتعب فيه أو يبدأ فى جمعه بماله، وتساءلنا من هو السبب فى كل ذلك أعنى فى تبدل الثقافة السودانية التى لا زال الكثيرون يتحدثون عنها بخير؟
الإجابة لا تحتاج الى عناء كثير فالسبب فى ذلك هو النظام وقائده، الذى لا تريد أمريكا أن تحرجه بالموافقة على إصدار تاشيرة لدخوله أراضيها، فهى تعلم أن هيئة كبار علماء “السلطان” سوف تصدر فتوى تمنعه من السفر وسوف تذرف دموع أخوات نسيبة وإخوانها إضافة الى قادة وجنود خمس مليشيات يحصلون على مليارات الجنيها شهريا والا فالطوفان والبدء فى مشروع (قريش) .. هل يعرفه كثير من المرددين، “جمال الوالى أو عمر البشير رئيس طوالى”؟
المسئول عن ذلك هو هذا المجرم المطلوب للعداله الدولية لإرتكابه جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية، ثابتة بالصوت والصورة .
أمر عادى جدا أن يتمسك به أتباع النظام والمضللين والمغرر بهم والمستفيدين من وجوده على كرسى السلطة، لكن المؤسف أن يتمسك به كذلك قادة بعض الأحزاب والمنشقين على الحركات التى حملت السلاح وشاهدوا بأعينهم رفاقهم فى الميدان لحظة إرتفاع أرواحهم الى بارئها، وهو قد فعل كلما فعل بالسودان واهله ولا داع أن نردد هنا عدد القتلى والشهداء فى المحطات المختلفه؟
ثم علينا أن نطرح سؤالا ثانيا .. لماذا اصبح الحال هكذا والشعب السودانى لم يصبر على افضل الحكومات والقيادات، مثلا حكومة أكتوبر وشخصية مثل شخصية سرالختم الخليفة.
السبب فى ذلك هى ثقافة هذا النظام التى اصبحت سائدة، ثقافة (الكاش بقلل النقاش) ثقافة الخنوع والخضوع التى عمدت بصورة ممنهجة لهدم القيم الأصيله فى المجتمع السودانى والتى جعلت كثير من الرجال ? أشباه رجال – نسئ للنساء الفضليات لو شبهناهم بهن .. ثقافة أن تبنى قصرا شاهقا وربما اثنين وثلاثة وأن تنكح إثنين وثلاثة وشقيقك (الفقير) غير قادر على تعليم ابنائه وأنت لا تهتم به أو تجود عليه بشئ، وإن فعلت فلن يكون ذلك بأكثرمما يوفر عليه قوت يوم او شهر وتظن نفسك فعلت خيرا.
السبب فى ذلك “التمسك” بمفاهيم ومورثات تاريخية، كانت صالحة لزمان ومكان غير زماننا ومكاننا وسوف يبقى جمال الوالى رئيس طوالى وعمر البشير رئيس طوالى … وما عليكم الا أن .. تطيعوا ولو ولى عليكم عبد حبشى كأن رأسه ذبيبة.
تاج السر حسين ? [email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الموضوع دة مش قلت بطلتو حق كورة وسياسة دة؟؟
    الأيام الفاتت كنت ماش كويس ومواضيعك ملعلة مالك خربت الرصة؟؟
    وهسة الرصة شنو يا حبة؟
    حيرتنا

  2. يا فردة مالك بتحب التكرار ياخ قديتنا بي موضوع الطيارة دي وكضاب اجرة الطائرة الإيجارية لا تزيد عن 200 الف دولار ولو كانت حمولتها 200 راكب الهرطوم طهران الخرطوم سوف لن يصل سعر التذكرة اكثر من 100 دولار مهما كانت التكلفة،،، فبطل تهبيل للقراء ،،ولو ما متنا شقينا المقابر وسافرنا ،، وأت سافرت لي أمريكا ودبي وبعض الدول الأوربية والصين ،،، في ذمتك دفعت تذكرة اكثر من 1000 دولار ذهاب وإياب لابعد رحلة؟؟

    وبعدين مسخت حكاية الطالب والتبرع دي ،،،يعايشون 5000 دولار لعضو في الموتمر الوطني او الجنجويد عادي يبيع كلاشنكوف بي اكتر من كدة والمخازن مليانة

    وبعدين برضو قديتنا بي قصة جمال الوالي اعترف صلاح ادريس انه هو الدخلو البزنس وعديلو ونفذ لي كم عملية وكان مشغلو في المنظمة الاسلامية للإغاثة واكيد باع كم شحنة ،،،
    وحتي لو كان قروش وداد او الموتمر الوطني ،،ناس مدني عارفين تاريخ جمال الوالي وكان فارش في سوق الخضار وعندو عجلة وعمل كشك وضربت معا اتزوج اخت مرت صلاح ادريس وفكاها لي ،،، وناس كتيرين غيرك كتبوا قصة جمال الوالي دي ،،، وزول ربنا أداها لي لو بي الحلال او بي الحرام مخير فيهو ،، ات حاسد ولا بغران؟؟؟
    يا اخي الحسد علي النعمة حقة ربنا يقود الي الكفر،،، يعني عندك اعتراض علي انو ربنا فتحها علي؟
    وما مسؤول انت او نحن اذا كان مال حرام ولا حلال،،،،
    اهم شيء اذا حرامي يلا العندهم مستندات يطلعوها عشان نعرف ولما تنقلب الأمور يتحاسب وترجع أموال الشعب اذا فعلا سارقها من الشعب،،،

    ياخي ربنا يهديك بلاش التكرار الممل دة ما ضروري تكتب اذا كان ما عندك جديد،،، وليس عيب الا تكتب كل يوم او كل تلاتة يوم ،،،،المهم تكتب حاجة مفيدة مش معادة
    ارحم قراءك الذين ينتظرون منك الحديد يا استاذ

    هسع يطّلع لينا كاره الموتمر الوطني يسل سيفو علينا ويكرر الكلام المسيخ البكتبو كل مرة ،،،الاستاذ القامة وأشرف كاتب وهلمجرا ،،والماعاجبو ما يفتح يقرا التقول الراكوبة مساهم فيها هو وتاج السر،،، وهو اصلو تاج السر بس بي اسم مستعار كاره الموتمر الوطني لأنو نفس كلمات وأسلوب وإساءات تاج السر حسين ،،،من بيت مش عارف آيه ،،بدون احترام بيوت السودان ،،، ومجروح ذات وكلام بي اللفة ،، ما تقول عديل كدة مفعول به ،،،ولا ما بتعرف نحو؟؟

  3. عزيزي تاج كتبنا كثيرا ضد تمويل الاندية لهلاريخ ولا احد يسمع والان الحكومة وقعت في شر اعمالها كل الاقلام الرياضية تهاجمها من مزمل الي المنسقة الي التالف الي الصحف الزرقاء الان علي نفسها جنت براقش ربما يذهب ريح الانقاذ

  4. هؤلاء هم الذين اتشرف واعتز بالكتابة اليهم ليل نهار وفى كآفة المجالات، وليس كثير عليهم أن يحترق الإنسان مثل الشمعة لكى يضئ قليل من الظلام.
    والرد بالجد لا بالسد.
    _________
    اشكر كل من مر على هذا المقال وجعلونى اشعر بأنى أقدم شئيا مفيدا لوطنى.
    ‎حسناء محمد نور‎, Adil Abdoon and 427,004 others like this.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..