أخبار السودان

ألغى حتى عطلة السبت بالمؤانئ.. تمدد حميدتي و”الحكم بما لا يعلم”

تقرير: الراكوبة

هاهو مارس يعلق منتصفه على مشاجب الترقب السياسي، وسط حالة من التكهنات والاستفهامات، ومخاوف ربما لدى الكثيرين، جراء تحركات نائب رئيس مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” الخارجية والداخلية، وتعامله مع كثير من الملفات بسيادية مطلقة، سيما ملفات العلاقات الخارجية، وفق متابعين والتي كان آخرها زيارته إلى موسكو التي احدثت جدلا كبيرا لتوقيتها الذي يتزامن مع الحرب الروسية الاوكرانية، ما اعتبرته دول غربية كثيرة إعلان لموقف السودان الداعم لروسيا، قبل أن يعلن مجلس السيادة موقفه من الحرب في ضرورة توصل الاطراف إلى حوار.

جولات وتحركات النائب في ملفات هامة تخص السودان، فتحت الباب أمام التكهنات والاستفهامات حول مغزى الرجل، قبل أن تكشف تقارير إعلامية عن مخاوف البرهان من هذه التحركات وهواجس من مغبة انقلاب يقوده حميدتي للانقضاض عليه.

تمدد

هل التقدم نحو كرسي حكم السودان هو ما يعمل عليه حميدتي من خلال حالة التمدد الكبير له ولقواته؟ تساؤل يطرح نفسه في ظل توسع إمبراطورية الدعم السريع في عوالم الاقتصاد والسياسة التي عاونها عليه البرهان حين مكنه من مقاليد الحكم فكانت له الغلبة والقوة للحد الذي صارت فيه قواته قوة موازية للجيش السوداني، عقب رفضه وتشدده على عدم دمجها وفق بند الترتيبات الامنية على أن تكون قوة قائمة بذاتها، كل هذا بحسب معطيات المشهد يدلل على خطوات حميدتي المنظمة في الحصول على مقعد حكم السودان، من خلال مستشاريه الذين يرسمون له الخطط للصعود، ما جعل المخاوف تنتاب البرهان نفسه، حين كشفت مصادر إعلامية عن أبلاغه مصر مخاوفه من هذا الصعود، وفيما وضع كثيرون الحديث موضع الشائعة، اكد بالمقابل الصمت من قبل الجانبين حول ما يشاع، حقيقة الخلاف، وتناقلت الوسائط بصورة متسارعة الخلاف بين الجيش والدعم السريع سيما عقب حديث عن سحب قوات الدعم السريع من الارتكازات واستبدالها بقوات الجيش.

تثبيت أرضية

وفيما كان سعي الجانبين في أوقات سابقة ضرورة المسارعة إلى نفى اي حديث عن خلاف، يؤكد مراقبون تحدثوا ل “الراكوبة” استعصاء الأزمة بين قائد الجيش وقائد الدعم السريع، ما جعل الصمت المطبق حول ما يثار سمة الجانبين.
وشملت زيارات حميدتي منذ شهر يناير وحتى مارس كل من إثيوبيا وجوبا وروسيا هذا على الصعيد الدولي، أما على الصعيد الداخلي فقد غادر أمس إلى بورسودان للوقوف على أحوال الميناء ووجه بزيادة ساعات العمل في الموانئ لانسياب البضائع من الحظائر.

كما وجه بأن يكون يوم السبت يوم عمل عادي، هذا قبل أن يتبرع بـ بمبلغ 5 مليون جنيه لمركز تنمية الشباب بالبحر الاحمر. هذا التحرك بحسب المراقبين يصب في تثبيت أرضية الرجل الذي ظل يبحث عن موطأ قدم وتغيير النظرة له ولقواته التي ينظر الجميع لها على أنها مليشيات تمارس القتل والسرق والنهب.

مصادر تحدثت عن حالة غضب من قبل أعضاء المجلس السيادي من المكون العسكري من هذا التمدد للرجل، الذي أعانه عليه البرهان.

غياب منهجية الدولة

تمدد القوة الاقتصادية من خلال الاستثمارات الضخمة، ودعم الحركات المسلحة له، فضلا عن التوسع في العلاقات الخارجية، هي كل إشارات يضعها خبراء سياسيون في إطار واحد وهو سعي حميدتي الانفراد بحكم السودان، فتتبع منهجية عمله تؤكد ذلك، وبحسب المحلل السياسي والاستاذ المشارك بكلية شرق النيل د. عبد اللطيف محمد سعيد فإن حميدتي يتعامل على اساس انه حاكم السودان وليس النائب، وذلك مرده لغياب خطط معروفة ومحددة لإدارة الدولة، ويرى سعيد في حديثه ل “الراكوبة” ضرورة وجود ميثاق محدد للدولة يحدد المهام والاختصاصات، منتقدا في الوقت نفسه الطريقة التي ألغى بها حميدتي عطلة السبت في ولاية البحر الأحمر بينما العطلة قائمة في الخرطوم وبقية الولايات.

وأضاف: “يجب أن تكون هناك منهجية لإدارة الدولة، حميدتي تبرع لمشروع الجزيرة بـ10 عربات فيما البلاد تعاني وضع إقتصادي متردٍ فهل هذا من ماله الخاص ام من مال الدولة”.

رحلة صعود

وبدأت رحلة صعود حميدتي، ليس بعضويته في المجلس العسكري عقب سقوط البشير أبريل ٢٠١٩، بل منذ اختيار البشير له لدحر التمرد في دارفور، ودعمه له باضفاء الشرعية على مليشيته التي اطلق عليها مسمى قوات الدعم السريع، وبدلا من أن يكون ذراعه اليمني ورجله الوفي، كان أحد العناصر الأساسية التي اطاحت به.

