عثمان قسم السيد
هي أزمة ثقة بين المواطن السودانى والمؤسسات الحكومية بلا شك ، يعززها غياب الصراحة والشفافية الواجب حضورهما بين طرفي المعادلة ، فالمواطن تتلاطمه أمواج من هموم ومتاعب ومصاعب ، أرهقته ، وما زالت ، حتى أوشكت أن تُغرقه
وتورده مَوارِدَ الهلاكِ !!! .
في الطرف المقابل من المعادلة ثمّة مؤسسات ومسؤولون وضعوا في مواقع المسؤولية لخدمة هذا المواطن ، وتحقيق متطلبات وجوده ، وأمانه المعيشي والخدمي ، وبين هذا وذاك ، يتدفق على المواطن المغلوب على أمره سيلٌ من الوعود والقرارات والخطط والبرامج العريضة ، لكنها على أرض الواقع،تذهب أدراجَ الرياح ، ولا يُعرف مصيرها!!!..
وعودٌ بتحسين الكهرباء وتطويرها وتوفيرها ، مع ماتعنيه هذه الخدمة من ضرورة للاقتصاد ولحياة المواطن … وعودٌ بتحسين واقع المياه على اختلاف استخداماتها للري والشرب..
وعودٌ بتحسين الإقتصاد ومحاربة تفشى الغلاء وضبط مواد تموينية مهربة خارج البلاد غير رادعة و مشكوك بجدواها … استهتار وتراخٍ في السيطرة على انفلاتات مرعبة لأسعار السلع والخدمات ، ومايُرافقها من ضرائب منوّعة وقاصمة للظهر ، مع مصطلحات بدأت تغزو نقاشات ومداولات المجتمع ، مثل التضخم ، والركود ، ومؤتمرات للإستثمار وجلب رؤوس الأموال للداخل، وغيرها ، مما لايستطيع المواطن العادي ترجمتَها..
كلها وعود ، للأسف ، ليس فيها مايبشر المواطن ويُقنعه أنَّ علاجَ أزمته المزمنة ، سيكون بهذه التحركات ، وفيها البلسم الشافي لكلّ أوجاعه..
فلو صدر ألفُ قرار لصالح المواطن ، سيبقى مرتاباً من تداعياتها ، وسيُشكك بأنّ تعليماتها التنفيذية ستُفرغها من مضمونها ، وهذا الإحساس ناتج عن فعل تراكمي اعتاد عليه منذ سنين..
والسؤال : كيف يستعيد المواطن ثقتَه بالمؤسسات الحكومية وقراراتِها؟…
ربما هو أول بند يجب وضعُه على طاولة البحث لإعادة تلك الثقة المفقودة…
ماينقصنا ، للحقيقة ، هو تلك المصارحة والحوار غير المتقطع ، مع الإطلالات الدائمة لمسؤولينا من خلال كل منافذ الإعلام ووسائل التواصل ،
فالمواطن السودانى يريد خريطة طريق واضحة وشفافة تُوصله إلى برّ أمانه وأمانيه في حياةٍ طبيعية ، أو حتى شبه طبيعية ، نزولاً أمام واقع صعب نعيشه على صعيد الوطن والعالم ، بما فيه من اختناقات دولية طارئة ، مسلَّم بحضورها المؤلم.
ورغم ذلك ، نطالب بإيجاد بارقات أمل ضمن هذا الرماد الموحش ، لكي نتفاءل بالقادمات من الأيام أو (ببكرا أحلى) كما نتغنى دوماً..
وللقصة بقية
عثمان قسم السيد5 نوفمبر، 2022