أخبار السودان

علي طريقة (القعونجة)

لما اقترب انفصال الجنوب في 2011 قال وزير المالية آنذاك أن عجز الميزانية سينقلب إلي فائض لأن حكومته ستتخلص من عبء تحويلات حكومة الجنوب البالغة 3 مليار جنيه في السنة .
وانفصل الجنوب وذهب معه 75% من النفط الخام،واشتدت الأزمة الاقتصادية فقال الوزير (اللي بعده)للناس(أكلوا كسرة)،ومعناها التهكم علي الشعب الذي عاني ما عاني من زيادة سعر رغيف الخبز،فدوّن الشعب التهكم في دفاتر الانتفاضة،ولما زادت الحكومة سعر البنزين،خرج الشعب في انتفاضته المشهودة بتاريخ سبتمبر 2013،فهزّ أركان الحكم،والتقيل في الكيزان فات المهر العنيد،بمعني هرب من المعركة.
القروش التي سلبتها(الإنقاذ)من الناس جراء رفع أسعار البترول تبلغ في العام الواحد 10 مليار جنيه،وبرغم هذا فعجز الميزانية مستمر،لأن بعض الإنفاق(السري)يشطف الميزانية شطفاً .
وركب وزير المالية وجوقته الطيارة من الخرطوم إلي بكين وبالعكس،طمعاً في المنح والهبات،فقال أولاد(ماو) كو ..ومعناها باللهجة المصرية(ماكانش يتعز)،وبالدارجي السوداني(تلقوها عند الغافل).
وعرض الوزير والوفد المرافق رهن الذهب اللي في باطن الأرض مقابل التمويل الصيني،فقالوا لهم ما معناه كيف تبيعون لنا الطير في الهواء والسمك في البحر!! فرجعوا إلي الخرطوم بخفي حنين.
وجاء الوزير اللي بعده،وقال أن خطته الخمسية ستجعل الناس في القدمبلية يصنعون الشعيرية،وأن الإيرادات سترتفع بنسبة 12%،والنمو الاقتصادي سيقفز 7%،وأن الكهرباء ستشتغل(تش)،والحمّام بالدش،والدقيق(هبطرش).
ومن أول 6 شهور في برنامجه(العجيب)وصل العجز في الميزان التجاري لمليار دولار،وعجز الميزانية مليار جنيه،فقال للناس أن سبب (المصيبة)دعم الكهرباء،والدقيق،وكاد أن يضيف الطابور الخامس الذي يغني(يا مطر عز الحريق).
أما بداية إنجازات الخطة الخمسية،التي ستجعل السودان(يفوت)اليابان،فهي افتتاح مشروع أجنبي لإنتاج البرسيم،وتصريح الوزير بأن المشروع هو بطاقة العبور بالسودان لآفاق التقدم،مما نفهم منه أن السودان بعد هذه الطفرة الهائلة في إنتاج البرسيم سيصبح الأول في تصدير الحمير ومنتجاتها لدول العالم،التي هي في حاجة ماسة للحمير السودانية المميزة،التي تحب البرسيم حباً جماً.
وعندما تنخفض أسعار الحمير عالمياً،كما انخفض سعر النفط هذه الأيام،سيقول الوزير أن الذهب الذي سيكتشفه الروس هو(الحل)،وعندما يشطف السدنة الذهب حتي آخر جرام،سيقول التنابلة أن تحت مشروع الجزيرة بحيرة بترول ضخمة،فيطرد العسكر المزارعين،ومن ضمنهم صديقي (بشري)المسكين.
سيظل الناس في حالة ثورة لأن 80% من إيرادات الحكومة من الضرائب،ومعناها من جيب المواطن،وهذه الأموال يتفرق دمها علي العسكرتاريا،والكوزنتاريا،ولا يجد الشعب إلا الملاريا.
و80% من قروش الناس،تنفق علي الحرب والقمع وما شابه،وعلي مرتبات وحوافز السدنة،وال20% المتبقية نهبوها وصقيرها حام .
الحكومة التي لا تستطيع إدارة النفايات،تدير الإقتصاد علي طريقة(القعونجات)،وتلك قصة نحكيها في قادم الملمات.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..