وينحدر حميدتي من قبيلة الرزيقات في إقليم دارفور، ترك الدراسة في سنواته الأولى، قبل أن يعمل في صباه في تجارة الإبل بين ليبيا ومالي وتشاد بشكل رئيسي، فضلا عن حماية القوافل التجارية من قطاع الطرق في مناطق سيطرة قبيلته، ومنذ عام ٢٠١٥ تحول حميدتي إلى لاعب مهم في السياسة الإقليمية حيث دفع إلى مشاركة السودان في حرب اليمن من خِلال قوات الدعم السريع.

كما تحولت القوات إلى حليف للاتحاد الأوربي في محاربة الهجرة غير الشرعية من إريتريا وإثيوبيا، الأمر الذي نفاه الاتحاد الأوربي، لكن حميدتي هدد الاتحاد في خطاب متلفز بوقف التعاون إذا لم يعترف علنا بتعاونه مع قواته.
نجح حميدتي في فرض نفسه في المجلس العسكري بالدعم الذي حصل عليه من بعض الدول الإقليمية على رأسها السعودية والإمارات ومصر من خلال الاعتراف به ومن ثم دعوته لعدد من الاجتماعات.

‫11 تعليقات

  1. كل ما يثار حول هذا الرجل مدح واطراء له، لم يتجرأ احد بذمه أو كشف نقاط ضعفه، هو الآخر لا يكترث، بل ألغى ما حوله، وماضي قدما لتحقيق هدفه.

  2. لو عندنا جيش قوي مفروض يقبض عليه ومعرفة مصادر دخله ثم حل كل الملشيات واما الخاقهاىبالقوات الساحه او تسريحها ومن يرفض يتحاكم

  3. ١-
    سالوا فرعون “مين فرعنك؟!!”.. قال “ما لقيت حد يلمنى!!”..
    ٢-
    سالوا حميدتي ” كيف كوشت علي كل شيء في البلد؟!!”.. قال “ما لقيت راجل في مجلس السيادة والمؤسسة العسكرية يوقفني!!”..

    بكري الصائغ
    [email protected]

  4. بعيدا عن أن كان حميدتي صالح او طالح لكني اعتقد ان الرجل يمارس صلاحيات ريس الوزراء اي حمدوك في ظل فشل المدنيين للاتفاق على ريس وزراء جديد.

    1. يا لذكائك يا “Mohd” فقد فسرت الماء بعد الجهد بالماء!

      ثم لماذا تبتعد عن كون الجنجويدى المجرم صالحاً أم طالحاً؟
      أليست الأخلاق الحميدة أهم صفات الإنسان السوى؟
      و أليس المذكور هو من يمسك بزمام الأمور (إلى حين) و يتصدى للعمل العام حالياً بلا إستئذان من الشعب السودانى صاحب الحق و لذا وجب تمحيصه و كشف سوء أو صلاح خُلُقِه؟

      يالك من كوزٍ سمجٍ محدود القدرات.

    1. ليسوا كلهم وانما أمثال الباشمدهنس مدعي شهادة الهندسة الذي ينعق بأن حميرتي سوداني

  5. معظم دول العالم حتى المتحضزة يرحمها جهلة وحميدتي ليس بدعا في هذا المجال. ونظرا لان جيشنا أصبح مؤدلجا فلا احد يلوم حميدتي فإن كان الرجل صادقا سيصيبكم بعض الذي يعدكم وان كان كاذبا فعليه كذبه.

  6. بالله بس قول لينا واحدة من الدول المتحضرة يحكمها جاهل يا اخي لاتلقي القول علي عواهنه. حميدتى الجاهل تمدد لانو مالقي راجل ود مقنعة واحد في الجيش السوداني. تفتكر لو واحد زى ابو كدوك او الرئبق ولا عبد الماجد حامد خليل أو نميرى زى حميدتى دا كان شاويش في الجيش السوداني. لكن للأسف كان العرة البشير السبب الأساسي وجاء العرة التاني البرهان والله البرهان ولجنته البشير الأمنية كلهم ما فيهم راجل تبا لهم.

  7. لم يثبت الجيش انه غير قادر علي حماية شعبه وارضه فقط . . . بل اثبت انه حتي نفسه . . . غير قادرعلي حمايتها . . . لاتوجد بالجيش آليه . . . تحميه من انفراد قياداته باتخاذ القرارات الخاطئه . . اوالاصرار عليها رغم تعارضها البين مع واجباته . . . كما ان للعامل التربوي للشعب السوداني وثقافته . . . دورا كبيرا في الاخلال بمهنية الجيش “الشرطه . . . الامن . . . الخ” . . . وما دور الاحزاب الكبير بغائب عن التحييد

    كل سوداني عاقل ابن ابيه . . . وله خلق . . . يعلم ماخطوره سرطان ال دقلوا الذي اصاب الجيش علي حين غفلة . . . كثير من قيادات الجيش ” ان لم تكن جميعها ” . . . تورمت سرطانيا . . . وبرغم ذلك يظل ويبقي الجيش من جسد السودان . . . فليسعي الشعب لمداواة جسده . . .وعدم لفظه . . . فما البرهان . . . الكباشي . . جابر . . .وهلم جرا الا اعضاء اصابها السرطان في حين غفلة . . . وماهم بالقلب النابض ولا العقل المفكر . . . علينا التعامل مع الجيش بعقلانيه وحكمه . . . فهو يكتسب قوته وحيويته من الشعب. . . علينا قراءة ما بين السطور . . . وسماع ندائه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..